تخبط النظام الايراني من أجل إنهاء الاحتجاجات

                                           

                             سعاد عزيز

تخبط النظام الايراني من أجل إنهاء الاحتجاجات

هناك قائمة طويلة من المشاکل والازمات المختلفة التي يواجهها النظام الايراني ولکن ليس هناك من مشکلة تٶرقه وتقض مضجعه کما هو الحال مع مشکلة الاحتجاجات المتزايدة بوجهه والتي لايبدو إن هناك من نهاية لها ولاسيما بعد إنتفاضة العطش التي يبدو إنها الى جانب التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية الاخير، قد ساهما بتسخين الاجواء في إيران أکثر من أي وقت آخر، ولاريب لانذيع سرا إذا ماقلنا بأن إستمرار الاحتجاجات بصورة متصاعدة في مختلف أنحاء إيران، قد أصبحت بمثابة کابوس غير عادي للنظام وهو يسعى بکل الطرق والاساليب من أجل وضع حد لها.

فشل النظام الايراني بتهدئة الاوضاع على الرغم من التصريحات العسلية لخامنئي وروحاني وکذلك إخفاق الممارسات والاساليب القمعية التعسفية بنفس السياق، أجبر النظام على إسراع الخطى من أجل إيجاد ثمة حل ومعالجة لذلك ويبدو إن موافقة البرلمان على مشروع قانون يضع الفضاء الإلكتروني تحت رقابة الحرس الثوري، بمثابة الحل الذي إکتشفه النظام على حين غرة، وکما هو الحال فإن النظام الايراني الذي يبدو کالغريق المستعد للتشبث ولو بقشة من أجل إنقاذ نفسه يعتقد من جراء وضعه الذي لايحسد عليه بأن الفضاء المجازي هو من يشکل خطرا وتهديدا عليه من دون أن يعلم بأن القضية ليست کذلك أبدا وإنه کما هو دأبه في وادي والشعب الايراني في وادي آخر.
هذا القرار الذي ومن فرط إستعجال النظام وتخوفه قد قام البرلمان بالموافقة في غياب رئيسه الذي يظهر بأنه قد تضايق من ذلك، الى جانب إن القرار أساسا قد قوبل برفض واسع من الناشطين السياسيين والمدنيين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وحتى بعض المسؤولين في النظام الإيراني، وحتى إن سكرتير مجلس مصلحة النظام محسن رضائي تعجب من مشروع القانون بينما يواجه الشعب الإيراني كافة أنواع المشاكل والمصاعب الاقتصادية، بينما قال عضو لجنة السياسة الخارجية بالبرلمان، أمير كاظمي روح الله حضرت بور، إن المشروع سيضع ملايين الأعمال والشركات التي تستخدم الإنترنت في أزمة. والملفت للنظر إن هذا القرار يأتي قبل أيام من تنصيب ابراهيم رئيسي کرئيس لإيران وهو مايمکن إعتباره بأنه يمهد الاجواء لمزيد من التشدد تماشيا مع توجهات الإدارة الجديدة، مع ملاحظة أن المعارضة الداخلية جزء من لعبة سياسية أتقنها النظام الايراني على مدى سنوات من أجل إمتصاص الغضب الداخلي ورکوب الموجات لکن کل الادلة والمٶشرات تدل على إن الامور لايمکن أن تسير هذه المرة وفقما يريد ويشتهي النظام وإن الايام القادمة ستثبت ذلك.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

682 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع