عبد يونس لافي
رسالةٌ عراقية، من الرسائلِ البابِلِيَّة، في الشؤون القانونية – ٢٢ –
رجلٌ يُحَذِّر رئيسَ البلديةِ، ومجلسَ اعضاءِ المدينة
رسالتُنا هذه تَحكي قِصَّةَ رجلٍ اسْمهُ،
سامْسُلُنا - شرّوم .(Samsuiluna-šarrum)
ليس وراءَهُ من أحدٍ غيرُ القانونِ، فهو يتَّكِئُ عليه.
يملكُ الرجلُ دارًا كان قد اشْتراها،
ويؤكِّدُ أنَّه يمتلك كلَّ حجارةٍ فيها.
أسْكَنَ الرجلُ سيدةً اسْمها،
أمّاي – وَكْرات (Ummi-waqrat).
كانت تمارسُ تأويلَ الأحلام.
يبدو أنَّه لاحظَ او سمِعَ،
أنَّ هناك من يحاولُ الاسْتيلاءَ على الدار،
ويطردُ منها تلك السيدة.
رسالتُهُ تحذيريَّةٌ، لذا جاءت بلهجةٍ قويَّة،
مستندةً الى القانون،
في عراقِ دولةِ القانون،
قبل أربعة آلافٍ من الأعوامِ أو تزيد،
ايامَ حُكْمِ سامْسُلُنا (Samsuiluna)، ابنِ الملكِ حمورابي،
ومن لا يعرف حمورابي،
كيف له ان يعرفَ القانون؟
الرجلُ يُحذِّرُ رئيسَ البلدية، ومجلسَ أعضاءِ المدينة:
إذا ما تجرَّأ شخصٌ واقْتربَ من البيت،
فمسَّ لبِنةً من لَبِناتِه،
سيكونُ ذلك مدعاةً له للِّجوءِ الى القضاء،
طبقًا لقانون الملكِ سامْسُلُنا بهذا الصدد.
تصوَّرْ أنَّ هناك للمدينةِ العراقيةِ آنذاك بلدية،
وأنَّ للبلدية رئيسًا،
وللمدينةِ مجلس أعضاءٍ، يتولّى القرارات،
فلا مزاجاتٍ فردية، ولا احكامَ دكتاتورية.
ألَمْ أقل لك انها دولةُ القانون؟!
أراك يا ابْن العمِّ، تهُزّ ُرأسَك،
تريدُ ان اقرأ عليك الرسالة...
لكَ لكَ ذلك فلا تعجلْ، وأمْهلني قليلا،
إني سأقرأها كما ترى، من هذا اللوح الطينيّ،
وإني أخشى أن يسقطَ من يَدَيّ.
تقول الرسالة:
"أبلِغْ رئيسَ البلدية،
وأعضاءَ مجلسِ المدينة:
سامْسُلُنا - شَرّوم (Samsuiluna-šarrum)
يُرسِلُ الرسالةَ التالية:
عسى الإلهان شَماش (Šamaš)، ومردوخ (Marduk)،
يُديمانِ عليهم الصحة.
أرسِلُ هذا اللوحَ (محذِّرا إيّاكَم)
بألّا يقتربَ احدٌ من منزلِ مُعبِّرة الأحلام،
أمّاي – وَكْرات (Ummi-waqrat).
لقد اشْتريتُ ذلك المنزلَ وجميعَ لَبِناتِه،
فإذا تجرَّأ أيُّ شخصٍ ولمسَ لَبِنَةً واحدةً منه،
سأذهبُ إلى المحكمة، واشتكي ضدَّكم جميعًا،
طبقًا لما هو منصوصٌ عليه في القانونِ ذي العلاقة،
الصادرِ عن سيدي الملك سامْسُلُنا (Samsuiluna)!"
الخلاصة:
حين يكون هناك قانونٌ فوق الجميع، تستريحُ الضمائرُ ويهنأُ الجميع، سلام.
1298 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع