سعد السامرائي
لماذا لا يثور الشعب العراقي ؟ّ!
لا يختلف اثنان عن ان للادراك درجات وهذا الادراك لا يأتي من فراغ بل هو نتيجة مكتسبة ينميها التلقين والبرمجة ,فلم يأتي الطفل الى الحياة وهو يمتلك كل ما يمتلكه من معلومات ومقومات وولاء وهو في سن العشرين ولا الثلاثين ولا اكثر,لكن البشر ليسوا متساوون بنفس الدرجة من الادراك وذلك عائد الى طريقة ما اكتسبوه ومقداره لذلك يبرز كل واحد فينا حسب مقدار ما اكتسب من علم وادراك ومهارات مع ذلك فالمفكر او الشاعر مثلا لايستطيع ان يمارس الطب لأنه لا يمتلك مهارات التعلم التي حصل عليها الطبيب او المهندس من خلال دراسته وليس كل طبيب او مهندس يستطيع ان يحلل او يكتب مقالا كما يفعل من امتهن هذه الحرفة وان كان تحصيله العلمي بسيطاً .لكننا نتحدث هنا عن مسائل ادراكية تتشاطر بها مجموعات كبيرة فتكون المجتمعات المتراصة والمتعايشة حيث تقبل بالتكيف هذا وتدافع عنه . ان برمجة الانسان تبدأ وهو طفل رضيع حيث يعلمانه ابويه النطق مثلا قل بابا او ماما وهذه هي بداية برمجة الانسان وعليه فان الطفل يتبرمج من تلقاء نفسه من خلال ما يستمع من والديه لأن الدنيا عنده مبهمة ووالديه او اهله هم المعلمون او المبرمجون له لانهم يستحقون ذلك بسبب انهم جاؤا للحياة قبله وهم بذلك يفهمون اكثر منه , وعليه فان الطفل الشيعي مثلا الذي يرى ويسمع والديه وهم ينطقون بكلمات قد تكون جارحة ويسبون السنة او ان يتحدثون على المظلومية التي رغم انها كاذبة الا ان هذا الطفل لا يستطيع ان يميز ذلك فهو لا يمتلك مهارة التحليل ومعرفة الخطأ من الصواب لانه في مرحلة البرمجة فهو فقط يحفظ مايستقبله ويرسخه في عقله وخصوصا من والديه فيتبرمج وفق افعالهما واقوالهما كذا الشيء من أكل لحم الخنزيروالامثلة كثيرة وهذا يفسر ما وجدناه غريبا وشاذا ونحن نشاهد عراقيون شيعة يمثلون بجثة سني يعرفون بقرارة انفسهم انه سبب مظلوميتهم وانه انسان سيء جدا وعليه أن يموت ليحيا هو!, لكن تبقى عملية التمثيل بالجثث تحمل غلا حيوانيا يحتاج الى تفكير أوسع لتحليله.كذلك وبسبب هذه الافعال وغيرها من الممارسات التي صاحبت الاحتلال بعد 2003 فان تلك المشاهد كونت برمجة خاصة للسنة من ان الشيعي سيء ويجب ان يقتل كي ينجوا هو وليرجع ان يعيش بسلام او تسيد وعليه فهو وفق هذا التبرير يجيب بلماذا انظم الى القاعدة او داعش رغم ما صاحبها من جرائم انسانية وانها قتلت من السنة اكثر مما قتلت من الشيعة لكن عقله خلاص قد تبرمج على ان ما يفعله هو حماية لنفسه ولاتباعه !لأن الاحداث كانت تمر سراعا وبسبب وجود فراغ عقائدي وسياسي بالبلد ينتشل المغرر بهم من الطرفين ويضعهم بسلة المشاركة ببناء الوطن لا اقتل الاخر كي أعيش انا!.
القد انقسم المجتمع العراق بعد الاحتلال الى مقاتلين ينعدم عندهم الاحساس بما يفعلون لا سيما من كانوا منضمين الى تشكيلات عسكرية او شبه عسكرية والى اخرين يحسون ويتفاعلون وفق ما يرون فيستطيعون التمييز بين الصواب من الخطأ وهم على درجات فاصحاب الحساسية المفرطة او الشديدة في المجتمع العراقي من يحاول انارة العقول واصحاب الادراك الضعيف ناصحا اياهم.. ومنهم من يزداد نقمة وخصوصا اذا كان الاعلام يركز على جرائم من طرف واحد فعليه هو يوظف ثقافته من أجل الانتقام من الطرف الاخر , وطرف اخر مثل الاجهزة القمعية واعضاء الحكومة بكل ممثلياتها الادارية ,فالكثير منهم وصل وبسبب انه مهما يفعل من اثام وسيئات فان الشعب او من يحيطه راض عنه فهو يزداد نقمة واحتقاراً لشعبه !!لذلك هو يستصغر الاخرين في كل مرة ويقل احترامه لهم , وهؤلاء عادة ما يكونون نرجسيين لكن ضمائرهم شبه ميتة تطغي عليهم الانانية المفرطة وحب الذات ..
أرى اننا اذا ما اردنا شعبا يلغي ما تبرمج عليه منذ الطفولة ويستبدلها ببرمجة معتدلة تحترم الحياة والانسانية وتحافظ على حقوق الاخرين وفق حب لأخيك العراقي كما تحب لنفسك علينا أن نركز على زيادة الادراك لديهم ,الادراك بمعرفة الخطأ من الصواب ومن ثم رفض الخطأ ومقاومته بالكلام ثم بالقوة لأننا لا نستحق أن يترأسنا ضعاف نفوس انانيين ويعاملونا بقلة احترام ويمنعون عنا حقوقنا او أن ينشروا الظلم من أجل أن يبقوا هم بالسلطة وينفذون أجندات ايران أو غيرها . قد تكون هذه البرمجة سهلة مع السنة لانهم الطرف المظلوم فمظلومية الشيعة المزيفة قلبوها الى مظلومية حقيقة للسنة ولكل الاخرين بما فيهم الشيعة الوطنيون الذي رفضوا الظلم والفساد وطالبوا بحكم مدني بعيدا عن خرافات المعممين وولائهم الطائفي . وكلما امتد الزمن كلما ازدادت السيئات والظلم الذي يصيب الشعب والوطن مما زاد في حيرة المثقفين وطريق برمجة النفس لا سيما وأن الطرف الاخر المنقاد للعمالة وخيانة الوطن عمل على نشر الجهل والتخلف فأنى يدرك هؤلاء الحقيقة الذين قدرت الامم المتحدة اعدادهم ب 12 مليون عراقي (أمـّي )! فكيف يثور هؤلاء ال12 مليون وهم يفهمون التشيع على انه لطم وتطبير ومرغلة بالطين واتباع السيد فالسيد بالنسبة له كالطفل الذي ذكرناه وهو يتبرمج على يدي والديه واهله؟! لذلك قيل ان الجهل افة المجتمعات .دعونا الان نفكر كيف نقنع هذا الامي و الطائفي أن لديه حكومة فاسدة خائنة لشعبها عميلة لغيرها وعليه فبقائها بالسلطة هو ضد مصلحة الجميع وذلك لا يتم بكتابة مقالات تتحدث باسلوب ثقافي عالي لا يفهمه الامي بل يجب ان ينزل المثقف ليخاطب ضعيفي الادراك بمستوى ما يفهمون .
4871 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع