لف ودوران طهران الفارغ

                                                      

                               سعاد عزيز

لف ودوران طهران الفارغ

مع فشل محادثات فيينا في جولتها السابعة في العاصمة النمساوية، ومع التسابق بين قادة ومسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل إبراز العضلات والإيحاء بقوة النظام وعدم إستعداده للتراجع عن مواقفه،ولاسيما في التصريحات الفجة لرئيس الفريق التفاوضي الايراني علي باقري، والتي وصف فيها الجولات ال6 السابقة بأنها مسودة وليست اتفاقية، والمسودة أيضا محل تفاوض، وبالتالي كل قضايا الجولات الست الاخيرة قابلة للتفاوض. وکذلك الامر مع تاكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية خطيب زاده بعد الجولة الأولى من المحادثات على ان ما يجري في فيينا يركز على رفع العقوبات، مشددا على عدم القبول بأقل من ذلك ورفض التعهد بالتزامات أكثر مما ورد في خطة العمل الشامل المشتركة في المجال النووي!

هذه التصريحات والمواقف المتشددة التي دأب قادة ومسٶولوا هذا النظام على إطلاقها عشية أية مفاوضات أو أحداث ومستجدات دولية لإطلاقها، فإن هذا النظام يعمل أيضا على أن يکون هناك إتجاه آخر مناقض لهذا الاتجاه المتشدد، وهو بإبداء المرونـة والليونة في مقابل قبول الطرف الاخر بتلبية مايريده النظام، وإن تطمينات الرئيس الايراني رئيسي للرئيس الفرنسي خلال اتصال هاتفي حيث نقل عنه التلفزيون الرسمي الايراني قوله " لا تقلقوا على الإطلاق من وفاء إيران بالتزاماتها إذا رفع الأمريكيون العقوبات ووفى الأوروبيون بالتزاماتهم،" وقبل ذلك تصريح سابق للمتحدث بإسم الحکومة الايرانية خطيب زادە قال فيه:" إذا وجدت الولايات المتحدة طريقا لرفع العقوبات، بإمكانها الحصول على تذكرة للعودة إلى الاتفاق النووي"، فإن مابين هذه السطور إيحاءات أکثر من واضحة على تفنيد ودحض المواقف المتشددة، ذلك إن الاوضاع الصعبة والحرجة التي يواجهها النظام ولايجد منها مفرا أو مخرجا إلا بالاستسلام للمطالب الدولية والتخلي عن عناده الذي إن إستمر سيقود به حتما الى هاوية السقوط.
لف ودوران النظام الايراني الفارغ وسعيه من أجل لي ذراع المجتمع الدولي وفرض شروطه ومطالبه عليه، هو أمر بعيد المنال ولاسيما وإن العالم کله على علم وإطلاع کامل بالاوضاع الداخلية المتفجرة للنظام ومشاعر الکراهية والرفض الشعبي المتزايدة يوما بعد يوم الى جانب وجود معارضة قوية ومقتدرة تتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والتي بات المجتمع الدولي يرى فيه بديلا واقعيا قائم للنظام، ولذلك فإن النظام الايراني ومهما حاول وسعى من أجل تحقيق أهدافه المشبوهة فإنه في النتيجة النهائية لن يجد أمامه أي طريق يمکن أن يسلکه سوى طريق الخضوع والاستسلام للمطالب الدولية!

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

847 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع