علاء کامل شبيب
السيناريو الاخير الذي أجراه النظام الايراني بتقديم وجه حسن روحاني من أجل إمتصاص النقمتين الدولية و الاقليمية ضده و الاستفادة من مناوراته و ألاعيبه السياسية بزعم الانفتاح و الاصلاح،
في سبيل کسب المزيد من الوقت للوصول الى أهدافهم المبيتة و أهمها صنع القنبلة الذرية، لايمکن أبدا أن يکون موفقا و متقنا کما کان الحال مع وجهي رفسنجاني و خاتمي و الاسباب کثيرة و متباينة.
الترحيبين الدولي و الاقليمي الحذرين بإنتخاب روحاني و التحليلات و التوقعات المختلفة التي کتبت بصدده، يرسم في الآفاق خطا بيانيا غير متناسق و قويم يمکن أن يبعث على الطمأنينة و الراحة، خصوصا وان المشاکل و الازمات التي تعصف بالنظام الإيراني و المنطقة، لم تعد تسمح باللعب أکثر من اللازم في وقت"بدل الضائع"الاکثر من حرج، ولذلك فإن النظام الايراني الذي يمتطي الان صهوة جواد الانکماش و الانطواء و التقوقع على نفسه و تقليص دائرة التحرك و المناورة ضمن الحدود المسموحة، ليس في وسعه أبدا أن يقدم و يحقق تلك الامال و التوقعات و الطموحات التي تبتغيها و تتمناها دول المنطقة و العالم.
قيام النظام بحسم موضوع روحاني بهذه العجالة الملفتة للنظر و منذ الجولة الاولى للعملية، لو تم التمعن و التمحيص بها من مختلف الجوانب، لأدرك المرء بأن السبب الاساسي الذي کان يکمن خلف ذلك يتعلق بتخوف و توجس و قلق النظام من موقف الشعب الايراني و المقاومة الايرانية اللتين باتا يقفان في خندق واحد ضد النظام، وان الملالي کانوا يعلمون جيدا بأن عملية الانتخاب لو إمتدت لجولة ثانية فإن إحتمالات أن ترافقها و تواکبها تحرکات جماهيرية و إحتجاجات شعبية، کانت أکثر من واردة بالاستناد الى مختلف التوقعات، سيما وان السخط و التبرم بين مختلف اوساط الشعب الايراني قد بلغ ذروته و وصل الى حدودا لايمکن أن تطاق، ناهيك عن أن المقاومة الايرانية قد أعادت تشکيل وحدات جيش التحرير الوطني الايراني و تعمل على تقوية و رص صفوفه لکي يؤدي الدور المناط به و المتوقع منه بالمساهمة الفعالة في إسقاط هذا النظام الاستبدادي و تحقيق الحرية و الديمقراطية للشعب الايراني، والاهم من ذلك أن الجهود الجبارة التي بذلها النظام من أجل تحريف و تشويه التأريخ النضالي لمنظمة مجاهدي خلق و التي جند من أجلها إمکانيات طائلة، قد باءت بالفشل الذريع بعد أن حققت المنظمة إنتصارا قضائيا ـ سياسيا ظافرا و نجحت في تخطي حاجز المنظمات الارهابية التي وضعت ضمنها کذبا و زيفا، و وضعت النظام الاستبدادي مرة أخرى أمام الامر الواقع لتحرجه أکثر من أي وقت سابق بکشف و فضح أعماله و ممارساته الارهابية و القمعية ضد أبناء الشعب الايراني.
المقاومة الايرانية و طليعتها منظمة مجاهدي خلق التي وضعت و تضع کل کراتها في سلة الشعب الايراني و راهنت و تراهن على قدراته و إمکانياته و طاقاته الکبيرة جدا في تحقيق التغيير في البلاد و إلقاء هذا النظام في مزبلة التأريخ، راقبت مجرى المهزلة الانتخابية للنظام و رصدتها من مختلف الجوانب و الاوجه و أکدت بأن ليس هناك ولن يکون هناك أي شئ جديد إيجابي ممکن أن يقدمه هذا النظام القمعي للشعب الايراني و المجتمع الدولي و المنطقة، وذهبت أبعد من ذلك عندما أکدت بأن خيار إسقاط هذا النظام کان و سيبقى و في ضوء معظم التقديرات و المعطيات هو الخيار الافضل و الانفع للشعب الايراني و شعوب المنطقة و المجتمع الدولي، وان الابقاء عليه او السماح ببقائه هو السماح ببقاء و استمرار أهم بؤرة لصناعة و تصدير الارهاب في المنطقة و العالم، ولأن النظام الايراني قد شعر بأن المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق باتتا تقيمان علاقات طيبة و ملفتة للنظر على الصعيد الدولي، ولأن المهرجان السنوي الکبير للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية قد کان مقاربا للمهزلة الانتخابية و إمکانية أن تسحب المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق البساط من تحت أقدام النظام و تأخذ منهم زمام المبادرة خصوصا وان هذا المهرجان تحضره عشرات الالوف من المواطنين الايرانيين المقيمين في مختلف دول العالم و يستقطب إهتماما شعبيا إيرانيا و دوليا خاصا، فإن النظام قد قام بمناورة سريعة جدا للإلتفاف على مجمل الاحتمالات الواردة ضده عندما قرر أن يتقبل أهون الشرين و يقدمه على الاخر.
المهرجان السنوي للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية الذي عقد يوم السبت المنصرم 22/حزيران الجاري، والذي کنا أحد الحاضرين فيه، لم يکن أبدا کالمهرجانات السنوية الماضية وانما کان مهرجانا استثنائيا بکل المقاييس حيث أن الاعداد الغفيرة من الايرانيين التي حضرته حتى ضاقت بهم قاعة فليبانات في باريس على سعتها بالاضافة الى المئات من الشخصيات السياسية و البرلمانية و الثقافية و الدينية و الاعلامية البارزة، يضاف الى ذلك دقة التنظيم الملفتة للنظر و النجاح الکبير الذي حققته المقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق بإيصال رسالات خاصة و ذات مضمون واضح لمختلف دول المنطقة و العالم، وعلى وجه الخصوص وان العرب قد شارکوا بوفد کبير جدا في المهرجان قدم أعضائه من مصر و الاردن و سوريا و فلسطين والعراق و البحرين و الامارات و تونس و موريتانيا و المغرب، ولاسيما وان الوفد السوري قد تميز بشکل خاص من حيث ضخامته و تنوعه، وقد أکد هذا المهرجان و على لسان مختلف المشارکين فيه و على رأسهم السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية برفض و فضح المهزلة الانتخابية برمتها، مؤکدة إستمرار النضال و المقاومة حتى تحقيق الحرية و الديمقراطية مشيرة الى أن إيران المستقبل سيکون إيرانا غير نوويا و عامل أمن و سلام و إستقرار في المنطقة و العالم، وانه لن يکون هناك في إيران أي نوع من أنواع التفاضل او التمييز بسبب من الدين او
الطائفة او العرق او ماشابه وان إيران الغد ستکون ملتزمة بمبادئ حقوق الانسان و تؤمن بحرية المرأة و مساواتها بالرجل، وهذه التأکيدات القوية ستجعل المناورة المشبوهة و المشوهة و الخبيثة للنظام من خلال طرح وجه روحاني لإمتصاص زخم و قوة التغيير، ورقة صفراء أخرى ستذرو بها رياح الرفض و الغضب الشعبي و ستعجل بالتأکيد قرب إسقاط النظام و زواله الى الابد.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1076 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع