علي المسعود
بيضة كولومبوس –Columbus egg
في زيارتي لمدينة لشبونة كنت في جلسة مع مجموعة من الاصدقاء ومن جنسيات مختلفة طرق مسامعي مثل "بيضة كولومبوس" توقفت عنده ، بعدها توجهت بالسؤال الى صديقي الاسباني عن الدلالة لهذا المثل، فأخبرني القصة وكانت التالي :
هذا من أبرز الأمثال المشهورة والمعروفة بكثرة عند الشعبين البرتغالي والإسباني حتى انتشر في جميع أنحاء العالم . أما قصة هذا المثل الإسباني” بيضة كولومبوس” : يقال في أن الرحالة الايطالي “كريستوفير كولومبوس” مكتشف (الامريكتين) فى نصف الكرة الغربي ، كان ذات يوم يجلس على مأدبة طعام مع العديد من النبلاء الإسبانيين لتناول الطعام، بحضور ملك البرتغال ، فقد كان الكثير من الحاضرين على تلك المأدبة يضمرون داخلهم العداء والحسد لكولومبوس، حيث كان شخص ناجح ومبهر وله مكانة عظيمة في المجتمع؛ مما يجعل لديهم الرغبة في التقليل والإنقاص من شأنه ومكانته وكانه لم يقوم بفعل أي شيء يستحق الثناء والإعجاب.
كان كولومبوس رجل ذكي وعلى إدراك بما يدور حوله ويكنه له الحاضرون، لكنه قام بالتعامل مع الموقف بكل ذكاء وحنكة، أحب كولومبس أن يداعب الحضور ، فتناول بيضةً مسلوقة كانت على المائدة أمامه ، وتوجه بالسؤال للحاضرين :
من يستطيع منكم أن يوقف هذه البيضة بشكل عمودي على الطاولة ؟؟؟
وبدأ كل واحد منهم يحاول أن يجعلها تقف عمودياً ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل ، فسألوه : وهل تستطيع أنت ؟. ما كان من كولومبوس إلا أن أزال القشرة من إحدى طرفي البيضة وأسندها عمودياً ، فقالوا له بصوت واحد : كان بإمكاننا أن نفعل ما فعلت فأجابهم بكل هدوء :
ولمَ لمْ تفعلوا...؟!!
وقد أصبحت عبارة "بيضة كولومبوس" مثلاً سائراً يقال عندما ينجز أحدهم أمراً ما فيبدأ العاجزون بالإنتقاد والقول : لو شئنا لفعلنا ذلك ، إن الإنسان الناجح هو ذلك الإنسان الذي يفعل ما لم يفعله الآخرون ، ويمتلك حس المبادرة دوماً . حياتنا اليومية تعج بمن يستصغرون أعمال الآخرين ، ويحجمونها وينظرون إليها بنصف عين أو بربعها ، ليس إلا حسداً من عند أنفسهم ، فكم هو مليء عالمنا بأعداء النجاح ، الذين دأبهم الانقضاض على أفعال الناجحين وأعمالهم ، وكم نحتاج إلى من يستحسن الحسن ، ويقدر صنيع الرجال الحقيقيين ، ويكرمهم ويقدرهم كي تبقى هذه السمة الطيبة حافزاً لمزيد من الأعمال العظيمة .
560 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع