بقلم : جابر رسول الجابري
طوفان الحلم
المقدمة :
في البدء لابد أن نسلط الضوء على موضوع مهم ألا وهو وجود اللوبي السياسي الدولي وتأثيره على مسار الأحداث والمتغيرات السياسية عالمياً ،
يعتبر اللوبي الصهيوني اللوبي الأقوى المسيطر والمؤثر على قرارت ومسارات السياسة الدولية بل هو المخطط والمنفذ والمشرف على سياسة العولمة برمتها و سياسة البنگ الدولي ،
ينقسم هذا اللوبي إلى فئتين متفقتين في التنظير الفكري لكنهما مختلفتين سياسياً في أسلوب وطرق التنفيذ وحصص كل منهما،
يتمركز هذا اللوبي في الولايات المتحدة وفي أوروبا وإسرائيل لكن هناك أيضاً فروع وشعب تتمركز في كل مراكز القرار السياسي والحكم لدول العالم ،
اللوبي الصهيوني الأمريكي ينضوي تحت مسميان :
١- اللوبي الصهيوني الحزب الديموقراطي
٢- اللوبي الصهيوني الحزب الجمهوري
أما الأوروبي فهو منضوي تحت عدة مسميات حزبية وتختلف التسمية من بلد إلى آخر حسب وجود احزاب الحكم وبرلماناتها ،
أما إسرائيل فتعددت فيها الإختلافات وكثرت فيها رؤية الأحزاب فأنتجت مجموعة احزاب منها
حزب الليكود
وشاس
وأزرق وأبيض
ويهودية التوراة المتحدة
أما اللوبيات الصهيونية الدولية الأخرى ومنها دول الشرق الأوسط إكتفت بوضع مجاميع ذات عضوية لحكام الأنظمة الحاكمة أو للنظام البرلماني أو مستشارين ادارة سياسة ذلك النظام كلٌ حسب شكل النظام الحاكم، ويكون مرجع كل أولئك الأعضاء تحت سلطة وتوجيهات وإدارة فئات فرعي اللوبي الأمريكي أو سلطة اللوبي الأوروبي ،كل تلك المجاميع مسؤولة عن إدارة وتوجيه سياسات نظام الحكم ومساراته الإقتصادية (تحت مظلة ادارة البنگ الدولي)،بالرغم من وجود أنظمة صارمة داخل نظام كل لوبي لكن ذلك لم يمنع من ظهور أو وجود خلافات أو رؤية مختلفة بين أعضاء اللوبي أنفسهم أو قيادات اللوبي لذلك تحدث صراعات بين فئاته بين فترة وأخرى تسبب صراعات وحروب ،
كلٌ يريد تنفيذ رؤيته والصراع على الحصص حتى ولو تطلب ذلك إسقاط نظام الحكم ذلك البلد الذي يعني إسقاط حصة فئة وتبديلها بسيطرة فئة أخرى من فئات اللوبي الصهيوني،
حلم صهيون:
يعتبر اللوبي الصهيوني الإيراني من حصة اللوبي الصهيوني للحزب الديمقراطي الأمريكي ،كل التحركات السياسية الإيرانية تحت سطوة توجيهات ودهاء ذلك اللوبي الصهيوني الإيراني حيث تم إسقاط نظام الشاه حصة سلطة اللوبي الأوروبي بعدها نشأ الصراع بين الفئتين من أجل أن تكون إيران حصة اللوبي الأمريكي ،( لذلك نجد دائما تناغم بين توجهات الحزب الديمقراطي الأمريكي الحاكم وبين السلوكيات السياسية الإيرانية وأود أن أُذكر بحدث Iran gate الصفقة السرية )أو ما تم رسمه من سلوكيات سياسة الحزب الديموقراطي الأمريكي ايام رئاسة أوباما أو سلوك التهدئة الحالي في سياسة بايدن .
كلمة صهيون تعني و ترمز لتلال في فلسطين (تلة صهيون ) حيث توجد فيها آثار مندثرة لمملكة أورشليم التي اقامها وأسسها النبي داوود والتي غزاها وأحرقها ودمرها الآشوريون بعد حين وأسر شعب يهودا ونقلهم للعراق حسبما ورد في أسفار التلمود،أما الحلم الصهيوني فهو العودة لبناء مملكة أورشليم من جديد و التي امتدّ حكمها أنذاك من الفرات إلى النيل حسب أسفار التلمود اليهودي ،نشأ هذا الحلم وظل يراود الفكر اليهودي السياسي طيلة زمن شتات اليهود وفرقتهم لكنه اشتدّ بعد هجرة اليهود من أوروبا (1882 م ) لفلسطين وكذلك لأمريكا آخرها كان عام ( 1933-1945 ) بعد نشوء وسيطرة اللوبي الصهيوني على مفاتيح الحكم و السياسة الأمريكية ،أتُخذ قرار إيجاد دولة لحكم للكهنوت اليهودي السياسي في فلسطين (وعد بلفور ) عام 1917 لكنه ظل طي التأجيل بسبب عدم وجود إتفاق وإجماع أوروبي لهذا القرار حيث كانت أوروبا هي مصدر القرار في العالم ،
بعد أحداث المحرقة (الهولوكوست ) عام 1933 وهروب اليهود من ألمانيا وبعض الدول الأوروبية(لأمريكا) إشتد ساعد اللوبي الصهيوني وظهرت قوته فتحرك لتنفيذ القرار وخاصة عندما إنتصرت الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية عام 1945 حيث كانت القيادة السياسية والعسكرية الأمريكية تحت سيطرة اللوبي الصهيوني ،
رضخت أوروبا ( دول المحور ) و إنحنت لقرارات اللوبي الصهيوني (الذي كان يقود قوات التحالف المنتصرة ) فتم تقسيم ممتلكات وادارة حكم دول المحور ( الخاسرة )تحت قيادة دول التحالف الذي يسيطر عليه اللوبي الصهيوني،
الطوفان:
نشأ خلاف بين دول أوروبا وبين أمريكا لوضع حلول لمشكلة الشعب الفلسطيني بعدما فشلت اسرائيل في دمج وصهر الفلسطينيين تحت حكم الكهنوت اليهودي السياسي لذلك إرتأت الأمم المتحدة ان يكون حل الدولتين في فلسطين (انشاء دولة فلسطين ودولة اسرائيل) لكن ظلت اسرائيل تماطل بتنفيذ القرار تحت إسناد اللوبي الصهيوني الأمريكي الذي ينتمي له الرئيس الحالي بايدن والذي صرح علناً ( لو لم تكن هناك اسرائيل لعملنا على انشاء اسرائيل) ، لكن بدأت أوروبا ودول عالمية تنحاز بشكل علني لقرار الامم المتحدة ومساعدة الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته كحلٍ للصراع الاسرائيلي الفلسطيني ،
إصطدم الحلم الصهيوني وتقاطع مع مسيرة السلام العالمية وفكرة حل الدولتين حيث ان تنفيذ قرار حل الدولتين يعني انشاء دولة اسرائيل بمساحة محددة و حدود معترف بها دوليا وتحيط بها دول كارهة لوجودها وهذا يعني موت وقتل الحلم الصهيوني الذي يُبشر بتكوين دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل وسيبقي ذلك القرار دولة اسرائيل دويلة صغيرة مناقضة لرؤية الحلم الصهيوني ،
تحرك اللوبي الصهيوني لإيجاد خطط بديلة لهدم قرار الامم المتحدة وإلغائه فبدأ أولا لإيجاد مخرج من هذا الفخ فإقترح إثارة الفتن كعذر لتغيير خارطة المنطقة وإنشاء مكونات شعبية داخل حدود مختلفة وقد أطلق على تلك الخطة تسمية (صفقة القرن وخارطة الشرق الأوسط الجديدة ) ،
وهنا لابد من إيجاد اسباب تدعو لقبول هذه الخطة عالمياً وشعبياً بعد بذر الفتن والفرقة حيث نسق اللوبي الصهيوني الأمريكي وإسرائيل مع اللوبي الصهيوني الإيراني لدفع نظام الملالي بتوجيه ميليشياته لمساعدة وقيادة منظمة حماس وذلك لإحداث فوضى في المنطقة بسبب التطبيع تمهيداً لتنفيذ قرار حل الدولتين ، ظهرت الحاجة لإحداث ردة فعل مناهضة للتطبيع مع إسرائيل ومن جهة أخرى تهييج عواطف الشارع الفلسطيني ودفع حماس إلى إتخاذ قرار لبدء فعل يؤدي لهدم قرارات الامم المتحدة وتأجيل عملية التطبيع فكان البدء بتنفيذ خطة طوفان الأقصى التي ستؤدي الى إلغاء الاتفاقيات وتنفيذ صفقة القرن كبديلاً و السماح تحت موافقة دولية بإجتياح غزة وطرد الفلسطينين من غزة باتجاه سيناء كأرض بديلة لسكنهم وتوسيع رقعة إسرائيل كمرحلة أولى لحين رسم حدود خارطة الشرق الأوسط الجديدة حسب صفقة القرن .
المصادر
———-
١- كتاب اللوبي الإسرائيلي والسياسة
الخارجية الأمريكية
من تأليف جون ميرشايمر
٢- بروتوكولات حكماء صهيون تأليف ماثيو جولوفنسكي
٣- قراءة في اتفاقية حل الدولتين وصفقة القرن
Anadolu Agency
٤- هجرة اليهود من أوروبا
٥- هجرة اليهود لفلسطين
تقارير منفردة وكذلك ويكيبيديا
الثاني عشر من تشرين الأول عام 2023 — بريطانيا
Jaber Aljaberi
929 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع