بقلم / أحمد فخري
قصة قصيرة -اكبر سرقة بنك في التاريخ /الجزء الاول
قصتنا هذا اليوم تبدأ من مدينة برشلونا في اسبانيا.
نزل انخيل من الحافلة التي اقلته الى عمله تمام الساعة التاسعة الا ربعاً. اخرج حزمة المفاتيح من جيبه وكأنه سجان بسجن الصخرة ليُدخِل واحداً منها بالباب الخارجي للبنك وصار يفتح الباب المحصن بالفولاذ السميك ثم مر من خلاله وراح يضغط باصبعه على لوحة الازرار ويُدخِل الرقم السري كي يمنع جرس الانذار المهيأ كي يرن خلال 20 ثانية. فتح الباب الزجاجي الثاني بالمفتاح ونظر الى الباحة الرئيسية للبنك فقال بسريرته، "صباح الخير يا اجمل بنك بجميع ارجاء اسبانيا، اليوم هو يوم جديد وعمل موفق لي وللجميع دون مشاكل ومنغصات". دخل مكتبه فسمع باقي الموظفين يَدخلون تباعاً فابتسم وقال، "الكل وصل ولم يتغيب احد دعنا نستفتح اليوم بالصلاة والتذرع لله بان يحفظنا وينجينا من فيروس كورونا اللعين".
بدأ الموظفون يَصِلون البنك فتوجه كلٌ الى موقعه وراحوا يهيئون انفسهم لبدئ بيوم جديد. ولما اشارت الساعة الى التاسعة تماماً، اومأ انخيل برأسه للحاجب الواقف على الباب كي يستدعي الزبائن فدخل سيل كبير منهم وتوزعوا الى جميع ارجاء البنك. احدهم ذهب الى كشك التحويل الخارجي وآخر الى كشك الاستلام من الصندوق كي يستلم مرتبه التقاعدي وسيدة ذهبت الى الاستعلامات كي تقدم شكوى ضد احدى الموظفات الواتي قمن باهانتها بالامس، وآخر اراد الحصول على احدى صكوك المسافرين. كان انخيل يتنقل من قسم لآخر ومن زاوية لاخرى يحل المشاكل وبذلك استحق بجدارة لقب "حلّال المشاكل". راح يمارس عمله الذي اعتاد عليه خلال الـ 20 سنة الماضية حين تدرج من متدرب صغير مؤقت الى موظف ثابت الى مشرف الى رئيس مشرفين الى مفتش، حتى وصل الى درجة نائب المدير. واصل العمل بـ (بنك سانتاندير) الذي يُعتبر من اقدم البنوك في اسبانيا حيث أسس عام 1857. ولما اشارت ساعة البنك الى الثانية عشر تماماً سار صاحبنا باتجاه الباب الرئيسي كي يخرج من البنك بغية تناول وجبة غدائه باحدى المطاعم التي تعج بها المنطقة الا انه حين وصل الباب الخارجي للبنك سمع صوتاً يناديه من الخلف، "انخيل، توقف يا انخيل". نظر خلفه ليرى السيد بابلو سانجيز مدير البنك واقفاً بوسط الباحة الرئيسية ينظر اليه فسأله،
انخيل : هل ناديتني يا بابلو؟
بابلو : اجل، الحق بي الى مكتبي لو سمحت.
انخيل : لكنني كنت ذاهباً لاتناول وجبة...
قاطعه المدير وقال،
بابلو : ستتناول وجبتك فيما بعد، هناك امر هام اود التباحث به معك، ارجوك عجل بالسير.
استدار انخيل وسار خلف مديره فصعدا الى الطابق الاول ليدخل المدير المكتب فيتبعه انخيل ويسمعه يقول،
بابلو : اقفل الباب ورائك لو سمحت.
اقفل الباب وسار الى وسط المكتب حتى وقف امام منضدة المدير فبدأ الحديث،
بابلو : اجلس لو سمحت.
جلس انخيل على الكرسي امام المدير وبحلق بوجهه باستغراب كبير ليسمعه يبدأ بالموضوع،
بابلو : عزيزي انخيل، انت تعرف انني اعزك كثيراً وافتخر بك لانك اقدم موظف عندي فانت تعمل هنا منذ 15 سنة...
قاطعه انخيل وقال،
انخيل : 20 سنة.
بابلو : اجل 20 سنة ولكن لدينا مشكلة كبيرة الآن...
قاطعه ثانية وسأله،
انخيل : هل تريد ان تطردني من عملي؟
بابلو : لا، لا ابداً. ليس كذلك. دعني اشرح لك الامر واريدك ان تعلق فيما بعد. القصة وما فيها ان الادارة المركزية في مدريد قامت بارسال تعميم الى جميع الفروع في بنكنا (بنك سنتندير) كي يقوموا بالتحديث الرقمي. وكما تعلم التحديث الرقمي يعني ان جميع معاملاتنا ستصبح آلية وتتحول الى الحواسيب بدلاً من المعاملات والاجرائات الورقية. لقد بدأنا فعلاً بالتحديث الرقمي منذ اكثر من 10 سنوات لكنهم الآن اكدوا ان من لا يستطيع التعامل مع الحواسيب بشكل جيد فانه سوف يعفى من منصبه وسوف يستلم تقاعداً من الدرجة الرفيعة. انا نصحتك مراراً وتكراراً ان تبدأ بالتعامل مع الحاسوب والا فستكون العواقب وخيمة. الا تتذكر كم مرة قلت لك يا انخيل، عليك ان تتعلم استعمال الكومبيوتر. لكنك كنت تقول دائماً انك لا تحتاج لتلك الآلات اللعينة كي تؤدي عملك على افضل وجه وان لديك مساعدين يقومون بهذه المهمة. الا انني كنت اميل لان اتركك على هواك كونك تؤدي عملك على افضل وجه.
انخيل : وما الذي تغير الآن يا بابلو؟
بابلو : الذي تغير هو ان الادارة العامة قامت بتحويل جميع تعاملاتها الى الانظمة الرقمية. وعليه فانها ستبعث بمفتشين لجميع فروع البنك خلال الاشهر الثلاثة القادمة كي تقوم بفحص فعلي لموظفي الفروع والتأكد من أولئك الذين ما زالوا أمّيين بالحاسوب. وهذا يعني انت يا انخيل. انت امي بالحاسوب.
انخيل : بعبارة اخرى، انت تطردني من عملي لانك تعلم جيداً انني لا استطيع التعامل مع تلك الآلات اللعينة.
بابلو : ابداً، ابداً يا انخيل. انا فقط اردت ان احذرك قبل ان تأتي اللجان وتختبرك ثم يطردوك بشكل مخجل ومهين امام كل مرؤوسيك الذين قمت انت بتدريبهم جميعاً عندما باشروا وظائفهم هنا.
انخيل : انت تحذرني كي استقيل قبل ان تطردني (محاكم التفتيش) اليس كذلك؟
بابلو : كلا، قطعاً، عزيزي. لا تفهمني خطأ، انا لم اقصد ذلك ابداً. انا اقصد ان لديك ثلاثة اشهر كي تدخل دورة مكثفة تتعلم فيها اساسيات الكومبيوتر لكي تتمكن من اجتياز اختبارهم.
انخيل : هذا هراء وانت تعلم ذلك. كيف يمكنني تعلم علم الكومبيوتر خلال 3 اشهر؟
بابلو : انت محق، فعلم الكومبيوتر بحر ولا يمكن تعلمه خلال 3 اشهر ولكن، تعاملاتنا بالبنك محدودة، اي اننا نقوم باستخدامات بسيطة تمكننا من اداء عملنا على الحاسوب، لكن العمل الحاسوبي الاعظم والمضني حقاً يجري في قسم البرمجية والسيطرة بالفرع المركزي بمدريد وليس هنا يا انخيل.
انخيل : واين ساجد المعهد الذي سيقوم بتلقيني دورة مكثفة متخصصة باعمالنا؟
بابلو : اسمع مني جيداً، هناك مئات الدورات الخاصة التي يعلن عنها الشباب على الانترنيت تمكنك من تعلم المبادئ بفترة وجيزة. تحرك يا اخي، لا يمكن ان تبقى أمّياً بهذا اشكل والا فانهم سيحيلوك على التقاعد المبكر. انت لم تبلغ الـ 50 بعد.
انخيل : عمري الآن 51 يا بابلو.
بابلو : حسناً 51 ولكن مازال لديك ما يقرب من 20 سنة اخرى خدمة تستطيع ان تعمل بها. انت تعشق عملك بالبنك. وجميع الموظفين هنا يحبوك ويحترموك فلا تخيب آمالهم. كلما عليك الآن فعله هو ان تشتري (ايلپاييس) وتبحث بقسم الاعلانات المبوبة عن دورات كومبيوتر للمبتدئين وستحل المشكلة صدقني.
انخيل : حسناً ساشتري الجريدة اليوم.
بابلو : هيا أخرج من البنك الآن واشتري الجريدة في طريقك للمطعم ولا تفقد الامل.
انخيل : سافعل ذلك.
خرج انخيل من مكتب مديره وهو في غاية الحزن والغضب والتوتر. "كيف تستطيع الادارة اقصائي فقط لاني لا اتعامل مع تلك المكائن الشيطانية؟ كيف يعاملوني وكأنني احد الموظفين الجدد فيفرضون عليّ شروطاً تعجيزية؟ اوف يا الهي ماذا سافعل فانا اكره العمل الآلي وافضل العمل اليدوي. دعني اخرج الآن فانا اشعر بجوع قاتل وساقوم بشراء جريدة ايلپاييس وارى إن كان هناك احد المتشردين الحشاشة من المراهقين كي يعطيني دورة عليها. خرج من مبنى البنك وسار على الرصيف بالشارع الموازي لشارع البنك حتى رأى كشكاً لبيع الجرائد. اشترى منه ايلپاييس وحملها معه الى المطعم. جلس على احدى الطاولات بالقرب من الشباك المطل على الشارع فجائته النادلة وسألته،
النادلة : المعتاد يا انخيل؟
انخيل : اجل، اجلبي لي اولاً (ݘوپيتوز) مقرمش قبل الوجبة الرئيسية فقد اشتقت اليه.
النادلة : حسناً، وكأساً من النبيذ الاحمر؟
انخيل : كلا، اريد ابيض.
النادلة : حسناً سيدي.
ذهبت النادلة ففتح الجريدة وراح يقلب الاوراق بحثاً عن صفحة الاعلانات المبوبة. وعندما عثر عليها طوى باقي الصفحات خلفها ثم وضعها على الطاولة وراح ينظر اليها عن كثب وبدقة متناهية. قرأ الاعلانات جميعاً، الواحد تلو الآخر فلم يجد اي اعلان عن دروس للحاسوب كما ادعى مديره. ماذا سيفعل يا ترى؟ اوف، لحظة، لحظة، هناك اعلان عن دورة يعدها معهد اسمه (معهد المستقبل) والذي يعطي دورة للمبتدئين سجل رقم هاتفه. اكمل بحثه فرأى اعلان آخر في معهد آخر فقام بتسجيل الرقم. فجأة جائته النادلة حاملة صحناً فيه سمك الݘوپيتوز المقلي فوضعته على الطاولة مع كأس النبيذ فتركته يتذوق السمك ويستمتع بطعمه المالح المقرمش. رجع الى التبحر في الاعلانات فحصل على خمسة ارقام اخرى لمعاهد بوسط مدينته برشلونا. هنا حدث نفسه، "هذا يكفي، دعني ارى ماذا سيطرحون من دورات ومتى سابدأها ومتى ساتمكن من تلقي الدروس خارج اوقات العمل". بعد ان اكمل وجبته، خرج من المطعم حاملاً الجريدة بيده ورجع الى البنك. دخل مكتبه ورفع الهاتف ليطلب الرقم الاول فتحدث مع سيدة وسألها،
انخيل : انا اريد الاستفسار عن دورات المبتدئين في معهدكم واريد ان اعرف متى تبدأ.
السيدة : الدورات عندنا تبدأ الاسبوع المقبل.
انخيل : عظيم جداً. وهل ستعلموني مبادئ التعامل المصرفي على الحاسوب؟
السيدة : كلا، الدورة الاولى للمبتدئين ستعلمك اسلوب مسك الفارة والتعريف بمكانات المفاتيح على لوحة المفاتيح. ونبذة بسيطة عن نظام التشغيل وندوز 10.
انخيل : وماذا عن مبادئ التعامل المصرفي؟
السيدة : سوف لن تجد اي معهد يدرسك التعامل المصرفي. لان المعلومات التي تتلقاها بتلك الدورات هي معلومات تخصصية جداً ولا يعطيها سوى البنك نفسه.
انخيل : إذاً ليس هناك مجال لتعليمي؟
السيدة : كلا، انا آسفة سيدي.
اغلق الخط معها واتصل بالمعهد الثاني والثالث والرابع حتى اتصل بجميع المعاهد السبعة التي سجل ارقامها. كل المعاهد اجمعت على ان التعليم لديهم سوف لن ينفعه. فجأة دخل عليه مديره وسأله،
بابلو : هل وجدت شيئاً يا انخيل؟
انخيل : لقد وجدت سبعة معاهد في الجريدة وتحدثت معهم جميعاً دون جدوى. لكنني ساقوم بالمزيد من البحث غداً.
بابلو : حسناً ولكن يجب ان تأخذ الامر بجدية اكبر لان وظيفتك على المحك يا صديقي.
انخيل : اعرف ذلك جيداً يا بابلو.
خرج المدير من مكتبه فوقف وقرر ان يقوم بدورته التفقدية. ذهب الى احدى الموظفات الشابات فرأها تضرب على لوحة المفاتيح بسرعة هائلة فتخرج لها قوائم على الشاشة. ذهل من ادائها لكنه ابتسم عندما نظرت بعينه فقال لها، "عملاً موفقاً". ذهب للموظفة التالية فوجدها تضغط على احدى المفاتيح لتبدأ آلة الطباعة باخراج جداول كبيرة على عدة صفحات. تركها وذهب الى الموظف الذي عينه قبل بضع شهور فرآه يتعامل مع الحاسوب وكأنه يشرب فنجان قهوة. علم وقتها مدى تخلفه وقال، "يبدو ان بابلو كان على حق، انا حقاً امي بهذا المجال".
بآخر اليوم انهى عمله وصار يقوم بجولة تفقدية حول البنك ليتأكد من ان كل شيء يسير على ما يرام. كان انخيل آخر من خرج من البنك وقام بتفعيل جرس الانذار واقفل الباب الزجاجي ثم الباب الخارجي. كان انخيل في غاية الحزن والتوتر والقلق لانه سيفقد وظيفته لا محال، فهو لن يستطيع ان يجتاز الفحوصات التي سيحرجونه بها اولئك السفلة بالاخص لو كانت امام الموظفين الجدد. ربما من الافضل ان يستقيل قبل ان يتعرض للاحراج المميت الذي سيقتله من الخجل. ركب الحافلة وعاد الى شقته بميدان گراسيا. دخل الشقة فسمعته حبيبته مارتينا لتركض اليه وتقبله قالت،
مارتينا : اشتقت اليك كثيراً يا حبيبي. هل انت جائع؟
انخيل : اجل، سنتعشى سوياً. هل قمت بطهو شيء؟
مارتينا : اجل طبخت المكرونا على طريقتنا في اوڨييدو بالشمال. انها حارة المذاق بعض الشيء. تخلص من ثيابك وتعال كي نتناول الطعام.
انخيل : هذا جيد. ساعود بعد قليل.
ذهب الى غرفة النوم وغير ملابسه ثم غسل وجهه ورجع الى صالة الطعام فوجد مارتينا قد اعدت السفرة ووضعت عليها كاساً يحتوي على نبيذاً احمراً بجانب صحنه. جلس على الكرسي فجلست امامه وسألته،
مارتينا : كيف كان يومك؟
انخيل : لا تسأليني يا مار، فاليوم هو اسوأ يوم بحياتي.
تركت كرسيها وجائت اليه، احتضنته وراحت تمسد على رأسه وتقبله قالت،
مارتينا : لا عليك يا روحي. حبيبتك مار هنا ستعتني بك وستزيل عنك كل الهموم والاحزان. سنمارس الحب فيما بعد كي اجعلك تنسى كل شيء.
انخيل : لا اعلم ماذا فعلت بحياتي كي استحق ملاكاً مثلك. انت جميلة جداً وطيبة جداً وتتصرفين بحكمة بالرغم من انك لم تبلغي الثلاثين من العمر بعد. انا جداً سعيد لانك معي.
مارتينا : بل انا التي لديها كل الحظ كي يكون لها شريك حياة مثلك. اريدك ان تأكل جيداً وتنسى همومك.
رجعت الى مقعدها ورفعت كأسها لتشرب نخب حبيبها الذي تحبه من كل قلبها ثم باشرت الطعام. بعد ان اكملوا وجبتهم وجلسوا ليتناولوا القهوة ويتحدثوا بامور مختلفة. دنت منه وجلست بحجره فصار يمسد على شعرها الاسود الجميل. دنى من شفتيها وقبلها قبلة ساخنة كانت كفيلة بان تجعلها تقف وتسحبه ورائها كي يتوجهوا الى السرير. مارسوا الحب وكأنهم يمارسوه للمرة الاولى. صار انخيل يعبر عن حبه بحركاته بكل حنان ورقة. هي الاخرى كانت تريد اسعاده بان تمنحه الاشباع والرضى الجنسي مما سيهدئ باله وينسيه كل مشاكله. بعد ان اكملوا مهمتهم الممتعة استرخى انخيل على ظهره بينما نامت حبيبته مارتينا على صدره تمسد على الزغب الذي بصدره وتقبله من كل مكان بجسده. هنا سألته،
مارتينا : هل تريد ان تحكيلي ما الذي يزعجك؟
انخيل : الكومبيوتر.
مارتينا : ماذا؟ هل قلت كومبيوتر؟ ماذا به؟ هل هناك مشكلة؟
انخيل : اجل، لقد اخبرني مديري ان ادارة البنك في مدريد قاموا بتعميم النظام الرقمي بجميع التعاملات على جميع الفروع.
مارتينا : هذا شيء عظيم، لماذا يزعجك ذلك يا انخيل؟
انخيل : انت تعرفين انني لا افهم بتلك الاجهزة اللعينة. لذلك اقترح عليّ ان اجد معهداً يقوم باعطائي دورة مكثفة لمدة ثلاثة اشهر قبل ان تصل لجان التفتيش التي سيبعثها البنك كي يختبروا جميع العاملين. لذلك قمت بشراء ايلپاييس ورحت اتصل بكل المعاهد التي تعطي الدورات المكثفة لكنني لم اتمكن من العثور على دورة تلائمني.
مارتينا : ليس هناك مشكلة.
انخيل : كيف تقولين ليس هناك مشكلة؟ بل هي مشكلة كبيرة وعويصة. مستقبلي ومسيرتي المهنية متوقفة على هذه الدورات وانا لم اعثر على دورة واحدة منها بعد.
مارتينا : حبيبي انخيل، انت تعلم انني اعمل كمحللة نظم بشركة برمجة ولدي خبرة كبيرة في هذا المجال. ساقوم بتعليمك بنفسي صدقني. انا صديقتك وحبيبتك كما لو كنت زوجتك، احبك واريدك ان تكون سعيداً ناجحاً بعملك. لماذا ترفض ان اعطيك الدورة بنفسي؟ هل هذا سيجرح كرامتك وغرورك الذكوري لو علمتك انا بدلاً من المعهد؟
انخيل : انت تعملين بوظيفتك وتجلسين امام الحاسوب ساعات طوال وتأتين للبيت كي تسترخي لا كي تقومي بتعليم رجل عجوز مثلي.
مارتينا : ارجوك لا تقول هذه الكلمة مرة ثانية لانني ساستاء منك وساقاطعك. انت لست عجوزاً. بنظري انت افضل واجمل شاب بكل اسبانيا.
انخيل : احقاً ما تقولين؟ اتحبيني بكل هذا القدر يا مار؟
مارتينا : واكثر يا عمري. انا اريدك ان تسمو الى اعلى الدرجات.
انخيل : لا اعلم ماذا عملت بحياتي كي يكافئني الرب بملاك رائع مثلك.
مارتينا : هذا الملاك يتوق لمضاجعة رومانسية اخرى، هل لديك المزاج؟
انخيل : انا دائماً جاهز لمثل هذه الطلبات المثيرة. هيا تقربي مني وقبليني.
باليوم التالي خرج انخيل الى عمله وهو في غاية السعادة، ركب الحافلة ليتوجه الى عمله. وفي الطريق مرت الحافلة من احدى المحلات الشهيرة باسبانيا تدعى (الكورتي انكليز). كان معروض بفترينتها جهاز حاسوب محمول. قرر ان يزور المحل في فترة الغداء ويشتريه كي يبدأ دورته لدى حبيبته مار. بعدها وصل الى عمله ربع ساعة قبل بدئ العمل ففتح الابواب وباشر بتسلم مهامه. في تمام الساعة الثانية عشر خرج من البنك وسار على قدميه حتى بلغ المحل الذي رأى فيه الجهاز. دخل داخل المحل واستفسر عن ثمنه فاخبرته العاملة ان ثمنه 1100 يورو. اخرج هاتفه النقال واتصل بحبيبته كي يتأكد من ان الجهاز سيكون ملائماً لتلقي الدروس عليه. رفعت هاتفها وقالت،
مارتينا : حبيبي، كيف حالك؟
انخيل : انا بخير، اسمعي يا مار، لقد وجدت حاسوباً ثمنه مناسب لكني غير متأكد من انه سينفعني بدروسي. هل بامكانك ان تنصحيني؟
مارتينا : ارجوك اعطني مواصفاته.
انخيل : ان لون فضي ولديه شاشة عند فتحه ووزنه خفيف للغاية.
مارتينا : لا اقصد ذلك. اتعرف ما هو نوع المعالج وهل المعالج ثنائي او رباعي وكم من رام فيه وما نوع القرص الصلب، مثل هذه المواصفات يا انخيل.
انخيل : لا اعرف عما تتحدثين. بالنسبة لي هذه تبدو وكأنها كلمات صينية.
مارتينا : حسناً، اقرأ اسم الجهاز بالكامل لو سمحت.
انخيل : مكتوب الى جانبه Lenovo Yoga 7 14ITL5 2-i-1 i5/8/512. هل هذا جيد؟
مارتينا : هذا يعني ان معالجه رباعي وبه ذاكرة 8 گيگا وبه قرص صلب سريع من نوع SSD بحجم نصف تيرا وشاشته 14 بوصة. عظيم انه جيد جداً. بامكانك شرائه.
انخيل : حسناً حبيبتي ساشتريه الآن وسالقاك اليوم بالمساء.
مارتينا : اسمع، انا لا اعطي استشارتي مجاناً.
انخيل : اعرف ماذا تريدين. سالبي جميع طلباتك اليوم. وداعاً.
اغلق الخط معها ونظر الى البياعة ليقول، "ساخذه". دخلت الى الداخل ورجعت بعد قليل حاملة صندوقاً لتطلب منه الذهاب معها الى امينة الصندوق ويعطيها بطاقة ائتمانه فتأكدت منها وحررت له وصلاً. اخبرته ان عليه الاحتفاض بالوصل لانه سيكون بمثابة الضمان للجهاز. حمل الصندوق ورجع به الى الشقة، وضع الحاسوب بالشقة ثم خرج ثانية ليرجع الى عمله. وعند نهاية العمل كان متحمساً جداً كي يرجع الى شقته ويبدأ دروسه مع مارتينا. فتح باب الشقة فرأى مارتينا قد سبقته بفتح الصندوق واخراج الجهاز الجديد وبدأت الكبس على مفاتيحه. قال،
انخيل : مساء الخير مار.
مارتينا : مساء الخير حبيبي، لقد اخترت جهازاً ممتازاً. انه سريع كالبرق وسوف نبدأ الدروس عليه اليوم بعد ان نتناول العشاء.
انخيل : انا متحمس جداً لذلك.
اكملوا طعامهما على عجالة ثم اخذوا الصحون الى المطبخ كي تخلى طاولة الطعام فجلست على الكرسي وجلس انخيل الى جانبها فقالت،
مارتينا : سوف نبدأ من الصفر. هل هذا يضايقك؟
انخيل : ابداً، ابداً. اعتبريني امي تماماً ولا اعرف الفرق بين مفاتيح الكومبيوتر ومفاتيح شقتنا.
مارتينا : حسناً دعني ابدأ بتوضيح الاساسيات: النظام الذي يعمل عليه هذا الجهاز يسمى نظام التشغيل ونظام التشغيل هنا يسمى وندوز 11 ذو النسخة الجديدة...
صارت تشرح له اوليات الحاسوب لتقوم بامثال عملية على كل شيء تقوم به. كان انخيل يمسك بورقة وقلم ويسجل كل معلومة يتلقاها من مارتينا. والسعادة كانت بادية على وجهه وكأنه طفل صغير اعطي قطعة حلوى. كان يقاطعها بين الحين والآخر فيسألها عن بعض التفاصيل فتقوم بشرحها بشكل مبسط جداً حرصاً منها على ان لا تجعله ينفر لصعوبة الامر. استمر الدرس لساعة كاملة حتى قال،
انخيل : حبيبتي اشعر بصداع كبير الآن، اعتقد ان ذلك يكفي اليوم. بامكاننا مواصلة الدروس غداً.
مارتينا : وهل تريد ان تضاجعني؟
انخيل : طبعاً.
مارتينا : لكنك قلت ان لديك صداع يا محتال. حسناً هيا اتبعني الى غرفة النوم.
كان ذلك اليوم هو اليوم الاول لتلقي دروس الحاسوب وقد شعر انخيل انه اتخذ الخطوة الاولى نحو حل مشكلته مع الحواسيب. في اليوم التالي اخبر مديره بابلو بخصوص الدورة التي نظمتها له حبيبته مار ففرح كثيراً واخبره انه سيكون جاهزاً للاختبار إذا ما استمر بتلقي الدروس منها.
بعد مرور شهرين من الدروس المضنية التي تلقاها انخيل من مارتينا صار يتمكن من ان يقوم بجميع المهام التي كانت تعطيها له مدرسته وحبيبته. وقبل ان تنتهي من آخر درس قالت،
مارتينا : اعتقد انك صرت خبيراً باستعمال الحاسوب ولا اعتقد انك ستواجه اي مشاكل في عملك الرقمي من الآن فصاعداً. هل لديك سؤال؟
انخيل : اجل لدي سؤال واحد فقط. هل بامكاني الدخول على حاسوب البنك واداء عملي من الدار؟
مارتينا : بالتأكيد، كل البنوك تسمح بذلك لانهم يفتحون المجال لمدرائهم كي يتمكنوا من العمل حتى لو كانوا مرضى ببيوتهم او عندما يزداد انتشار مرض الكورونا. ولكن يلزمك كلمة السر التنفيذية.
انخيل : اعتقد انني املك هذه الكلمة لانها جائتني قبل زمن بعيد ولم استعملها ابداً لانني لم اكن افهمها آن ذاك، إذ لم اعير لها اي اهتمام فقمت باخفاء الظرف باحدى جرارات مكتبي.
مارتينا : وقتما تجدها، بامكانك ان تستعملها كي تدخل على النظام المركزي للبنك وتتمكن من خلاله عمل كل شيء كما لو كنت جالساً على مكتبك.
انخيل : ساحاول البحث عنها غداً.
في اليوم التالي دخل مكتبه بالصباح الباكر وراح يفتش عن تلك الرسالة التي جائته من الفرع الرئيسي بمدريد. بقي يبحث عنها كثيرا فلم يجدها. بعد انتهاء الدوام الرسمي رجع الى بيته فوجد مارتينا مستلقية على اريكة. حياها وقبلها وقال لها،
انخيل : لقد بحثت كثيراً عن الرسالة التي تحتوي على الرقم السري فلم اجدها. لذلك اتصلت هاتفياً بقسم البرمجية والسيطرة بالفرع المركزي بمدريد وطلبت منهم ان يرسلوها لي ثانية.
مارتينا : يرسلوا لك ماذا؟
انخيل : كلمة السر، الم تقولي انني ساحتاجها كي استطيع الدخول على نظام البنك؟
مارتينا : اجل، اجل، وهل قالوا انهم سيرسلوها؟
انخيل : ستصلني غداً بالبريد.
مارتينا : حسناً، عندما تكون لديك كلمة السر ساتمكن من تعليمك كيفية الدخول على النظام من شقتنا هنا وتقوم بجميع مهامك دون الحاجة لتواجدك الفعلي بالبنك.
باليوم التالي دخل البنك كعادته فناداه مديره الى مكتبه. دخل المكتب وطلب منه الجلوس فسأله،
بابلو :هل تمكنت من التعامل مع الحاسوب الآن؟
انخيل : اجل كل شيء تحت السيطرة.
بابلو : ممتاز إذاً انت جاهز للاختبار.
انخيل : دعني ارجع الآن الى مكتبي فلدي اليوم اعمالٌ مضاعفة.
دخل انخيل مكتبه وراح يقلب بالرسائل الواردة حتى وجد احداها مبعوثة له من مدريد فعلم انهم ارسلوا له ما طلب منهم. فتحها فوجد فيها كلمة سر طويلة تحتوي اولها على ثلاث حروف كبيرة من لقبه ثم بعض الارقام ثم حروف اخرى صغيرة. وضع الرسالة بجيب معطفه كي يريها لمارتينا عندما يعود للبيت بالمساء. ولما عاد الى بيته وجد مارتينا قد سبقته للشقة وقد خلدت الى النوم فجائها بكل حنان وقبلها ففتحت عينيها وقالت بكسل،
مارتينا : انخيل حبيبي، ارجعت؟
انخيل : اجل رجعت، لماذا انت نائمة؟ هل تشكين من شيء؟
مارتينا : لقد زارتني الضيفة البغيضة التي تأتيني كل شهر. لذلك شعرت بالوهن فاخذت قيلولة قصيرة حتى تأتي انت فنتعشى سوياً. ساقوم باحضار الطعام.
انخيل : بل ابقي نائمة حبيبتي، ساحضر الطعام بنفسي ثم استدعيك كي نأكل معاً.
مارتينا : هل انتَ ملاك ام انسان؟
انخيل : انا انسان بهيئة ملاك.
ابتسمت مارتيني وقبلته فغير ملابسه ودخل الحمام كي يغتسل ثم دخل المطبخ ليعد الطعام. بعد مرور نصف ساعة جائها وقال،
انخيل : الطعام جاهز يا عمري. هل احضره لك الى السرير؟
مارتينا : كلا حبيبي هذا ليس ضرورياً، انا آتية الآن.
غادرت السرير وذهبت معه الى غرفة الطعام وصارت تتناول ما طهاه لها انخيل قالت،
مارتينا : اتعرف حبيبي، انت افضل من يعد الطعام بالعالم. من الآن فصاعداً ستتولى طبخ الطعام هنا.
انخيل : لا، لا، لا، انت لن تتمكني من الضحك عليّ. انا اعددت الطعام اليوم فقط لانك تشعرين بالوهن. ستعودين الى طبيعتك بعد ان تنتهي العادة الشهرية.
مارتينا : حسناً، كنت امازحك وحسب. ساطبخ لك كل ما تشتهي. وماذا عن يومك بالعمل؟
انخيل : لقد فصلت احد الموظفين الذين اكتشفت على ارتكابه خطأ فادحاً.
مارتينا : مسكين، الم يكن بالامكان الاكتفاء بتحذير او لفت نظر؟
انخيل : لا ليس بالبنك. فالاخطاء تسبب خسائر جسيمة. آآآآآ تذكرت الآن، لقد استلمت اليوم كلمة السر.
مارتينا : بامكاننا التدرب عليها ولكن ليس اليوم فانا لست باحسن حال.
انخيل : اجل، اجل افهم ذلك. سنقوم بها وقتما تتحسن حالتك.
بعد مرور يومين بدأت مارتينا تلقين حبيبها المزيد من طرق متقدمة في التعامل مع الكومبيوتر. كان انخيل يستوعب التعليمات بشكل جيد فتمكنت من ان تتقدم في تدريسه لكي تدخله الى نظام البنك عن طريق الانترنيت وباستخدام كلمة السر الذي لديه صار بامكانه ان يجري جميع الاعمال المصرفية كما لو كان موجوداً بداخل البنك. كان يخبرها ان بعض الاجرائات كان يعطيها لموظفاته بدلاً من ان يقوم بها بنفسه لجهله التام بالامر لكنه تبين انها بسيطة جداً وانه يقدر على حلها الآن.
ولما جاء موعد وصول لجنة الفحص من مدريد كان أنخيل متحمساً جداً كي يستعرض عضلاته للجنة ويريهم قابلياته التي اكتسبها من مارتينا. في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحاً وقف انخيل مع مديره بابلو خارج البنك ينتظران مجيء اللجنة. وما هي الا دقائق ووصلت سيارة سوداء طويلة من نوع مايكروباص لتقف امام البنك ونزل منها اربعة رجال يرتدون بدلات سوداء يحملون حقائب دبلماسية وحواسيب محمولة. حياهم انخيل بحرارة وصافحهم الواحد تلو الآخر ثم القوا التحية على المدير فطلب منهم الدخول معه الى مكتبه. جلس الرجال على الكراسي الوثيرة فسألهم المدير إن كانوا يرغبون بالقهوة فوافقوا جميعاً على شرب القهوة. بدأ رئيسهم يقول،
الرئيس : انا اسمي فيكتور كاريسيا. انا رئيس هذه اللجنة جئنا لنختبر قابليات منتسبي البنك وسنبدأ بالادارة. ستبدأ الاختبارات الساعة 10:30 وسيدوم كل اختبار 30 دقيقة. لذلك نود منك سيد بابلو سانجيز ان تخصص لنا اربعة غرف هادئة لكل واحد منا كي نقوم باختباراتنا. سأبدأ بك انت سيد سانجيز بينما يأخذ زميلي باكو نائبك السيد انخيل هيرنانديز. هل هذا ملائم لكما؟
انخيل : اجل بالتأكيد سيدي. اكملوا قهوتكم واسترخوا قليلاً. الغرف قد اعددناها مسبقاً وهي هنا بالطابق الاول. فالجميع ينتظر حضوركم ومستعدين للاختبارات سيد كاريسيا.
اكمل اعضاء هية الاختبار قهوتهم وتوجهوا كلٌ الى قاعة اختباره وصاروا يهيئون المكان كي تبدأ الاختبارات كما قالوا تمام الساعة 10:30. ولما حل الموعد دخل المدير القاعة الاولى بينما دخل انخيل القاعة الثانية. وبدأ الفحص. بعد مرور نصف ساعة خرج المدير من القاعة والتقى مع انخيل وجهاً لوجه فسأله،
بابلو : كيف سارت الامور؟
انخيل : ليس كما كنت اتوقع. لقد سألوني الكثير من الاسئلة النظرية عن الحاسوب لكنني لم اكن اتوقعها لذلك فشلت بالاجابة عنها. لكنني ابليت بلائاً حسناً بالمواضيع العملية مثل الحوالات المصرفية والصكوك وفتح الاعتمادات وفتح صناديق الامانات وما شابه. ارجو ان تكون اجاباتي قد اعجبتهم. وانت، ماذا فعلت؟
بابلو : كانت جميع اسئلتهم من صميم عملنا لذلك لم اجد صعوبة بالاجابة عليها. دعنا نتأمل الخير ونكون متفائلين فقد عملنا كل ما نستطيع فعله.
بعد مرور 5 ساعت اكملت اللجنة جميع اختباراتها للمنتسبن وجمعوهم بعدها لاعلان النتائج. وقف فيكتور كاريسيا رئيس لجنة الاختبار وقال، "بعد ان اختبرت انا وباقي اعضاء اللجنة جميع المنتسبين بهذا الفرع من بنك سنتندير فرع برشلونا. كانت النتيجة كالتالي: نجح جميع منتسبي هذا البنك..."
عمت الفرحة على الجميع وصاروا يصرخون ويهللون لكن رئيس اللجنة اردف قائلاً،
"نجح جميع منتسبي هذا البنك ما عدى ثلاثة اشخاص وهم،
1 نائب المدير السيد انخيل هيرنانديز،
2 موظفة الاستقبال، ماريكارمن سوبيتا،
3 موظفة البريد كرستينا فيريا.
وبذلك سوف نقوم برفع تقاريرنا ونتائج الاختبارات للادارة العامة بناءاً على ذلك. دعنا نقدم رثائنا للفاشلين"
كانت تلك الكلمات قد نزلت على انخيل وكأنها حكم بالاعدام. فقد كان يعلم ان ادائه لم يكن بالمستوى المطلوب لكن جميع الاسئلة المتعلقة بالعمليات المصرفية قام بالرد عليها حتى ان اختباره دام 35 قيقة بدلاً من ال 30 دقيقة التي قالوا عنها. وقف والحزن بادي عليه وقال لمديره،
انخيل : سيطردوني يا بابلو. ليس هناك مجال من ذلك.
بابلو : اجل قالوا ان اجتياز هذا الاختبار هو شرطهم الاساسي للابقاء على وظائف المنتسبين بكل المستويات. انا آسف يا...
فجأة وقبل ان يكمل جملته سمعوا جرس الانذار بالبنك. ركض بابلو الى احدى الموظفات وسأل،
بابلو : ما الامر يا كميليا؟
كميليا : لقد سرق البنك سيدي.
صرخ بصوت عالِ وقال "اغلقوا جميع الابواب".
ترى كيف جرت عملية السطو؟ هل كان السطو مسلحاً؟ كم كانت المبالغ المسروقة؟ والاهم من كل ذلك ما هي العصابة التي قامت بالسطو؟ موعدنا بالجزء الثاني كي نعرف الاجابة على كل هذه الاسئلة.
4634 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع