عبد يونس لافي
من رسائلِ مملكةِ ماري/ إدارة المملكة-الرسالة الثالثة
حولَ مراكبِ الشعير
رسالةٌ اخرى من رسائلِ مملكةِ ماري،
في شؤونِ إدارتِها.
نقرأها معًا، لنجدَ أنَّها تعالج أمرًا،
يهمُّ قوتَ الشعب.
يخاطبُ مسؤولٌ سيِّدَهُ،
بشأنِ تأخُّرِ ارسالِ القوارب،
لشحن الشعير إلى المملكة.
يبدو أنَّ قواربَ مملكةِ إيمار (Emar1)،
قد تمَّ إعدادُها لجمع الشعير،
إلّا أنَّ قواربَ ماري لما تصلْ بعدُ،
وان موسم الحصاد قد انتهى،
فاذا ما وصلت، فإنَّها ستعود فارغة.
إزاءَ هذا الموقفِ الصعب،
يتقدمُ هذا المسؤولُ باقْتراحٍ،
يطلبُ من سيِّدِه الموافقةَ عليه،
لتفادي الموقف.
يتضمَّن الاقتراحُ،
أن تُرسلَ إليه خمسُ مينات (Minas2)
من الفضة، يتمكن بها هو،
وجماعةُ تجّارِ ماري المحليّين،
في مملكة إيمار،
من مِلْء عشرةِ قواربَ،
تَتَّسَعُ لثلاثةِ آلافٍ من أكوارِ3 الشعير.
هذه الميناتُ إذا ما أرسِلت،
ينبغي أن يرافقَها،
خبيرانِ وعشرةُ رجالٍ ثقات.
ولغرض إعادةِ هذه الميناتِ إلى القصر،
يمكن اعطاءُ 600 كورٍ،
من هذه الثلاثة الاف كور،
إلى احد المشرفين، لقاءَ خمسِ مينات،
أي كوريْنِ ونصفِ الكور
لكلِّ شاقلٍ (Shekel4)،
وبذلك تعود الميناتُ الخمسُ
المرسلة من القصر،
ثانيةً إلى القصرِ كاملة.
اما أجورُ الطاقمِ المكوَّنِ من 60 رجلًا،
فيكون 300 كورٍ من الشعير،
وبذلك تكون المحصِّلةُ،
وصولَ ألفين ومائة كورٍ،
إلى القصرِ دونَ مقابل.
تُختَتَمُ الرسالةُ بالأملِ،
في ان يستلمَ هذا المسؤولُ
الموافقةَ، ليقومَ بإنفاذِ اقتراحِه.
إليك الرسالة:
"أخْبِرْ سيدي:
خادمُك ياسِم – سومو (Yasim-Sūmo)،
يُرسلُ الرسالة الآتية:
بالنسبة لِمَراكبِ الشعير،
التي أعِدَّتْ لجمع الشعير،
في مدينة إيمار (Emar)،
أوَدُّ أن أذكرَ أنَّه ليس هناك
من وقتٍ أفضلَ من الآن.
لقد حان وقتُ الحصاد،
لكنَّ القواربَ من ماري لم تصلْ بعدُ،
لتحميلِ الشعيرِ الـى القصر.
ولن تتمكنَ القواربُ هنا،
خلال الأشهرِ الخمسةِ المقبلة،
من القيام بجمع الشعير.
الآن:
إما أنَّ القواربَ من ماري،
ستصلُ إلى هنا بعد ان يكونَ الشعيرُ
قد جُمِع، عندها يمكن مِلْءُ قاربيْن
فقط بالشعير، لكي لا تعودَ القواربُ
جميعها فارغة، أو:
إذا وجد سيدي هذا الاقتراحَ أكثرَ قبولًا،
في أن يُرسلَ لي خمسَ ميناتٍ (Minas)
من الفضة؛ ثم أقوم أنا وتجار ماري،
الذين يعيشون في إيمار،
بتأجيرعشرةِ قواربَ،
سعةُ الواحدِ منها ثلاثمائة كور،
وبذلك يمكن ارسالُ ما مجموعُه،
ثلاثةُ آلافِ كور من الشعير إلى ماري.
بعد ذلك ينبغي إعطاءُ احد المسؤولين،
600 كور من الشعير، مقابلَ 5 مينات
من الفضة، بمعدل كورين ونصف
الكور لكلِّ شاقل.
ألأُجورُ المستحَقَّة لستينَ رجلًا
من الطاقِمِ المطلوب،
تعدل 300 كورٍ من الشعير،
ولذا فإنَّ الفين ومائة كورٍ،
يجب أن تكونَ كمية الشعير،
التي ستؤولُ الى القصر.
إذا كانت تلك الفضة ستأتي إلى هنا،
فينبغي ان يأتي معها،
كاتبان خبيران، وعشرة أشخاصٍ،
جديرون بالثقة.
عسى سيدي يرسلُ إجابتَهُ على رسالتي."
انتهت الرسالة
والخلاصة:
الحرص والتخطيط سيما البُناةِ
المخلصين، فأين همو؟
1 ايمار (Emar)- مدينة تعرف بتل مسكنة حاليًا تقع على الضفة اليمنى من نهر الفرات،
وتبعد غربا حوالي 53 ميلًا من مدينة الرقة السورية. اقيمت فيها مملكة إيمار القديمة.
2 مينا (Mina) - هي وحدة قديمة للوزن والقيمة تساوي 48 شاقلًا وتكون من الفضة.
3 أكوار جمع كور (kor) - وهو وحدة قياس السعة لتحديد الكمية المطلوبة من السلعة.
4 شاقل (Shekel) - استخدم الشاقل كوحدة للوزن أو كعملة لأول مرة، في ارض ما بين النهرين (العراق)، قبل خمسة الاف سنة، على ان الشعوب السامية قد استخدمته ايضًا. وقد ورد ذكر الشاقل في شريعة الملك البابلي العراقي حمورابي، في المادة رقم 71، التي تفرض على من له رقيق (ذكرًا ام انثى ) وهرب ذلك الرقيق، ان يدفع لمن يجده ويعيده اليه، شاقلين من الفضة.
466 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع