بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة داليا والذئب - الجزء الاول
بليلة من ليالي الشتاء البارد دخل باتريك غرفة نومه ليجد زوجته زوي مستلقية على السرير لكنها لم تنم بعد فاستبشر خيراً وقرر ان يحاول معها من جديد علّ الحظ يحالفه هذه المرة. خلع جميع ملابسه ودخل تحت الغطاء. من دون اي مقدمات راح يمسد على جسدها من فوق بدلة النوم. وعندما وصل الى وركها امسكت بيده ورمتها الى عنده بفضاضة ومن دون خجل قالت،
زوي : ليس اليوم يا بات. انا متعبة واريد ان انام. اتركني بحالي.
باتريك : لماذا كل هذا الجفاء يا زوي؟ اردت فقط ان امارس الحب معك، ما هي مشكلتك؟
زوي : قلت لك انا متعبة، اعاني من صداع واريد ان انام. كيف تريدني ان افهمك ذلك؟
باتريك : ولكن يا عزيزتي نحن لم نمارس الحب منذ اكثر من سنة. كل مرة تتحججين بالتعب او الصداع او الحالة النفسية. انا اشعر ان لدي الكثير من الطاقة والحب والاشتياق، فانت زوجتي وام ابنتي.
زوي : اجل انا كذلك لكن زوجتك ليست آلة تستطيع تشغيلها وقتما تريد وتطفئها وقتما تريد، هناك حدود لكل شيء. الا يكفيك اني اعتني بك وبابنتك طوال اليوم؟ أتريد ان تدخل السرير وتضاجعني عندما تحتكم لمزاجك؟ ما هذا؟ هل تظن انني عاهر تفتح لك ساقيها وقت اللزوم؟
باتريك : حاشاك يا عمري ولكن جميع الزوجات يفعلن ذلك. هذه من واجباتك كزوجة وانا اريد ان اتقرب اليك.
زوي : قلت لك وسأقولها ثانيةً، انا متعبة جداً واريد ان انام.
باتريك : ارجوك يا زوي، انا اشعر بالرغبة الجنسية بشكل كبير. دعينا نمارس الحب الآن.
ادارت له ظهرها، رفعت اللحاف فوق رأسها ثم اطفأت النور وقالت "تصبح على خير". ادار باتريك ظهره هو الآخر وسحب الغطاء فوق رأسه ثم اغمض عينيه فعم الهدوء بالغرفة. بعد مرور بضع ساعات على نومهما رن الهاتف فمد باتريك يده وسط الظلام يتلمس مفتاح النور، رفع سماعة الهاتف وتكلم بصوت مهدج قال،
باتريك : الو، من الطالب؟
سمع بالناحية الاخرى صوتاً يعرفه تمام المعرفة يقول،
مادي : انا مادي يا بات، احتاج لمساعدتك بشكل عاجل.
باتريك : ما هي مشكلتكِ هذه المرة يا مادي؟ هل تشاجرتِ مع احد؟
مادي : اجل، ولكن صدقني كان هو المعتدي. هو الذي بادر بضربي واراد الاعتداء عليّ، انا دافعت عن نفسي وحسب.
باتريك : هل انت هنا بپورتلاند؟
مادي : اجل يا بات اجل. وهل يعقل ان اكون بتكساس واتصل بك كي تقدم لي المساعدة؟
باتريك : باي مركز انتِ؟
مادي : انا في مركز شرطة گلادستون، المركز الذي كنا نعمل به سوياً، تعال فوراً ارجوك. لقد انتظرت طويلاً حتى سمحوا لي بالاتصال الهاتفي.
اغلق الخط معها فسمع زوجته تقول،
زوي : أهي مادي من جديد؟ هل تورطت ثانيةً؟ ماذا يحدث؟ ماذا تريد منك هذه المرة؟
باتريك : لا اعرف يا زوي. انها واقعة بورطة كبيرة وتطلب مساعدتي. علي ان اذهب الآن لضمانها واخراجها من الحجز.
زوي : يا الهي انظر الى الساعة، انها الثالثة والربع فجراً. لماذا تختار اوقاتاً نكون فيها نيام؟ ولماذا تهرع لنجدتها؟ الا يكفي ما فعلت بنا كل تلك السنين؟ انها تدمر نظام حياتنا كلما تتصل بك يا بات.
باتريك : يا حبيبتي، هل نسيتِ كيف ساعدتنا في الماضي؟ لقد انقذت حياة ابنتنا داليا عندما كانت طفلة رضيعة، هل نسيتِ ذلك؟
زوي : اعلم والله اعلم وقد شكرتها اكثر من مليون مرة لكن ذلك كان بالماضي والآن علينا ان نواصل حياتنا، فلماذا لا زالت تطلب منك المساعدة؟ لماذا لا تتركنا بحالنا؟ الآن هي ليست شرطية بعد ان طردوها شر طردة. انها مجرد متشردة سكيرة مذمومة وضيعة.
باتريك : ومع ذلك فانا لا يمكن ان اتخلى عنها وادير لها ظهري. انها امرأة صالحة.
زوي : بل هي امرأة سكيرة، حقيرة، او لعلك حنّيت للماضي يا بات؟ انا اعرف انها كانت عشيقتك سابقاً.
باتريك : كان ذلك قبل ان نتزوج يا زوي ماذا دهاكِ؟ لا تواصلِ الحكم عليها. الآن يجب ان ارتدي ملابسي واهرع لنجدتها. ساكلمك عندما اتم راجعاً للبيت.
ركب باتريك سيارته وتوجه بها الى مركز شرطة كلادستون. اوقف سيارته هناك ودخل مسرعاً ليجد العريف مهوني واقفاً على باب المركز يمضغ اللبان. قال له،
باتريك : كيف حالك يا مهوني؟
مهوني : إذا كنت آتياً لتخرج مادي من الحبس فلا تتعب نفسك. سوف اعرضها على النيابة اليوم في الصباح الباكر. انها تسببت بالكثير من المشاكل وقد كسرت ضلع الرجل الذي تشاجرت معه بالبار. سوف لن اتركها تخرج من الحجز هذه المرة.
باتريك : دعني اتحدث معها اولاً يا مهوني.
مهوني : تحدث معها قدر ما تشاء فهي لن تخرج من هنا. هذا وعد مني.
نزل باتريك الى القبو حيث وُضِعَت زنازين الموقوفين فرأى مادي مستلقيةً على السرير بداخل الزنزانة ترتدي قميصاً مقطعاً وسروال جينز متسخ. ناداها فادارت رأسها نحوه وقالت،
مادي : كعكتي، حمداً لله لانك جئت مسرعاً. اريدك ان تخرجني من هنا باسرع وقت ارجوك.
باتريك : ليس بهذه السهولة يا مادي ، فالعريف مهوني مصمم على ابقائك في الحجز حتى تُعرَضين على النيابة العامة. لانك كسرت ضلع رجل.
مادي : ولكن يا كعكتي كان ذلك الرجل يريد اغتصابي بداخل البار. هل تريدني ان لا ادافع عن نفسي وابقى كالحمل الوديع انتظره حتى يكمل مضاجعتي فاقول له شكراً لانك اغتصبتني واتمنى ان تغتصبني بالمرة القادمة التي ازور بها هذا البار؟
باتريك : هل انتِ تقولين الحق؟ هل شاهدك احد وهو يحاول اغتصابك؟
مادي : اجل كان هناك ثلاث او اربع رجال بداخل البار بالاضافة الى الساقي.
باتريك : هل شاهدوه باعينهم وهو يحاول اغتصابك؟
مادي : اجل، اجل يا كعكتي كانوا واقفين يتفرجون وهو منبطحٌ فوقي كالثور يحاول ادخال... يحاول ادخال... انت تعلم ماذا اقصد.
باتريك : حسناً ساذهب الى البار لاتحدث معهم واذا كانوا سيعززون كلامك فانت خارجةً من هنا لا محال. والآن اخبريني، هل تحتاجين الى شيء قبل ان اغادر؟ هل انت جائعة او ما شابه؟
مادي : كلا يا كعكتي، انا بخير.
باتريك : ارجوكِ لا تناديني كعكتي. نحن لم نعد نتواعد كما كنا في السابق وانا رجل متزوج الآن.
مادي : كما تشاء يا كعك... اقصد يا بات.
خرج باتريك من مركز الشرطة ورجع الى منزله. فور دخوله غرفة النوم وجد زوجته تنتظره بفارغ الصبر كي تبدأ جولة استجواب مكثفة، سألت،
زوي : هل اخرجتها يا بات؟
باتريك : كلا، العريف مهوني مصر على تسليمها للنائب العام لانها كسرت ضلع رجل.
زوي : لقد اخبرتك سابقاً. تلك السكيرة كانت ستهدم حياتنا في السابق ثم رحلت وظننا اننا سنرتاح منها ومن شرها. والآن وبعد خمس سنوات رجعت الى بورتلاند لتكمل ما بدأت به من تخريب. يجب عليك ان تتركها وشأنها وان لا تساعدها مهما كانت الظروف.
باتريك : اسمعي مني يا زوي، انه واجب اخلاقي عليّ القيام به. هذه المخلوقة قامت بانقاذ ابنتنا من الخاطفين ولولاها لماتت ابنتنا داليا. الآن مادي بمحنة وانا لست مستعداً كي اتخلى عنها مهما كلف الامر.
زوي : حتى لو انني غادرت البيت وطلبت منك الطلاق؟
باتريك : انت مجنونة، كي تتحدثين عن الطلاق؟ الامر لا يستدعي كل ذلك.
زوي : إذاً اترك الامر ودعها بحالها. لا اريدها ان تدخل الى حياتنا من جديد. لقد خربت بما فيه الكفاية.
باتريك : لا يمكنني ذلك. انا وعدتها وسوف اتأكد إن كانت تقول الحق بخصوص الرجل الذي اراد اغتصابها.
زوي : كان الافضل لو انه اغتصبها ثم قتلها كي نرتاح منها الى الابد.
باتريك : كم انت شريرة يا زوي. هذا كلام قبيح جداً ولا يجوز.
جلس باتريك على سريره وصار يخلع حذائه ثم سرواله ودخل السرير كي يحاول ان يحضى بقليل من النوم. تقربت منه زوجته ووضعت يدها على عضوه الذكري الا انه يعلم جيداً ان هذا التقرب هو بدافع الغيرة لا بدافع الحب. لذا امسك بيدها وابعدها عنه ثم ادار ظهره لها وغرق بنوم عميق.
في صباح اليوم التالي رن المنهبه مع الساعة الثامنة تماماً فنظر باتريك حوله ليجد زوجته قد سبقته فعلاً بمغادرة السرير كي تهيء ابنتها داليا للمدرسة. جلس باتريك على طاولة المطبخ فجائته زوي وسألت،
زوي : بيضتان؟
باتريك : اجل.
هنا فاجأته ابنته الصغيرة داليا ذات الست سنوات حين سألته بشكل غير متوقع ،
داليا : هل خرجت بليلة البارحة لتنقذ عشيقتك المتسخة السكيرة يا ابي؟
شعر شعوراً سيئاً جداً ونظر الى زوجته بنظرة عتاب لكنها ارجعت له النظرة ووجهها يعطي عبارات التحدي بمعنى، "اجل حدثت ابنتنا عن عشيقتك، ماذا تريد ان تفعل؟".
باتريك : لا يا حبيبتي، السيدة ليست عشيقتي. انها كانت زميلتي وزميلة امك بالعمل في السابق والآن هي واقعة في مأزق. لقد استنجدت بي بالامس لانهم وضعوها بالحجز بمركز الشرطة وليس لديها احد هنا ببورتلاند. في السابق عندما كنت طفلة صغيرة خطفك رجل مجرم، قامت هي بانقاذك وارجاعك الينا. كان عمرك وقتها مجرد 13 شهراً.
داليا : إذاً احسنت صنعاً يا ابي. ارجو ان يطلقوا سراحها باسرع وقت وتأتي لزيارتنا.
باتريك : هذا ما اسعى من اجله يا عسلتي الحلوة.
داليا : لا اعلم لماذا تكذب علي امي دائماً!
لم يجبها بشيء بل اكتفى بتقبيلها ثم خرج من البيت وتوجه مباشرة الى البار الذي وقعت فيه حادثة الاعتداء. دخل فوجده فارغاً الا الساقي، حياه وابرز له شارته ثم سأله،
باتريك : هل كنت تعمل بليلة امس؟
الساقي : اجل.
باتريك : هل شاهدت الشجار الذي وقع بين رجل وامرأة؟
الساقي : اجل ولكن من بعيد لان البار كان يعج بالزبائن وكنت اوصل الطلبات للطرف الثاني من البار. وقد ادليت بذلك في افادتي للشرطة.
باتريك : لكن معلوماتي تؤكد ان البار كان خالياً ما عدى اثنان او ثلاثة من الزبائن.
الساقي : ربما، وماذا تريد مني الآن؟ هل لديك جهاز لكشف الكذب؟
باتريك : كل ما اريد ان اعرفه منك هو، هل شاهدت الرجل وهو يعتدي على المرأة؟
الساقي : كلا. الذي سمعته هو ضجيج وصراخ مرتفع في الناحية البعيد من البار فقط، ولما وصلت المكان كان الرجل على الارض يتلوى من شدة الالم. والمرأة المتوحشة واقفة فوقه تشبعه ركلاً ولكماً وسباباً.
باتريك : دعني احذرك يا سيد ساقي...
الساقي : اسمي بورس.
باتريك : دعني احذرك يا سيد بورس إذا كذبت بتصريحك هذا فإن رخصة البار ستُسحَبْ منك فتصبح مسائلاً قضائياً وستنهار حياتك وتنقلب رأس على عقب.
بورس : لماذا توجه الكلام لي وتهددني؟ انا لم افعل شيئاً انا فقط الساقي هنا.
باتريك : طيب يا ساقي، هل لديكم كامرات مراقبة؟
ارتبك الساقي عندما سمع هذا السؤال، لكنه لم يتمكن من الانكار قال،
بورس : كامرات... أ... أ... أجل... نعم انظر... لدينا كامرات ولكن...
باتريك : لا تحاول ان تتملص. اين هي الكامرات؟
بورس : انها بالداخل في مكتبي على اليمين. لكنها مغلقة الآن ويجب علي ان...
قاطعه باتريك وقال،
باتريك : خذني هناك اريد ان اتفحصها وكفاك متمتة.
بورس : طيب اتبعني.
دخل الرجلان مكتب الادارة فاخرج الساقي جهاز التسجيل ثم فتح التلفاز وارجع الشريط الى الساعة الثالثة صباحاً فلم يشاهدوا شيئاً. قال باتريك ارجع الفلم الى ما قبل ذلك. فارجع الفلم الى الساعة الواحدة والنصف فشاهدوا مادي تحمل كأساً من الجعة وتجلس على طاولة بعيدة ومعزولة فيأتيها رجل ضخم يكاد يكون حجمه ضعفي حجمها. يبدأ بالتحدث معها ثم يحاول الامساك بيدها فتدفعه بعيداً ليعود ويهجم عليها ويسحبها الى عنده ثم يطرحها ارضاً ويقفز منبطحاً فوقها. تقوم هي بعمل غير مرئي يبدو وكأنها رفسته بمنطقته الحساسة فينام على الارض ويتلوى من شدة الالم. تحاول ان تقف كي تبتعد عنه لكنه يتمالك نفسه ويتبعها، يمسك بكتفها ويديرها كي تواجهه ثم يسدد لها لكمة قوية الى وجهها فتسقط على ظهرها ارضاً. بعدها يهجم عليها ليُقَطّعَ قميصها فتظهر حمالة صدرها. هنا تقوم هي بلكمه على وجهه فيستلقي على ظهره متألماً من شدة الضربة ثم يرفع يده اليسرى طالباً النجدة.
باتريك : ارجع الفلم قليلاً يا بورس اريد ان ارى شيئاً مهماً.
ارجعه فقال له توقف. فتوقف. نظر باتريك الى الشاشة ثم اشار باصبعه وقال،
باتريك : من هذا الذي يقف هناك يتفرج على المعركة؟ اليس هذا هو انت يا بورس؟ انت تقف على مسافة متر او مترين من المعركة. كيف تقول انك لم ترى شيئاً؟ هل تريد ان القي القبض عليك بتهمة تظليل العدالة؟ هل انت شريكه بالجريمة؟ هل هو صديقك او قريبك او ربما حبيبك؟
بورس : انظر سيدي. انا لا اريد المشاكل. هذا الرجل الذي اعتدى على المرأة هو انسان شرير جداً وهو زبون دائم لدينا فإذا شهدت ضده فسوف يقوم بإيذائي لاحقاً، انت تفهم ما اقول اليس كذلك؟
باتريك : انه سوف لن يستطيع ان يؤذيك عندما يكون خلف القضبان. والآن هل تأتي معي للشهادة ام لا؟
بورس : اجل ولكن دعني اغلق البار اولاً.
خرج الرجلان معاً وكان باتريك حاملاً شريط التسجيل بيده وذهبا سوياً الى مكتب المدعي العام. بعد ان اطلع المدعي العام على الشريط واستمع الى شهادة الشاهد الساقي بورس امر بالقاء القبض على المجرم ثم امر باخلاء سبيل مادي .
خرج باتريك من مبنى الادعاء العام ممسكاً بيد مادي وهي بغاية السعادة. ركبت الى جانبه بسيارته وتوجها الى منزله ففتحت لهما زوجته زوي الباب ورمقت مادي نظرة كلها حقد وكراهية لكن مادي بادرت بالسلام وقالت،
مادي : كيف حالك يا زوي؟ مر زمن طويل منذ ان رأيتك. هل انت بخير؟
زوي : لقد كنت بخير بل كنا جميعاً بخير قبل ان تظهري ثانية لتعكري صفو حياتنا. لماذا جئتِ؟
باتريك : ما هذا الكلام يا زوي؟ دعيها ترتاح اولاً. المسكينة تعرضت لاعتداء بشع البارحة الا ترين ثيابها المقطعة و...
قاطعته مادي وقالت،
مادي : اسمعي مني يا زوي منذ حادثة اختطاف ابنتك داليا، والتي كاد المجرم ان يذبحها لولا عثوري عليها بالوقت المناسب وهرب الجاني. فانا لم اتوقف ولو للحظة واحدة عن البحث عنه. لقد طلبت مني ادارة الشرطة ان اتوقف وان اغلق الملف لكنني لم انصاع لاوامرهم. بقيت اتعقب الجاني واتتبعه من ولاية لاخرى ومن مدينة لاخرى حتى وصلت الى الاسكا. كنت قاب قوسين او ادنى من الامساك به. وكل مرة كان يهرب مني بآخر لحظة. كان دائماً يسبقني بخطوة او خطوتين وكأنه يقرأ افكاري. بذلك الوقت سمعت بقرار طردي من وظيفتي. ماذا عملت انا؟ هل ثناني ذلك عن هدفي؟ ابداً... لم اتوقف واردت ان اضعه يجلس فوق الكرسي الكهربائي. لانه مجرم ويستحق الموت.
زوي : لكنه لم يقتل احداً، انه كان يشرع بقتل داليا وفشل.
مادي : من خلال تتبعي لهذا المجرم، اكتشفت انه قام باختطاف الكثير من الاطفال الاناث من مختلف الولايات وقام فعلاً باغتصابهن جميعاً ثم حرقهن بمحرقة كي لا يبقى لهن اثر. لقد سجلوا جميعاً في ملف المفقودين. والطريقة التي ينفذ بها المجرم جرائمه لا يكررها بولاية واحدة كي لا يترك ورائه أي أثر. لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي الاف بي اي لم يكن لديه علم بجرائم ذلك الوغد لذا فهم لم يقوموا بتتبعه.
باتريك : لماذا لم تقومي انتِ بابلاغهم بذلك كي يتتبعوه.
مادي : لقد ذهبت بالفعل للمكتب الرئيسي بمبنى هوفر بواشنغتون دي سي وتحدثت مع العميل الفدرالي برجنسكي وقدمت له كل الادلة التي جمعتها من خلال تتبعي لذلك المجرم بعدة ولايات. وعدني برجنسكي ان الامر سيكون تحت التحقيق وانه سينظر بالامر بشكل معمق وجدي.
باتريك : وماذا حصل بعد ذلك؟ هل تابعتِ الامر معه مرة اخرى؟
مادي : اجل، اتصلت به عدة مرات على الهاتف. وكل مرة كان يقول انهم ما زالوا ينظرون بالقضية وان علي التراجع عن ملاحقته لانني لا احمل الصيغة الرسمية لتتبع اي انسان كوني خرجت من سلك الشرطة وان تدخلي سيفسد عملية مراقبته من قبلهم. وبعدها يئست من الـ (اف بي اي) وواصلت مطاردتي للمجرم بنفسي.
زوي : ولماذا جئت الا هنا إذاً؟ لماذا لم تقبضي عليه بالاسكا؟ لماذا بورتلاند؟
مادي : لانه غادر الاسكا لحظات قبل وصول اصابعي الى عنقه. ولان معلوماتي تشير انه هنا حالياً ببورتلاند وضحيته القادمة يخطط لها بهذه الولاية. لعلها ستكون ابنتكم داليا مرة ثانية او طفلة اخرى غيرها.
زوي : هذا هراء. انت جئت الى هنا لا لتطاردي اي مجرم. انها فقط حجة كي تستعيدي حبيبك القديم باتريك. لقد اختلقت كل هذه الاكاذيب كي تقنعينا بسبب وجودك هنا حتى تتقربي من زوجي وتسترجعيه ثانية. يا الهي كم انت ذكية! لقد رَشَيْتِ رجلاً كي يحاول اغتصابك بالبار ثم تتصلين بباتريك حتى يركض حافياً وينقذك. اليس كذلك؟
هنا تدخل زوجها وتكلم معها بحدة،
باتريك : انت تهذين يا زوي. كيف يمكنك ان تقولي هذا الكلام عن مادي؟ الم تنقذ حياة ابنتنا من يد ذلك المختطف المجرم؟
زوي : او ربما لم يكن هناك اي مختطف ولا مجرم. ربما انتِ التي اختطفتي ابنتي ثم ارجعتيها الينا حتى تتمكني من ان تكسبي مودة باتريك من جديد وترجعيه الى احضانك بعد ان علمت بزواجه مني.
مادي : يبدو ان الغيرة قد عمت قلبك يا زوي. الا تذكرين كيف كنا اعز الصديقات بالماضي؟ هل تذكرين كيف كنت اساعدك واغطي على هفواتك بمركز الشرطة لانك كنت شرطية فاشلة وانا كنت احاول ان اعلّمك الاساليب الصحيحة بالعمل البوليسي؟ والآن وقد غادرتِ الشرطة وتحولتِ من شرطية فاشلة الى انسانة فاشلة لا تقوى على التحليل المنطقي. فيقي يا زوي فالخطر آتي نحو ابنتك داليا. جئت لاخلصك من المصيبة وانت تتهميني بكل هذه التهم السخيفة. ليس لدي اي نية او طمع بزوجك باتريك. لقد محوته تماماً من قلبي ومن حساباتي. كلما اريده الآن هو حماية الاطفال او لعلها ابنتكِ داليا هي ضحيته القادمة. اريد الامساك بذلك المجرم كي اربطه بنفسي على الكرسي الكهربائي.
زوي : وكيف ستفعلين كل ذلك؟ هل ستقولين له انتظر حتى افرغ زجاجة الويسكي التي بيدي ثم اضربك بها على رأسك كي تخر مغشياً عليك فاكبلك بالاصفاد؟
باتريك : كفى، كفى، كفى يا زوي. انت لا تعين ما تقولين. مادي تحاول حماية الاطفال القليلي الحيلة وانت تكيلين لها التهم التافهة وتعتقدين انها لا زالت تكن لي الحب والمودة. كفاك ثرثرة وارفعي يدك عنها.
زوي : سارفع يدي عنها وسارفع يدي عنك انت ايضاً يا باتريك. ساخذ ابنتي داليا وسنرحل من هنا. مبروك عليك يا زوجي العزيز لقد عادت لك حبيبتك وربحت الجائزة الاولى في اللوتو. اتمنى لك ان تتهنى بها وتنجب منها كل الاولاد الذين تريدهم. انا خارجة وسوف لن اعود. ستكون افضل مني في السرير لانك ستستطيع مضاجعتها وقتما تريد فهي عاهر محترفة.
امسكت زوي بيد ابنتها داليا وهمت بالصعود الى الطابق العلوي كي تجمع اغراضها وتخرج فلحقت بها مادي وامسكت برسغها محاولة اقناعها كي تعدل عن قرارها قالت لها،
مادي : لا تفعلي ذلك يا زوي، لا تخرّبي حياتكِ بيدكِ. صدقيني انا لم اتي لاي غرض سوى للنيل من ابن الزانية الذي يستمر بجرائمه ولا يجد احد يردعه. ارجعي لعقلك وابقى ببيتك مع زوجك الذي يحبكِ.
زوي : بالحقيقة انا كنت ببيتي اتنعم بالسعادة حتى رجعتِ ثانية وهدمت حياتي. اتركي يدي انا ذاهبة.
رجعت مادي الى باتريك وهزت برأسها معلنةً فشلها باقناع زوي في العدول عن الرحيل. وبعد نصف ساعة نزلت زوي حاملة حقيبة سفر كبيرة انزلتها الى الطابق الارضي ثم عادت للطابق العلوي ثانية واحضرت الحقيبة الثانية فسمعت هاتفها الخلوي يرن اجابت وقالت، "نحن خارجون الآن". وقف باتريك امامها وقال،
باتريك : ارجوك يا زوي لا ترحلِ. انت ترتكبين خطأ كبيراً. الامر لا يستحق ردة فعلك العنيفة.
زوي : بل ارتكب خطئاً أكبيراً إذا بقيت اتفرج عليك وانت تسترجع عشيقتك القديمة. كنت دائماً اشك بانك لا زلت تحبها والآن انا متأكدة من ذلك. الآن، ليس لدي ادنى شك بخيانتك معها. يجب ان اخرج الآن فسيارة (الاووبر) تنتظرني بالخارج لتأخذني الى المطار. ساذهب عند امي.
اخذت ابنتها داليا وخرجت لتركب سيارة الاجرة وتغلق الباب ورائها. قربت مادي من باتريك وسألته،
مادي : الى اين ستذهب زوجتك؟
باتريك : انها ذاهبة لمنزل امها بكالفورنيا. فهي دائماً تلح عليها وتدعوها لزيارتها. اليوم ستذهب هناك وستبقى معها بشكل دائم.
ترى هل سيسمح باترك لزوجته ان تذهب دون ان يحاول ايقافها؟ هذا ما ستعرفه في الجزء الثاني من هذه القصة.
1363 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع