هل نحنُ فعلاً قد هَرِمْنِا؟ أم لازال هناك متسع للأمل؟

                                        

                  إختيار: صديق الگاردينيا الدائم

                              
 
ملاحظة لأحباب الگاردينيا:

هذه الخاطرة قرأتها في رسالة من صديق عزيز، تَعَوّدَ أن يوافيني بالجميل من الحِكم والعبر والمعاني، دون أن يهتمّ لتثبيت المصدر أو المرجع، وقد تدخلتُ بالتحرير وعَدّلْتُ على النص.. وللأسف لا أعرف صاحب النص، أعرضه عليكم، فماذا عسى أمثالي ممن (هرموا) أن يقولوا عنه؟


                      

تُرَى هل هي سُنّة الحياة؟
ونحن نتقدم في العمر، تطرأ علينا، تغيرات نفسية وفيزيولوجية عميقة، وعلامات فارقة تستحق التوقف عندها، حيث يتوقف البعض منا عن محبة أبنائهم ليتعلقوا لدرجة الوله بأحفادهم.
كما يشعر من يتقدمون في السن بالسعادة عند الخروج من البيت، ولكنهم سرعان ما يحنّون الى البيت ويصبحون اكثر سعادة بالعودة اليه!
ومع التقدم في العمر نشعر بأننا أصبحنا ننسى أسماء البعض، وسرعان ما نكتشف أن من حولنا ليسوا بأفضل منا ! ويُصبح الأمر مضحكاً او مربكاً عندما نكتشف ان شريك حياتنا، التي اعتمدنا عليها في تذكر أمور معينة، هي أسوأ منا في هذا الامر!!
ومن علامات الكِبَر انّ الأمور التي كنا نهتم بأدائها، أصبحنا لا نهتم لها، ويصيبنا القلق لعدم اهتمامنا بها...
ومن العلامات ايضا أن النومَ أمام شاشة التلفزيون أصبح اكثر راحة وأفضل منه في الفراش.
ونعلم اننا قد كبرنا عندما نكتشف أن الأجهزة الكهربائية التي بين ايدينا تتطلب أكثر من معرفة مجرد الضغط على OFF ON!!!!
ومن علامات الكبر أيضاً، أننا نبدأ بالإكثار من استخدام كلمات مثل آسف أو أعتذر،  و ماذا، ولماذا، وكيف، ومتى، ولا اتذكر، وربما، و لاأسمع! !!
وعندما يصبح بإمكان البعض شراء ما يريد لا نقوم بذلك بحجة انه اسراف لا داعي له ، أو ان من الأمان عدم اقتناء المجوهرات الثمينة!!!
وعندما يتقاعد الرجل تعتقد الزوجة ان ايام الراحة والاستمتاع بالصحبة قد بدأت، لكن سرعان ما تشعر بأنها على استعداد لأن تقوم بأي شيء ليحصل زوجها على عمل ويبقى خارج البيت !
كما نكتشف فجأة ان أكثر ملابسنا من قياسات صغيرة ، ولكن نرفض التخلص منها ، مع علمنا ان لا امكانية ،فيما تبقى لنا من عمر، في ان نرتديها يوما !!!!
ومع الكبر نسمع الجميع ينادوننا بـ (ياعمي) و (يا حجي)؟
وعندما نكثر من الاهتمام  بإطفاء الأنوار، لغرض التوفير وليس الرومانسية، فهذا من علامات الكبر!!
 ومن علاماته ايضا ان شمعات كيكة الميلاد تصبح اقل، فكل شمعة تمثل عقدا من الزمن وليس سنة!!
وفجأة نكتشف ان الكثيرين على استعداد للتخلي عن كراسيهم لنا في الحافلات وعند الطبيب، وما أكثر زياراتنا له ، كما يتزايد عدد من يعرضون مساعدتهم لنا في حمل حقائبنا على درج الطائرة أو وضعها في خزانة الأمتعة العلوية!!!
إن التقدم في العمر يجعل كل شيء تقريبا يبدو سيئا ، إلا ان هناك دائما اغاني قديمة لا نحب سماع غيرها، وأفلام قديمة لا نتذكر غيرها، وعادات قديمة لا نرغب في نسيانها!!
وأفضل من كل ذلك اصدقاء قدامى لا نتخلى عنهم بكل ما في العالم من مال ! وعلينا بالتالي ان نستمتع بكل مرحلة عمر نمرّ بها...
فهلاّ نسينا أننا قد (هَرِمْنَا) وأن الحياة ما زال فيها فسحة للأمل؟

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

754 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع