بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة اعظم خطة في التأريخ -الجزء الثاني
من لم يتسنى له الاطلاع على الجزء الاول فبامكانه مراجعته من خلال هذا الرابط
https://algardenia.com/maqalat/49604-2021-06-19-08-56-47.html
وبينما هم فوق السحاب، عدّل ريك اتجاه الطائرة حسب اشارات جهاز تحديد المواقع GPS وصار يسير باتجاه الجنوب والجنوب الغربي. بقيت الطائرة تطير بهذا الاتجاه لاكثر من ثلاث ساعات ليمروا خلالها فوق الكثير من الطرقات السريعة والبحيرات وخطوط السكك الحديدية وفجأة لمس ريك كتف زميله لو واشار الى الاسفل. فنظر لو حيث كان يؤشر ريك ليرى المزرعة التي يقصدونها فابتسم ورفع ابهامه للاعلى معلنا تأكيده لوصول المزرعة المقصودة. نظر ريك الى الاشجار وصار يدرس اتجاه الرياح ثم استدار عكسها وهبط على ارض مسطحة بداخل المزرعة فراح لو يتنفس الصعداء لان عجلات الطائرة لامست سطح الارض وهو لا زال حياً. وعندما توقفت الطائرة تماماً عن الحركة اطفأ المحرك وقال للو،
ريك : انظر هناك يا لو ، اليست هذه حبيبتك تركض نحونا؟ انها حقاً جميلة. انا احسدك عليها.
فتح لو حزام الامان وخلع خوذته ثم انتصب من كرسي الطائرة وصار يركض نحوها حتى التحما، فقام بضمها الى صدره، رفعها للاعلى وراح يدور بها ثم صارا يتبادلان القبل بينما وقام يداعب شعرها بيده. وبعد ان افترقا قالت،
تريسي : كنت اتخيل انكما ستأتيان بطائرة حقيقية.
ريك : وهل تعتقدين ان هذه الطائرة مجرد لعبة؟ انتبهي على كلامك فانت تهينين حبيبتي.
تريسي : عفواً. انا لم اقصد ذلك ولكن... انت تعلم... انها ليست بطائرة عادية.
لو : يا حبيبتي، لقد اوصلتنا هذه الطائرة الجميلة الى هنا بكل امان. لم اكن اتخيل اننا سنطير كالحمام ونصل بهذا الشكل الرومانسي الجميل بالرغم من انني شعرت ببرد شديد اثناء الرحلة. والآن دعيني اعرفك: هذا شريكي ريك، وانت يا ريك اقدم لك تريسي.
ريك : تشرفنا بك يا تريسي.
تريسي : وانا بك يا ريك.
لو : دعنا ندخل الى داخل المنزل فانا لا زلت ارتعش من شدة البرد.
ريك : سوف تنام بدفئ كبير الليلة بين احضان حبيبتك قبل ان نواصل الرحلة غداً صباحاً.
لو : لم اكن اعلم اننا سنبيت هنا الليلة. شكراً لك يا ريك. هذا خبر عظيم.
ريك : غداً سنقلع مع الفجر لذلك يجب ان تستيقظ الساعة الخامسة صباحاً.
لو : ساكون جاهزاً بالوقت يا ريك. والآن دعني اذهب مع حبيبتي الى الداخل فهي تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر.
ريك : لا نريد ان نصرف الكثير من الوقت هنا مجرد ليلة واحدة فقط، مفهوم؟
دخل الرفيقان المنزل فاقتحمت انوفهم رائحة الطعام الزكية فسأل،
لو : ما هذه الرائحة الجميلة؟ ماذا اعددت لنا يا تريسي؟
تريسي : بدءاً ستتناولان شوربة المنستروني ثم تُدخِلون اسنانكم بسجق دم الخنزير الاسود مع البطاطا المقلية.
ريك : هل جهزت لنا المبلغ؟
تريسي : اجل وضعته كله بالحقيبة. المبلغ كاملاً كما طلبت 2 مليون جنيه.
ريك : سوف نأخذ هذا المبلغ معنا غداً اما باقي المبلغ وهو 4 ملايين فسوف نتصل بك لاحقاً ونخبرك اين ستودعيه. مفهوم؟
تريسي : اجل مفهوم ولكن لماذا تتكلم معي وكأنك رئيسي؟ انا لم اتعود ان تصدّر لي الاوامر بهذا الشكل العسكري.
هنا تدخل لو وقال،
لو : ان شريكي ريك هو الذي خطط لعملية الهروب من الالف الى الياء وقد تدرب بالجيش لذلك يصدر الاوامر على الجميع كما لو كنا جنود عنده. لا تبالي من اوامره لانه يريد انجاح الخطة.
ريك : انا اعتذر إن كنت اتحدث معك بهذه اللهجة ولكني لا اريد اي خطأ يفسد تخطيطاتي لانني كما اخبرت لو سابقاً، الهروب من السجن هو امرٌ هينٌ يسير لكن البقاء خارجه هو الامر الاصعب. وانا احاول ان اجعل الجميع سعداء ولكي نكون سعداء علينا التمسك ببنود الخطة بحذافيرها.
تريسي : فهمت قصدك يا ريك. لا عليك.
جلس الجميع على مائدة الطعام وتناولوا وجبتهم ثم استأذن لو من صاحبه وصعد الى غرفة النوم كي يضاجع حبيبته بينما جلس ريك على اريكة وثيرة بصالة الجلوس وفتح التلفاز كي يستمع الى الاخبار وسط صرخات وتنهدات الحبيبين بالطابق العلوي. بعد ان انتهت المذيعة من سرد آخر المستجدات على الساحة الدولية ابرزت صورتي ريك ولو على الشاشة ثم قرأت هذا الخبر: هرب اليوم من سجن بولنغتون الواقع بالقرب من مدينة اوكسفورد السجينين ريشارد وليامز ولويس گرين. تولت شرطة اوكسفورد البحث عنهما بمساعدة خبراء من نيو سكوتلانديارد. يقود حملة البحث الملازم اول گاري فرانس الملقب بكوجاك والذي قام بالقاء القبض على كلا السجينين في السابق واودعهما السجن. يرجى ممن يشاهدهما ان يبلغ عنهما باقرب مركز للشرطة، مع توخي كامل الحذر لانهما يصنفان من المجرمين الخطرين جداً.
ابتسم ريك وقال، "ها نحن سنلتقي معك مجدداً يا كوجاك. لقد اشتقت اليك ايها الاصلع"
بقي يراقب التلفاز وهو مستلقياً على الاريكة حتى تغلب عليه النوم. باليوم التالي نزل لو من الطابق العلوي تمام الساعة الخامسة الى ربعاً فايقظ رفيقه ريك وبدأوا يستعدون لمواصلة رحلتهم. قال ريك،
ريك : دعني أملأ خزان الطائرة بالوقود بينما تقوم تريسي بجلب المبلغ من البيت.
سمعتهم تريسي وقالت،
تريسي : المبلغ هنا جاهز معي. وضعت مليوني جنيه بحقيبة. ساذهب لاحضارها الآن.
ذهبت تريس كي تحضر حقيبة النقود من غرفة النوم بينما اخرج ريك حاوية الوقود (الجريكان) من خلف مقاعد الطائرة وصار يعبئ خزان الطائرة بالوقود استعداداً للرحلة الثانية. هنا سأله لو،
لو : ما نوع الوقود الذي تصبه بالخزان؟
ريك : الوقود هو خليط من بنزين السيارات العادي مضاف اليه زيت خاص كما هو الحال بمحركات الدراجات النارية.
وبعد ان اكمل تعبئة الخزان بالوقود رجعت تريسي حاملة معها الحقيبة فاعطتها لريك. فتحها ريك وصار يتفحصها بدقة تامة كي يتأكد من ان المبلغ حقيقياً وكاملاً وان تريسي لن تخدعه وتضع اوراقاً بيضاء بدلاً من النقود. تأكد من ان المبلغ كله كاملاً فرفع رأسه وقال،
ريك : حسناً، هل انت مستعد يا لو؟
تريسي : لماذا لا تسترخون قليلاً وتذهبون بعد ان يسخن الجو قليلاً؟
ريك : نحن لا نريد ان تزعل منا (مايك براڨو انديا) وكذلك فاننا لا نملك الكثير من الوقت، سوف نقلع فوراً. والآن اريدك ان تودعينا وتودعي الطائرة باسمها والا فانها ستزعل منكِ.
تريسي : وداعاً حبيبي لو. وداعاً يا ريك. وداعاً يا (مايك براڨو انديا). والآن خذو هذه الشطائر التي اعددتها لكم كي تأكلوها اثناء الرحلة. لقد وضعتها بعلبة تَپَروير. سلمتهم العلبة ثم قبلت حبيبها بينما كان يرتدي الخوذة الواقية وقالت له،
تريسي : كن حذراً يا حبيبي. انا احبك كثيراً.
لو : وانا احبك اكثر. لا تقلقي. ساتصل بك عندما تسنح لي الفرصة.
جلس على جهة اليمين كي يربط حزام الامان ثم رفع ابهامه لريك معلناً جاهزيته. التف ريك حول الطائرة كي يقوم باجراء التحقق من سلامة الطائرة. ثم عاد وجلس على كرسي القيادة الى يسار لو وادار المحرك ثم بدأ يقود الطائرة على الارض كي تواجه الريح. ثم توقف عن السير. اجرى المزيد من التحقق ثم دفع عصى الوقود بيده اليسرى الى الامام فراحت الطائرة تجري وهي تزمجر كالاسد حتى بلغت السرعة المطلوبة، شعر قائدها بخفتها وكأنها ريشة، وقتها سحب عصى القيادة لتبدأ الطائرة بالتسلق. نظر لو الى حبيبته الواقفة بعيداً على الارض وهي تودعه بقبل هوائية فراح يشير بيده هو الآخر. استمرت الطائرة بالتسلق حتى بلغت 2000 قدم ثم نظم ريك جهاز تحديد المواقع وصار يواصل الرحلة فصرخ لو باذن ريك وسأل،
لو : والآن الى أين؟
ريك : الى بورموث.
لو : بورموث؟ الآن عرفت خطتك. انت تريد ان تعبر بنا القنال الى فرنسا اليس كذلك؟
ابتسم ريك بوجه صاحبه لو ولم يجبه عن سؤاله.
الرحلة هذه المرة دامت ثلاث ساعات ونصف فقط ثم هبط ريك بالطائرة باحدى المزارع الخالية خارج مدينة بورموث. وعندما نزلا من الطائرة قال،
لو : بما اننا سنركب القارب الآن كي نعبر القناة فلماذا لا نخفي الطائرة كي لا تتمكن الشرطة من معرفة وجهتنا؟
ريك : بالعكس يا لو. نحن نريد الشرطة ان تعثر على الطائرة. فالطائرة مسجلة باسمي وإذا عثروا عليها فسوف يعتقدون اننا سنستقل القارب الذي سيأخذنا الى فرنسا. ولا تنسى بانهم سيعرفون اسم الطائرة من تريسي. ولهذا السبب اكدت على تريسي اسم الطائرة اكثر من مرة وقلت لها انها (مايك براڨو انديا).
لو : ولكن لماذا؟
ريك : انها لعبة الخداع يا لو. نحن نريد ان نوهمهم باننا ذاهبون الى فرنسا لاننا سندفع المال لبعض الرجال الذين ينتظروننا بالمرفأ مبلغ 10000 جنيه استرليني وسينطلق بهم القارب باتجاه فرنسا من دوننا.
لو : ولكن لماذا؟
ريك : لكي يعتقد كوجاك الاصلع اننا ذاهبان الى فرنسا بالقارب بينما نذهب نحن الى مكان آخر كلياً.
لو : واين سنذهب إذاً؟
ريك : اننا سوف نذهب الى الشرق باتجاه مدينة ساوثهامبتون.
لو : حسناً انا اثق بك تماماً، انت تعلم ما تفعل.
تركا الطائرة مكشوفة كي يتركوا الشرطة تعثر عليها بسهولة ثم ساروا حتى وصلا الى الشارع العام فاوقفا سيارة اجرة وطلبا من السائق اخذهما الى روك ريف پير. بعد ربع ساعة وقف السائق بالقرب من المرسى فوجدا قارباً ابيضاً في انتظارهما. نزلا من سيارة الاجرة وتوجها الى القارب. دخلا بالقارب فوجدا رجلاً فرنسيا يدعى كابتن پيير قال،
پيير : كيف حالك يا مسيو ريك؟
ريك : انا بخير يا كابتن پيير. هل كل شيء على ما يرام؟
پيير : (بيان سور) لدينا رجلين فرنسيين معنا يشبهانكما بالحجم والهيئة. سيجلسان بالخارج كي تراهما الشرطة من بعيد. فيعتقدون انكما ذاهبان الى فرنسا.
ريك : إذاً خذ هذا المبلغ وتحرك الى فرنسا الآن. (بون شانس).
اعطاه ظرفاً يحتوي على 10000 جنيه وشكره ثم نزل من القارب مع لو. فسأل لو،
لو : والآن، الى اين؟
ريك : يجب ان نجد هاتفاً عموميا. اريدك ان تتصل من خلاله بحبيبتك تريسي وتطلب منها ان تماطل قليلاً مع الشرطة عندما يأتون للتحقيق معها عن مكاننا ثم بالآخر تخبرهم باننا ذهبنا الى بورموث.
لو : هل جننت؟ كيف تخبرهم عن مكاننا؟ سوف يمسكون بنا ويرجعوننا الى السجن فوراً.
ريك : عندما تصل الشرطة الى بورموث نكون نحن قد ابتعدنا مئات الكيلومترات عن بورموث. ثق بي يا لو. كذلك اريدك ان تخبرها كي تأخذ باقي النقود اي قرابة الـ 4 ملايين جنيه المتبقية وتلتحق بنا بفندق اسمه الفصول الاربعة بادنبورا.
لو : اذكر انني سمعتك تحجز بهذا الفندق عندما كنا بالسجن. كم انت عظيم يا ريك. لقد فكرت بكل شيء.
عندما عثرا على هاتف عمومي بالشارع اتصل لو من خلاله وطلب حبيبته تريسي. رفعت السماعة وقالت،
تريسي : الو من معي؟
لو : انا لو يا حبيبتي. هل انت وحدك؟
تريسي : اجل، ما المشكلة حدثني، اين انتما؟
لو : اسمعي مني يا تريسي. وصلنا قبل قليل الى مدينة بورموث. سوف تزورك الشرطة اليوم او غداً. اريدك ان لا تخبريهم عن مكاننا لفترة من الزمن. اي انك تماطليهم قليلاً ثم بالآخر تقولين لهم اننا ركبنا الطائرة الرياضية وهربنا بها الى بورموث.
تريسي : ولكن كيف اقول لهم ذلك. سوف يلقون القبض عليكما.
لو : كلا، هذه جزء من الخطة. نحن نريدهم ان يعرفوا باسم الطائرة. هل لا زلت تذكرين اسمها؟
تريسي : اجل، اليست هي (مايك براڨو انديا).
لو : انها هي يا حلوتي. هي يا عسلي. والآن علي ان اخبرك بباقي الخطة. بعد ان ترحل الشرطة من بيتك. اريدك ان تضعي باقي النقود اي المتبقي من الـ 4 ملايين جنيه بسيارتك وتسافري بها الى ادنبورا.
تريسي : ادنبورا؟ هل جننت يا لو؟ ماذا سنعمل هناك؟
لو : سالتقيك هناك وسنذهب من هناك الى بر الامان. اسمعي مني يا تريسي. اريدك ان تقودي سيارتك الى فندق يدعى الفصول الاربعة بمدينة ادنبورا. هل فهمت.
تريسي : اجل، الفصول الاربعة بادنبورا. اطمئن، ساخرج فور مغادرة الشرطة. ولكن قل لي، هل انت متأكد من ان الشرطة سوف تأتي الى هنا للمزرعة؟
لو : اجل، اجل لقد تركنا آثار كي تتبعنا الشرطة الى مزرعتك. نحن ندخلهم بالفخ.
تريسي : الفخ؟ هل ستقتلونهم؟
لو : كلا يا حبيبتي كلا يا عمري، نحن نريد ان نوهمهم بشيء غير حقيقي. أفهمتِ؟
تريسي : اجل فهمت. حظاً اوفر لكما حبيبي.
لو : انا احبك يا عمري.
اغلق الخط مع حبيبته تريسي فسأله ريك،
ريك : هل ستنطلق تريسي الى ادنبورا؟
لو : اجل قلت لها ان تنطلق بالنقود فور خروج الشرطة من عندها. وماذا عنا؟ ماذا سنفعل الآن؟
ريك : سنبحث عن الحافلة التي ستقلنا الى مدينة ساوثهامبتون.
==**==
خرج كوجاك ومساعده صباحاً من الفندق بمدينة لونغ مارزدون وركبا سيارتهما متجهين الى مزرعة الابقار بسويندون. الرحلة دامت اربع ساعات ونصف. دخلا بعدها مدينة سويندن وصارا يتتبعان نظام الملاحة حتى وصلا الى بوابة المزرعة فنزل المساعد وتفحص البوابة ثم رجع وقال،
المساعد : سيدي لماذا يضعون هذه القضبان على الارض؟
كوجاك : هذه القضبان تمنع الابقار من الخروج الى خارج المزرعة لان سيقانها ستعلق بداخل القضبان لكن القضبان سوف لن تعيق العربات من الدخول والخروج من والى المزرعة. وبهذا فانهم لا يحتاجون الى حواجز او بوابات خشبية.
المساعد : فكرة رائعة.
دخلوا المزرعة واوقفوا سيارتهم بجانب البناية هناك فخرجت لهم تريسي. نظرت الى المحقق كوجاك وابتسمت بوجهه ابتسامة فيها الكثير من الاعجاب قالت،
تريسي : تفضل يا سيدي ما الامر؟ كيف استطيع خدمتكم ايها الاصلع المثير؟
كوجاك : انا اسمي الملازم اول گاري فرانس الملقب بكوجاك.
تريسي : ماذا تريد يا حضرة الضابط الوسيم؟ هل هناك شكوى من جيراننا على الابقار؟
كوجاك : ولماذا تكون هناك شكوى على الابقار؟
تريسي : لان هذه الفترة هي فترة تزاوج الابقار. وكلما تزاوج الثور مع احدى البقرات تبدأ باصدار اصوات عالية تزعج جيراننا المزارعين. فنحن الوحيدون الذين نربي الابقار بهذه المنطقة، اما باقي المزارعين فهم يزرعون الحنطة والاذرة. لذلك هم ينزعجون من اصوات ابقارنا في وقت التزاوج. لقد قدموا شكوى ضدنا لدى مركز الشرطة المحلي. فزارنا الشرطي واخبرناه بسبب الاصوات فاقتنع وعلق وقتها، "لو انهم سمعوا زوجتي وهي تصدر الاصوات وقتما امارس الجنس معها فانهم سوف لن يشتكوا من ابقاركم". وبالمقابل فنحح ننزعج من اصوات مكائن حصدهم عندما يحين موعد الحصاد. لكننا لا نشتكي منها ابداً.
كوجاك : واين عمتك يا تريسي؟
تريسي : لقد سافرت الشهر الماضي لزيارة ابنها الذي يعيش بنيوزيلندا. ولكن قل لي يا وسيم، هل جئت لتسأل عن ثيراننا؟
كوجاك : كلا انا جئت لاسألك عن نوع آخر من الثيران. جئت اسألك عن لو. متى شاهدت لو آخر مرة؟
تريسي : اتقصد لو حبيبي؟
كوجاك : لا اقصد لو ملك فرنسا. اجل يا تريسي انا اسأل عن لو حبيبك.
تريسي : شاهدت لو في زيارتي الاخيرة قبل اسبوعين. زرته بسجن بولنغتون.
كوجاك : الم تشاهديه بعد ذلك؟
تريسي : كلا.
كوجاك : الم تشاهديه بعد تلك الزيارة؟ تحدثي وقلي الصدق.
تريسي : كلا ابداً.
كوجاك : هل تاذنين لي بالتجول بمزرعتك؟
تريسي : بالتأكيد يا سيد المحقق الوسيم تفضل، ولكن دعني احذرك بعدم الاقتراب من الثور عندما يقوم بالـ... انت تعلم انه يكون جداً عدوانياً عندما يريد احد ان يقترب منه لما...
كوجاك : اجل، اجل عندما يجامع البقرة.
تريسي : هذا صحيح.
تجول كوجاك ومساعده بالمزرعة حيث رأى الثور وهو يمارس حقوقه الدستورية مع احدى الابقار فابتسم وقال له، "استمتع الآن يا ثور فسوف لن تحظى بمثل هذه الفرصة عندما تصبح بسني". سار نحو المخزن الذي يخزنون به العلف ثم خرج خارجاً وراح يتجول بكل الاماكن في المزرعة حتى وصل الى ارض مسطحة ومفتوحة مغطاة بالحشيش. صار يبحر بالارض بشكل دقيق حتى شاهد آثار عجلات بتشكيلة ثلاثية منتظمة. سأل مساعده،
المساعد : هل هذه آثار عجلات الطائرة سيدي؟
كوجاك : اعتقد ذلك. دعنا نرجع الى تريسي ونسألها، فالآن لدينا دليل.
رجع كوجاك ومساعده فرأى تريسي تحمل شوكة طويلة تفرق بها العلف فسألها،
كوجاك : ماذا تعملين يا تريسي؟
تريسي : انا اعد الطعام للابقار لانهم سيكونون جائعين بعد عملية الـ... انت تعرف ما اقصد.
كوجاك : اعلم ذلك الشعور. ولكن قولي لي يا تريسي. ما هذه الآثار التي لقيناها على المساحة المفتوح المغطاة بالحشيش؟ انها تبدو لي وكأنها اثار طائرة.
تريسي : طائرة؟ ومن اين تأتي الطائرة؟ ليس هناك طائرات هنا يا سيد كوڨاك. كل ما لدينا هي الابقار والثور العزيز.
كوجاك : اسمي كوجاك وليس كوڨاك. انا اقصد طائرة رياضية صغيرة لديها عجلة امامية واحدة وعجلتان خلفيتان. هل لك علم بذلك؟
تريسي : لا ابداً انا لا اعلم باي طائرة هنا.
كوجاك : اسمعي مني يا تريسي. انا اعلم جيداً ان لو وريك خرجا بطائرة رياضية وهبطا هنا. إذا كذبت علي ولم تخبريني عنهما فسوف القي القبض عليك وسازجك بالسجن افهمت؟
تريسي : وهل ستلقي القبض عليّ إذا قلت لك؟
كوجاك : كلا، كل ما اريد ان اعرفه هو مكانهما فقط.
تريسي : حسناً، ساخبرك ولكن ارجوك لا تؤذي لو فانا احبه كثيراً.
كوجاك : اعدك بذلك. فقط قولي لي عن مكانه؟
تريسي : لقد رحلا من هنا بالطائرة الى بورموث.
كوجاك : متى؟
تريسي : قبل مجيئكما بساعتين او ثلاثة.
كوجاك : هل هي ساعتين ام هي ثلاثة؟
تريسي : ربما ثلاثة على ما اعتقد.
كوجاك : هل لك ان تصفين لنا شكل الطائرة او نوعها اوصنفها؟
تريسي : انها طائرة مفتوحة وليس كباقي الطائرات التي نسافر بها الى اسبانيا. لكني اذكر اسمها. سمعت ريك يقول ان اسمها (مايك براڨو انديا).
التفت الى مساعده وقال،
كوجاك : هذه طائرة ريك، هيا يا هاري، ليس لدينا الكثير من الوقت. إذا لم نسرع فسوف يهربان الى فرنسا.
ركب المحقق كوجاك سيارة الشرطة يتبعه مساعده هاري وانطلقا خارجين من بوابة المزرعة متجهين الى مدينة بورموث. وفي الطريق اتصل كوجاك بشرطة بورموث عن طريق اللاسلكي وطلب منهم البحث عن طائرة رياضية تهبط بالجوار او هي سبق وان هبطت فعلاً هناك. وبعد قليل رجع رئيس شرطة بورموث وقال، "لقد وجدت احدى سيارات الدورية ، طائرة رياضية حمراء جاثمة باحدى المزارع ساعطيك الاحداثيات". املى عليه الاحداثيات فسجلها بداخل جهاز الملاحة وقال لمساعده. استعجل يا هاري. ربما سنمسك بهم هذه المرة.
==**==
وبهذه الاثناء تجول لو وريك بمدينة بورموث حتى وصلا الى موقف الحافلات. انتظرا هناك 10 دقائق حتى جائت الحافلة رقم 142 فركباها متوجهين بها الى مدينة ساوثامبتون. دامت الرحلة نصف ساعة. ولما وصلا ساوثهامبتون نزلا من الحافلة بمحطة الحافلات الرئيسية فسأل لو،
لو : والآن الى اين؟
ريك : سننتظر هنا بهذه المحطة حتى يأتي مشجعوا كرة القدم وسنركب معهم قاصدين مدينة ادينبورا.
لو : ادينبورا؟ جيد سنذهب الى ادنبورا. ولكن لماذا؟
ريك : هذا هو التكتيك يا مجنون. انا ضحيت بطائرتي التي كلفتني 12000 جنيه واعطيتها للشرطة كي تعثر عليها بالجنوب بمدينة بورموث ثم استأجرنا قارباً كي تراه الشرطة وتتوهم اننا سنعبر البحر في طريقنا الى فرنسا فيقطعون الامل من القاء القبض علينا لانهم سيتصلون بشرطة فرنسا. وانت تعرف الشرطة الفرنسية كيف تتعامل مع نظرائهم من الشرطة البريطانية. سوف لن يخطر ببالهم ابداً اننا متجهون الى سكوتلندا بالشمال. دعني اسألك سؤأل واحداً: من الذي سيشك بحافلة ملئى بمشجعي كرة القدم المتجهة من ساوثامبتون الى ادنبورا لتشجيع فريقها المفضل؟
لو : الآن انا ارفع لك القبعة يا ريك. لقد فزت بجائزة الاوسكار في التخطيط والتظليل.
نزل الرفيقان من الحافلة بوسط مدينة ساوثهامبتون فدخل ريك احدى المتاجر الكبرى تبعه لو. التقط ريك قبعتي صوف حمراء و لفافين عليهما علم نادي ساوثهامبتون ثم اشترى اقلاماً ثخينة بالوان متعددة احمر، ازرق، ابيض ونظارتين سوداوين ثم خرجا من المتجر حاملين الكيس الذي به الاغراض. اوقف ريك سيارة اجرة وطلب من السائق الذهاب الى محطة الحافلات الرئيسية بساوثامبتون.
وبينما هم بالطريق راح ريك يرسم علم بريطانيا على وجه شريكه لو ثم طلب منه ان يرسم العلم على وجهه هو الآخر.
دخلا المحطة فشاهدا جمعاً غفيراً من مشجعي فريق ساوثامبتون. قال ريك،
ريك : خذ يا لو ارتدي القبعة الحمراء ثم لف اللفاف حول عنقك ودعنا نقف مع باقي المشجعين.
وقف الرفيقان مع الحشد الكبير من المشجعين فرحبوا بهما ووجه احد المشجعين سؤالاً الى لو ليحرجه قائلاً،
المشجع : هل تعرفون نشيد فريق ساوثهامبتون؟
ارتبك لو ونظر الى ريك كي ينجده. فضحك ريك وقال،
ريك : بالطبع نعرفه "نحن الاسود نحن الاسود جئنا كي نقتلع الكأس من ايديكم. نحن ابطال انكلترا لا يضاهينا فريق. سنحتفل بنصرنا ونشرب نخبه بينما تقطّعون ملابسكم وتنحبون على الكأس الذي ضاع منكم".
المشجع : احسنت ايها الصديق العظيم. نحن سنفوز بدون شك.
انصدم لو لما سمع من ريك فاخذه جانباً وسأله،
لو : متى حفظت هذا النشيد؟
ريك : انت لا تعرف عني الكثير. لقد حفظته عندما كنت اعد خطة الهروب في زنزانة السجن.
لو : انت فعلاً انسان مدهش. لقد حسبت حساب كل شيء.
ركب المشجعون الحافلة ومعهم الرفيقين فجلسا بمؤخرة الحافلة. قال ريك،
ريك : هذه الرحلة الاخيرة لنا وعندما نصل الى ادنبورا سنكون قد اصبحنا احراراً.
لو : انا لم ولن اتوقف عن الاعجاب بذكائك المفرط يا ريك. اعتقد انني راهنت على الفرس الرابح.
بدأت رحلة الحافلة الطويلة التي من المقدر لها ان تستغرق يوماً كاملاً. واثناء الرحلة دخلت الحافلة باحدى محطات الخدمات كي يرتاح المشجعون ويدخلون الحمام لقضاء حوائجهم فنزل الرفيقين معهم واشتروا بعض الشطائر ورقائق البطاطس وعلب الكولا والجعة كي يتناولوها بالطريق ثم عادوا جميعاً الى الحافلة. واصلت الحافلة رحلتها بعد ذلك. وبينما كانت الحافلة تسير بالطريق مروا من مدينة اوكسفور لتخترق الحافلة الحلقة الحمراء لحواجز الشرطة. توقفت الحافلة فجأة فسأل لو،
لو : لماذا توقفنا؟ هل هناك شيء؟
ريك : انتظر يا لو، دعنا نرى ما هي المشكلة.
سأل احد الركاب فاجابه،
الراكب : انها الشرطة. يقومون بالتفتيش عن بعض المجرمين الهاربين من السجن.
ريك : اتمنى ان يمسكوا بالمساجين الهاربين الحقراء.
همس لو باذن صاحبه وقال،
لو : يا الهي، سوف يكتشف امرنا يا ريك. ماذا سنعمل؟
ريك : انتظر يا لو. ربما سوف لن يحصل شيئاً. دعني اتصرف.
لو : كيف ستتصرف؟ هل ستقتل الشرطي وتصبح قاتلاً حقيقياً هذه المرة؟
ريك : تابع بعينك وستعلم من هو الاستاذ.
صعد احد افراد الشرطة الى الحافلة وراح يتحدث مع السائق. علم ريك وقتها انه إذا وصل الى عندهم بالتفتيش فسوف يتعرف على اشكالهم حتى وإن كانوا متخفين برسمة العلم على وجوههم بدون شك. لذلك بدأ يغني نشيد الفريق "نحن الاسود نحن الاسود جئنا كي نقتلع الكأس من ايديكم. نحن ابطال انكلترا لا يضاهينا فريق. سنحتفل بنصرنا وسنشرب نخبه بينما تقطّعون ملابسكم وتنحبون على الكأس الذي ضاع منكم". ولما سمعه باقي ركاب الحافلة صاروا يرددون ورائه بصوت مرتفع. ابتسم الشرطي واستنتج ان جميع ركاب الحافلة هم من المشجعين لان الشرطي نفسه كان من مدينة ساوثهامبتون. رفع يديه وحيى المشجعين ثم نزل من الحافلة.
لو : يا الهي. انت فعلاً ثعلب يا ريك. لقد عرفت كيف تراوغ ذلك الشرطي الغبي.
تحركت الحافلة من جديد لتواصل الرحلة الى سكوتلندا.
==**==
وصل كوجاك ومساعده هاري مدينة بورموث وتوجها مباشرة الى عنوان المزرعة التي عثرت بها شرطة بورموث على الطائرة الرياضية. وفور وصولهم وجدوا الطائرة هناك فابتسم كوجاك واخرج مصاصة سوداء بطعم الكولا، وضعها بفمه وراح يمصمصها بغضب وقال،
كوجاك : لقد وصلنا متأخرين يا هاري.
هاري : ولماذا جائوا الى هنا سيدي؟
كوجاك : انظر الى الخارطة يا هاري. انهم جائوا للجنوب كي يعبروا القناة الى فرنسا دعنا نسأل رئيس قسم الشرطة عنها.
سار كوجاك صوب مدير الشرطة المحلية فحياه وصافحه ثم سأله،
كوجاك : ما هو اقرب مرسى للقوارب من هنا؟
المدير : هناك مرسى قريب جداً منا يدعى روك ريف بير.
كوجاك : اتعرف مكانه؟
المدير : بالطبع اعرفه.
كوجاك : إذاً ارجوك خذنا اليه فوراً.
ركب كوجاك ومساعده هاري بسيارتهما وصاروا يتبعون سيارة مدير المركز حتى وصلوا جميعاً الى المرسى فنزلوا وراحوا يتفقدون المكان. فجأة شاهدوا من بعيد قارباُ ابيضاً يبتعد عنهم باتجاه فرنسا. فسأل كوجاك،
كوجاك : هل لديك ناظور يا مدير؟
ركض المدير الى سيارته وجلب ناظوراً من هناك واعطاه لكوجاك. وضع الناظور على عينيه فرأى شخصين يشبهان الهاربين قال،
كوجاك : كانت شكوكي بمحلها. انه ريك ولو بالقارب.
اعطى الناضور لهاري فنظر به وقال،
هاري : اجل السجناء بالقارب ولكن كم هي المسافة بيننا سيدي؟
كوجاك : ربما ميلين بحريين.
هاري : هل نتبعهم سيدي؟
كوجاك : وكيف سنتبعهم؟ سنستأجر قارباً للتجديف ونطاردهم؟ ام تريدنا ان نسبح ورائهم مثلاً؟
هاري : ولماذا لا نطلب من المروحيات كي تطاردهم سيدي.
كوجاك : فور خروجهم من المياه الاقليمية البريطانية فانهم سيخرجون من سلطتنا القضائية. اي اننا غير مخولون بمتابعتهم بالمياه الفرنسية.
مساعده : هل هذا يعني اننا خسرناهم الى الابد؟ ولماذا لا نتصل بالشرطة الفرنسية ونطلب منهم القاء القبض على الفارين؟
كوجاك : سنفعل ذلك، لكن الاجرائات ستكون طويلة ولن تتم قبل مرور زمن طويل يكون الهاربان قد تبخرا بالهواء الطلق.
مساعده : ما العمل الآن بالنسبة لنا سيدي؟
كوجاك : لم يبقى امامنا سوى الرجوع الى منازلنا يا هاري. اريد ان اذهب الى لندن فقد فشلنا بمهمتنا بعد ان انهكتنا رحلة المطاردة اللعينة.
==**==
بعد طريق شاق وطويل وسط هتاف المشجعين ورائحة الجعة المقرفة وصلت الحافلة اخيراً الى هدفها بمدينة ادنبورا. نزل الرفيقان مع باقي المشجعين فسألهم احد المشجعين وقال،
مشجع : اين ستنامون الليلة؟
ريك : سننام ببيت خالتي ادنا العاهرة.
مشجع : إذاً سنراكما غداً بالملعب. النصر لنا النصر لنا نحن الابطال.
ريك : النصر لنا النصر لنا نحن الابطال.
قال ريك للو،
ريك : دعنا نخرج من هنا.
سأل لو صاحبه بكل سذاجة وقال،
لو : هل صحيح ان لك خالة عاهرة اسمها ادنا؟
عوج ريك فمه ورمق صاحبه لو بنظرة غريبة ثم سار بطريقه نحو البوابة. خرج الرفيقان الى خارج محطة الحافلات واوقفا سيارة اجرة فقال ريك للسائق،
ريك : الى فندق الفصول الاربعة لو سمحت.
وصلا الفندق بوقت متأخر من الليل فراح ريك مباشرة عند موظف الاستعلامات وقال،
ريك : لدي حجز باسم هاري بورتر وجمي بورتر.
ابتسم موظف الاستعلامات وقال،
موظف الاستعلامات : اجل سيدي لدي حجز باسميكما، غرفة لثلاث اشخاص.
ريك : هل وصلت السيدة قبلنا؟
موظف الاستعلامات : كلا سيدي لم تأتي بعد.
ريك : شكراً لك.
اخذ مقتاح الغرفة وصعد الرفيقان بالمصعد الى الغرفة ودخلاها فقال لو،
لو : اخيراً وصلنا الى ادنبورا. وماذا بعد؟ ماذا بقي من الخطة يا ريك؟
ريك : عندما تصل صديقتك تريسي الى هنا سننام جميعاً بهذه الغرفة حتى اليوم التالي ثم سنسافر غداً كلنا الى ريو.
لو : اتقصد ريو دي جانيرو؟
ريك : اجل، لقد حجزت طائرة نفاثة خاصة ستقلنا نحن الثلاثة الى ريو دي جانيرو بالبرازيل.
لو : اليست هي المدينة التي بها تمثال السيد المسيح على قمة الجبل؟
ريك : انها هي بعينها يا لو. والبرازيل ليس لديها اتفاقية ارجاع المساجين مع بريطانيا.
لو : انت فكرت بكل شيء يا ريك. ولكن لماذا تأخرت تريسي؟
ريك : هل اعطيتها اسم الفندق بشكل صحيح عندما اتصلت بها من بورموث؟
لو : اجل بالتأكيد.
ريك : ما نوع سيارتها؟
لو : سيارتها من نوع ميني.
ريك : ربما وقع لها عطل بالطريق.
لو : لا يمكن ذلك، فسيارتها آخر موديل. لكنني لا اعلم لماذا تأخرت.
ريك : ربما اخذت النقود وهربت.
لو : لا مستحيل. تريسي تحبني جداً وتريد ان تتزوج بي.
ريك : بالنقود التي معها تستطيع ان تشتري خمسة رجال مثلك.
فجأة سمعا طرقاً على الباب فقال لو، "لقد جائت". فتح لو الباب فوجد صديقته تريسي واقفةً امامه ممسكة بحقيبتها، ولما رأته قفزت نحوه واحتضنته وراحا يتعانقان. قال ريك،
ريك : ادخلا الى داخل الغرفة واغلقا الباب ورائكما يا طيور الحب. بامكانكما العناق والتزاوج فيما بعد.
دخلت تريسي ورمت حذائها من قدميها وقالت،
تريسي : اوه كم تعبت بهذه الرحلة الطويلة. لماذا اخترتم الذهاب الى ادنبورا؟ الم تستطيعوا ان تختاروا مدينة قريبة بانكلترا؟
لو : لا يا حبيبتي. لقد فكر ريك بكل شيء. جئنا الى هنا وسوف نطير الى ريو دي جانيرو غداً بطائرة خاصة.
تريسي : وهل هذه المدينة باوروبا؟
ريك : انها بامريكا اللاتينية.
تريسي : اخاف ان لا يستطيعون التحدث معنا الانكليزية هناك؟
ريك : بالاموال التي معنا سوف يتحدثون الينا بالصينية إن شئنا. لا تقلقي من هذه الناحية. والآن ارني النقود يا تريسي.
نظرت تريسي الى حبيبها لو كي تستشيره. فاومأ برأسه واغمض عينيه دلالة على الموافقة فحملت الحقيبة ووضعتها على السرير ثم قامت بفتحها واذا بشدات الجنيهات المنسقة بانت للعيان. وقف لو مبتسماً وقال،
لو : ما اجمل منظر الجنيهات وهي مرصوصة بالحقيبة.
رفع ريك بعضاً منها من الاسفل وصار يتفحصها فعلم ان كل الامول حقيقية وليس هناك اي مجال للخداع. سحب ريك حزمة اخرى من مكان آخر من الحقيبة ثم اخرى حتى تأكد من ان جميعها غير مزورة. فسأل لو،
لو : لماذا تتفحص الاموال يا ريك؟ انت اخذت حصتك. وهذه حصتنا.
ريك : اردت ان اتأكد من ان تريسي لم تلعب بذيلها وتحضر لك اموالاً مزورة.
تريسي : كم انت سافل يا ريك، كيف اخون حبيبي؟
لو : لا عليكِ يا تريسي، والآن ماذا سنعمل؟
ريك : ساتصل بالطيار الآن الذي يسكن معنا بهذا الفندق وساخبره باننا جاهزون للرحلة غداً صباحاً.
رفع سماعة الهاتف الارضي للغرفة وطلب رقم 410 وقال،
ريك : الو كابتن خافيير، كل شيء على ما يرام. نحن مستعدون لرحلتنا غداً الى ريو.
هنا تدخلت تريسي كي تتأكد من ان ريك لا يخدعهم قالت،
تريسي : قل له كي يأتي الى هنا الآن. اريد ان اراه واتعرف عليه بنفسي.
لو : الا زلت تشكين بريك يا حبيبتي؟ هذا عيب.
ريك : حسنا، هل بامكانك المجيء الى غرفتنا يا كابتن خافيير؟ سنسقيك كأساً من الشامپانيا.
اغلق الهاتف وقال لهما،
ريك : كابتن خافيير في طريقه الينا. سيشرب معنا الشامپانيا لنحتفل بنجاحنا.
بعد قليل سمعوا طرقاً على الباب فقالت تريسي،
تريسي : انا سافتح الباب.
فتحت الباب فوجدت الملازم اول كوجاك واقفاً امامها وهو يبتسم. وقفت تريسي ولو مشدوهين وكأن ماءاً بارداً قد صب فوق رأسيهما. كيف عرف مكانهم واين ذهبت كل تخطيطات ريك؟ ولماذا لم يتمكنوا من خداع كوجاك؟ نظر لو الى ريك وسأل،
لو : ريك، ما هذا؟ كيف عرف كوجاك بمكاننا يا ريك؟
تمشى ريك ببطئ كبير نحو لو وهو يبتسم وقال،
ريك : انا اسمي مارتن سمث، العقيد مارتن سمث من شرطة نيو سكوتلانديارد. انا لست ريك الذي تعرفونه. وهذا شريكي الملازم اول گاري فرانس الملقب بكوجاك. اراد ان يرحب بكما بشكل رسمي قبل ان نبدأ رحلتنا.
لو : هل سيذهب معنا الى ريو دي جانيرو؟
مارتن : كلا يا صديقي، طرأ تعديل على الخطة. لقد قررنا ارجاع المال المسروق منكما وارجاعك الى سجن بولنغتون.
تريسي : وماذا عني. فانا لم اعمل اي ذنب؟
مارتن : بالعكس يا تريسي. انت خبأت النقود عندك لما القي القبض على لو. ولولا هذه الخطة المحبوكة لما استطعنا ان نسترد النقود المسروقة منك. انت ستشرفينا بمقر نيو سكوتلانديارد بلندن استعداداً لنقلك للمحكة التي ستبت بامرك.
لو : وكم تعتقد انها ستحصل؟
كوجاك : ربما 4 او 5 سنوات لا اكثر.
لو : دعوني اسألكما بعض الاسئلة لو سمحتما، كيف استطعتما ان تُنَفّذا هذه الخطة الشريرة؟
مارتن : خطتنا لم تكن شريرة ابداً. بل كانت سرقة البنك هي الشر بعينه. قمنا انا وكوجاك بالتخطيط لها عندما عجزت نيو سكوتلانديارد عن استرجاع النقود المسروقة. فدخلت السجن قبلك وغيرت اسمي من مارتن الى ريك وبقيت هناك اتأقلم على اجواء السجن لمدة اسبوعين قبل مجيئك هناك.
لو : وكيف سمحت للسجين الاسود ان يضربك؟ وكيف ادخلت الى السجن الانفرادي؟
كوجاك : السجين الاسود هو العريف دوگان من شرطة نيو سكوتلانديارد. كان يمثل امام الجميع على انه يضرب مارتن. مع انه استلم ضربة قوية بالصينية المعدنية من مارتن كادت تكسر له حنكه.
لو : وماذا سيحصل للحارس المرتشي كويد؟
كوجاك : الحارس المرتشي كويد سيقبع بالسجن الذي كان حارساً عليه وسيتشارك بالزنزانة مع حارس البوابة المرتشي البدين.
لو : هل تأذن لي بسؤال اخير يا سيد كوجاك؟
كوجاك : تفضل.
لو : إذا كنت تعلم بكل الخطة، فلماذا تتبعتنا من الشمال الى الجنوب ثم الى الشمال ثانيةً وكنت تتحدث مع باقي الشرطة بالطريق؟
مارتن : اسمح لي يا كوجاك، ساجيبه انا. نحن لم نكن نعلم من هو الشرطي الصالح من الشرطي المرتشي. لذلك سرنا على الخطة وكأن كوجاك يتتبعنا (انا وانت) بشكل جدي كي لا تفشل الخطة وكنا نعتبر جميع الشرطة مرتشون ويعملون لصالحكم. وهكذا تمكنا من الايقاع بكم.
نظر مارتن الى كوجاك وقال،
مارتن : دعنا نأخذهما ونرجع بهما الى لندن يا كوجاك.
ابتسم كوجاك بوجه تريسي، وضع مصاصة الحلوى بفمه وراح يربط الاصفاد على معصمي لو وحبيبته تريسي وقال لها جملته المأثورة،
كوجاك : من يحبك يا صغيرتي؟
اتصل كوجاك بالهاتف بسيارة الشرطة التي كانت مرابطة خارج الفندق واخبرهم كي يصعدوا الى الغرفة لاخذ المسجون لو مع حقيبة المسروقات التي تحتوي على الملايين الاربعة. وقال لهم انه سيجلب تريسي معه الى لندن فيما بعد. دخل اثنان من عناصر الشرطة واقتادوا لو واخرجوه الى خارج الفندق حيث وضعوه بداخل سيارة الشرطة مع حقيبة المسروقات وانطلقوا به الى لندن.
==**==
باليوم التالي أدخل لو بداخل غرفة التحقيق بلندن وكبل بالسلاسل على الطاولة التي امامه. وبعد ربع ساعة دخل العميد مكنزي وجلس امام لو وقال بالتسجيل لغرض التحقيق، "العميد تريفير مكنزي من شرطة نيو سكوتلانديارد، تاريخ اليوم 13 ماي 2017. فتح التحقيق مع لويس گرين الساعة التاسعة والربع"
العميد تريفير : سيد لويس، اذكر اسمك الكامل وتاريخ ميلادك.
لو : الاسم لويس گرين، 10/6/1980
العميد تريفير : اخبرني يا لو، كم كان حجم المسروقات الاجمالي؟
لو : 6 ملايين جنيه استرليني.
العميد تريفير : واين بقية المبلغ المسروق؟
لو : ماذا تقصد يا حضرة العميد؟
العميد تريفير : استلمنا 4 ملايين جنيه من غرفتك بفندق الفصول الاربعة بادنبورا. اين خبأت باقي المبلغ المسروق والذي يبلغ 2 مليون جنيه؟
لو : لقد اخذها مني ريك... لحظة واحدة... اين ريك؟
العميد تريفير : اتقصد العقيد مارتن سمث؟
لو : اجل اقصد العقيد مارتن سمث. اين هو؟
العميد تريفير : لقد اخذ اجازة لمدة 4 ايام لانه قال انه كان متعباً من السفر.
لو : اسمع مني يا حضرة العميد، لقد سلمت ريك او ما تسمونه العقيد مارتن سمث مليوني جنيه. تسلمها في مزرعة البقر ببورموث عندما سافرنا بالطائرة الرياضية من مزرعة الابقار بسويندون.
العميد تريفير : ولماذا تكذب يا سيد لويس؟ فاللعبة قد انكشفت والمحكومية ستتضاعف إن لم تسلمنا المبلغ كاملاً.
لو : انا اقول الحقيقة يا سيادة العميد. لقد قمت بتسليم 2 مليون جنيه الى ريك اقصد العقيد مارتن سمث قبل ان نقلع من المزرعة.
العميد تريفير : حسناً انتظر لحظة.
اوقف التسجيل وخرج من غرفة التحقيق. سأل الشرطي الواقف امامه،
العميد تريفير : اين العقيد مارتن؟
الشرطي : انه باجازة سيدي.
العميد تريفير : طيب نادي على الملازم اول كوجاك.
الشرطي : هو الآخر باجازة سيدي.
العميد تريفير : كيف ينزلان باجازة كلاهما معاً ولدينا قضية يجب التحقيق بها. طيب، اتصل بهما بالبيت واخبرهما ان يأتيا الى هنا في نيو سكوتلانديارد فوراً. ساكون انا بمكتبي انتظر منك الرد.
الشرطي : حاضر سيدي.
رجع العميد الى مكتبه وهو يستشيط غضباً. صارت الافكار تتراقص بداخله وصار يشك بالمحققين ثم يقول، "هل هذا ممكن؟ كلا، كلا، لا يمكن. مستحيل. كوجاك؟ مارتن؟ لا، لا يمكن ذلك"
فجأة دخل الشرطي مكتبه وقال،
هواتفهما الارضية لا ترد يا سيدي وهواتفهما النقالة تقول انهما خارج التغطية. ولدي خبر آخر بمنتهى السوء سيدي. الملايين الاربعة بالحقيبة التي جئنا بها من ادنبورا الى هنا، اتضح لنا انها مزورة.
==**==
بمكان آخر من الكرة الارضية جلس العقيد مارتن سمث (ريك) على كرسي مُسَرّح الى الخلف يستمتع بمنظر البحر وهو لابسٌ قميصاً مشجراً وسروال سباحة. يحتسي شراب الـ (پينا كولادا) وتجلس على حجره فتاة سمراء فائقة الجمال ترتدي بدلة سباحة من نوع بكيني تدعى انخيلا يقال انها ملكة جمال كوستاريكا. جائه صوت كوجاك من خلفه يقول،
كوجاك : الا زلت جالساً هنا؟ الم تقل باننا سنذهب نحن الاربعة الى مطعم ساحل الشياطين كي نتناول الصلطعون؟
مارتن : لكنك قلت لي ان حبيبتك نباتية؟
كوجاك : كلا، حبيبتي تريسي كانت نباتية في السابق عندما كان يضاجعها لو. اما الآن فبامكانها ان تأكل كل شيء، وبالاخص الاسماك البحرية فهي تلتهمها بنهم كبير منذ ان وصلنا الى كوستاريكا. ولكن قل لي يا مارتن، كيف تمكنت من استبدال الاربع ملايين جنيه التي كانت بحوزة تريسي وسلمت الشرطة اربع ملايين جنيه مزورة؟
مارتن : بمنتهى السهولة يا صديقي. فالشرطيين الذين كانا يقبعان خارج الفندق لم يشكا ابداً انني اسلمهما حقيبة ملئى بالاوراق النقدية المزورة لانهم اعتقدوا انني تحققت من النقود. لقد قمت بتغييرها بداخل الحمام وقت دخولهما غرفة الفندق.
كوجاك : يا لك من ثعلب مكار. لقد جعلتنا اثرياء بالستة ملايين هذه.
مارتن : مع الاسف لم تكن 6 ملايين كاملة لاننا اضطررنا ان نصرف بعض النقود على الرشوة وانا خسرت طائرتي الحبيبة ولكن مع كل ذلك فنحن سعداء بالفندق ذو خمس نجوم الذي اشتريناه للتو هنا بكوستاريكا والذي لا يخلو من السواح ابداً. هنا سألت انخيلا تريسي وقالت،
انخيلا : عزيزتي تريسي، متى غيرت رأيك من حب لو الى حب كوجاك؟
تريسي : عندما القي القبض على لو وكبله رجال الشرطة وانزلوه للسيارة كي ينقلوه الى لندن. جائني كوجاك وعرض علي ان اصاحبه وان ابقى معه. وإلا فانه سيبعثني للسجن خلف لو.
انخيلا : لذلك قبلت ان تأتي وتصبحي حبيبة كوجاك. اليس كذلك؟
تريسي : بالحقيقة فانا اعجبت بكوجاك منذ ان وقعت عيني عليه عندما جاء الى مزرعة عمتي لانه انتزع قلبي من صدري بصلعته اللماعة وانا عندي ضعفٌ كبيرٌ نحو الرجال الذين ليس لديهم شعر برأسهم. اقصد الصلع. تنتابني عاصفة من الهيجان الجنسي وانا اتلمس رؤوسهم.
- نهاية القصة -
___________________
مؤلف هذه القصة يحمل رخصة قيادة للطائرات فوق الخفيفة PPL-D وكان يمتلك طائرة خاصة من نوع Quicksilver MXI ذات المقعد الواحد. تدرب في مطار لونغ مارزدون بالقرب من مدينة ستراتفورد Long Marston, Stratford-upon-Avon, UK تحت اشراف مدرسه الجوي ذو اللحية الحمراء الكابتن باري گوردون الامريكي الجنسية ومدربته الارضية الجنوب افريقية البيضاء البشرة فيونا مايس. وهذا ما اوحى له بهذه القصة. رحم الله الممثل الامريكي اليوناني الاصل تلي سڨالس والذي لعب دور المحقق كوجاك باواخر السبعينات من القرن المنصرم.
1304 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع