بيلسان قيصر
صدقت فائزة رفسنجاني وكذبت زينب سليماني
سنأخذ نموذجين عن آراء سيدتين ايرانيتين، حول التطورات الأخيرة في المشهد الأيراني وانعكاساتها على العراق خصوصا والمنطقة عموما. من المؤسف ان الخبرين مرا مرور السحاب دون الإهتمام بهما من قبل وسائل الإعلام العربي على الرغم من أهميتهما.
الخبر الأول يثير الغربة لأنه يحمل جملة من التناقضات والأكاذيب، ويمكن كشفها بسهولة، والثاني يحمل الصدق والعقلانية والمنطق العلمي المبني على الحقائق والشواهد، ويمكن التحقق منه بسهولة في حال الإبتعاد عن التخندق الطائفي.
الأولى هي السيدة زينب بنت الجنرال الايراني قاسم سليماني، فقد ظهرت على الشاشة لتقول (الموت لأمريكا) وكررتها ثلاث مرات. الامر طبيعي لحد الآن، ولكن ان تحمل موبايل (آيفون 13) الامركي الصنع بثلاث كاميرات، وتتحدث عبر التقنيات الهندسية الامريكية، ومن خلال الأنترنيت الامريكي، فهذا يثير العجب. والأعجب منه ان جثة الوالد الجنرال سيماني حملت على سيارة امريكية خلال التشييع في ايران... فعلا الموت لأمريكا!
الأعجب منه ان العراقيين من ايتام سليماني يقيمون التماثيل وينشرون صور المقبور سليماني في الساحات والشوارع، واقاموا مناسبات تأبين بالذكرة السنوية لموته، في الوقت الذي يحرق الأيرانيون تماثيله وصوره. فعلا شيعة العراق اكثر تفرسا من الفرس أنفسهم. فقد جاء في الأخبار ما أوردته وكالة (إسنا الايرانية) أن " تمثال اللواء الذي كشف عنه النقاب صباح أمس (الأربعاء) في حضور الأهالي ومسؤولين في شهركرد (مركز) محافظة تشهارمحال وبختياري، أحرق خلال الليل بعمل مشين ارتكبه أفراد مجهولون".
الحديث الثاني للنائبة الايرانية فائزة رافسنجاني، فقد صرحت في 10/1/2022 " أن ايران متورطة في قتل نصف مليون سوري، وطهران هي السبب أيضاً في قتل اليمنيين من خلال دعم ميليشيات الحوثي. أن إيران قدمت إلى جانب روسيا شتى أنواع الدعم العسكري والمالي لحكومة بشار الأسد ضد خصومه ما أسفر عن مقتل أكثر من نصف مليون سوري وملايين النازحين، بل أن إيران قتلت من المسلمين أكثر مما فعلت إسرائيل بحق الفلسطينيين". وختمت القول" إن النظام الإيراني أخطأ بحق شعبه أكثر من إسرائيل والولايات المتحدة ونظام بهلوي، أن الكوارث التي نورط بها شعبنا، لم تقم بها أي من هذه الأطراف. لو كانت لدينا إدارة صالحة لما فرضت علينا عقوبات، نحن أعداء أنفسنا". (المصدر: موقع مرصد إيران)
طلقة طائشة
بدأت الرحلات المكوكية لزعيم الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني للعراق للملمة البيت الشيعي، وهي زيارات غريبة لم تتم وفق السياقات البروتوكولية، بل الحكومة العراقية تتكتم عليها، ولا تسمع عنها إلا عبر القنوات الايرانية، وبدأت رحلات ممثل حزب الله اللبناني الشيخ كوثراني للعراق بعد فشل اسماعيل قآني، عسى ان يرأب الصدع في جدران البيت الشيعي الآيل للسقوط.
المهم ما هو شـأن قآني وكوثراني في مجريات الإنتخابات وتشكيل الحكومة العراقية؟
سؤال غير ودي لذيول ولاية الفقيه: هل يمكنكم اخبارنا عن اسم اي مسؤول سعودي او إماراتي او تركي زار العراق منذ اجراء الإنتخابات ولحد الآن، كي نعرف ونقارن مدى تدخل البلدين الشقيقين (السعودية والإمارات) في شؤون العراق الداخلية، سيما ان مثل هذه الزيارات سوف لا تتكتم عليها الحكومة العراقية، بل ستفضحها بجلاجل.
بيلسان قيصر
البرازيل
آذار 2022
702 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع