وائل القيسي
انا انسان...
الإنسانية ليست حكرا على احد ، فهي اصل الانسان ، و حقيقته الازلية التي تلاعب بها الشر ، ففرق بين قابيل لقتله هابيل انتصارا لجشعه ، وعندما شعر بالندم كان قد فات الأوان...
لكن على أصحاب القلوب الغضة ينبغي عليكم ان لا تنفعلو فوق اللزوم تجاه عاديات الزمن ، إنما ينبغي عليكم ان تتماسكو ولا يصيبكم الإحباط ، حتى تحافظوا على بقايا انسانيتكم فهي رأس مال الانسان ووجوده في هذه الحياة العظيمة وليس مجرد رقم صفري .
وإذا كان عتاة الشر بارعون في شرورهم، فنحن لسنا اقل براعة منهم في منح معنى الوجود قيمته التي يستحقها...
وحتمية التأريخ تؤكد دوما ان الصراع بين الخير والشر ، والنور والظلام، متواترة وأبدية ، لكن طريق السكوت عن الحق يجعل سالكيه هم الخاسرين كثيرا، بينما دروب الكفاح تورق بالأزاهير وتضئ حياة مناضليها سواء بانتصارهم او استشهادهم .
ما نعيشه اليوم من سنوات عجاف هو زمان الرويبضات ، وما نحن الا ضحية وأُضحية بيد مصالحهم وأموالهم وخياناتهم التي نحرونا لإجلها بخنجرهم المسموم ، ولكن المفارقة ان اليد التي تمسك بالنصل هي ايدي بعض أبناء جلدتنا كما فعل ابن العلقمي قبل قرون خلت.
بيد انها كبوة ، وعلينا أن ننهض منها سريعا ونتحامل على جراحنا مهما كانت مؤلمة فحلو العز وطيب الكرامة تستحق التضحيات مهما بلغت ...
من يختار قيم الإنسانية النبيلة فسيجد بريقها في ضميره ، ومن ينحاز لشرور نفسه فما له إلا أن ينظر إلى نفسه في مرآة ضحاياه ...
يوجد بيننا الكثير ، سواء انتم ام كاتب هذه السطور ، من لم يلتق بأهله ، ولم يرَ شمس وطنه منذ عقد او عقدين لا لذنب جنيناه إلّا لإننا وقفنا ضد الشر وأهله، مدافعين عن الخير في وطننا المحتل ...
انها مفارقة مدروسة بعناية لكن لابد من تفكيك رموزها الشفرية التي وضعها دهاقنة الشر .
وقد صار لزاما على كل حرّ ان يضع يده بيد اخيه وابن وطنه لاستعادة ما فقدناه من وطن وكرامة وسلام ، وتطهير وطننا من دنس الخونة والعملاء وأسيادهم ، فلا تَصُحّ الصلاة في العراق بدون طهارة. وأن نتذكر دوما ولا ننسى قصة الثور الأبيض الذي أُكِلَ ، بعد أن أُكِلَ الثور الأسود .
986 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع