كتابة الراحل حميد مجيد المالكي
ذاكرة البصرة - العيد في البصرة القديمة
مستلات
------- * / بعد استلام العيديات من الأهل والاقارب والأصدقاء وايضا كسر علبة التنك الصغيرة والتي ادخر فيها عدد من القطع النقدية ، تبدأ مسيرة العيد للوصول إلى الهدف المنشود /
قبل سماع تكبيرات مساجد وجوامع البصرة معلنة بدء مراسيم العيد بيوم ، يكون قد سبقتها تحضيرات واستعدادات عديدة : التنظيف المركز لكل زوايا البيت و فرش السجاد وتجديد الستائر واشعال انواع البخور استعدادا لأستقبال الاقارب والاصدقاء. كذلك تشهد محلات الخياطين والخياطات والحلاقين والحمامات الشعبية زخما كبيرا في ليلة العيد كذلك يشهد البيت حركة لا تهدأ كورشة عمل لاعداد صواني ( الكليچة) وارسالها لأقرب فرن.واحيانا يتطلب الأمر دعم لوجستيا من الجيران لانهاء تصنيع الكليچةالتي تعتبر اهم مفردات قاموس العيد.
صبيحة يوم العيد
بعد استلام العيديات من الأهل والاقارب والاصدقاء وايضا كسر علبة التنك الصغيرة والتي ادخر فيها عدد من القطع النقدية ، تبدأ مسيرة العيد للوصول إلى الهدف المنشود: ساحة الدواليب في المشراگ القديم فهي ساحة العيد الرئيسية في البصرة القديمة..مرورا بحديقة عز الدين ومقهى ام السباع وقصر أل باشعيان.او تسلك طريقا اخر باتجاه عبود ابو الدوندرمه ومدرسة عائشة وصولا لساحة العيد. فكل الطرق تؤدي الى دزني لاند البصرة. ولا تهدأ حركة المراجيح
ودواليب الخشب والفرارات وعربات الحصن الى مغيب الشمس..ويعتريك شعور كأنك راكب في طائرة الايرباص.عندما يصل
الدولاب لأعلى قمته. يتخللها تناول وجبات الفلافل والعمبة او الفشافيش وشربت البلنگو...ودوندرمة عبود.لترجع منهك للبيت وملابسك الجديدة يعلوها التراب والغبار وحذاء الباتا الجديد قد تغيرلونه!
ولاننسى الدخول سينما الرافدين خلف جامع البصرة في السيف.وهي تعرض افلام طرزان وسبارتكوس والكاوبوي.
كذلك تحذيرات المرحوم الوالد بعدم الاقتراب من اصحاب لعبة ( اللکو) و(فوق السبعة ) .احيانا تحدثك النفس الأمّارة للاشتراك باللعبة وكسب مبلغ من المال. لكن تحذير الوالد يكون بالمرصاد كذلك قد تذهب أموالك هباءا عندما تقوم الشرطة بمطاردة اصحاب الالعاب ومصادرة الاموال الموضوعة على ( الچتري) و هو قطعة القماش التي تجر عليها عليها اللعبة فنستهزئ بهم عند القاء القبض عليهم باعتبارها من الالعاب الممنوعة :
( هلك وين يابو اللگو
باگو الچتري و علگو)
كنت ارافق المرحوم الوالد عند ذهابه للزبيرلمعايدة اصدقائه هناك وتناول الطعام الجماعي صباح يوم العيد في ( الفريج) او السكة وهو ما يطلقه اهل الزبيرعلى الازقة او المحلة.
احيانا يصادف يوم خميس بالأعياد.وبعد مغيب الشمس قد نشارك او نتفرج على الخوال السمران في (المكيد ) في ساحة السعادة خلف مرقد عزالدين الرفاعي في رقصات السامري والقادري او رقصة النوبان..
بينما البعض يتجه للدخول الى مرقد عزالدين الرفاعي للتفرج على دروايش التصوف او اصحاب الطريقة كما يسمونهم وهم يدخلون اسياخ الحديد داخل افواههم او يمشون على الجمر..و نحن نردد مع الجمع الجالس مبهورين :
( مدد..مدد...الله حي
الله الدايم ..مدد)
دون ان نفقه معانيها لكنه الانفعال الجماعي لرهبة المنظر. بنفس الوقت قد نشترك بمسيرة او زفة لاحد السكارى المترنحين بعد ان تكون ملابسه قد ابتلت بمياه الخارور اثر سقوطه المستمر وعدم اتزانه وجوقة الاطفال تردد :
سكران بالك عنه
فلوس العرگ مو منه!
الى ان يتم التدخل من الجالسين في مقهى ابو العبد الفلسطيني لإنهاء هذه الاحتفالية . ونتذكر البث المستمرمن راديو وتلفزيون الكويت اغنية المطرب الراحل عوض دوخي ( صوت السهارى) وهو يتذكر احبابه عصرية العيد...
مساكم الله بالخير اللهم اجعل ايامنا كلها أعيادا !
وقد نسيت العربات التي تجرها الخيول من ساحة الدواليب بالبصرة القديمة إلى فلكة ابو شعير بالجزائر أو لغاية متنزه الخورة والعودة إلى ساحة الدواليب والاجرة كانت 10 فلوس لفلكة ابو شعير و 20 فلسا إلى متنزه الخورة
ونحن نردد طول الرحلة
ياسايقنا دوس دوس حتى ننطي... الفلوس !
822 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع