الخوف يمنع الحياة!

                                                   

                            عائشة سلطان

الخوف يمنع الحياة!

الذين قرؤوا كتابها الشهير، يتذكرون أن إليزابيث جيلبرت مؤلفة (طعام، صلاة، حب) وبعد أن تماثلت للشفاء من أزمة طلاقها الفاشلة التي أصابتها بالاكتئاب وعدم القدرة على النوم وتناول الطعام، نهضت ذات صباح وأزاحت الستائر التي ظلت مسدلة لأيام طويلة، ثم جلست لتكتب بعض رغباتها الصغيرة التي ربما لو تحققت ستخرجها من هذا الإحباط واليأس الذي يلفها، كما وصفته في كتابها!

أعترف لنفسي أنني أريد أن أزور طبيباً نفسياً للخروج من مخاوف عديدة تسيطر علي دون إرادتي، كالخوف من قيادة السيارة مثلاً، وكالخوف من الفضاءات المفتوحة الواسعة، كما أعترف بأنني أريد أن أتعلم الطهي في إيطاليا وفي توسكانيا تحديداً، لأنني لا أزال أتذكر فيلم (تحت شمس توسكانيا) الذي قامت ببطولته عام 2003 الأمريكية «دايان لين» وراؤول بوڤا، والتصق بذاكرتي تفاصيل كل الجمال الإيطالي الساحر.

وأريد أن أتعلم الرسم، وتبدو الرغبة مثيرة للسخرية، لكنني ما زلت أحلم بها منذ زمن بعيد، أريد أن أسافر إلى التبت لأن مشاهد التبت عالقة في ذهني منذ شاهدت فيلم براد بت (سبع سنوات في التبت)، وأريد أن يكون لي بيت على حافة نهر، أريد أن أنهي كتابة عمل روائي مؤجل منذ سنوات، أريد وأريد ولكنني أؤجل، إنها المخاوف غير المنطقية وغير العقلانية، لكنه الاستسلام لها والاستكانة فقط، وأتذكر نجيب محفوظ إذ يقول (إن الخوف لا يمنع عنا الموت لكنه يمنع الحياة) بل ويخربها أيضاً!

وكلكم تريدون وتؤجلون، وكلنا نمتلك قائمة طويلة من الرغبات والأحلام المؤجلة التي منعتها الظروف، التضحيات، المخاوف، سخرية المحيط … إلخ، إذا قدرنا أن نحقق ولو حلماً واحداً منها فلنفعل، كل ما نحتاجه أن نتوقف عن التفكير بمنطق المستحيل، ولم يبقَ في العمر قدر ما ذهب، وما الفائدة الآن ؟ الفائدة الوحيدة أننا نريد ذلك، وهذا يكفي!

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

595 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع