رسائل مشبوهة

عائشة سلطان

رسائل مشبوهة

أفكر كثيراً في بعض تلك البرامج التي تظهر على بعض القنوات العربية، والتي يجتهد فريق عملها من أجل تقديم رسالة غاية في السوء للأسف، رسالة تقدم المجتمع في صورة سيئة عبر استضافة فتيات أو شباب، تقف لهم مذيعة في كامل أناقتها و(باروكتها)، ودون أن تستشعر الذنب أو الخطأ الذي ترتكبه هي ومخرج البرنامج وفريق الإعداد، نجد المذيعة تطرح سؤالاً يبدو شديد السذاجة (ما هي أركان الإسلام) مثلاً، وتظل تنقل الميكروفون من شاب إلى شابة إلى آخر إلى أخرى، بينما الحيرة والتعليم والإجابات المضحكة تملأ الفضاء بالسخرية والتهكم من هؤلاء الشباب!

النتيجة: يذاع البرنامج، فلا يعترض أحد (وقد يعترضون، لكننا لا نعلم)، وتبدأ سحابة من غبار التعميم تنتشر في فضاء المدينة أو السوشيال ميديا، خلاصتها: انظروا هؤلاء هم شباب الأمة، هذا هو التعليم في بلادنا، لكن أحداً لا يشير المذيعة بإصبع الاتهام، ولا لفريق عملها، لكن كل الاتهامات ستنصب على الشباب العربي اللاهي، الذي لا يعرف قواعد وأساسيات دينه، لأن هناك تعليماً حكومياً ضعيفاً، هو الذي يقود إلى هذه النتيجة!

ويظل بعض الإعلام يخرج من جرابه كل يوم أمراً يثير الضجة، فجراب الساحر لا يخلو من أرانب وحمام وأشرطة ملونة، تثير فضول الجماهير، وتستجلب ضحكاتهم، ليمضوا وفي جعبتهم قليل من الابتسامات والضحكات، دون أن يتساءلوا كيف خرج الأرنب من القلعة، وكيف أن شباباً في الجامعة يصدقون أن المعكرونة تزرع، وكيف أن شباباً مسلماً على أعتاب الجامعة، لا يعرف أركان الإسلام؟ ولا لماذا تصر مذيعة أن تتحدث عن نساء بلادها عبر قناة في بلاد أخرى، بطريقة مستفزة كل ليلة، وقد تضرب في جذر العلاقات الزوجية، وإنجازات المرأة، وقد تعيد صورة المرأة الجارية إلى الأذهان ثانية.

يحدث ذلك، لأن البعض يعتبر هذه الرسائل الاستفزازية، والتي تشوه المجتمعات وتضر بسمعتها، تجلب الجدل، والجدل يحلب الشهرة، والشهرة ترفع نسب المشاهدة، وهذا إنجاز ما بعده إنجاز، ولتذهب الأوطان إلى الفوضى.. للأسف الشديد!!

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

711 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع