د .ادم عربي
بعد ١٠٥ اعوام على ثورة اكتوبر الاشتراكية! -الحلقة الاولى
ان الحديث عن توزيع الثروات شبه المتساوي يبقى خال من المعنى ما لم يتم استئصال حق الافراد في ملكية وسائل الانتاج ، النظام الاشتراكي هم اهم نظام اقتصادي باستطاعته توزيع متساوي للثروات ، على العكس من الاقتصاد الراسمالي القائم على الاستغلال الطبقي . كان نصيب روسيا التجربة للاشتراكية لاول مرة في التارخ ، وقد واجهت هذه التجربة ظروفا غاية في الصعوبة ، ولو كان ماركس حيا حينها لما نصح باعلانها في تلك الفترة بالذات ، فروسيا كانت راسمالية متاخرة وزراعية متاخرة ايضا ، ولا بد ان ينعكس ذلك على على العلاقات الاجتماعية وعلى المستويات العلمية والثقافية والتكنولوجية باستثناء الوعي الطبقي والوطني، فالوعي القومي والوطني كانا متقدمان على كثير من الدول الصناعية آنذاك وبدرجات وطبعا الاوروبية هي ما نقصد . ان جميع الاجراءات الروسية المستخدمة من نظم ادارية ووسائل مالية ونقدية لتطبيق مفهومها للنظرية الاشتراكية كان حقا ابداعا ، بمعنى ان الطريق الذي سلكته الدولة الوليدة لم يكن مطروقا من قبل ، وانما جاء عن طريق وعي وادراك القادة الاشتراكين وعلى راسهم لينين . لينين اول من طبق كمفكر ماركسي تفسيره حول الاشتراكية في بلد متخلف صناعيا وزراعيا آخذا بعين الاعتبار واقع الاقتصاد والمجمتع الروسي ، لينين ذو الثقافة العالية والاطلاع الواسع وقدراته الفذه رغم كل هذا تعرضت خططة في بناء الاشتراكية الى لمصاعب كثيرة الا انه لم يتردد في السير في المشروع الاشتراكي وضمان نجاحه . المشروع الاشتراكي الروسي ومنذ ايامه الاولى انتقل الى العالمية في القارات الخمس فقد لامست احلام الكادحين الذين توجهوا نحوها بكونها القوة الروحية التي حركت فيهم الرغبة للسير على طريقها. تلك الروحية العالمية رتبت مسؤوليات جديدة على الدولة الاشتراكية لتثبت مقدرتها لى تحويل تلك الوعود الى منجزات مادية تجد تعبيرها في ارتفاع المستوى المعيشي المادي والروحي للطبقة العاملة والشعب الروسي وهي المهمات التي وضعتها الاشتراكية موضوع الاهتمام. ان تفاصيل الطريق للبناء الاشتراكي لم تكن واضحة حتى لقيادة الحزب فلم يكن لينين يعلم ما مدى النجاح الذي سيحدث خصوصا ان صاحب النظرية الماركسية (ماركس) لم يتحدث الا القليل عن الاجراءات والخطوات العملية التي يجب ان تقوم بها البروليتاريا عند استلامها السلطة فماركس كتب المجلدات عن الراسمالية والتراكم المالي وعن العمل والقيمة وفائضها وكتب عن الصراع الطبقي الذي ستخوضه الطبقة العاملة ضد الراسماليين ، لكن ماركس لم يكن على علم بالقوة التدميرية لهذا الصراع من اجل استعادة البرجوازية لسلطتها المفقودة .
787 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع