د. عصام شرتح
المتغير الأسلوبي البصري في قصيدة ( رجلٌ في السبعين.. وسيدة ٌ في...؟):لحميد سعيد
الملخص
تهدف الدراسة إلى الكشف الأسلوبي عن شعرية المتغير البصري في قصيدة( رجلٌ في السبعين... وسيدةٌ في...؟)، من حيث المؤثرات والأيقونات البصرية كالفراغات وتناوب البياض / والسواد، وتراكم علامات الترقيم ،إيذاناً بتوتر الأحداث والمشاعر والرؤى الاغترابية المأزومة التي يعيشها الشاعر في واقعه الوجودي، لأن العلامات البصرية أيقونات لغوية لا تنفصل عن شعرية العلامات اللغوية في تحفيز الشعرية، واستثارة إيقاعاتها الجمالية؛ ومن هنا، فإن الكشف عن شعرية المتغيرات البصرية هو في الحقيقة- الكشف عن بنية العلائق اللغوية في تحفيز الشعرية واستثارة إيقاعاتها الجمالية.
ومن هذا المنطلق، تعد العلامات البصرية أيقونات نصية مهمة تلعب دوراً مهماً في الكشف عن الكثير من الفواعل النصية التي تؤسس شعرية القصيدة وتحولاتها النصية على مستوى الأحداث والمواقف والمشاهد الشعرية المحتدمة في القصيدة.
ووفق هذا التصور، فإن شعرية المتغير الأسلوبي البصري تتوقف على فاعلية العلامات اللغوية الأخرى التي تكون القصيدة، و تتفاعل مع مؤشرات الأيقونات البصرية الأخرى في تحفيز الرؤية الشعرية، واستثارة إيقاعاتها الجمالية.
نص قصيدة( رجلٌ في السبعين.. وسيدةً في...؟)
"1"
رجلٌ في السبعين.. وسيدة ٌ في....؟
يلتقيان..
بمشفى في عمان..
. . . . . . .
. . . . . .
أتعرفني..؟
. . . . . .
. . . . . .
يفترقان..
"2"
في شارع فيصل فرحان الجربا.. حيث يقيم
رآها..
يتبعها كلبٌ جبليُ حذرٌ
أسرع..
فابتسمتْ..
وهي تقول .. أحقاً لا يتذكرني؟
"3"
كان يراقبها..
وهي تحرك جمر الأرجيلة..
0هل هي ؟
أم تلك امرأة ٌ تشبهها..
. . . . . .
. . . . . .
غادرت المقهى..
فتذكَّر خفق عباءتها
ابتعدتْ..
. . . . . .
. . . . . .
شخنا.. وتغيرت الدنيا
إلا خفق عباءتها.. ظل كما كان
4-
في دائرة الهجرة..
فاجأهُ صوتُ امرأة ٍ، يأتي من زمن ٍ جدُّ بعيد..
أأنتَ؟
بلى..
أو أنتِ؟
. . . . . .
. . . . . .
لقد كنتُ أٌحدِّثُ أحفادي عنكَ..
وهذا أوسطهم..
سيزورك في المقهى .. ذات صباحْ
5
تقولُ له جارتُهُ..
بالأمس.. وكنتُ أُمشِّط شعري..
في صالون التجميلْ
شاهدتُ امرأة ً بغداديهْ
وهي عجوزٌ عجفاءٌ.. تكحِّل عينيها
وتلوِّنُ خديها وأظافرها والشفتين
مثل صبيَّة
تبادلنا القولَ..
ذكرتُ لها اسمك..
قالتْ:
كانْ
6
في الدوار الرابع.. وهو يحاسبُ صاحبةَ المطعم..
مرَّتْ..
أصبحَ غير بعيدٍ عنها...
يا ..
أنتَ هنا..؟
منذ سنين..
وأنا أسكنُ في هذا الشارع منذ سنينْ
وتشيرُ إلى بيتٍ غير بعيدٍ .. بعصاها
زرني حينَ تشاءْ..
. . . . . .
. . . . . .
وبعد أسابيع... يجيء ليسأل عنها
يخبرهُ البوابُ... بأن الله توفاها
7
البردُ شديدٌ في عمان..
والرجلُ السبعينيُّ.. يدبُّ على غير هدى....
يتدفأ بالسعي إلى حيث... سيلقى الأصحاب
وعند البابْ
يتذكرُ أيامَ البرد ببغداد..
وهي ترافقه... أين هي الآن؟
كانت تضحكُ.. حين يناديها.. فرط الرمانْ
وهل ظلَّ البردُهناك.. كما كان؟
أم هاجرَ..؟
كي يبحث عنها" في كل مكان"؟
8
يمرُّ اللونُ الغامضُ كلَّ مساءْ
حيث يكونُ الرجلُ السبعينيّ.. مثقلاً من شرفة منزلهِ..
يتساءل... من هذا اللونُ الغامضُ؟
ثم تخيلهُ.. امرأة ً
أعطاها اسماً..
واختار لها زمناً.. وحكاياتٍ
كان يقول: لماذا لاتسأل عني؟
أو ما كنا من قبلُ معاً؟
مرَّ اللونُ الغامضُ يوماً... قبل غروب الشمس
فرأه الرجل السبعيني..وكانْ
يستاني الجيرانْ
-9-
تهاتفه..
وتقول.. رأيتكَ في المقهى.. كنت بعيداً؟
أو هذا أنت؟
بلى ..
ماذا تنتظرين..
من رجل بعيد السبعين؟
. . . . . .
. . . . . .
ثم رآها..
ماذا يبقى من سيدةٍ في...؟
10
يحملهُ الوهمُ إلى ماضٍ كانْ..
فيراها.. امرأةً كانت .. ثم طواها النسيانْ
تخرجُ من بيتٍ يتخيلهُ...
وتحييه،،
يرد تحيتها،،
ويمدُّ يداً ليصافحها..
. . . . . .
. . . . . .
فينبهه صوتُ النادل في المقهى..
وهو كما كانْ"(1).
البحث
الشعرية – اليوم – شعرية أيقونات وعلامات بصرية ولغوية فاعلة في استثارة الشعرية وخلق الدراما البصرية المتحولة في إيقاعاتها ورؤاها الجمالية، من حيث تراكم علامات الترقيم وتناوب البياض والسواد، وتوزيع القصيدة فراغياً على بياض الصفحة الشعرية، لدرجة يمكن القول معها:" دخل التشكيل الكتابي للنص الشعري القديم في علاقة ألفة مع القارئ العربي فأصبح تشكيل القصيدة الهندسي ضمن مظان القارئ وتوقعاته.. أما في شعر التفعيلة فقد قدمت أشكال مختلفة للكتابة شملت الخط وأشكاله وتوزيعات البياض والسواد واستخدام علامات الترقيم.. إلى غير ذلك من عناصر تتعلق بالرؤية البصرية التي هي أقدر على إدراك المكان لظهوره بمظهر المستقر والجامد في حين أن الزمان يمر وتتعاقب لحظاته.. ومن هنا، بدت قصيدة التفعيلة صوتاً فردياً لاجماعياً، وهذا الصوت فريد لاتتكرر ملامحه؛لأنه يعبر عن تجربة شعورية تقوم كل عناصرها برسم فضاء النص الشعري"(2).
أي إن الشعرية اليوم تفعيل إيقاعات بصرية أو لنقل : تفعيل علامات بصرية درامية تسهم في الكشف عن الكثير من المنعرجات النفسية والشعورية التي تتغور أعماق الشاعر، فيقوم الشاعر بمراكمة هذه العلامات بشكل لافت في بعض السياقات الشعرية المحتدمة التي تكتظ بالأحداث والمواقف والرؤى الاغترابية المأزومة، فليست الدراما البصرية بأقل أهمية من الدراما اللغوية في تحفيز الرؤية الشعرية واستثارة إيقاعاتها ومتحولاتها الجمالية، وعلى هذا" فإن المستوى الكتابي لا يمكن اعتباره ثانوياً، لأنه يحمل دلالات يمكن سبر أغوارها حتى لو كان المبدع نفسه لايتحكم في أنتاج قصدي للمستوى الكتابي في أثناء عملية الإبداع الشعري. وبذلك يقع على عاتق المتلقي جزء كبير من مهمة الكشف عن كيفية توظيف التشكيلات الكتابية واستغلال الإمكانات التعبيرية للغة المكتوبة؛ وهذا لأن دراسة المستوى الكتابي لاتمثل تحليل اللغة الشعرية في مظهرها البصري فحسب، وإنما ترى في ذلك التشكيل البصري للغة مستوى تعبيرياً ينبغي التوصل إليه لمعرفة كنه الإبداع وجمالياته في النص الشعري الحديث، وبذلك، فإن المستوى الكتابي يحكمه شكل يجد مرجعه في ذائقة المتلقي وحساسيته"(3).
وهذا يعني أن للعلامات البصرية دورها المؤثر في تحفيز الشعرية والكشف عن الكثير من المنعرجات النفسية والشعورية التي تكشف عنها العلامات البصرية في القصيدة، وفق متغيراتها ومؤثراتها الجمالية، فأي علامة بصرية في المتن الشعري الحداثي تملك مؤشرها الدلالي وتدخل في تحفيز الرؤية الشعرية وإنتاج الدلالة، فهي لاتقل قيمة ولا أهمية عن العلامة اللغوية في خلق الدراما الشعرية واستثارة إيقاعاتها الجمالية.
ومن يطلع على البنية التركيبية لقصيدة(( رجلٌ في السبعين.. وسيدة ٌ في...؟) لحميد سعيد يدرك أن لعلاماتها البصرية دلالات نفسية اغترابية تدخل في تحفيز الأحداث والرؤى الشعرية الاغترابية بكل ما تحمله هذه الكلمة من رؤى ودلالات مفتوحة على أشدها، فالقارئ يلحظ في كل علامة بصرية قيمة نفسية تنطوي عليها لاسيما تلك القيم التي تتمثل بالإحساس بالزمن وأثره النفسي وانعكاسه على موقف الشاعر الوجودي ككل، فكانت العلامات البصرية أيقونات بصرية لغوية تكشف عن حالة القلق والإحساس الوجودي الاغترابي المأزوم، ليشكل قصيدته تشكيلاً درامياً متوتراً تسهم العلامات البصرية في تحريك الأحداث والرؤى الشعرية المتوترة وكأن العلامات والفراغات البصرية قيم بوحية نفسية ودلائل مرجعية في الكشف عن الكثير من المضمرات النصية التي تؤثر في نواتج الدلالة وإفرازاتها النفسية العميقة، كما في قوله:
رجلٌ في السبعين.. وسيدة ٌ في....؟
يلتقيان..
بمشفى في عمان..
. . . . . . .
. . . . . .
أتعرفني..؟
. . . . . .
. . . . . .
يفترقان"
هنا، يثيرنا الشاعر بالدراما البصرية عبر تناوب الفراغات وعلامات الترقيم، وكأنها قيم فنية مرجعية تؤثر في إبراز الكثير من النواتج الدلالية الاغترابية التي تستعيد ذكريات ما كان، والشاعر على ما يبدو هنا ، عبرَّ عن الكثير من الرؤى والدلالات النفسية الوصفية، التي تصف حال الرجل السبعيني، وقد التقى مع سيدة في لقاء خاطف سريع عبر عنه بالفراغات والفواصل النقطية( أتعرفني..؟)، وهنا جاء التساؤل ممتداً بصرياً عبر النثيث والفراغ النقطي المفتوح(... .../ ... ... يفترقان )، وكأن هذا الافتراق افتراق شعوري دلائلي مأزوم يلقي بظلاله على مرحلة مهمة من حياته عاشها في العراق، ووجد في حضورها المباغت في اغترابه بعمان الأنس وشريط الذكريات الذي يتذكر من خلاله الكثير من الرؤى والمشاهد والذكريات التي تعيده إلى سن الشباب والصبا، وهذا دليل أن الشعرية كتلة مؤثرات وعلامات بصرية مفتوحة برؤاها ومؤثراتها الفنية، هي التي تتحكم في تحفيز الدراما الشعرية عبر تفعيل الدراما البصرية التي تعضد شعرية الرؤية وبلاغة المشهد الشعري الملتقط.
والمثير أن تفعيل الدراما البصرية – في القصيدة- يشتغل على المخيلة الشعرية في ربط الشكل البصري بمثيره الشعوري النفسي، مما يدل على حراك الرؤى الشعرية بين شكلين متضافرين أو متعاورين في بث الدراما الشعرية المتوترة أو المأزومة، هما:( الشكل البصري/ والشكل اللغوي)، ليخلق حالة من الممانعة الجمالية الأسلوبية في ربط المثير اللغوي بالمثير البصري، وتحفيز التواتج الدلالية وتعميقها في الكشف عن حالة الاصطراع النفسي الشعوري التي يعيشها في اغترابه، ويجسدها بصريا عبر الفراغات وعلامات الترقيم بوصفها أيقونات بصرية تحرك الدراما البصرية والنفسية للكشف عن الكثير من المضمرات النصية التي تعتصر كيانه وشعوره الداخلي المأزوم ، كما في قوله:
في شارع فيصل فرحان الجربا.. حيث يقيم
رآها..
يتبعها كلبٌ جبليُ حذرٌ
أسرع..
فابتسمتْ..
وهي تقول .. أحقاً لا يتذكرني؟"
هنا، يرصد الشاعر بالشكل الكتابي البصري الحراك النفسي الشعوري وتساؤل السيدة عن مدى تذكر الشاعر لها، وهل يتذكرها ... وتتساءل تساؤلاً مفتوحاً بعد نقطتين فراغيتين عن مدى تذكرها وهل يتذكرها ، وهذا الانقطاع الفراغي بالنقط دليل تأمل واستغراب وحركة شعورية تقرب الحدث من واقعيته، وحرارته، و طزاجته الشعورية الآنية، لاسيما بربط المشهد بصرياً بحركة العين لتلتقط دقائق الأشياء، ليبدو المشهد الشعري طازجاً أو آنياً في حركته ودورته الزمنية(.. رآها/ يتبعها كلبٌ جبليٌّ حذرٌ.. أسرع.. فابتسمت)، وهذا الحراك النقطي بين الكلمات تركه الشاعر ليفتح قنوات الرؤية البصرية وتحريك النبض الداخلي لاستعادة ما كان في لحظة اللقاء الومضي الخاطف مع تلك السيدة، لتعلن استغرابها وحالة الذهول التي وصلت إليها بعد لقائها السريع الخاطف.
وهكذا تشكل العلامات البصرية أيقونات نصية فاعلة في تحريك الرؤيا الشعرية، وبث الكثير من الرؤى والمشاهد الخاطفة بصريا ً لتسمو وترتقي بصرياً من خلال بلاغة الحدث الدرامي وقوة المتغير البصري في تحفيز الرؤية الشعرية الاغترابية، وتحريك المشاهد الشعرية، لتسمو وترتقي فنياً.
والمثير في الدراما البصرية التي تثيرها هذه القصيدة أنها دراما ( لغو- بصرية) بمعنى أنها دراما متحركة بإيقاعاتها الجمالية المتحولة من أيقونة لغوية إلى أيقونة بصرية تعمق شعرية الحدث وزوغان المشاهد الشعرية، ليبث الشاعر من خلالها الكثير من الدلالات والرؤى والهواجس النفسية التي تغتلي في قرارة ذاته العميقة، كما في قوله:
كان يراقبها..
وهي تحرك جمر الأرجيلة..
هل هي ؟
أم تلك امرأة ٌ تشبهها..
. . . . . .
. . . . . .
غادرت المقهى..
فتذكَّر خفق عباءتها
ابتعدتْ..
. . . . . .
. . . . . .
شخنا.. وتغيرت الدنيا
إلا خفق عباءتها.. ظل كما كان"
هنا، يفتح الشاعر بوابة الرؤية الجمالية في القصيدة عبر التلاعب الأيقوني الجمالي الفاعل على مستوى المتغيرات الجمالية، التي تثير الحدث والمشهد الشعري ليبدو اللقاء ليس لقاء بصرياً فحسب، وإنما لقاء وجودي بين زمنين، زمن كان وهو الزمن الماضي الذي يستعيد الشاعر من خلاله كل ما كان، من ذكريات وأحداث وتفاصيل يومية تركت أنداءها في ظلال الذاكرة، وزمن راهن حالي يتمسك الشاعر به ليعيش لحظاته العابرة ... لتنشي الروح وتزدهي بهذا اللقاء الفواح الذي يعيده إلى ينابيع تلك الأيام وزهو صباها ومتعتها الجمالية، وهنا، جاءت الدراما البصرية لتحرك الأحداث الشعرية ورسم المشهد بصرياً للمتلقي ليتلقفه بعين لاقطة ترصد خفايا الأشياء بكامل احتدامها وحراكها الشعوري المأزوم( غادرت المقهى/ فتذكر خفق عباءتها.. ابتعدت... ... .....) وكأن الشاعر بالعلامات البصرية يرسم تفاصيل المشهد بدقة كيف غادرت المقهى وابتعدت... وتركت الشاعر يغص باعترافه العاطفي المأزوم: ( شخنا .. وتغيرت الدنيا إلا خفق عباءتها .. ظل كما كان)، وهكذا ينقلنا الشاعر من مشهد شعري إلى مشهد أكثر حركة ودرامية، ومن رؤية جمالية إلى رؤية أكثر حرارة ونبضا جمالياً، في بث الاحتراق الداخلي، وحالة الأسى الشعوري التي آل إليها، محققاً استثارة جمالية في توليف الأنساق الشعرية، وتحريك الرؤى العاطفية الشعورية المتوترة( إلا خفق عباءتها... ظل كما كان)، وهكذا، ينقلنا الشاعر درامياً عبر العلامات والفواعل البصرية إلى بث الكثير من الأحاسيس الاغترابية التي تفيض بمشاعر الشوق والحنين إلى استعادة تلك الأزمنة المشرقة التي تركت في المخيلة صوراً جمالية لا تمحي أو تزول. ومن هنا، أسهمت العلامات البصرية في تحريك الدراما الشعورية لترسيم المشاهد الشعرية بكامل متغيراتها وقيمها الجمالية المفتوحة التي تستعيد الأحداث الماضية بكل ألقها ونبضها النفسي الشعوري المأزوم.
والملاحظ أن الدراما البصرية – في هذه القصيدة – تشكل جزءا مهما من فاعلية محفزاتها الشعرية البصرية التي تنشأ على علاماتها البصرية المكثفة بشكل لافت في بعض المقاطع الشعرية –إيذاناً بتوتر الحالة الاغترابية المحتدمة،والدلالات المرتبطة بنواتج الحالة الشعورية المأزومة، كما في قوله:
" في دائرة الهجرة..
فاجأهُ صوتُ امرأة ٍ، يأتي من زمن ٍ جدُّ بعيد..
أأنتَ؟
بلى..
أو أنتِ؟
. . . . . .
. . . . . .
لقد كنتُ أٌحدِّثُ أحفادي عنكَ..
وهذا أوسطهم..
سيزورك في المقهى .. ذات صباحْ"
هنا، تبرز الدراما البصرية بوصفها محركاً شعرياً لا مجرد قيم بصرية أو علامات بصرية محتدمة أو مكثفة في سياقاتها، إنها بنى درامية متحولة تتعلق بمتغيرها الجمالي من متغير جمالي بصري قيمي إلى متغير بصري أشد احتداماً وتوتراً في بث المشهد الحيوي الطازج بكل حرارة اللحظة الشعورية، وتوتر الحالة الاغترابية، والإحساس الملتهب الذي يرتبط بها،حيث عبر بالفراغات عن حالة التأمل والاستغراق وبث الانفعال الشعوري السريع في لحظة اللقاء، ليكون اللقاء أكثر حرارة وألفة وواقعية في زخمه الشعوري وإحساسه الاغترابي العميق:[ آآنت؟ .. بلى أو أنت؟... .../... ...]،وهنا جاءت الفراغات النقطية لتحرك الإحساس الشعوري وتمتن فاعلية الحوار الومضي السريع بين الشاعر والمرأة الذكرى التي ترجعه إلى زمن ما كان مشعاً بالأنس والجمال :[ لقد كنت أحدث أحفادي عنك../ وهذا أوسطهم]، وهذا دليل أن الدراما البصرية لا تحرك العلامات البصرية دون فاعلية مؤثرة في تفعيل الدلالات واستثارة إيقاعاتها الجمالية، ومن هنا، فإن التلاعب بالعلامات البصرية يحرك الدراما المشهدية التي توتر الأحداث والمشاهد الشعرية لتسمو وترتقي.
والملاحظ أن الدراما البصرية -عبر فاعلية المتغير الأسلوبي البصري- تتأتى من بلاغة المتغير البصري في توتير الحالة الشعورية وإنتاج الدلالات المفتوحة التي تشي بالاغتراب والإحساس بحالة الخواء النفسي الشعوري،إثر التشبث بما كان وتثوير العلامات والفراغات النقطية لتعبر عما تعجز عنه اللغة بحروفها الافشاء الداخلي أو التنفيس عما يعتمر في الداخل من تأزم واغتراب، كما في قوله:
تقولُ له جارتُهُ..
بالأمس.. وكنتُ أُمشِّط شعري..
في صالون التجميلْ
شاهدتُ امرأة ً بغداديهْ
وهي عجوزٌ عجفاءٌ.. تكحِّل عينيها
وتلوِّنُ خديها وأظافرها والشفتين
مثل صبيَّة
تبادلنا القولَ..
ذكرتُ لها اسمك..
قالتْ:
كانْ"
لابد من الإشارة بداية إلى أن الدراما البصرية لاتتحدد بتراكم العلامات البصرية في السياق الواحد دون ارتباطها بالرؤى وسيرورة الأحداث ومتحولاتها البصرية، وكلما ارتبطت هذه العلامات بقيم دلالية موجهة للقارئ ليملي الفراغات بما يدركه من خلال قراءته للنص الشعري. وهنا تأتي العلامات البصرية ذات فاعلية قصوى في رسم المشهد الشعري بكل متحولات الرؤية الواقعية التي تقرب الحدث الشعري من رهنية الحدث الواقعي، لاسيما باعتماد السرد الوصفي المشهدي لتقريب الحدث المتخيل من رهنية المشهد الواقعي وجريانه الزمني.كما في قوله:[ شاهدتُ امرأة بغدادية/ وهي عجوز عجفاء.. تكحل عينيها/ تذكرت لها اسمك/ قالت كان..]،، فهذا الحوار على مافيه من بوح واستغراق بالتفاصيل يدلل على فاعليته الدرامية في تقريب الحدث من رهنية الواقع وإلصاقاته الشعورية. وقد جاءت العلامات البصرية المفتوحة بعد لفظة[ كان]، لتترك المدى الزمني مفتوحاً دلالة على الماضي الغريق الذي كان يشغله الشاعر في أيامه الماضية وعظمة إنجازاته في زمن ما من الحياة,,, وهذا دليل أن الدراما البصرية تشكل قيمة جمالية في تفعيل المتغيرات البصرية لتعبر عما يحتدم في قرارة الذات الشعرية، وما يجول في خاطر الشاعر من أحاسيس ورؤى عميقة، بمتغيراتها ومنظوراتها الجمالية.
*مؤشرات التفعيل الحداثوي البصري في فضاء القصيدة على المدى التداولي أو التفاعلي:
إن مؤشرات التفعيل الحداثوي البصري- في الفضاء النصي لهذه القصيدة- تتمحور على مؤثرات بصرية بمثابة العلامات اللغوية أو الأيقونات اللغوية المتحركة التي تسهم في إبراز الدلالات وتفعيل ناتجها الجمالي، لدرجة يمكن القول معها :" أصبح ضرورياً على أي متلقٍّ للنص الشعري الحديث أن ينظر إلى أمر الكتابة، وطريقة رص المفردات، وتشكيل الكلام على الصفحات الشعرية، وذلك بعد أن اعتمد الشاعر العربي الحديث على الكثير من الخصائص الكتابية في إنتاج النص الشعري الحديث، وهذا مالم يكن معروفاً لدى الشاعر القديم الذي لم يهتم بالخصائص الكتابية بقدر اهتمامه بالخصائص الشفاهية، فكان يعنى بالفصل والوصل، والتقديم والتأخير، والحذف والتكرار لإحداث الأثر الصوتي من خلال الإلقاء الشعري. ومع ظهور شعر التفعيلة وتراجع دور الإنشاد والسماع فيه صارت الحاجة ماسة إلى التعويل على الخصائص الكتابية المتمثلة في تشكيل المفردات والجمل الشعرية على الصفحة الشعرية تشكيلاً خاصاً يعتمد على علامات الترقيم في تحديد نقاط الوقف والحركة في الجمل الشعرية"(4).
وبهذا التصور، فإن مؤشرات التفعيل الحداثوي البصري تظهر في قصيدة حميد سعيد من خلال توزيع البياض والسواد، وتناوب الفراغات و خلق الدراما البصرية على مستوى العلامات اللغوية والبصرية التي تثير حراكاً مشهدياً أو زوغاناً بصرياً يتناسب مع الحراك الدرامي على مستوى المشاهد واللقطات الشعرية، وتصوير الأحداث والروابط الشعرية.
وبتصورنا النقدي: إن الدراما البصرية تشكل جوهر التفعيل الحداثوي البصري في تثوير المواقف والرؤى والأحداث الشعرية،تبعاً لما تثيره في النفس من فراغات بصرية تجعل الصمت / البياض مفتاحاً للاسترخاءوالتأمل والاستغراق في الحدث وتمثل الحالة الشعورية الساكنة التي يريد تجسيدها بصرياً، ثم يأتي السواد الكتابي، ليجعل العلامات اللغوية تستأنف دورها بقوة في تمثيل الحالة الاغترابية المأزومة والتصريح بها، ومن هنا، فإن الدراما الشعرية – في قصيدة حميد سعيد – دراما بصرية بانورامية متحولة الأنساق الشعرية، تبرز بوصفها أنساقاً شعرية متحركة بصريا بعلامات وروابط وفواصل نقطية مؤثرة تلهب الإحساس والتأزم النفسي، كما في قوله:
في الدوار الرابع.. وهو يحاسبُ صاحبةَ المطعم..
مرَّتْ..
أصبحَ غير بعيدٍ عنها...
يا ..
أنتَ هنا..؟
منذ سنين..
وأنا أسكنُ في هذا الشارع منذ سنينْ
وتشيرُ إلى بيتٍ غير بعيدٍ .. بعصاها
زرني حينَ تشاءْ..
. . . . . .
. . . . . .
وبعد أسابيع... يجيء ليسأل عنها
يخبرهُ البوابُ... بأن الله توفاها"
هنا، يثيرنا الشاعر بالدراما البصرية ومؤشرات الرؤية البصرية التفاعلية عبر التناوب البصري بين البياض/ والسواد، وحراك الأنساق الشعرية المتوازنة لتبرز بقوة موجهها البصري التفاعلي على المستوى المشهدي( .. في الدور الرابع.. وهو يحاسبُ صاحبة ُ المطعم.. مرت/... أصبح غير بعيد عنها.. يا أنت هنا..؟ منذ سنين)، فهذا الكشف النصي البصري عبر الدراما البصرية حرك الأنساق الشعرية لتسمو وترتقي جمالياً، وكأن الشاعر يرسم المشاهد الشعرية التي تحايث الواقع العياني المشهدي المباشر، وفق فواعل أو فواصل بصرية تستثير المخيلة الشعرية،وتجعل المشاهد محايثة للواقع في حرارته وتطلعاته الراهنة.
والمثير كذلك أن الشاعر فاجأ القارئ بالمستوى التداولي الذي جعل المشهد الشعري قيمة متحولة في إنتاج الروابط النصية المتفاعلة بإيقاعاتها النصية المتحولة أو المتحركة بصرياً،لاسيما بقوله:[ وبعد أسابيع... يجيء ليسأل عنها/ يخبره البواب.. بأن الله توفاها]، هنا ، جعل الشاعر الفراغات النقطية قائمة على ثلاث نقط متتابعة ليتأمل القارئ الكلام بقوة موجهة محركة للعين الرائية لتبصر الصورة أو الحدث الاغترابي الصادم الذي زاد المشهد الشعري توتراً واحتداماً نفسيا مؤلماً، كما في قوله:[ يخبرهُ البوابُ... بأن الله توفاها]،وهذا دليل أن النص الشعري كتلة فواعل نصية بصرية متحولة في نسقها الشعري من قيمة جمالية متحولة بصرياً إلى قيمة أكثر استثارة وفاعلية بصرية تظهر بقوة للمتلقي.
والملاحظ أن مؤشرات التفعيل الحداثوي البصري في فضاء القصيدة عند حميد سعيد تظهر بقوة موجهة بصريا للقارئ ليتأمل فاعلية الأحداث والمواقف والمشاهد الشعرية، مما يدل على أن الشعرية في قصائد حميد سعيد شعرية درامية بصرية مفتوحة بمتغيراتها البصرية التي تحرك الأحداث، وتخلق دهشة استثارتها الدلالية، مما يؤكد أن التنقلات أو التحولات في العلامات البصرية ينعكس على سيرورة المشاهد والرؤى الشعرية لتثبت بقوة وفاعلية وإيحاء، كما في قوله:
البردُ شديدٌ في عمان..
والرجلُ السبعينيُّ.. يدبُّ على غير هدى....
يتدفأ بالسعي إلى حيث... سيلقى الأصحاب
وعند البابْ
يتذكرُ أيامَ البرد ببغداد..
وهي ترافقه... أين هي الآن؟
كانت تضحكُ.. حين يناديها.. فرط الرمانْ
وهل ظلَّ البردُهناك.. كما كان؟
أم هاجرَ..؟
كي يبحث عنها" في كل مكان"؟"
هنا، اعتمد الشاعر المشهد التأملي الوصفي في التعبير عن واقعية الحدث وطزاجة المشهد الشعري، وكأن الشاعر- باعتماده السرد التفصيلي الوصفي المتخلخلة عبر العلامات البصرية المتتابعة يجعل المشاهد الشعرية القصصية شائقة ومتنوعة الرؤى والأحداث والدلالات، كما في الاحتدام المشهدي عبر العلامات البصرية المحتدمة التالية:[كانت تضحك.. حين يناديها.. فرط الرمان/ وهل ظل البرد هناك.. كما كان؟/ أم هاجر..؟]، فالقارئ هنا يلحظ فاعلية الدراما البصرية في تحفيز الرؤية النصية، واستثارة قيمها الجمالية،في رسم المشهد الشعري بدقة وإمعان، واغتراب شعوري يحاول الشاعر من خلال الاحتدام المشهدي استرجاع ما كان من أزمنة براقة في زمنه الماضي البعيد.
والدراما المشهدية ليست مجرد ربط مشهد شعري بمشهد شعري آخر، وإنما هي حالة من الالتفاف بالقارئ عبر دينامية المشاهد المتنوعة/ وحراكها البصري/ وتنوع الدلالات التي تبثها عبر الفراغات وعلامات الترقيم لتكون الدراما المشهدية مضاعفة للحراك المشهدي- البصري الذي تثيره العلامات البصرية في النسق الشعري، كما في قول الشاعر:
يمرُّ اللونُ الغامضُ كلَّ مساءْ
حيث يكونُ الرجلُ السبعينيّ.. مثقلاً من شرفة منزلهِ..
يتساءل... من هذا اللونُ الغامضُ؟
ثم تخيلهُ.. امرأة ً
أعطاها اسماً..
واختار لها زمناً.. وحكاياتٍ
كان يقول: لماذا لاتسأل عني؟
أو ما كنا من قبلُ معاً؟
مرَّ اللونُ الغامضُ يوماً... قبل غروب الشمس
فرأه الرجل السبعيني..وكانْ
بستاني الجيرانْ"
هنا، دمج الشاعر الرؤية البصرية المشهدية/ بالرؤية المتخيلة،لإبراز حراك المشهد الشعري بصرياً عبر الفواعل النصية المتحركة الذي تظهره علامات الترقيم والفراغات والفواصل البصرية، وكأن الدراما البصرية تشكل المحفز البصري في تفعيل درامية المشاهد الشعرية المتوترة، وتحريك إيقاعاتها الجمالية ومردودها الجمالي،كما في المشهد الشعري التالي:[ مرَّ اللونُ الغامضُ يوماً... قبل غروب الشمس/فرأه الرجل السبعيني..وكانْ بستاني الجيرانْ]،هنا، يعتمد الشاعر البياض / والسواد مقوما أسلوبيا تحفيزياً في تحريك الرؤى الشعرية، واستثارة إيقاعها الجمالي، نظراً إلى ما تحمله من رؤى ودلالات ومؤشرات جمالية رفيعة المستوى، وكأن الشاعر يبث من خلال العلامات البصرية إحساسه الزمني وحالة التوق التي يعيشها في استرجاع ماكان.
والمثير أن الاغتراب البصري بعلامات الترقيم وتناوب البياض والسواد، وامتداد البياض وتخلله في ثنايا الكلمات الشعرية يبرز الدراما البصرية المحتدمة بين الشكل اللغوي والشكل البصري، لاستثارة الرؤى الشعرية وتحميلها من الدلالات ما يحفز النص،ويزيد إيقاعاته الجمالية، كما في قوله:
تهاتفه..
وتقول.. رأيتكَ في المقهى.. كنت بعيداً؟
أو هذا أنت؟
بلى ..
ماذا تنتظرين..
من رجل بعيد السبعين؟
. . . . . .
. . . . . .
ثم رآها..
ماذا يبقى من سيدةٍ في...؟"
هنا، يأتي الاغتراب البصري قيمة جمالية في التحفيز الشعري الذي مرده الإحساس الزمني بالهرم، وحالة الوجاعة التي يعيشها، كحالة اغترابية مؤلمة تبرز الدلالات الاغترابية، وحالة اليأس، والعقم التي يعيشها في ظل تلاشي الاحلام والأماني الخضراء الجميلة، وهنا، يأتي التساؤل الاغترابي محملاً بالنقط الفراغية التي تعكس فراغ الحياة وخواءها من الأنس الروحي كارتداد بصري نفسي عن فراغ الحياة في عينيه وهنا، جاءت علامات الترقيم والفراغات قيمة بؤرية مرجعية في تحفيز الأنساق الشعرية، واستثارة إيقاعاتها الجمالية الخلاقة، وخلق دراما الشعورية المتوترة، ومن هنا، جاء التساؤل الاغترابي:[ ماذا تنتظرين من رجل بعيد السبعين] قمة في التعبير عن حالة التأزم الزمني والاحساس بالاغتراب، وكأن الأيام قد ارتحلت في عينيه وفقدت بريقها، وما عادت تحمل في طياتها الا العقم والتصحر واليأس الوجودي.
والملاحظ أن قيمة المتغير الأسلوبي البصري – في قصيدة حميد سعيد – تتنوع من مقطع شعري إلى الآخر، وتزداد حراكاً درامياً كلما تغورنا أعماقها واشتدت العلامات البصرية فاعلة تحفيزية في استثارة الرؤية الجمالية، وخلق مؤشرها الجمالي الصادم، كما في قوله:
يحملهُ الوهمُ إلى ماضٍ كانْ..
فيراها.. امرأةً كانت .. ثم طواها النسيانْ
تخرجُ من بيتٍ يتخيلهُ...
وتحييه،،
يرد تحيتها،،
ويمدُّ يداً ليصافحها..
. . . . . .
. . . . . .
فينبهه صوتُ النادل في المقهى..
وهو كما كانْ"
هناـ يأتي المثير البصري عبر الفراغات النقطية مؤثراً في كشف حالة الخواء والفراغ والوحشة التي يعيشها الشاعر في اغترابه، من خلال تذكر المرأة التي كانت تؤنس وحشته ليخلق الدراما المشهدية عبر الرسم التشكيلي لصورة المرأة وتذكر حالته في التفاعل معها في إحساسه رغم وهمه التذكري وحالة الخواء النفسي التي يعيشها، وهكذا جاءت الصور المشهدية درامية في حركتها بين إحساسه بالزمن وتلاشيه أمام ذكريات ماضية مازالت تلقي بظلالها على الواقع، كما في قوله:[ فينبهه صوت النادل في المقهى/ وهو كما كان]، ومن هنا، يأتي المتغير الأسلوبي البصري من محفزات الشعرية في هذه القصيدة ورصد متحولاتها الجمالية في الانتقال من رؤية إلى رؤية، وفق منظورات جمالية غاية في الاستثارة واللذة المشهدية.
تعليق على القصيدة:
القصيدة تشكل بصورها قيمة مرجعية بؤرية في تحفيز الدلالات الاغترابية، واستثارة علاماتها البصرية بوصفها أيقونات تشكيلية تبرز حالة الاحتدام الشعوري الاغترابي المأزوم، وكأن الشاعر ينقلنا من رؤية جمالية إلى رؤية، بوساطة العلامات البصرية التي تشكل مرجعها الجمالي التحفيزي، لاستثارة إيقاعاتها الجمالية المتحولة، وهذا يعني أن البنية التشكيلية العلائقية بنية مرجعية برؤاها ومدلولاتها النصية، تبعاً لما تثيره من قيم جمالية على المستوى الفني.
الحواشي:
(1)سعيد، حميد،2020-ما تأخر من القول، دار دجلة، ط1، الأردن،ص21-24.
(2)ترمانيني، خلود، 2004- الإيقاع اللغوي في الشعر العربي الحديث، أطروحة دكتوراه بإشراف :أحمد زياد محبك، مخطوطة جامعة حلب، ص190.
(3) المرجع نفسه، ص190.
(4) المرجع نغسه، ص203.
800 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع