بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة الصقر الابيض - الجزء الثاني
من لم يتسنى له الاطلاع على الجزء الاول فبامكانه مراجعته من خلال هذا الرابط
https://algardenia.com/maqalat/48519-2021-04-05-11-04-42.html
بمكان سري في قرية مهجورة تبعد ساعاتين عن نيويورك
رجع سالفو الى انقاض المنزل الذي يكمن فيه شريكه دوك وسجينه جيوفاني حاملاً معه اكياساً من الطعام والشراب فعاتبه دوك وسأله،
دوك : لماذا تأخرت عليّ هكذا؟ لقد قتلني الجوع وسئمت من هذا الوغد وهو يهذي بغرور وغطرسة كلاماً مملاً يهددني بالتعذيب والموت وتقطيع الاطراف.
سالفو : لماذا لم تقتله؟
دوك : اقتله؟ كيف اقتله؟ الم تقل اننا يجب علينا ان نحافظ...
سالفو : هاهاها، انا امازحك وحسب، لا تقلق عزيزي. انه لا يقوى على شيء لانه مكبل بالسلاسل وسلاسله مربوطة بسلاسل اخرى محكمة حول هذا الفرن الثقيل المهشم وهي تحتاج الى مدفع كي تُفَكَ قيوده. هو يحاول ان يشوش افكارك وكما تعلم الاواني الفارغة تحدث ضجة اكبر. لذلك فهو يبغي استفزازك علك تفك اسره.
دوك : اجل لقد اقترحها علي مراراً كي اطلق سراحه مقابل مليون دولار لكنني لم امتثل لطلباته لانني طلبت منه مليوني دولار. واحد لي وواحد لك. والآن قل لي، ماذا احضرت لنا؟
سالفو : جئت بالكثير من الطعام والشراب لا تقلق. والآن دعنا نطعم ضيفنا الثقيل اولا فسوف يصفنا بالبخل.
دوك : كم مر من الزمن حتى الآن؟
سالفو : مر يومان على مداهمة الشقة والقاء القبض على هذا البغل.
دوك : يبدو لي وكأنه عامٌ كامل. ومتى ستتم عملية استجوابه ومحاكمته؟
سالفو : لقد نسقت مع مديرنا الكابتن كارتر كي يأتي الى هنا ومعه طاقم تقني وكامرات وجميع المستلزمات حيث سنقوم باستجوابه حينها.
دوك : اجل ولكن باي يوم؟ وباي ساعة؟ الم يحدد؟
سالفو : لا استطيع اخبارك. ارجوك سامحني. الآن علينا ان نبقيه هنا وتقوم انت بحراسته.
بمكان آخر في مزرعة الخيل
استيقظت كات من نومها فتركت ابنتها ديانا نائمة وسارت نحو الصالة لتجد حارسهم مايك غارقاً بنومه يصدر اصواتاً اشبه بآلة قطع الحشائش. قامت بتغطيته بلحافه الذي سقط على الارض ثم خرجت من المبنى وتوجهت مباشرة الى الاسطبل. دنا منها حصان ابيض مرقط ببقع سوداء وصار يتودد اليها فمسدت على رأسه وقالت له، انت طيب القلب، اريدك ان تساعدني وتأخذني الى المدينة. وضعت اللجام على فمه وقالت له، "ارجوك لا تصدر اي اصوات". كم انت جميل، ساطلق عليك اسم (ووبي).
فتحت البوابة واخرجته من الاسطبل ثم قفزت عليه برشاقة تامة، ركبت عليه دون سرج وانطلقت به باتجاه الغرب في امل ان تجد مهرباً من اسرها. بقيت تسير لما يقرب من ربع ساعة حتى شاهدت مباني من بعيد. واصلت سيرها حتى دخلت شوارع مدينة صغيرة خالية من المارة. ترجلت من حصانها وربطته على عمود كهربائي وصارت تسير بوسط المدينة النائمة لعدة دقائق وصارت تقرأ اليافطات فتأكدت ان المدينة التي تسير فيها تدعى (ليك سيتي) نظرت بعيداً فشاهدت هاتفاً عموميا. دخلت الصندوق ثم ضغطت على الرقم 911 فاجابها صوت نسائي،
موظفة : 911 تفضلي، اي خدمة تريدين من خدمات الطوارئ؟
كات : اوصليني بالشرطة.
بعد ثوانِ اجابتها سيدة اخرى وقالت،
الشرطية : طوارئ الشرطة تفضلي.
كات : اسمعي مني سيدتي. ليس لدي الكثير من الوقت. انا وابنتي محتجزون كرهائن من قبل عصابة المافيا بليني بمزرعة بالقرب من مدينة ليك سيتي. اسمي كات لويجلياني وزوجي رئيس عرفاء سالفو لويجلياني يعمل بمركز شرطة مانهاتن. ارجو ان تبلغيه بمكاني وان يأتي ليقابلني بالغد تمام الساعة السادسة فجراً بوسط مدينة ليك سيتي. لا استطيع الاطالة لان عليّ الرجوع الى مكان احتجازي والا فسيحسوا بهروبي ويؤذوا ابنتي. هل فهمت؟
الشرطية : اجل سيدتي سأوصل رسالتك على الفور.
سارت كات الى حيث ربطت الحصان وامتطته ثم عادت به باقصى سرعة الى مزرعة الخيل. وعندما وصلت المزرعة احتضنت الحصان وشكرته وارجعته الى مكانه. دخلت المبنى فوجدت الحارس مايك مازال غارقاً بنومه بالصالة. دخلت واخذت حماماً سريعاً كي تزيل عنها رائحة الحصان ثم خرجت وراحت توقظ ابنتها ومايك ليستعدا لوجبة الافطار. بعد ظهر ذلك اليوم اتصل انجلو بليني زعيم العصابة ليطمئن على الامور بالمزرعة فاخبره مايك ان كل شيء على ما يرام.
باليوم التالي استيقظت كات مبكرةً جداً وتسللت الى الصالة فوجدت مايك يعزف سمفونيته المعهودة، ابتسمت وغطته ثم خرجت الى خارج المبنى. اخذت الحصان الابيض المرقط وانطلقت به الى مدينة ليك سيتي. دخلت شوارع المدينة المظلمة فترجلت من حصانها وربطته ثم سارت على الاقدام. ولما وصلت الشارع الرئيسي للمدينة، رأت من بعيد سيارة شرطة تومض وتصدر ضوئها الكاشف بشكل متقطع. عرفت كات ان زوجها سالفو قد اتى لنجدتها فركضت نحو السيارة وعندما رآها سالفو آتية تجري اليه ترك السيارة وصار يركض نحوها حتى التقيا بوسط الطريق واشتبكا بقوة وصارا يتعانقان وراح يقبلها من جبينها ووجنتيها وشفتيها. بقيا بهذه الحالة لدقائق طويلة ثم شعرت كات بواقع الموقف فقالت،
كات : حبيبي، يجب علينا ان ننقذ ديانا. ليس لدينا الكثير من الوقت، إذا استيقظ حارسنا مايك فالامور ستسوء كثيراً.
سالفو : اركبي السيارة ودليني على المكان الآن.
كات : كلا، لا استطيع ان اترك الحصان وحده. ساركب على الحصان وعليك ان تتبعني.
سالفو : اتركي الحصان ودعنا نذهب لانقاذ ديانا.
كات : هذا مستحيل، سوف لن اترك الحصان هنا.
سالفو : لا استطيع ان اجادل هندية عنيدة. هيا قوديني اليه إذاً.
قادت كات زوجها بالسيارة حتى وصلا الى المكان الذي ربطت فيه الحصان. قبلت زوجها ونزلت من السيارة ثم ركبت الحصان وصارت تجري به بسرعة يتبعها سالفو بسيارته. وعندما شارفت الوصول الى المزرعة صارت تسير خبباً فاطفأ سالفو انوار سيارته حتى لا يثيروا انتباه مايك. نزلت من الحصان وطبطبت عليه ثم جائها زوجها سالفو فاشرت له باصبعها كي يتبعها ولكن بهدوء تام. دخلا المبنى فسمعا شخير مايك، ادارت رأسها الى زوجها الذي يتبعها وغمزت بعينها وهزت برأسها بمعنا ان كل شيء على ما يرام. ذهبت كات لتحضر ابنتها بينما سار سالفو نحو مايك واستلّ سلاحه منه بكل هدوء ووضعه بجيبه ثم وضعه مسدسه على جبين مايك فايقظه وقال،
سالفو : استيقظ ايها العجوز.
مايك : ما ما ما من انت وماذا تريد؟
سالفو : انا رئيس عرفاء سالفو لويجلياني، زوج كات جئت لاخذهما معي.
مايك : إذا كنت ستأخذ الرهائن مني فارجوك خذني معكم لان زعيم العصابة انجلو سوف لن يبقيني حياً.
سالفو : لا تقلق، سناخذك معنا قف واستدر واعطني يداك كي اضع الاصفاد عليها.
امتثل مايك فوضع سالفو الاصفاد على معصميه وسأل زوجته بصوت مرتفع،
سالفو : لقد سيطرت على مايك يا كات. هل انتم جاهزون؟
كات : رفقاً بمايك يا حبيبي فهو انسان طيب واهل للثقة، ارجوك لا تؤذيه.
دخلت كات غرفة الجلوس ممسكة بيد ابنتها. امسك سالفو كتف مايك وهموا جميعاً بالخروج الا انهم سمعوا اصوات سيارتين تتوقفان للتو بالخارج تحيط بهما عاصفة من الغبار فقال مايك،
مايك : يا الهي، انه زعيم العصابة انجلو واعوانه. سوف يقتلونا جميعاً.
سالفو : ليس عندما اكون انا هنا. هيا ارجعوا الى المبنى وانبطحوا على الارض.
فكر لنفسه قليلاً وقال، "يبدو ان الجرذان الخائن بالشرطة علم بالرسالة الهاتفية التي تركتها لي كات بالامس فاخبر زعيم العصابة". صرخ سالفو باعلى صوته، وقال للجناة،
سالفو : هذا يكفي يا انجلو، لقد جئتُ لاستعيد زوجتي. لا تقترب والا اطلقت عليك النار.
ما ان اكمل جملته حتى انهال عليهم وابل من الرصاص من كل جانب. حبا مايك على الارض كالدودة وتقرب من سالفو وقال له،
مايك : فك الاصفاد عني يا سالفو ودعني اقاتل الى جانبك فانا ساموت بكل الاحوال إن امسكوا بي.
سافك وثاقك فقط لان زوجتي قالت عنك انساناً طيباً واهلاً للثقة.
فك الاصفاد عنه وارجع له سلاحه ثم قال له،
سالفو : ابقي رأسك مطأطئاً حتى يتوقفوا عن اطلاق النار.
مايك : كم رصاصة لديك؟
سالفو : لدي مشطان اي 14 رصاصة، وانت؟
مايك : 7 رصاصات فقط.
سالفو : إذاً حاول ان لا تطلق اي رصاصة حتى تتأكد من انك ستصيب الهدف.
هنا سألت الطفلة ديانا امها وقالت،
ديانا : هل سنموت يا امي؟
كات : كيف نموت ومعنا الصقر الابيض؟ اطمئني يا حبيبتي فابوك بطل وسوف ينقذنا جميعاً.
ديانا : وماذا ستفعلين انت؟ هل ستقاتلين معه؟
كات : اجل يا حبيبتي. ابقي انت هنا ولا تتحركي ابداً.
ديانا : انا ايضاً اريد ان اشارك بالقتال، فانا هندية مثلك يا امي.
كات : كلا يا حبيبتي. عليك ان تبقي هنا ولا تبرحي مكانك. ساقوم انا بدوري.
حنت رأسها للاسفل وتسللت الى غرفة النوم الخلفية، فتحت الشباك ثم خرجت منه بهدوء كبير وسط اصوات طلقات النار الكثيفة بين زوجها والعصابة. بهذه الاثناء ارتفع رأس احد اعضاء العصابه فاطلق عليه سالفو النار ليخر قتيلاً. هنا رفع احد الجناة رشاشته وصار يرشهم بوابل من الرصاص باتجاه المنزل فهدف عليه مايك واطلق رصاصة واحدة ليقتله. نادى انجلو من بعيد وقال،
انجلو : لا يمكنكم النجاة وسوف تنفذ ذخيرتكم عن قريب. نحن لدينا طناً من الرصاص وسوف نستمر حتى نقتلكم جميعاً. اخرجوا وايديكم الى الاعلى وسوف لن نؤذيكم.
سالفو : انت تحلم يا انجلو، انا رجل قانون وسوف لن اتوقف حتى ابعثك الى جهنم.
واصل انجلو وافراد عصابته اطلاق النار واستمر سالفو ومايك بالتقاط افراد العصابة الواحد تلو الآخر ولم يبقى سوى اثنان منهم فقط، انجلو ومساعده دينو. سأل سالفو مايك،
سالفو : كم رصاصة بقيت معك يا مايك؟
مايك : 2 فقط، وانت؟
سالفو : لم يبقى معي ولا واحدة، لقد نفذت ذخيرتي.
مايك : ماذا نعمل الآن يا سالفو؟
لم يجب سالفو على سؤاله، اخرج خنجره وتقرب من الباب كي يحاول ان يتموضع بشكل افضل ربما يستطيع ان يصطاد واحد من الاثنين المتبقيين برمي خنجره عليه. نظر اليهم فرآهم يحملون بنادق رشاشة ومسدسات فعلم انه يحتاج الى معجزة كي يتغلب عليهما بخنجره لانهما متمرسين باستعمال السلاح. وفجأة شاهد كات من بعيد تمتطي الفرس الابيض المرقط متجهة نحو العصابة من الخلف وتصرخ "هيا يا ووبي لنقاتل كالشجعان، فاليوم هو يوم جيد للموت" وعندما وصلت للمجرمين وثب الفرس واقفاً على قوائمه الخلفية ورفس زعيم العصابة انجلو بقوائمه الامامية فسقط على الارض مغشياً عليه. استدار دينو مساعد زعيم العصابة نحو كات ووجه سلاحه نحوها الا ان مايك اصطاده برصاصة واحدة سقط من جرائها ومات على الفور. توقف اطلاق النار وترجلت كات من حصانها فخرج لها سالفو مبتسماً تبعهما مايك. ركضت الطفلة ديانا نحو امها واحتضنتها وصارت تقبلها. احتضنهما سالفو هو الآخر وصار الجميع يبكي. نظر سالفو الى مايك وقال،
سالفو : لولاك لما استطعنا ان نقضي على العصابة.
اخذ الهاتف من مايك واتصل بمركز الشرطة ليخبرهم بما جرى كي يبعثوا بسيارات اسعاف ودعم ثم عاد الى مايك وقال له،
سالفو : ماذا تريد ان تعمل يا مايك فانا مدين لك بحياتي وحياة عائلتي؟
مايك : لا شيء. فقط تمنى لي حساباً هيناً مع الله لانني ارتكبت الكثير من المعاصي بالماضي.
رفع مسدسه ووجهه نحو صدغه كي ينتحر بآخر رصاصة بمسدسه الا ان كات صرخت وقالت،
كات : ارجوك يا مايك، لا تفعل ذلك. انت انسان طيب ونحن نحبك. وديانا ستحزن كثيراً لو مت.
نظر مايك نحو كات وابتسم اليها كي يودعها لكنه تفاجأ لما شاهد زعيم العصابة انجلو يستعيد وعيه ويلتقط سلاحه من الارض ويوجهه نحو كات فقام مايك باطلاق النار عليه ليمنعه عن قتل كات.
ذهبت كات اليه وقالت،
كات : هل رأيت يا مايك؟ لولاك لكنت الآن ميتة. ارجوك لا تيأس.
بعد وصول سيارات الشرطة والاسعاف وصل الكابتن كارتر وسألهم،
الكابتن كارتر : هل الجميع بخير؟
سالفو : اجل نحن بخير يا كابتن. جميع افراد العصابة قد فارق الحياة الا انجلو زعيم العصابة. هو مجروح جرحاً طفيفاً بكتفه الايمن وسينقل الى المشفى تحت حراسة مشددة.
وضع احد افراد الشرطة الاصفاد على معصمي مايك فجائه سالفو وقال،
سالفو : كن رحيماً معه فقد انقذ حياتنا وهو الذي اطلق النار على زعيم العصابة الذي كان سيقتل زوجتي كات.
الشرطي : كما تشاء يا رئيس عرفاء سالفو.
نظر سالفو الى زوجته وقال،
سالفو : لماذا جازفتِ بحياتك وركبت الفرس؟
كات : تقاليدنا تقتضي ان تقاتل المرأة الى جانب زوجها. كنت اعلم ان ووبي سوف لن يخذلني فهو فرس رائع. لم يكن عندي خيار سوى ان اقوم بدوري بالمعركة. هل تريدني ان اقف مكتوفة الايدي وزوجي يقاتل الاشرار؟.
سالفو : بالمناسبة، ما معنى ووبي؟
كات : تعني (النمر الشرس).
سالفو : انا فخور بك يا كات.
كات : وانا فخورة بك ايها الصقر الابيض.
أخِذَ زعيم العصابة انجلو الى المشفى كي يعالج من جرحه ويبقى تحت الحراسة مشددة. اما ابنه جيوفاني فنقلوه من مكان احتجازه الى مكان اكثر سريةً حتى تتم محاكمته مع والده بالمحكمة العليا.
بعد مرور ثلاثة اشهر
دخل سالفو الى زنزانة انفرادية ذات الحراسة المشددة حيث يمكث مايك وقال له،
سالفو : بعد بضعة ايام ستبدأ الاستعدادات لمحاكمة انجلو وابنه جيوفاني بليني واملنا كبير في افادتك كشاهد لانك تعرف الكثير عنهم وسوف ترسلهم الى الكرسي الكهربائي لا محال.
مايك : وماذا بعد ذلك؟
سالفو : لقد تحدثت مع مكتب التحقيقات الفيدرالي اف بي اي واخيراً وافقوا كي يضعوك ببرنامج حماية الشهود.
مايك : هل هذا يعني انهم سينقلوني الى مدينة بعيدة ويغيرون اسمي بعد ان ادلي بشهادتي؟
سالفو : اجل هذا صحيح. سينقلونك قبل وبعد الادلاء بالشهادة
مايك : اريد ان اتعاقب على ما فعلت بالماضي يا سالفو. فقد اقترفت الكثير من المعاصي.
سالفو : هذا هو عقابك يا مايك. لكنك لا تنسى انك ستقدم خدمة للمجتمع والانسانية كونك ستسوق هذا المجرم وابنه للاعدام من خلال افادتك امام المحكمة.
مايك : حسناً سافعلها فقط لاجلك ولاجل عائلتك الجميلة.
سالفو : كنت متيقناً من انك سوف لن تخذلني.
بالمحكمة العليا بولاية نيويورك
دخل سالفو باب المحكمة الرئيسي بصحبة شريكه دوك ينتابهم حماس كبير لانها محاكمة القرن التي ستضع نهاية لعصابة كبيرة طالما اغرقت نيويورك بالمخدرات وانشأت صالات القمار الغير مرخصة وامتازت بالاتجار بالنساء التي يطلق عليها الرقيق الابيض.
دوك : من هو محامي الدفاع يا سالفو؟
سالفو : انه فرانسيس رومانو.
دوك : هل هو محامي مشهور؟
سالفو : اجل، انه اشهر محامي بالولاية بل هو الاشهر بكامل تراب الجمهورية. خريج جامعة هارڨارد ولم يخسر قضية واحدة بحياته. لا يقبل اجوراً لقضاياه اقل من مليون دولار. يسمونه (السيد مليون واحد) على غرار العطر (وان مليون).
دوك : هذا يعني انه سيطلق سراح المتهمين انجلو وابنه جيوفاني.
سالفو : ليس بالضرورة. فالمدعي العام هو كوان لي.
دوك : ما هذا الاسم؟ هل هو صيني؟
سالفو : كلا، انه من اصل كوري وقد تخرج من جامعة ييل. ولديه ايضاً تاريخ حافل بالادانات لانه لم يخسر اي قضية... لحد الآن.
دوك : ستكون محاكمة شرسة يا صديقي. هل احضرت عائلتك معك؟
سالفو : كلا، سوف يحضرون فقط إن طلبوهم للادلاء بشهاداتهم لان ذلك أضمن لهم.
دخل الرجلان القاعة وما هي الا دقائق وبدأت القاعة تعج بالمراقبين والصحفيين والكثير الكثير من رجال الشرطة. وبعد قليل دخل المدعي العام ومساعدته الشقراء سوزان كوربن وجلسا على طاولة الادعاء. تبعهم المحامي فرانسيس وبصحبته انجلو زعيم مافيا بليني وابنه جيوفاني وجلسا على طاولة الدفاع.
دخل المحلفون الذين خضعوا قبل اسبوعين لعملية استجواب صارمة ومكثفة لاختيارهم من بين الكثير من المرشحين حتى خلص الامر بـ 12 محلف.
وفجأة اعلن الحاجب قائلاً، "سيادة القاضي دنفر براون يترأس المحكمة"
وقف الجميع ودخل رجل سبعيني اسود البشرة اشيب الرأس يرتدي عبائة القضاة السوداء. دخل بوجه عبوس وجلس وامر الحضور ان يجلسوا. قال، "في قضية الشعب ضد انجلو بليني وجيوفاني بليني، دعنا نبدأ فوراً وبدون تاخير. فتحت الجلسة، الطرفين رجاءاً؟"
وقف المدعي العام وقال،
كوان لي : كوان لي رئيس الادعاء العام بنييورك ومساعدتي سوزان كوربن نمثل الشعب.
وقف محامي الدفاع وقال،
المحامي فرانسيس : محامي الدفاع فرانسيس رومانو حاضر عن المتهمين انجلو بليني وجيوفاني بليني.
القاضي : دع الادعاء العام يبدأ مرافعته الابتدائية.
المدعي العام : سيدي القاضي، حضرات المحلفين الكرام، منذ امد ليس بقريب ومدينتنا نيويورك تواجه ازمة مميتة وخانقة تتمثل بكم هائل من المخدرات التي اغرقت الشوارع وصارت مشكلة الادمان تتصدرالاحصائيات والصحف اليومية. مشافي معالجة الادمان لم تعد تواصل عملها لانها فاقت طاقاتها الاستيعابية. بظِل هذه الحالة المتردية قمنا نحن هيئة الادعاء العام بالتعاون مع شرطة نيويورك والاف بي اي بتكثيف جهودنا وامكانياتنا للحد من هذه الموجة التي وصلت الى ذروتها.
قبل اكثر من ثلاثة اشهر استجابت وحدات من شرطة مانهاتن اثر بلاغ من مخبر سري موثوق بمداهمة احد اوكار عصابة بليني للمخدرات. وبالفعل قاموا بمحاصرة الموقع وطلبوا من العصابة تسليم انفسهم للعدالة. الا ان العصابة فتحت النار عليهم بشكل مكثف مما دفع الشرطة للرد على النار وصار افراد الشرطة يتساقطون الواحد تلو الآخر بين قتيل وجريح. وبعد مناورة من عريف بالشرطة يدعى سالفو لويجلياني، تمكن من الدخول الى الشقة التي تتموضع فيها العصابة واشتبك مع افراد العصابة ليقتل اثنان منهم. وعندما دخل الغرفة الثانية وجد المدعى عليه السيد جيوفاني بليني واقفاً خلف تل من المخدرات البيضاء والتي يبلغ قيمة الشارع لهذه الكمية 65 مليون دولار. رفع يده وسلم نفسه للشرطة. بعد هذا الصدام العنيف قام افراد الشرطة باخفاء المتهم جيوفاني بليني بمكان سري خوفاً من ان تقوم العصابة للسعي بتحريره من ايدي الشرطة حتى يحين موعد المحاكمة. واثر ذلك، قام زعيم العصابة السيد انجلو بليني باختطاف زوجة وابنة العريف الذي القى القبض على ابنه جيوفاني بليني ووضعهما تحت الحراسة المشددة بمكان مجهول. لذلك ارجو من عدالتكم سيدي القاضي وضميركم ايها المحلفين الكرام ان لا تضيعوا كل هذه الجهود التي قامت بها شرطة نيويورك كي تزج هؤلاء الاشخاص وراء القضبان وتنظف شوارعنا من تلك السموم المميتة. شكراً لاستماعكم.
القاضي : ليتقدم الدفاع ويبدأ مرافعته الابتدائية.
المحامي فرانسيس : سيدي القاضي، حضرات المحلفين الكرام، استمعنا الى المدعي العام السيد بروس لي...
صار جميع من في القاعة يضحك انتظر المحامي حتى هدأ الجمهور من الضحك وقال،
المحامي فرانسيس : اعتذر عن هذا الخطأ الغير مقصود، انا اقصد المدعي العام السيد كوان لي حينما قال ان الشرطة بذلت مجهوداً كبيراً بالقبض على المدعى عليهم. دعوني اتسائل، اليس من المفروض ان تبذل الشرطة كل ما بوسعها كي تحمي المواطنين من شر المجرمين والقتلة؟ اليس هذا هو السبب الذي يجعل المواطنين يدفعون الضرائب كي توفر للشرطة رواتبهم لكي يحمونا؟ وإذا بُذِلَتْ كل هذه الجهود اليس الاجدر بها ان تقوم بعملها وفق القانون؟ ام انها تتمسك بقانون الغاب الذي لا يلتزم باي ضوابط او موازين؟ سنثبت لكم حضرات المحلفين ولك سيدي القاضي ان الاسلوب الذي اتبعته شرطة مانهاتن غير قانوني اثناء القاء القبض على موكلي السيد جيوفاني بليني وكذلك الاسلوب الغير معتاد في اطلاق النار ومحاولة قتل السيد انجلو بليني الا ان القدر شاء ان يتمكن من التمسك بالحياة والمثول امامكم هذا اليوم. شكراً لكم على الاستماع.
القاضي : الدفاع ينادي على الشاهد الاول.
المحامي فرانسيس : الدفاع ينادي رئيس عرفاء سالفو لويجلياني ليقدم شهادته.
دخل سالفو الى القاعة مرتدياً البزة الرسمية لشرطة نيويورك وسط تصفيق الجمهور وتوجه مباشرة الى كرسي الشهود. جاء اليه الحاجب حاملاً نسخة من الانجيل وطلب منه ان يؤدي القسم. ردد ورائه القسم وجلس على الكرسي. جائه المحامي فرانسيس وسأله،
المحامي فرانسيس : اهلاً بك يا رئيس عرفاء سالفو لويجلياني. هل لك ان تخبرنا عن الاحداث التي ادت الى القاء القبض على المتهم جيوفاني بليني؟
سالفو : كنت انا وشريكي العريف دوك بارستر بسيارتنا ننفذ دورية ليلية بمنطقة مانهاتن. وبحوالي الساعة الحادية عشر ليلاً سمعنا نداء عاماً من المركز يطلب من جميع الوحدات تقديم الدعم لعملية مداهمة. توجهنا الى موقع الحادث ورأينا بضع وحدات من الشرطة قد قامت بالفعل بمحاصرة الموقع قبلنا فقمنا نحن بالانضمام اليهم وتموضعنا هناك بعد ان ارتدينا السترات الواقية واخرجنا بنادق من الصندوق الخلفي للسيارة. بدأ تبادل اطلاق النار بين رجال الشرطة والجناة المحاصرين واحتد كثيراً ولكن دون فائدة تذكر. استمر اطلاق النار بين الجانبين وسقط بضع افراد من الشرطة بين قتيل وجريح. تحدثت مع رئيسي الكابتن كارتر وابديت استعدادي لاقتحام الشقة التي يكمن فيها افراد العصابة وحدي. وافقني الرأي ووعدني بالدعم اللازم حين اعطيه الاشارة. وعندما كنت مستعداً. تمسكت بمسدسي واشرت للكابتن برأسي معلناً استعدادي فامر الرجال بفتح النار بشكل مكثف مما دفع افراد العصابة على التراجع الى الخلف لتفادي الاصابة وهذا جعلهم لا يرون ما يدور بالشارع. فانتهزت هذه الفرصة وركضت الى باب العمارة وصعدت الى الطابق الاول ثم رفست الباب فشاهدت اثنان من الجناة حاملين بنادقهم الآلية يطلقون النار من الشبابيك. قمت باطلاق النار على واحد منهم فاصبته اصابة قاتلة. ادار الرجل الثاني بندقيته الآلية ووجهها نحوي فسبقته واطلقت عليه النار لارديه قتيلاً. لم يبقى بتلك الصالة احد لذا تجولت بالشقة. ولما دخلت غرفة النوم وجدت المتهم جيوفاني بليني واقفاً خلف طاولة معدنية وعليها تل كبير من مادة الهروين الابيض وادوات التعبئة والتعليب باكياس بلاستيكية شفافة. وجهت نحوه سلاحي وطلبت منه الاستسلام فرفع يده الى الاعلى معلناً استسلامه. بهذه اللحظة تحدثت باللاسلكي مع الكابتن واعلنت انتهاء العملية.
المحامي فرانسيس : ممتاز جداً ايها البطل الوطني. عندما نعلم ان هناك افراد شرطة مثلك بالبلاد فاننا ننام نوماً رغداً ولكن اريد ان اسألك رئيس عرفاء سالفو، هل كنت تعلم ان الشخص الذي القيت القبض عليه هو جيوفاني بليني؟
سالفو : كلا، انا سألته عن اسمه فاخبرني انه جيوفاني بليني.
المحامي فرانسيس : وماذا فعلت بعد ذلك؟
سالفو : قرأت له حقوقه ووضعت الاصفاد على معصميه من وراء ظهره.
المحامي فرانسيس : متى دخل باقي عناصر الشرطة الى الشقة؟
سالفو : كنت اقرأ للمتهم حقوقه واثبت الاصفاد على معصميه اثناء دخول افراد الشرطة.
المحامي فرانسيس : من هو اول فرد من عناصر الشرطة الذي دخل الى الشقة اثناء القائك القبض على المتهم؟
سالفو : انه الملازم جورج رايلي (جي ار) نائب الكابتن.
المحامي فرانسيس : إذا سألنا (جي ار) بما قلت للتو، فهل سيؤيد كلامك؟
سالفو : بالتأكيد وبدون ادنى شك.
المحامي فرانسيس : شكراً لك رئيس عرفاء سالفو لويجلياني. ليس عندي المزيد من الاسئلة لهذا الشاهد يا سيادة القاضي.
القاضي : الادعاء العام يتفضل بتوجيه الاسئلة للشاهد.
المدعي العام كوان لي : ليس لدينا اسئلة لهذا الشاهد سيدي.
القاضي : يتفضل الشاهد بالنزول من منصة الشهادة. وترفع الجلسة حتى يوم 22 من هذا الشهر.
بعد انتهاء عطلة نهاية الاسبوع عقدت الجلسة من جديد بتاريخ 22 فترأس المحكمة القاضي وسأل،
القاضي : الشاهد الثاني للدفاع.
المحامي فرانسيس : الدفاع يستدعي العريف جورج رايلي.
تقدم (جي ار) للامام فقابله الحاجب وعرض عليه الانجيل فاقسم عليه وجلس على كرسي الشهادة.
المحامي فرانسيس : اهلاً بك سيد جورج رايلي، هل تأذن لي بان اناديك جي ار؟
جي ار : بكل سرور، هذا ما ياناديني به الناس جميعاً.
المحامي فرانسيس : هل كنت مع المجموعة التي داهمت شقة العصابة ليلة السبت 17 مارس 2018؟
جي ار : اجل سيدي.
المحامي فرانسيس : اخبرنا بطريقتك وبكل تفصيل كيف وقع المدعى عليه جيوفاني بايدي الشرطة؟
جي ار : بعد ان اشتد اطلاق النار بيننا، اقصد بين الشرطة والجناة طلب العريف سالفو من الكابتن ان يوفر له ستاراً من النار كي يتمكن من مداهمة الشقة بنفسه. دخل سالفو الشقة وصار يطلق الرصاص حتى قتل جميع القناصة. ثم القى القبض على السيد جيوفاني بليني ووضع الاصفاد على معصميه.
المحامي فرانسيس : كيف تمت عملية القاء القبض على جيوفاني؟ تذكر وبكل هدوء. اشرح لنا ذلك بالتفصيل الممل.
جي ار : فقط ادار المتهم ووضع الاصفاد على معصميه؟
المحامي فرانسيس : هل شاهدت ذلك المنظر بعينيك؟
جي ار : اجل كنت انا من اوائل العناصر الذين دخلوا الشقة.
المحامي فرانسيس : وهل شاهدت العريف يرتل حقوق المتهم اثناء اعتقاله؟
جي ار : كلا سيدي.
المحامي فرانسيس : هل انت متأكد؟
جي ار : اجل سيدي. انا متأكد.
هنا وقف سالفو من بين الجمهور وصرخ باعلى صوته،
سالفو : هذا كذب. انت شاهدتني وانا اقرأ له حقوقه. انت خائن فاسد منحط.
طرق القاضي بمطرقته وصرخ "هـــــــــــــدوء". سوف لن اسمح بمثل هذا التهور بمحكمتي. اصمت ولا تتكلم يا رئيس عرفاء. والا وضعتك بالسجن بتهمة احتقار المحكمة.
سالفو : عذراً سيدي.
المحامي فرانسيس : والآن بعد هذه المقاطعة المؤسفة دعني اكمل، يا جي ار، اريد ان اسألك للمرة الثانية، تذكر جيداً انك اقسمت اليمين على الكتاب المقدس. هل شاهدت بعينك العريف يرتل حقوق المتهم اثناء اعتقاله ام لا؟
جي ار : كلا سيدي. وضع الاصفاد على معصميه دون قراءة حقوقه ثم اقتاده الى خارج الشقة.
ابتسم المحامي وقال للقاضي،
المحامي فرانسيس : ليس لدي المزيد من الاسئلة.
تقدم المدعي العام نحو الشاهد جي ار وقال له بهدوء تام،
المدعي العام كوان لي : يا جي ار، قلت انك كنت شاهداً على عدم تلاوة العريف سالفو الحقوق القانونية للمتهم جيوفاني بليني؟ هل هذا صحيح؟
جي ار : اجل سيدي اقصد لا سيدي. لم يقرأ له حقوقه.
المدعي العام كوان لي : هل انت متأكد مما تقول؟ ارجوك انتبه فإن افادتك ستعني اطلاق سراح المتهمين او استمرار محاكمتهم هنا بهذه المحكمة.
جي ار : انا متأكد مما اقول، فانا اول من دخل الشقة بعد العريف سالفو.
المدعي العام كوان لي : سأسألك سؤالاً شخصياً يا ملازم جي ار.
هنا اعترض محامي الدفاع وقال،
المحامي فرانسيس : اعترض على ذلك، فالمتهم ليس محاكمأ الآن ولا يجوز سؤاله اسئلة شخصية.
القاضي : ساسمح بهذا السؤال، ليجيب الشاهد.
المدعي العام كوان لي : هل تقاضيت اي مبلغ من المال من عصابة بليني كي تدلي بشهادة كاذبة؟
جي ار : كلا سيدي. انا ضابط في الشرطة ولا اتقاضي اي مبالغ من اي جهة غير مرتبي.
المدعي العام كوان لي : وكم هو مرتبك يا ملازم جي ار؟
جي ار : اقل من 6000 دولار بقليل.
المدعي العام كوان لي : شهرياً؟
جي ار : اجل سيدي.
المدعي العام كوان لي : ومن اين لك 198 الف دولار بحسابك؟
جي ار : بامكاني ان اوضح لك ذلك. لقد بعت منزلي بكوينز واودعت المبلغ بالبنك.
المدعي العام كوان لي : لكن مكتب تسجيل العقارات لم يسجل اي انتقال لاي ملكية من اسمك لاسم اي شخص آخر؟
جي ار : لقد بعته لاحد الاصدقاء ولم يتسنى لي تسجيل العقار بعد بسبب القضية التي نحن بصددها الآن.
المدعي العام كوان لي : لكن القضية مر عليها اكثر من 3 اشهر فلماذا لم تسجلها بعد؟
جي ار : لا اعلم، ربما نسيت.
المدعي العام كوان لي : او ربما لان كل ذلك كان كذباً وانك تقاضيت مبلغاً من المال من عصابة بليني.
جي ار : هذا غير صحيح. انا لم اتقاضى سنتاً واحداً غير مشروع. وانا لا اعرف اي احد من عصابة بليني.
مشى المدعي العام نحو القاضي وقال،
المدعي العام كوان لي : سيدي القاضي، لدي تسجيل لمكالمة هاتفية صوتية بين الشاهد جي ار وزعيم العصابة انجلو بليني، اريد ان اعرضها على الجميع كمعرض دليل رقم 18.
القاضي : كلنا نريد ان نسمعها. تفضل.
دخل القاعة اثنان من رجال الشرطة بجهاز تسجيل، ربطوه بسماعات كبير كي يسمع جميع من في القاعة، فاشغل الجهاز وسمع الجميع،
...رنين هاتف 4 مرات...
المتصل : مرحباً سيد انجلو. انا جي ار.
المستجيب : ماذا تريد يا غبي؟ الم اقل لك عدم ذكر الاسماء بالهاتف؟
جي ار : سيدي اردت ان اذكرك بالمبلغ الذي وعدتني به. نصف مليون دولار.
انجلو : ساعطيك جزءاً منه الآن والجزء الثاني بعد المحاكمة.
جي ار : متى استطيع تسلمه؟
انجلو : تعال الى منزلي الآن وساجهز لك 200 الف دولار.
جي ار : ساكون عندك بعد نصف ساعة.
انغلق الخط.
قرب المدعي العام من الشاهد وقال،
المدعي العام كوان لي : هل سمعت التسجيل؟ هل كان ذلك صوتك وصوت انجلو بليني؟ هل ستنكر يا ملازم جي ار؟
اعترض محامي الدفاع بشدة وقال،
المحامي فرانسيس : سيادة القاض، هذا الدليل لم يعرض علي من قبل وانه غير قانوني لانه اخذ دون إذن من القضاء.
القاضي : التسجيل قانوني جداً لانني انا، نعم انا الذي اعطيت الاذن للعريف سالفو عندما جائني الى بيتي بصحبة احد وكلاء الاف بي آي وقمت بتزويدهم بمذكرة تؤيد موافقتي لمراقبة هواتف جميع عناصر مركز مانهاتن للشرطة ومن ضمنهم رئيس المركز الكابتن كارتر ومساعده الملازم جي ار لانه اخبرني وقتها ان هناك خائن من بين الشرطة، وهو لا يعرف هويته. والآن رفعت الجلسة لمدة 5 ايام بمناسبة عيد الشكر.
بعد مرور 5 ايام انعقدت جلسة من جديد. افتتح الجلسة القاضي دنفر براون حين قال،
القاضي : دعنا نواصل اينما انتهينا قبل عيد الشكر. يستدعى جورج رايلي (جي ار) لاكمال الادلاء بشهادته.
وقف محامي الدفاع وقال،
المدعي العام كوان لي : الشاهد لم يحضر الجلسة يا سيادة القاضي يبدو انه اختفى.
القاضي : ما هذا الهراء؟ ساصدر مذكرة باحضاره. تؤجل الجلسة الى يوم 23 من الشهر الحالي. كي نواصل الاستماع لاقوال الشاهد.
بمكان آخر في مدينة هيوستون بولاية تكساس
جلس رجل مسن على اريكة بحديقة عمومية يستنشق الهواء النقي ويتابع بناظريه الناس وهم يتجولون ويستمتعون باوقاتهم مع عوائلهم. فجأة وقفت امامه طفلة شقراء جميلة لا يزيد عمرها عن 5 سنوات قالت،
الطفلة : هل لي ان اسألك يا سيدي؟
الرجل المسن : تفضلي يا حبيبتي.
الطفلة : انا ابحث عن كلبي. انه كلب صغير ابيض وحديث الولادة ولا يعي ما يفعل. لقد ضاع مني وانا اتجول معه بهذه الحديقة. اسمه كيكي. هل سبق لك وان شاهدته هنا؟
الرجل المسن : اجل، اجل عزيزتي لقد لمحت كلباً بهذه الاوصاف يسير باتجاه الاشجار البعيدة هناك.
الطفلة : شكراً لك سيدي.
ذهبت بالاتجاه الذي دلها عليه الرجل المسن. ثم صار يفكر بسريرته ويقول، "هل سيغفر لي الرب كل ذنوبي؟ هل سيسامحنى على كل الجرائم التي اقترفتها بحياتي؟ هل سيمنعني من الدخول الى نار جهنم؟" لقد اخبرني القس البارحة وانا اعترف له بصندوق الاعتراف ان الرب يغفر الذنوب جميعاً. لكنني اخبرته ان ذنوبي كبيرة. الا انه اكد لي انني إذا غسلت يدي بالماء المقدس وقلت السلام عليك يا مريم خمس مرات وكنت صادقاً بتوبتي فانه سيغفر لي ذنوبي جميعها. دعنا نرى". وبهذه الاثناء قاطعت سلسلة افكاره نفس الطفلة ثانية وكانت تحمل كلبها الصغير هذه المرة وقالت،
الطفلة : شكراً لك سيدي. لقد عثرت على كلبي بمساعدتك. انا اسمي فرجينيا ما اسمك؟
اراد ان يبوح لها باسمه الحقيقي ويقول لها (مايك) الا انه تذكر ما اخبروه عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي فقال حينها،
الرجل المسن : انا اسمي جورج برادلي.
الطفلة فرجينيا : اريد فقط ان اقول لك باركك الرب باركك الرب باركك الرب فانت انقذت حياة كلبي كيكي. اتأذن لي ان اعانقك يا عمي؟
الرجل المسن : بالتأكيد يا ابنتي. تعالي.
عانقته وذهبت تحمل بيدها جروها الابيض. رفع الرجل المسن رأسه للسماء وقال، "شكراً لك يا الهي. لقد وصلت تبريكاتك عن لسان تلك الطفلة البريئة".
في منزل رئيس عرفاء سالفو
بتمام الساعة السادسة صباحاً استيقظت كات ونظرت الى زوجها الذي مازال غارقاً بنوم عميق وقررت عدم ايقاظه حتى تُلبس ابنتها ديانا وتعد للجميع وجبة الافطار. ذهبت الى غرفة ديانا وقبلتها وصارت تمسد على رأسها ففتحت عينيها وقالت،
ديانا : (اويسيو ايتسي) بمعنى صباح الخير يا امي.
كات : (اويسيو اوسدي) بمعنى صباح الخير يا صغيرتي.
حرصت كات على تعليم ابنتها ديانا بعض الكلمات الهندية من لغة الشيروكي واليوم هي سعيدة لانها تحيي امها بهذه اللغة. قبلتها وقالت لها،
كات : هيا انهظي يا حلوتي ودعيني اعد الافطار في الاسفل.
نزلت الى الطابق السفلي واعدت الافطار ثم سمعت وقع اقدام زوجها سالفو وهو يهبط السلم. دخل المطبخ وقبلها وقال،
سالفو : صباح الخير يا شمسي المشرقة. لماذا لم توقظيني؟
كات : اردتك ان تأخذ خمسة دقائق اضافية من النوم قبل ان انتهي من اعداد الطعام.
سالفو : انت تعلمين جيداً انني مدمنٌ على قبلتك وانا في السرير.
كات : وانا اعرف تبعات تلك القبلة خصوصاً وان اليوم هو يوم عمل. اجلس لقد اعددت لك البيض المخفوق بالحليب.
دخلت ديانا المطبخ فحيت ابويها وجلست على الكرسي. نظر اليها سالفو وابتسم ثم قال لزوجته،
سالفو : كم هي جميلة ابنتنا. لقد نضجت واصبحت سيدة مجتمع بسن الخامسة.
اعترضت ديانا وقالت،
ديانا : ارجوك يا ابي انا لست خمس سنوات، بل انا خمس سنوات وربع.
سالفو : انا آسف سيدتي، انت كما قلت خمس سنوات وربع.
كات : توقفا عن الثرثرة وتناولا طعامكما قبل ان يبرد.
اثناء تناول الجميع طعامه قالت كات لزوجها،
كات : هل تعلم اين نقلوا العم مايك؟
سالفو : كلا، انهم اخذوه الى مكان سري لا يعلمه احد سوى الاف بي آي.
كات : ومتى سيحضرونه الى نيويورك؟
سالفو : عندما يحين موعد ادلائه بالشهادة.
كات : وبعد ذلك؟
سالفو : سيرجع الى مكانه بموقع مجهول وبهوية مستعارة ليمارس حياته الجديدة هناك.
كات : هل سنتمكن من زيارته وقتها؟
سالفو : لا اعتقد ذلك يا حبيبتي.
ديانا : مع الاسف يا ابي. لقد كان انساناً طيباً كالفراشة وكنت اسعد باللعب معه.
بعد مرور 6 ايام بالمحكمة العليا بولاية نيويورك
عقدت الجلسة وسأل القاضي،
القاضي : هل عثرتم على جورج رايلي الملقب بـ جي ار كي يكمل الادلاء بشهادته؟
المدعي العام كوان لي : كلا سيدي، لقد اختفى تماماً عن شاشة الرادار. شقته فارغة ولم يذهب لعمله منذ ان ظهر بالمحكمة آخر مرة.
القاضي : إذاً دعنا نواصل المحاكمة ونستدعي الشاهد الموالي.
المدعي العام كوان لي : الشعب يستدعي السيد مايكل جيمسون للادلاء بشهادته.
نادى الحاجب "مايكل جيمسون".
فتحت ابواب المحكمة ودخل اثنان من عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي يتأبطون رجلاً مسناً اقتادوه امام القاضي. جائه الحاجب حاملاً الكتاب المقدس وجعله يقسم بان يقول الحق ولا شيء غير الحق ثم جلس الى جانب القاضي وبقي العميلان الى جانبه.
اقترب منه المدعي العام وقال له،
المدعي العام كوان لي : اخبر عدالة المحكمة عن كل شيء تعرفه عن اعضاء المافيا بليني.
هنا بدأ مايك يتكلم ويسرد تاريخ عصابة بليني منذ ان اسسها انجلو بليني عندما كان مراهقاً وصار يأخذ الاتاوات من المحلات التجارية بمانهاتن وصولاً بعملية تعليب غبار الهروين من قبل ابنه جيوفاني بليني واختطافهم لكات زوجة العريف سالفو لويجلياني واعطائه مهمة حراستها ثم قيامه باطلاق النار على زعيم العصابة عندما اراد ان يقتل كات. امتعض محامي الدفاع وعلم ان القضية ستخسر وان انجلو وابنه جيوفاني سوف يرسلان للاعدام لا محال.
المدعي العام كوان لي : شكراً لك يا سيد مايكل جيمسون. ليس لدي المزيد من الاسئلة.
المحامي فرانسيس : يا سيد مايكل، لماذا غيرت الاتجاه من رجل مافيا شرير الى حمل وديع وعدو للجريمة ثم قمت باطلاق النار على زميلك ورفيق دربك زعيم المافيا انجلو؟
مايك : لقد علمت مدى الخطأ الذي عشته طوال حياتي عندما التمست الطيبة والاخلاق الرفيعة للسيدة كات لما كانت بالاسر عندي فاشفقتُ عليها وعلى ابنتها وصرت اغير طريقة تفكيري عندما انقذت حياتي لما لدغتني افعى فقامت بعلاجي. بدأت الاحساس بالندم كلما مرت الايام بتلك المزرعة حتى بالآخر قررت ان انقذها حتى لو كلفني ذلك حياتي.
المحامي فرانسيس : هل غيرت اتجاهك فقط لانك شعرت انك ستعدم إن أمسك بك رجال الامن؟
مايك : ابداً. الدفة كانت ستنقلب لصالح زعيم العصابة لولا تدخلي.
المحامي فرانسيس : انتهيت من مسائلة الشاهد سيدي.
القاضي : إذا لم يبقى شهود بالقضية فسوف ارفع الجلسة ليوم ما بعد غد كي نستمع الى المرافعات الختامية للطرفين.
بعد يومين افتتحت الجلسة وطلب القاضي من الادعاء العام كي يدلي بمرافعته الختامية.
المدعي العام كوان لي : سيدي القاضي، حضرات المحلفين الكرام، منذ فترة طويلة ونحن نستمع الى الادلة والبراهين التي تدين المتهمين انجلو بليني وجيوفاني بليني لانهما قررا المتاجرة بارواح الناس بدلاً من المتاجرة بالتجارة الشريفة وببساطة فهي مربحة اكثر. فكلما ازداد عدد المدمنين كلما ازدادت حصتهم من الثراء الفاحش. ولكي يدعموا ذلك الثراء الفاحش عليهم ان يتسلحوا برجال قتلة عتاة ينفذون اجنداتهم الاجرامية. دعوني اسألكم سيداتي سادتي، ماهو الدليل الذي ننتظره ليكون اكبر من ان يُمسَكوا امام العدالة بالجرم المشهود. داهمتهم الشرطة وهم يطلقون النار ويدهم ملطخة بغبار المخدرات. هل نحتاج الى محامي بارع كي يقنعنا باننا تجاوزنا حقوق العصابة ولم نقرأ لهم حقوقهم؟ ولكن من الشاهد؟ الشاهد هو شرطي قذر كان يتقاضى المال من المافيا كي يزودهم بالمعلومات. واين هو ذلك الجرذان الآن؟ لماذا هرب؟ هل خوفاً من العقاب ام ان المافيا قامت باخفائه هو الآخر؟ ساترك الجواب لكم ولذكائكم. اطالبكم بالدخول بتلك الحجرة والخروج بقرار الادانة كي تنظف مدينتنا من تجار السموم. شكراً لاستماعكم.
وقف محامي الدفاع وتوجه نحو زاوية المحلفين وقال،
المحامي فرانسيس : سيدي القاضي، حضرات المحلفين الكرام، لو كنا نقوم باصدار احكامنا كما كان اجدادنا يصدرون احكامهم عن طريق شنق سراق الخيل المباشر بطريقة الـ (لنݘنگ) فسنعود الى العصور الوسطى. هناك قوانين سنها اجدادنا كي يتمتع بها المواطنين ويحصلون على العدالة من خلالها. اثبتنا بافادة الشاهد ان الشرطة لم تقرأ الحقوق للمدعى عليه وقت القاء القبض عليه وهذا يتنافى مع الدستور الامريكي. وكون الشاهد قد اختفى من قبل الشرطة او من قبل المافيا فهذا لا يعني انه لم يدلي بشهادته. بقي الامر لكم كي تعرفوا من هو الذي يتجاوز القانون! واذا لم يكن هناك قانون فلماذا نحن هنا اليوم؟
والآن اطالبكم بالدخول بتلك الحجرة والانتهاء من تداولكم للحقيقة والخروج بقرار البرائة لموكلاي السيدان انجلو بليني وجيوفاني بليني. شكراً لاستماعكم ويومكم سعيد.
القاضي : فليذهب السادة المحلفون للتشاور فيما بينهم ويصلون الى قرارٍ موحدٍ دون اي شك معقول اما أن يدين المتهمين او يبرئهما.
ترك المحلفون اماكنهم وساروا خلف الحاجب الى حجرة المداولة. طرق القاضي بمطرقته وقال، "رفعت الجلسة لحين انتهاء مداولة المحلفين"
وما ان دخل المحلفون الى حجرة المداولة حتى خرجوا بعد نصف ساعة ورجعوا الى اماكنهم. فسألهم القاضي،
القاضي : هل توصلتم الى قرار بالإجماع؟
مندوب المحلفين : اجل سيدي.
القاضي : وماذا تقولون عن المتهمين انجلو بليني وجيوفاني بليني؟
مندوب المحلفين : انجلو بليني مذنب وجيوفاني بليني مذنب.
القاضي : شكراً لكم حضرات السادة والسيدات المحلفين. مهمتكم قد انتهت. والآن الحكم: اصدرت المحكمة العليا بولاية نيويورك الحكم على المتهمين بالاعدام بالحقنة القاتلة.
بلغت الاصوات الى ذروتها بالمحكمة. اقتاد عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي مايك وأخرجاه الى خارج القاعة كي ينقلاه الى مكان مجهول. راح سالفو الى شريكه دوك واحتضنه ثم ذهب وصافح المدعي العام كوان لي وهنئه. سار كوان لي الى المحامي فرانسيس وصافحه ثم قال له، "يبدو انك اليوم خسرت مليون دولار. حظاً اوفر بالمرة القادمة". لم تعجب المحامي فرانسيس تلك التهنئة لانها زادت من مرارة الفشل. وقف جمع غفير من الصحفيين خارج المحكمة يغطون الحدث الاكبر ويحاولون التحدث مع المدعي العام لكنه لم يدلي باي تصريح. خرج الجميع الى خارج المحكمة وتفرقوا، كلٌ ذهب الى وجهته. وآخرهم خرج القاضي دنفر براون وركب سيارته وتوارى بوسط زحام نيويورك.
بعد مرور شهرين من انتهاء المحاكمة في منزل رئيس عرفاء سالفو
انهمكت كات باعداد الوجبة المفضلة للجميع بينما راحت الطفلة ديانا تغسل يديها استعداداً لتناول الغداء. خرجت من الحمام ثم دخلت غرفة نوم والديها فرأت اباها يرتدي ملابس فضفاضة فقالت له،
ديانا : هل انت جوعان يا ابي؟
سالفو : اجل يا حبيبتي ومن لا يكون جوعاناً بعد ان تدخل انفه تلك الروائح القاتلة.
ديانا : دعنا ننزل الى الطابق السفلي ونرى ماذا اعدت لنا زوجة رئيس العرفاء سالفو.
نزل الاب وابنته من السلم ودخلا المطبخ فوجدا كات تخرج صحناً فخارياً من الفرن فصرخت ديانا،
ديانا : (پاشا پاشا) يا سلام انت اعظم ام بالدنيا.
سالفو : وانا اايد ذلك، انت اعظم زوجة بالدنيا.
كات : وانتما اعظم عائلـ...
فجأة سمعت خبراً على التلفاز اثار انتباهها. فصرخت وقالت،
كات : هدوء لو سمحتم هدوء، هناك خبر تعلنه المذيعة. دعنا نستمع اليه،
المذيعة : قامت اليوم مجموعة مسلحة بولاية ڨرجينيا بمهاجمة منزل معزول على بحيرة نائية. يبدو ان هذا المنزل كان لاحد افراد عصابة المافيا القدامى المدعو مايكل جيمسون الذي ادلى بشهادته قبل شهرين مما ادت الى تجريم رئيس عصابة المافيا (بليني) انجلو وابنه جيوفاني. من المعروف انه كان خاضعاً لبرنامج حماية الشهود من قبل الاف بي اي. وقع الاشتباك بين اثنان من وكلاء الاف بي اي والمسلحين ونتج عنه وفاة الوكلاء الاثنان مع السيد مايكل جيمسون. فر الجناة بفعلتهم دون عقاب. وفي خبر متصل تسلمت اليوم السلطات الامريكية من الشرطة الاتحادية لبورتوريكو جثة رجل مصاب بعدة طلقات نارية عثر عليه على سواحل مدينة سان خوان. وقد تم التأكد من شخصيته كونه يحمل الجنسية الامريكية ويدعى جورج رايلي والملقب بـ (جي آر). يعتقد انه كان يعمل ضابطاً بشرطة نيويورك ويتقاضى المال بسرية من عصابة بليني ويسرب لهم المعلومات.
عم الهدوء بين الجميع وصار الكل ينظر الى بعضه فاتحاً فاه لاقصى الدرجات لعدة ثوانِ حتى كسرت الطفلة ديانا الصمت وقالت،
ديانا : يبدو ان العم مايك قد ذهب الى الجنة.
سالفو : يبدو ذلك حبيبتي. سنصلي له ونطلب من الله ان يرحمه.
كات : لقد فقدت شهيتي تفضلوا وتناولوا الطعام بدوني.
خرجت كات من المطبخ وذهبت الى الصالة، جلست على الاريكة واجهشت بالبكاء. وماهي الا ثوانِ والتحق بها سالفو وابنته ديانا واحتضنوها وصاروا يشاركونها بذرف الدموع. قالت لها ديانا،
ديانا : ما رأيك يا امي لو نزور جدي (الذئب الشرس) بعطلة نهاية الاسبوع؟
ابتسمت كات وقبلت ابنتها واحتضنتها ثم قالت،
كات : فكرة سديدة، سيفرح بك كثيراً ويقول ها قد جائتني (الدعسوقة الصغيرة).
4798 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع