فارس حامد عبد الكريم*
صحوة العراق وكبوته
وجدت الدولة العراقية بكامل قيافتها بين السنوات 1921 - 1925 بإعلان الدولة والتتويج وتأسيس كلاً من الجيش والشرطة العراقيين (المملكة العراقية) ، ثم قانون الجنسية(1924) والقانون الأساسي ( الدستور 1925)
وبدأت بحرص ملكي بالغ حملة شاملة ومدروسة لبناء البنى التحتية شملت كل العراق وزارات ،كليات علمية وإنسانية-كلية الطب 1927-، سدود، معامل، طرق وجسور ، كهرباء وخطوط هاتف غطت اغلب مدن العراق، بعثات طلبة الى أرقى الجامعات العالمية!!! في الهندسة (امريكا) والطب (انكلترا) والفن (ايطاليا)
طالب كلية عسكرية اتى بتوصية من الملك لمساعدته تم فصله!!!
الإهتمام بالتربية والتعليم والثقافة أظهر كوامن المواهب العبقرية العراقية التي كانت كامنة كالجمر تحت الرماد لقرون مضت فبرز على الساحة عمالقة في شتى مجالات العلم والفنون والادآب
(د.عبد الامير علاوي ود.سلمان فائق و،إحسان البحراني والمهندس المعماري هشام المدفعي ومحمد صالح مكية والشاعرة المجددة نازك الملائكة والرائع بدر شاكر السياب والمسرحيين حقي الشبلي ويوسف العاني والتشكيليين نوري الراوي، فائق حسن وجواد سليم ومحمد غني حكمت وحافظ الدروبي، .....)
وافتتحت المدارس في أبعد الاقضية والنواحي ففي سنة 1934 افتتحت مدرسة ابتدائية في ناحية الإمام التابعة لقضاء المحاويل التابع لمتصرفية لواء الحلة!!!!
(في دبي افتتحت اول مدرسة ابتدائية في العاصمة وهي مدرسة القاسمية، التي تم افتتاحها في العام الدراسي 1953/1954 وهو أول عام دراسي تعليمي في الإمارات، أي بعد سنة من تخرج والدي من كلية الحقوق الذي درس الإبتدائية في ناحية الإمام).
اول دولة عربية بالمطلق تعلنها صراحة رفضها لوعد بلفور وللكيان الصهيوني وقدمت المساعدات للفلسطينيين واستقبلتهم على اراضيها وقبل 10 سنوات من موقف مصر والسعودية وغيرهما من الدول ....
في 12 أيار 1934 أقر البرلمان انشاء سدة الكوت بدعم من جلالة الملك فيصل الاول أحد اعظم الانجازات في العراق الحديث وقد تجاوز ما خصص له من الأموال أكثر من مليون دينار وهو مبلغ جسيم في حينه.
افتتح جلالة الملك غازي المشروع في 28 اذار 1939.
تضمنت معاهدة بورتسموث 1948 بنداً سرياً يتمثل بمساعدة حكومة بيفن رئيس وزراء بريطانيا للعراق في القضاء على فكرة انشاء اسرائيل (انظر مؤلفات د. فاضل الجمالي).
ساهم الاعلام الموجه من دول شتى معادية للعراق وشعبه وخاصة الصهيوني في تأزيم العلاقة بين الشعب والحكومات المتعاقبة، الحكومة التي بنت له روضة ومدرسة ومتوسطة واعدادية وجامعة وبعثة الى الغرب بميزانية متواضعة ولكن بقادة نزهاء بينما هو يخرج مظاهرات ضدها ( بحجة انها مرتمية في أحضان بريطانيا).
وعندما تقاعد هؤلاء السذج اخذو الراتب التقاعدي من خزينة العراق ورحلوا ناموا ودفنوا في أحضان بريطانيا!!!
حرضت الصهيونية على قتل العائلة المالكة ورموزها وسحلهم في الشوارع ...
وعندها بدأت الدولة تفقد تدريجياً من قيافتها بعد موجة الأنقلابات والحروب المدمرة والتعويضات الهائلة وتغلب مفهوم السياسة والدين والحرب على مفهوم الدولة الدستورية وليومك هذا لم تصحو من كبوتها.
إلا ان آمال الوطنيين في عراق مزدهر يعيش شعبه بعز وكرامة بين الأمم لم تغفو يوماً وسترى النور في صباح مشرق ولو بعد حين ....
---
*استاذ جامعي - النائب الأسبق لرئيس هيئة النزاهة الإتحادية
960 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع