سعاد عزيز
الحکومة التي ستأتي للدنيا ميتة
يمضي المرشد الاعلى للنظام الايراني خامنئي قدما في مخططه من أجل تضييق دائرة الحکم وجعلها منکمشة أکثر من أي وقت مضى ويعمل جاهدا في سبيل أن يرى مقترحه"الحکومة الاسلامية الفتية" النور ويصبح أمرا واقعا وذلك لکي يمد يد العون للنظام ويخرجه من مستنقع الازمات الذي هو عالق فيه، ومقترح خامنئي هذا ليس بالشئ الجديد بل هو مسار وتقليد دأب عليه معظم الحکام المستبدين في العالم عندما يجدون إن الطريق والسبيل الوحيد للمحافظة على نظامهم من السقوط والانهيار هو ممارسة المزيد من القمع والاجرام والتنکيل بحق الشعب الايراني، ولاريب من إن خامنئي وکذلك معظم طغاة التأريخ ينسون أو بالاحرى يتناسون القاعدة المعروفة بأن لکل فعل رد فعل، وإن مضاعفة القمع على الشعب يعني زيادة تحفيزه وحثه وحتى تحريضه على التحرك بصورة ليس أوسع بل وحتى أکثر قوة وحسما.
خامنئي بعد أن رأى مخططه القمعي النور بتنصيب ثلاثة وجوه مکروهة للشعب الايراني على رأس السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ويتم الاعداد من أجل تشکيل"الحکومة الفتية"المزعومة، فإن الذي يمکن أن يتم إستخلاصه من کل هذا المسعى، هو قيام خامنئي بحشد قوة وجبروت وطغيان النظام بوجه الشعب والتأکيد على إن النظام سيقف بکل مافي وسعه بوجه نضال الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية، وإن هذا التحشيد الذي يقوم به خامنئي يمکن وصفه من أنه بمثابة آخر مافي جعبة النظام ولذلك فإنه من الممکن القول بأن المواجهة القادمة بين الشعب والنظام قد تکون الحاسمة.
النظام وهو يقوم بالتحشيد لخوض واحدا من أکثر المواجهات غير العادية ضد الشعب الايراني، فإنه وفي هذا الوقت وعلى الجبهة الاخرى، أي جبهة الشعب والمقاومة الايرانية، تجري الاستعدادات على قدم وساق من أجل عقد التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية في الايام 10 و11 و12 من الشهر الجاري، حيث سيشارك فيه الالاف من الشخصيات السياسية من سائر أرجاء العالم الى جانب عشرات الالاف من الايرانيين وسيکون برأي المراقبين السياسيين والمتابعين للشأن الايراني، واحدا من أکبر التظاهرات السياسية الاستثنائية بوجه النظام الايراني، والذي يزيد من قلق ومخاوف النظام الى أبعد حد، إن هذا التجمع تکمن قوته وفعاليته في إنه يوجه الضربات الموجعة للنظام الايراني في داخل وخارج إيران على حد سواء وفي وقت واحد.
الحکومة الفتية المنتظرة لخامنئي والتي سيقوم بتشکيلها سفاح مجزرة صيف عام 1988، ستأتي للدنيا ميتة لأن کل أسباب ضمان حياتها وإستمرارها معدومة بالکامل إذ أن النظام يعاني من حالة شلل أکثر من واضحة على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية وعلى الطرف الاخر يقف الشعب والمقاومة الايرانية ضده بالمرصاد.
1164 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع