بيلسان قيصر
إنفتاح قداسة البابا وتقوقع المرجع الأعلى
شكلت زيارة البابا الى العراق ورقة ضغط على الحكومة العراقية بسبب الممارسات القمعية التي عمقت معاناة الأقليات في العراق سيما المسيحيين والأيزيدين والصابئة وغيرهم، والإهمال المتعمد لوقف هجرة المسيحيين من العراق، حيث غادر حوالي 75% منهم موطن أبائهم وأجدادهم، مع مصادرة ميليشيات الحشد الشعبي املاك المسيحيين. وأكدت الزيارة العمل على تعزيز مبدأ التعايش السلمي بين الأديان. وقد جاءت زيارة التحدي في ظل ظروف أمنية صعبة للغاية، وقد أعترف بها الفاتيكان، فقد صرح (أتيو بروني) المتحدث بإسم الفاتيكان بأنها" رحلة لها طابع خاص نظرا للظروف الصحية والأمنية، لكنها مبادرة حبّ وسلام لهذه الأرض وهذا الشعب". بالطبع الطابع الرئيس للزيارة هو ديني بحت، كما صرح البابا نفسه.
افرزت الزيارة عدة نقاط منها زيارة المرجع الشيعي السيد السيستاني في النجف، وزيارة الموصل والتعرف على المناطق التي تدمرت على أيدي الدواعش وقوات التحالف والقوات العراقية والحشد الشعبي، كان القول تحرير، بينما كان الفعل تدمير. علاوة على إقامة القداس في العديد من المناطق، من ثم زيارة الناصرية في أور ولقاء العديد من الشخصيات الإسلامية والمسيحية، والقاء الكثير من الكلمات والقداسات التي تؤكد على التسامح وروح التضامن مع جميع الأديان، وخلال زيارته الى أربيل في اليوم الأخير في زيارته قابل البابا فرنسيس ( السيد عبد الله كردي) وهو والد الطفل السوري( إيلان) الذي توفى غرقا عند محاولة عائلته الهروب الى أوربا عام 2015 وقدم مواساته الى الأب، وتعاطف بشدة مع الأسرة. والتقى في زيارته للناصرية بالعائلة المسيحية الوحيدة المتبقية في هذه المحافظة المنكوبة.
خلال زيارة قداسته للموصل صلى على أرواح ضحايا الحرب. وقال" نؤكد قناعتنا بأن الأخوّة أقوى من صوت الكراهية والعنف". كما زار قرقوش، البلدة المسيحية التي نزح كل أهلها خلال سيطرة تنظيم داعش بين 2014 و2017، وأدى صلاة في كنيسة الطاهرة الكبرى التي تشهد على الانتهاكات العديدة لتنظيم داعش في شمال البلاد.
ودعا قداسة البابا فرانسيس المسيحيين العراقيين في العالم إلى العودة لمدينة الموصل والقيام بدورهم الحيوي، معتبرا أن انخفاض أعدادهم في العراق أمر مؤسف؟ وقال قداسته "إن التناقص المأساوي في أعداد تلاميذ المسيح هنا، وفي الشرق الأوسط، هو ضرر جسيم للمجتمع، ويضعف النسيج التنوعي للمجتمع بفقدان أي من أعضائه". وفي ملعب فرانسو حريري امتلأ بآلاف المصلين، أحيا قداسته قداسا كبيرا في أربيل بإقليم كردستان، في اليوم الثالث والأخير من زيارته التاريخية إلى العراق. وخلال إحتفالات القداس في عدة محافظات التقى قداسته بالعديد من المسيحيين وجها لوجه، واستمع الى آرائهم وشكواهم بكل إهتمام وتعاطف، ومنهم السيدة الأيزيدية المعروفة نادية مراد.
قال البابا "ننظر حولنا ونرى علامات أخرى، آثار القوة المدمرة بسبب العنف والكراهية والحرب. كم من الأشياء أصابها الدمار! وكم من الأشياء يجب إعادة بنائها!" ومن رسائله القوية دعوة قداسته السياسين العراقيين الى محاربة الفساد الذي دمر العراق.
في ختام زيارته التاريخية، دعا البابا فرنسيس إلى السلام وتعاون الطوائف في خدمة الصالح العام، وقال جمله لم يتفوه بها اي مرجع ديني في العراق وهي" سأغادر إلى روما، لكن العراق باق دائما معي وفي قلبي".
طلقة طائشة
اسأل ببراءة: ما هو رأي شيعة العراق بزيارة قداسة البابا وهو يلتقي بالناس وجه لوجه، ويزور المناطق المدمرة، ويطلع ميدانيا على حجم الدمار والتخريب، ويقيم القداس ويصلي مع أتباعه، ويخاطبهم مباشرة بتعاطف وألفة، ويستمع الى شكوى ومعاناة المسيحيين في العراق بكل إهتمام وحرص، ويصلي على الشهداء العراقيين كافة، ويطالب الحكومة بمكافحة الفساد؟
أقول: هل البابا أم المرجع الشيعي يعتبر صماما للأمان من خلال مناشداته بالتعايش السلمي للأديان؟
الا يشعر المرجع الشيعي بالخجل وهو يرى قداسة البابا يلتقي بجميع ممثلي الأديان والطوائف في العراق، ويزور المناطق المدمرة، ويطالب بعودة المهجرين المسيحيين العراقيين في الخارج؟
لقد شعرت بالخجل من تقوقع المرجع الأعلى في كهفه، فهل شعر مثلي بالخجل؟ وهل سيخرج لأتباعه ويزور المناطق المدمرة، ويقيم صلاة الجمعة ويؤوم أتباعه؟ الحقيقة لا أظن ذلك، وكم أتمنى ان أكون مخطئة!
بيلسان قيصر
آذار 2021
البرازيل
701 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع