سعد السامرائي
لماذا يجب ان نقتلهم!
كنا نعيش بسلام تحيط بنا احلامنا الوردية كان المعلم يسألنا ماذا نحب ان نكون عندما نكبر ؟ فكنا نختار ان نكون اطباء مهندسين وضباط وحتى ان احدنا تمنى ان يكون شرطي مرور والاخر موظف استعلامات او ممرض واحد فقط قال انا لا احب الدراسة وساتوجه للتطوع بالجيش وساتوقف عن الدراسة هذا العام فكهكه المعلم وقال لنا جميل هذا التنوع في الاختيار ففي بلدنا حتى مهنة الزبال مهنة شريفة ولا عيب فيها فيوميا يأتي ليرفع الزبالة من شارعنا ويحصل على عيدية او تعطى له الزكاة بالاضافة الى راتبه والناس تعطف عليه وتعطيه احيانا نقود او طعام ..قال اخر انا ايضا ساكون زبالا فضحكنا عليه !!,,طبعا المعلم بدأ يحث الطلبة على الدراسة والنجاح والرقي لاكمال الجامعة كي نكون ذو مناصب مرموقة ومريحة ماديا وأهم شيء لكي نبني الوطن فهذا وطننا الغالي الذي يضمنا ويجعلنا نعيش بحرية وامان ومرت سنين ليست بكثيرة خاض البلد حروب عديدة ورغم قسوتها الا اننا كنا نعيش مطمئنين وكان النسيج الاجتماعي ملتحم حتى جاء الغرباء من الخارج وقالوا لنا نحن جئنا لنحرر العراق! استنكر اكثرنا هذا الطرح فهل كان العراق محتلا؟! كانت لدينا حكومة وكان الشرطي والضابط والموظف محترما وكنا نهابهم ونقدرهم ثم قالوا نحن من الطائفة الفلانية وجئنا نرفع الظلم عنكم ولا ندري عن أي ظلم كانوا يتحدثون فكلنا كنا تحت طائلة القانون والكل سواسية فلا طائفية ولا عرقية وبدأ العراق ينحدر بواسطة هؤلاء المحررين فهدمت صوامع ومساجد وكثرت البطالة وانتشرت الرذيلة وألفوا ميليشيات كانت تقوم ولا تزال بكل العمليات الاجرامية من قتل وتهجير وسلب اموال الناس وتحولت ادارة الدولة ليعشعش فيها الفساد على اوسع الابواب فسرقت خيرات الوطن وتم التفريط بها ,قسم منا قد تزوج وانجب وقسم هاجر والاخر لم يتزوج وبقى في الوطن وكنا واطفالنا نرى الوعود الزائفة لهذا التحرير وكنا نقارن بين الماضي القريب والحاظر فكنا نقول لابنائنا ان الماضي كان اسعد وأأمن رغم الفقر والحصار لم نكن نرى جثث مرمية بالشوارع ولا فصل من الوظيفة بحجة اجتثاث ولا تدمير لبيوت الله ولا الاستيلاء على المال العام ..اطفالنا كبروا وهم يتذمرون من هذه العيشة فلقد عاد الفقر والعوز واكثرهم ترك المدرسة لكي يعيل عائلته بعد ان تم قتل ابائهم طائفيا او في حروب لا تخدم بلدنا بل بلد اخر لطالما كانت حروب تنشب بيننا كما قرأنا ذلك بالتاريخ .. كان هذا أبي يتحدث والان انا ابنه ساكمل حديثه بعد ان استشهد وهو قادم لساحة التحرير ليعطيني علم العراق , فأنا.. تستطيعون القول اصبحت خبيرا باراء الناس لان والدي اعطاني كل مستحقات عمله وما وفره واشترى لي (تك تك) وانا استمع لمئات الاراء اسبوعيا واستطيع ان اقول لكم ان أكثر من 90% اصبح لا يطيق الفساد المستشري بالبلد والكل يرى كيف ان اشخاصاً محددين اصبحوا يلعبون بمليارات الدولارات التي اخرجوها خارج القطر وحتى انهم لم يصنعوا اي مشروع داخل القطر ينفع البشر جعلوا من العراق حديقة خلفية لجارة السوء التي سرقت كل خيرات العراق وبواسطة عملائها وما اكثرهم !, بدأ الجميع يتسائل (عمي نحن ايضا شيعةاو سنة ونوالي الائمة ونتبعهم رغم انهم ليسوا عراقيين و كبيرهم لا يعرف من العربية غير كلمة اسلام أليكم ونحن من رفعكم لسدة الحكم فانتخبناكم وكل اربع سنين نستمع لنفس وعودكم الكاذبة , انتم تزداد املاككم وثرواتكم ونحن نرجع للوراء ,وسمعنا ان كبير الكهنة قد قام ببناء مستشفى كبير تخصصي من اموال الخمس والدولة ففرحنا لكننا صدمنا عند معرفتنا انه قد بناها في ايران وليس في العراق لماذا خيرتنا ليست لنا ؟ .. ليش هذا القتل فكثير من اصدقاء طفولتي قد قتل ؟ وليش هذا الفساد والسرقات وليش انتم تتملينون ونحن لا نملك غير يوم رزقنا وليش وليش وليش .. هذه الكلمة بدأت تتكرر ولا من مجيب او مكترث اصبحت الحكومة في واد ونحن في واد اخر اموال العراق تذهب يميمنا وشمالا لغير العراقيين في لبنان واليمن وللميليشيات ولسوريا وحتى فلسطين ونحن نعيش الفاقة .,, وحين هب الشعب مطالا بحقوقه قتلونا بالسلاح وكأننا اعداء العراق واطلقوا علينا الرصاص وكأننا جيش غازي للبلد لا ابناءه وتستمر اسطوانات الضحك على الذقون وتشكيل لجان لمعرفة القتلة وهم من يمارس القتل بواسطة ميليشيات الارهاب التي صنعها الكاهن الكبير . خرج الجميع بتظاهرات سلمية فقابلونا بالقتل وزجنا بالسجون وها نحن نتظاهر من اكثر من عام نطالب بابسط حقوقنا فلا ماء ولا كهرباء ولا وظائف ولا فرص عمل ومن يشتغل بالتجارة يأتيه لصوص الميليشيات لياخذوا ارباحه الى ان يفقر .عمي لا نريدكم ..أعيدوا لنا الحكم الديكتاتوري السابق فهو اشرف منكم..
القتل مستمر ونحن سلميين فما عادت تنفع السلمية مع كلاب مسعورة لذلك فلا حل اخر امامنا غير ان نقتل من قتلنا ! هذا ما يردده الجميع , لا تتعجبوا فلقد جربنا كل الطرق السلمية والصبر لكننا نقابل بالاضطهاد والقسوة المفرطة وكأن العراق هو المنطقة الخضراء والميليشيات . لا أمم متحدة لا محتل لا دول صديقة تنفعنا وتقف معنا ,الكل متفرج على دمائنا التي تسيل فلا يخدعنكم احدا ويقول علينا ارهابيين اذا ما قتلنا قاتلينا فالارهاب تديره الدولة العميلة للمجوس وامريكا . ولقد صبرنا اكثر من صبر ايوب وان الاوان منذ سنين لكي نحن نحرر وطننا من شلة الفساد والعاروالعمالة ,أصبح الامر حياة او موت ويجب ان نعيش ولا نكون كبش فدا للاخرين.لا اشغال غير ان ننتمي لميليشيات الغدر والقتل ..حولونا الى قتلة ولصوص..!
فهل تحرير العراق الان من القتلة والفاسدين يتم بقتلهم ايضا؟!؟ نحن لسنا قتلة نحن سلميين نحب عراقنا وشعبنا فلماذا يقتلوننا ..لماذا لا حل اخر امامنا , هل هذا هو الحل ,هل نتحول الى قتلة كي نتحرر.. اخبرونا
1009 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع