د.عبدالزهره الاسدي
قصيدة لا تسكب الدمع
دونكاستر ٢٠٢١/٠٩/٢٣
لا تسكب الدمع ان الاهل قد رحلوا
واستوطنوا بلدا غير الذي املوا
في الارض ساحوا و قد تاهت قوافلهم
في البحث عن بلد الاحلام تنتقل
والروح في جسد الهجران ناءمة
ثم استفاقت لبعد الدار تنذهل
مصلوبة في سقوف التيه عالقة
لا للحياة ولا للموت تحتمل
تخفي الشجون بصدر الصبر ترعبه
صاحت بصوت ،نحيب الام تنتحل
أناتها خفيت قيد اللظى ولها
فز الفؤاد ، لصمت الحلم يمتثل
لم تلق ما حلمت ،مجنونة طفقت
حتى دنا من لقاها الموت والأجل
في الغرب قد لبست ثوب الحياء به
جيب الكرامة قد يطغى ويشتعل
قد يوقد النار عود تافه عصفت
فيه الرياح ، وباب الصبر ينقفل
قد يزرع الفرد ازهارا بغربته
لكن ذبولا بعين الفرد تمتثل
ما أبصر الغصن الا مصفرا يبسا
حتى ولو كان كالخضراء يختضل
قد شيد الدهر اسوارا و اضرحة
للروح حتى علاها الشوق والملل
ما عادت النفس مثل الامس يافعة
حتى تمد النوى بعدا وتقتحل
مضيت، لا سكتت للقلب خافقة
بين الصدور كأني فاتح ،أصل
الى جنان اله الكون في جزر
خضراء وارفة فيها انضوى النبل
عبرت بحرا به الحيتان هائجة
كم من ضحايا ببطن الحوت قد نزلوا
اني جمعت قواي ،الله امطرها
ماء الحياة به تقوى و تتكل
أني سموت على وديانها فغدى
عندي هنا فشلا ما ألبس الوحل
رسمت اهدافا تقط العمر حالمة
ان الوصول اليها فيه انشغل
هزمت رقمهم بالصبر مظطرجا
حتى تعجب مني الصبر و العجل
سرنا وكان بريق النصر يدفعنا
نحو الصعاب، بنار المجد ننصقل
سنين يوسف مرت وانحنى ظهر
والشيب يخبر ما ساقت بنا السبل
حتى انخنا رحالا انبتت زهرا
ما كان فيها نخيل الدار يفتسل
قد كان نهري فيها جاريا دفقا
قد كان ينتج من نحلي هنا العسل
انبت عودي والايام تصلبه
بالغرب لي وطن سام و مكتمل
لا تسكب الدمع ما عادت لترجعهم
فيض الدموع و دعوى منك ،تبتهل
لا تسكب الدمع قد يكفيك لثمهم
بالحلم في جلسة بالاهل تكتتمل
قد كنت في كل صبح تقتصي اثرا
منهم، بلا اهل امسيت يا رجل
في ماضي العمر كم تقسوا وكم غضبت
منك العيون بشزر كيفما عملوا
هل انت الا اب مذ كنت تحضنهم
او نظرة العين فيهم منك تكتحل
قد كنت تطرق بابا كل واحدة
من حجرة الدار هل ناموا وهل اكلوا
او كنت تمشي بهون حين توقظهم
من نائمين كأن الدرب مبتلل
تخشى بان توقظ الاحباب في صبح
او بعد ظهر اذا بالليل قد عللوا
ما ابعد الدهر احبابا اذا هجروا
عنا ، اذا كان حبل الود ينفتل
لا تسكب الدمع أياما تعد لهم
عما قريب سياتي باللقا الامل
لا تسكب الدمع قد عدت حقائبهم
عند المساء وعند الصبح مرتحل
يبقى الطريق بعيدا كله وجع
حتى وان اسرعوا كالطيف إذ رحلوا
ها قد تراءى لهم حي وقد ذرفت
قبل اللقاء دموع ,قبل ان يصلوا
ها قد رأيت لبغداد هنا شبحا
قبل الوصول بان الدار تحتفل
حتى تضم لها من كان يعشقها
بغداد في فرح عادت لك القبل
قد دقوا بابا به التاريخ مزدحم
كم من حنين لتلك الدار قد حملوا
الباب يعرف كم ايامنا فصلت
بين الجسوم, وتالي العمر ننفصل
ارواحنا شوقها ما عاد مختفيا
مثل الحمائم نحو العش تعتجل
والدار تسكب دمع العين في فرح
عند اللقاء وجرح البعد يندمل
فيها طقوس للم الشمل باقية
ذكرى ، وفيها زهور البيت تجتذل
هل تحسب الوقت، لو اوقفت ساعته
حتى تعيد لماضي الدهر ما فعلوا
انت الذي عصفت دنياه ظالمة
حتى نأوا عنه أحباب ,و أن سألوا
البعد ما فتأت بلواه ماطرة
فيه انين النوى والهجر يقتتل
تشتد في هذه الدنيا مصاعبنا
لكننا ابدا في طبعنا أهل
من لم يذق سهام الدهر ينكرها
والبعد اصعبها فتكا بمن رحلوا
قد ينسه القلب من لقياه مضيعة
لكن لأهلك: طير عاشق زجل
يا زارع الخير لا تخشى مراوغة
للدهر ولا مسك الاذلال و العلل
اني رأيتك مقداما و مفخرة
للناس وانت بصبر هائل جبل
تشفي العليل بصمت منك محتكما
والصدق في كرم الافعال متصل
في الارض قد نبتت منك المنى وسقى
تلك الجنينة نهر جوده مثل
اني أراك ببغداد هنا املا
عند اللقاء بتلك الارض نحتفل
بغداد :عشقك ,ما انكرتها ابدا
رهن الصعاب ورهن الموت يا بطل
لم تترك الدار، قد برهنت حاميها
يمتد من بركات خيرها الهطل
لم تترك الدار ، اذ هزمت غازيها
وامتد نهر دماء فيه تغتسل
برهنت انك للاقدار هازمها
والشر دونك قد يهوى ويضمحل
انت امتداد عراق لست منهمكا
الا بما سعدت في نفسها الأسل
بغداد يا رحم الامجاد ما فتأت
في اصل مجدك روح الكون تتصل
يا وردة ذبلت ما مات برعمها
رغم الجفاف ، سقاها الصبر والامل
يا ارض صالح او في ادم طهرت
تحويه بطنك,قد ضجت بها الرسل
يادار حيدر في عدل يؤطرها
ويستقيم بهدي منه معتزل
هذا رحيق الحجى والعقل تطلبه
بين الفراتين عطاشى فكره نهلوا
حتى يقام لتلك الدار رونقها
بغداد فيك جنوح الكون يعتدل
قرت عيونك لا تشكو ولا سمعت
اذناك الا بخير الاهل ينهمل
عبدالزهره الاسدي
883 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع