رعد النعيمي
حرب غزه
نزيف من الدماء ومأسي يومية وضحايا مجازر بشرية مستمرة عوائل تباد من اطفال .نساء. شيوخ .لايمكن لاي انسان وهو يرى مايجري من ثلاثة اسابيع مهما كان متلبد الاحساس من يتالم و يشمز ممايجري .
القضية الفلسطينية موضوع طويل واصبح معقد
ومايهمنا اليوم موضوع الساعة طوفان الاقصى ورد الفعل الاسرائيلي .
منذ ثلاثة اسابيع والقصف الاسرائيلي على غزة لم يتوقف يوما وفي وضح النهار وتحت انظار العالم وينقل مباشرة على التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي وكل الوسائل الإخبارية ، مجازر يدنى لها الجبين بدون خجل قصف الاحياء المدنية.
ولا اعلم اذ كان صوتنا هذا سوف يسمع وسط هذا الزخم و الاغراق الإعلامي المتعمد وقعقعة السلاح وكثرة المحللين و الخبراء السياسيين والعسكريين وتوقعات ما سوف يصاحب المعركة العسكرية البرية لاجتياح غزة والأغلبية من هؤلاء المحللين و الخبراء و السياسين وقع في الفخ الاسرائلي المعروف عنه الكذب والدهاء و الذي كان مصاحب نشأت اسرائيل.
بعد معركة طوفان الاقصى المباغت الذي فاجأ بها ابطال المقاومة اسرائيل والعالم بما قاموا به واخذ أسرى الى داخل غزة تفاجأ الاسرائيليين بما جرى وكانت صدمة كبيرة وسقوط اسطورة الجيش الذي لايقهر
تكبد فيها الاسرائيليين خسائر فادحة معنوية ومادية وبعد استيعاب ماجرى بدأ الاسرائيليين يخططون للرد و الانتقام دون الأخذ بالاعتبار الخطر الكبير على اسراهم كما هي عادته في المعارك السابقة و تبادل الاسرى ؟!.
من ضمن خطة الرد على طوفان الاقصى قررت اسرائيل القيام بهجوم بري (معركة استاصال حماس واذرعها من غزة) ورغم ان تسمية العملية بهذا الاسم غير منطقي نظرا لواقع الحال وتجذر المقاومة فى غزة . والحقيقة ان معركة اجتياح غزة وما يبالغ فيه الصهاينة بالاستعدادات و التجهيز و التحضير للعملية وتفاصيلها وانها معركة ستكون طويلة وهذا صحيح وتم استدعاء الاحتياطي من المجنديين وما صاحب ذلك من تضخيم اعلامي كلها عملية تضليلية للتغطية على مجازرهم في غزة والتهديم والقصف العشوائي اليومي المستمر بدون توقف على المناطق السكنية والمدنيين وعلى البنية التحتية اضافة إلى الحصار على غزة وقطع الماء والكهرباء و الوقود وكل ما يمس مستلزمات العيش انجاز التعبير وتم تهجير سكان غزة داخل غزة.
ان ما يدخل غزة الان من المنافذ الحدودية الان من غذاء ومواد طبية لايكاد يسد رمق سكان غزة الذي يتجاوزون مليوني نسمه وهذا ليس بخافي الغاية منه ابقاء غزه في محنه وعوز مستمر هذا بالاضافه الئ القتل والتهجير والقصف اليومي الممنهج لاجل محو ما فوق الارض وما تحت الارض في غزه .
ولاجل امتصاص زخم الانتقادات الدولية و والمنظمات الانسانية المعارضه لما تقوم به اسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى تتحجج اسرائيل بالتمهيد للهجوم البرى الذي سوف لن ينفذ وان تم هذا الاجتياح فسيكون استعراض للجيش الاسرائيلي علئ ركام من البنايات المهدمة بالقصف و المحروقه .
الواقع الذي يعرفوه الصهاينه جيدا بان الاجتياح البري علئ غزه سوف يوقع خسائر لا يمكن التكهن بنتاءجها مهما اتخذ من احتياطات احترازيه واهم تلك الأسباب
1. ان الجيش الاسرائيلي الحالي من قيادات وضباط ومجندين في الخدمة لايملكون اي خبرة قتالية فعليا ولم يدخلوا اي معارك حربية حقيقية وكل القيادات ذات الخبرة قد تقاعدت من الخدمة او توفيت وجميع السياسيين وقيادات الجيش الاسرائيلي تعلم ذلك واذا أضفنا ضعف العقيدة القتالية للجندي الاسرائيلي فان الدخول في معركة غير مضمونة النتائج وخاصة بعد الخسائر الفادحة التي تكتبدتها اسرائيل من عملية طوفان الاقصى تعتبر مجازفة كبيرة لا يمكن
القيام بها .
2. ان معركة اجتياح غزة من قبل الجيش الاسرائيلي الذي يفتقد خبرة حرب المدن وحتى الجيوش المحترفة وذات الخبرة فان معارك المدن تمتاز بالصعوبة وكثرة الخسائر في الجيش المهاجم وفيها الافضلية للمدافع وان تكون القوة المهاجمة متفوقة بنسبة عددية بثلاثة اضعاف عدد المدافعين على اقل تقدير هذا اذا اضفنا تحيد الطيران و المدفعية .
3. لقد اثبت المقاوم الفلسطيني في معركة طوفان الاقصى مستوى عالي من الكفاءة والأداء العسكري المتميز ونجاحهم في معركة هجومية وتحقيق اهداف غير مسبوقة واخذ أسرى اسرائليين الى داخل غزة هذا بالاضافة الى العمليات الاخيرة على مستوطنات غلاف غزة و تحشيدات الجيش الاسرائيلي وهذا عامل مهم يردع الاسرائيليين من القيام بالمغامرة بالهجوم البري على غزة .
4. تملك المقاومة الفلسطينية اسلحة ومنها الصواريخ التي تم تطويرها نوعا و كما واصبحت مؤذية لاسرائيل حيث الصواريخ حالياً أصبحت ذات مديات بعيدة مختلفة وتصل الى جميع المدن الاسرائيلية وتدك تل ابيب بين الحين والاخر وكذلك المدافع المضادة للدروع المؤثرة ومسيرات وخبرة تكنولوجية تمكنت من اختراق كثير من المنظومات فى الدوائر والمؤسسات الاسرائيلية .
5. من الواضح بان رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو قد سقط سياسيا وبالتأكيد سوف يحاسب ويحاكم بعد توقف القتال وان مستقبله السياسي وحكومته قد انتهت بسبب فشله في توقع عملية طوفان الاقصى والكشف عن العورات في الجيش الاسرائيلي وهشاشته واذا اضفنا سبب اخر وهو ان نتنياهو يحاول البقاء اطول مدة ممكنة في الحكومة لتجنب محاكمته بتمهة الفساد التي باتت شبه ثابته بحقه ولهذا فإنه يحاول اطالة امدالقتال والمعركة في غزة الان لابعاد شبح محاكمته ابعد مايكون ومحاولة تحقيق بعض النجاحات في معركته في غزة لتقليل خسارته الشخصية و تحسين صورته.
يحاول الاسرائيليين متعمدين التهويل وخلق هالة مبالغ فيها كما هي عادتهم عن الهجوم البري المرتقب على غزة واحاطته بالغموض من حيث التوقيت وطول فترة المعركة والذي يكرر و يوكد فيها بان المعركة ستكون طويلة وهو صادق في هذا حيث ستكون فترة التحضير و التحشيد لمعركة الاجتياح البري المزعومة طويلة.
و الحقيقة ان ما يجري واقعيا على الارض هو ابادة واستئصال سكان غزة بالقصف بالطيران والمدفعية
ولاجل حبكة تسويق وترسيخ معركة الاجتياح البري تقوم الوحدات المحتشدة حول غزة بعمليات اختراق جدار غزة والدخول الى غزة من منافذ مختلفة بأوقات متباعدة وبقوات مكونة من بضع أليات وجرافات ودبابات وبعض والاحيان يقوم بالدخول بوحدات اكبر نسبيا حيث يقوم بالدخول والتوغل في غزة في مواقع شبه خالية وسبق للطيران والمدفعية ان دكتها للارض وتقوم الدبابات بإطلاق قذائف على اشباح ويقوم الجيش الاسرائيلي بتصوير عملية الاختراق مع سيناريو واخراج وتصوير احترافي وتقديمها للاعلام للدعاية وتوكيد بان هذه بداية وجزء من خطة معركة اجتياح غزة.
ان هذه العملية الغاية منها خداع العالم وتخديره والمراقب المحايد ربما يكون قد استاء ومل من مشاهد عملية القتل اليومي من سكان غزة و الجرائم التي ترتكب وتعرض يومياً واشغاله بهذا جانبيا.
ان اسرائيل من خلال التهويل والتهديد بالهجوم البري واجتياح غزة الغاية منه
1. ابتزاز لجميع الحكومات والهيئات والمؤسسات الدولية المنادية بايقاف اطلاق النار في غزة ولو على الاقل لاسباب انسانيةوخاصةان هناك أصوات بدأت تعلو وتدين ما تقوم به اسرائيل خلال هذه الفتره ومن هذا تبدأ اسرائيل بوضع مطالب ذات سقف عالي لقاء تاجيل الهجوم البري المزعوم او الغائه .
2. خلال الضجيج الإعلامي الاسرائيلي وبذريعة خسائرها في عملية طوفان الاقصى والتهديد بالهجوم البري على غزة تقوم اسرائيل بهذا للتغطية على استمرار جرائمها على غزة بالقصف بالمدفعية والطيران على سكان غزة واستمرار ارتفاع عدد القتلى و الجرحى يومياً و الحصار.
ما يجري الان في غزة هي عملية قذرة مدروسة وممنهجة لغرض القتل وتشريد اكبر عدد من سكان غزة انتقاماً لما جرى .
3. وبذريعة الاستعداد والتمهيد للهجوم البري يجري حصار غزة وقطع عنها الخدمات من ماء وكهرباءو الوقود والمستلزمات الأخرى وضرب البنية التحتية وبهذا يكون سكان غزة في وضع مزري وذلك يخلق فجوة بين السكان المدنيين الذين يعانون مما يجري وبين المقاومين (حماس) حيث يبدأ التملل و وضع الوم على المقاومة نتائجة ماجرى.
لقد قامت اسرائيل ومنذ وجودها على حزمة من الأكاذيب والادعاءات الواهية واستمرت خلال وجودها بالتضليل والتزييف بكل الوسائل وكانت طول فترة وجودها ومنذ تأسيسها بقتل وتهجير الفلسطينيين وتشويه تصديهم و مقاومتهم للاحتلال وكفاحهم الذي تقر به كل المواثيق والدساتير والقوانين الدولية .
ان ضرب غزة يوميا من الجو و البر و البحر وايقاع اكبر ضرر بكل ماهو موجود في غزة فوق الارض وتحت الارض واسرائيل سوف تطول تلك الفترة ما امكن وخلال هذه الفترة سوف تكون هناك عمليات عسكرية محدودة من تجاوز جدار غزة والتوغل في وحدات عسكرية محدودة الى داخل غزة بسيناريوهات مختلفة بين الحين والاخر للتمويه بان ذلك جزء او تمهيد للهجوم البري المزعوم والذي برأينا هو هجوم وهمي بغية التضليل والابتزاز.
وبرأينا بعد انتهاء هذه المعركة و وقف اطلاق النار سوف يقوم الغرب و أستراليًا بفتح باب الهجرة لسكان غزة بذريعة التعاطف الإنساني مع سكان غزة الذين تذوقوا الالام مما جرى اخيرأ في غزة وبهذا يخفف الضغط على اسرائيل وهو نوع من التهجير الطوعي الذي ترغب به اسرائيل وهذا موضوع اخر نتطرق له في مقال اخر..
رعد النعيمي
سان ديكو ٢٨/١٠/٢٠٢٣
545 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع