سعد السامرائي
لماذا سيحدث انهيار اقتصادي عالمي مخيف ستسببه أمريكا؟- الجزء الأول
في الجزء الأول من مقالنا هذا سنناقش: لماذا في هذه المرحلة تسعى دول العالم للمحافظة على قيمة الدولار من الانهيار وكيف وصل الدولار لهذه المكانة المؤثرة على اقتصاديات العالم؟ فوسط الصراع العالمي القائم في ما يسمى العالم الجديد؟ وهو مصطلح ثقافي أوروبي ينطبق على غالبية نصف الكرة الغربي للأرض، وتحديدًا أوربا والأمريكيتين. اكتسب المصطلح مكانة بارزة في أوائل القرن السادس عشر، خلال عصر الاستكشاف الأوروبي وتم تفعيله بصورته المعروفة الان بعد الحرب العالمية الثانية ليتحول الى مجموعة دول امبريالية تمارس الفوقية والتكبر العالمي واستغلال خيرات الدول. لا أدعي هنا اني خبير اقتصادي أكاديمي يكتب كل ما ستقرؤونه هنا، فمن خلال دراستي للتسويق مررت سريعا على علم الاقتصاد لكني هنا أختزل واقتبس وأضيف ملاحظاتي وتحليلي من خلال فهمي لما أقرأ واتابع واقتطع بعض ترجمة كوكل لكلمة حضرتها على مستوى خاص للبروفيسور الألماني (رينفريد بوهل جونير ) وهو أستاذ في وول ستريت يدير شركات تدير اكثر من 20 مليار يورو ويتقن إدارة الشركات المدرجة في السوق الأولية و السوق الثانوية , له خبرة في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية ..في ظل الانكماش الاقتصادي يكون الاستماع له شيئا جيدا!, رغم اني اختلف معه بأمور تحليلية ذلك لأنه أوربي ولا شك لدي انه يدعم عالمهم الرأسمالي الذي لم يبقى جديدا. وقد أوصى بالمحاضرة بشراء سهم(كي كي ار ) وهي شركة استثمارتقدم ادارة الاصول البديلة وحلول التأمين KKR
و قد تابعت السهم رغم اني لا اتداول بالاسهم الغربية لشبهة الحرام وقد ارتفع السهم 20% من قيمته.خلال اسبوع!
قبل التطرق الى ما قال البروفيسور أقول وهنا مركز اختلافي ان الواقع الايديولوجي الذي يسيطر على الاقتصاد العالمي اليوم هو النزعة للاقتصاد الوطني وسنتطرق لأسبابها ولماذا بالمقال الثاني.
(تولت الولايات المتحدة قيادة الاقتصاد العالمي بحكم هيمنتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية المطلقة بعد الحرب العالمية الثانية حيث واصلت الشركات الاحتكارية الأمريكية التوسع في الخارج والاستفادة الكاملة من الموارد والسوق العالمية، ومن خلال الاستثمار المباشر، واستبدلت الصادرات بالاستثمار، والتوسيع والحفاظ على حصتها المطلقة في السوق العالمية، وبالتالي كسب أرباح عالية. يمكن القول أن الاقتصاد الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية قد تغلغل بشكل مستمر في جميع أنحاء العالم من خلال الشركات متعددة الجنسيات والتحالفات، مما أثر على اتجاه التنمية للاقتصاد العالمي).
وهو يتحدث من خلال تحليله الخاص الذي لا اختلف هنا معه والذي يقول لا يمكنك تجاوز اقتصاد امريكا الذي بلا شك أنه أكبر اقتصاد في العالم خاصة بوجود الدولار الأمريكي الذي له الهيمنة على العملات العالمية .فبالنسبة.. للعولمة، لا توجد منطقة بالعالم مستقلة تمامًا طالما أنه اقتصاد سوق ونظام تجاري فيجب أن يؤثر كل منهما على الآخر. لذلك بغض النظر عن كيفية تحليلنا للوضع الاقتصادي العالمي، لا يمكننا تجاوز الولايات المتحدة لكني اقول يمكننا الابتعاد عنها تدريجيا على الأقل وهذا ما يجب ان تصنعه الدول على الفور قبل ان ينهار اقتصاد أمريكا مجبرين أم مخيرين فأنا ممن يؤمن بأن انهيار الاقتصاد الامريكي مسئلة وقت . يقول لقد أجرينا إحصاءات وقارنا قيم النمو الاقتصادي العالمي في الأربعين عامًا الماضية ، وتوصلنا إلى استنتاج: "سيؤثر انخفاض 10٪ في الاقتصاد الأمريكي على الاقتصاد الكندي لينخفض بنسبة 9.0٪ تقريبًا. والتي ستؤثر على الاقتصاد البريطاني بنحو 5.1٪ ، وتراجع اليابان بنسبة 4.9% ، وتراجع الصين الاقتصادي بنسبة 3.0٪ إلى 4.0٪ وهذا يولد ذعر معدي للثقة بين دول العالم) .. وقد بحثت لأجد أسباب ما يقول فوجدت ان 5 دول ذات أعلى نسبة حيازة للدولار الأمريكي. أولها، الصين بقيمة إجمالية قدرها 1.135 تريليون دولار أمريكي. تلي الصين اليابان التي تمتلك 1.115 تريليون دولار أمريكي ثم البرازيل والهند وروسيا ..اعتبارًا من عام 2018. تحول الدولار الأمريكي ليكون العملة الأساسية لمعظم المعاملات الدولية ويعمل أيضًا كعملة قانونية في 9 دول أخرى على الأقل حول العالم، التي لديهم 62٪ من الدولارات الأمريكية...لهذا تعمل اغلب دول العالم هذه على المساهمة في توازن الدولار وخصوصا الصين.!
(أصبحت الشركات الأمريكية الكبيرة من خلال عمليات الاندماج والاستحواذ بعد الحرب شركات متعددة الجنسيات حديثة. لديهم رأس مال ضخم، ونطاق عمل واسع، وتشدد عملياتهم التجارية على "الإستراتيجية العالمية" ، حتى يتمكنوا من الحصول على أرباح ضخمة. على سبيل المثال، كان العمل الرئيسي الأصلي لشركة جنرال موتورز في الولايات المتحدة هو تصنيع السيارات، ولكن بعد الحرب العالمية الثانية، قامت الشركة أيضًا بتصنيع محركات الطائرات والصواريخ العابرة للقارات والغواصات والمركبات الفضائية والأجهزة المنزلية بالإضافة إلى السيارات والشركات التابعة القائمة حول العالم. لتشكيل شبكة إنتاج ومبيعات عالمية لخفض التكاليف وزيادة الأرباح. كما جعلت هذه الموجات العابرة للحدود الدولار الأمريكي أهم عملة تسوية وأكثرها شعبية في التجارة الدولية. هكذا اذا تدرج الدولار الامريكي ليكون عملة رئيسية لدول كثيرة اضطرها بالنهاية للارتباط بالاقتصاد الامريكي فاذا انها انهارت هي ايضا لكن خسارتها ستكون أكثر من أمريكا .
يجب أن تكون الاقتصادات الناشئة أكثر قلقًا بشأن التضخم في الولايات المتحدة من القلق في بلدانهم فالتضخم في أمريكا إضافة لتكاليف الاقتراض في البلدان النامية، من المرجح أن يؤدي في النهاية إلى ضعف العملات في تلك البلدان.. كما نعلم جميعًا، فإن الدولار الأمريكي هو عملة ادخار دولية، مما يجعل الاحتياطي الفيدرالي بنكًا مركزيًا عالميًا بمعنى ما. لذلك، فإن التضخم ناجم أيضا عن الإصدار الإضافي للدولار الأمريكي الذي اقره بايدن وليست الولايات المتحدة نفسها هي الأكثر تضررا بل البلدان النامية هي الضحية النهائية في العالم.
ومع ذلك، (فإن تغييرات السياسة في الولايات المتحدة، وخاصة التضخم الحالي، سيكون لها تأثير مباشر على أسعار السلع الأساسية.. أما فيما يتعلق بأسباب ارتفاع الدولار، أوضح البروفيسور رينفريد وبول جونيور الأسباب الرئيسية: تعافى وضع التوظيف الاقتصادي في الولايات المتحدة تدريجياً،
لكن لا ننسى أن تعديل سعر الفائدة قد دفع رأس المال العالمي إلى الولايات المتحدة، وبدأت الشركات في استرداد السندات الخارجية مقدمًا. رغم ان هذا أحد اسباب انهيار بنك سليكون فالي . يتبع..
964 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع