سعاد عزيز
قبل أن يفوت الاوان
بات واضحا وضوح الشمس في عز النهار، ان التعويل على ممارسة الضغوطات وتشديد العقوبات على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ستجبره أخيرا على الانصياع للعدول عن نواياه العدوانية فيما يتعلق بمشروعه النووي، هو تعويل غير واقعي خصوصا وإنه وطوال الفترة الماضية ومع ممارسة وفرض کل تلك العقوبات والضغوطات المتباينة عليه، إلا أن النتائج مازالت دون مستوى التوقعات بل وحتى انها أحيانا قد تميل بشکل او بآخر لصالح النظام الايراني، مما يعطي إنطباعا بأن هناك أکثر من خلل وإشکال في هذا النهج الذي يسلکه المجتمع الدولي من أجل التعامل مع هذا النظام.
فيما يخص المشروع النووي للنظام الايراني، وطوال الاعوام الماضية، فإنه لابد من الاعتراف بأنه لم يفلح المجتمع الدولي في تحقيق أية نتائج مفيدة تذکر على صعيد عرقلة هذا المشروع وإيقافه عند حد معين بدليل إنه لايزال مستمرا وبإعتراف البلدان الغربية نفسها فإن النظام الايراني قد بات قريبا من إنتاج وصناعة القنبلة النووية وهو مايدل إن هناك أکثر من حاجة ماسة للقيام بعملية تقييم جدية لنمط واسلوب التعامل مع هذا النظام فيما يتعلق برنامجه النووي وضرورة إجراء تغييرات حاسمة عليه بحيث تثبت فعاليتها وتأثيرها الواضح على أرض الواقع قبل أن يفوت الاوان على ذلك.
تأکيدات المقاومة الايرانية على قضية حقوق الانسان وإعتبارها القضية الاهم في التعامل مع النظام الايراني يخضع عدة عوامل وظروف، أهمها بأن النظام قد يساوم او يهادن او يتعامل على أي موضوع او قضية ماعدا قضية حقوق الانسان، خصوصا ومع تنصيب رئيسي على رأس النظام والذي يهدف من ورائه أساسا زيادة الممارسات القمعية بعد تزايد النشاطات الاحتجاجية الشعبية وتنامي مشاعر الرفض والکراهية ضد النظام وبطبيعة الحال فإن النظام الايراني يعتمد في بقائه وديموته على ممارسة سياسة القمع والاستبداد وسلب ومصادرة الحريات والحقوق الاساسية للشعب الايراني، ومن دون شك فإن واحدا من أهم الاهداف التي يحاول النظام الايراني تحقيقها هو جر المجتمع الدول الى أمور ومسائل جانبية في المحادثات النووية وإشغاله بها والعمل في سبيل إبعاد ملفات إنتهاکات حقوق الانسان في إيران وتدخلات النظام الايراني في المنطقة ونشاطاته الارهابية عن طاولة المحادثات وجعلها حکرا على نقاط وأمور تضمن تحقيق أهدافه وغاياته المشبوهة وعلى رأسها إنتاجه للأسلحة الذرية.
ان ملفات إنتهاکات حقوق الانسان في إيران تدخلات النظام الايراني في المنطقة ونشاطاته الارهابية في العالم فيما لو قام المجتمع الدولي بالاستفادة منها وإستخدامها بالاسلوب والطريقة المثلى وخصوصا من حيث تفعيل دعم وتإييد نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية، فإن ذلك سيکون بمثابة العامل الذي يضع في النتيجة حدا للسعي النووي المحموم للنظام الايراني ويجعله في موقف غير الموقف الحالي.
912 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع