د.عبد يونس لافي
من الرسائلِ الآشورية، في الشؤون التجارية رسالةٌ عراقية – ٥ –
إنْ كنتَ، كما عرفتُ، تريدُ المزيدَ
من سَوالفِ العراقيين،
قبل آلاف السنين،
ولما تَمَلَّ بعدُ،
فدونكَ، يا ابْنَ العمِّ،
من الرسائلِ خامسَها!
هي رسالةٌ من رجلِ أعمالٍ
اسْمه أُشوبِشْكُن (Uṣûpišqun)،
سأل كاتبَ الرُّقُمِ، أن يكتبَ له،
الى وَلَدَيْهِ العاملينِ معه،
مُتَوَجِّعًا مما يحدثُ معهما باسْتمرار!
يُرسلانِ بضاعةً الى شخصينِ
ليسا موجودينِ،
إذ قد قَضَيا،
وَلِذا لا ثمنَ قد قُبِضَ
مقابِلَ ما أُرسِلَ اليهما!
كان ذلك مدعاةَ قلقٍ لدى الوالد،
لِذا طلب أن يأتيَ أحدُهما
للمداولةِ خِشيةَ الإفْلاس!
فحوى رسالةِ الوالدِ الموجوع:
هذه رسالة من أُشوبِشْكُن (Uṣûpišqun)
أخبِرْ أمور – إلي (Āmur-ilī)
وبوزور – عشتار (Puzur-Ištar*)
أسمعُ باسْتِمرارٍ تقاريرَ منكم
أنَّكم أرسلتُم سِلَعًا الى آينا – سِن (Ina-Sin)
وإلى آيْنارو (Inarawe)
بينما كِلا الشخصين ميِّت!
ولقد بحثتُ عن ايِّ دليلٍ
لوصولِ ايِّ فضة** فلم أجِدْ.
وعليه أطلبُ حضورَ أحدِكُما هنا، أينما كنتما
وخلافَ ذلك فإنَّ الفضةَ
التي تعودُ الى والدِكما،
ستؤولُ الى النفاذ،
والعملَ الى الخُسران والفُقدان.
انتهت الرسالة.
دَعْني أهمسُ في أذنِك أيُّها الراعي الحريص،
والوالدُ المسؤولُ أُشوبِشْكُن:
أحِسُّ، وبيني وبينك آلافُ السنين،
بالْألم يَعْتَصِرُك،
لكنها ظواهرُ تحدث على مرِّ الأيّام،
بصورٍ تعدَّدَت، وأحوالٍ تنوَّعَت،
فَطِبْ نفسًا، ونَمْ بسلام.
* يبدو أنَّ إسم بوزور- عشتار (Puzur – Ištar)جاء تيمُّنًا بحاكمِ مدينة ماري (Mari) شمالي بلاد ما بين النهرين (Mesopotamia) بعد سقوط الدولة الأكدية.
** الفضة هي عملةُ آنذاك كالدولار واليورو وبقية عملاتِ العالمِ اليوم.
4773 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع