معاهدة مولوتوف - روبنتروب وتداعياتها

د. جابر أبي جابر

معاهدة مولوتوف - روبنتروب وتداعياتها

أدركت الحكومة السوفيتية في أواخر الثلاثينات خطورة وتعقد الوضع القائم في أوروبا، وضرورة درء الحريق العسكري ووضع العراقيل في وجه النزعات الفاشية. ولهذا الهدف كانت في البداية تسعى إلى إجراء مباحثات مع حكومتي إنجلترا وفرنسا وتوقيع اتفاقيات تعاون ضد العدوان النازي المحتمل.

وقد أنشأ الوضع الدولي والداخلي للدول الغربية مقدمات معينة لنجاح مباحثات كهذه حيث أن سياسة الترضية لمؤتمر ميونيخ لم تجلب لهاتين الدولتين النتائج المرجوة وأصبح واضحاً أنهما مستهدفتان في البداية من جانب ألمانيا.
وفي 7 نيسان/ أبريل عام 1939 تقدمت موسكو إلى إنجلترا وفرنسا باقتراحات حول توقيع اتفاقية تعاون بين البلدان الثلاثة مدعومة بمعاهدة عسكرية وإبداء المساعدة من قبلها لبلدان أوروبا الشرقية المتاخمة للاتحاد السوفيتي في حال تعرضها للعدوان. وكان من المزمع أن تعقد اتفاقية التعاون والمعاهدة العسكرية لمدة 10-15 عاماً. وبناء عليها يحظر في حال اندلاع نزاع مسلح عقد صلح انفصالي مع العدو. ولدى تسليم هذه المقترحات إلى السفير البريطاني في موسكو أكد وزير الخارجية السوفيتية مكسيم ليتفينوف بشكل خاص على أهمية إبرام كلا المعاهدتين السياسية والعسكرية في آن واحد.
وفي غضون الفترة الواقعة بين نيسان/ أبريل وآب/ أغسطس عام 1939 جرت بموسكو مباحثات ثلاثية حول عقد معاهدة تعاون بين الاتحاد السوفيتي وإنجترا وفرنسا. وخشية من احتمال نجاح الألمان بتحييد السوفيت وجه رئيس وزراء بريطانيا آرثر تشامبرلين في 27 أيار/ مايو إلى سفير بريطانيا بموسكو تعليمات تتضمن موافقة لندن على بحث معاهدتي التعاون والتنسيق العسكري والضمانات التي يجب تقديمها للدول، التي يمكن أن تتعرض للهجوم من قبل ألمانيا.
وفي 2 حزيران/ يونيو سلم الاتحاد السوفيتي خلال مباحثات موسكو مسودة جديدة للمعاهدة إلى بريطانيا وفرنسا. وقد نصت على التزام كافة الجهات في حال وقوع العدوان بتقديم المساعدة الفورية بما في ذلك الدعم العسكري إلى الطرفين الآخرين المشاركين في المعاهدة إلى جانب دول أوروبا الشرقية المتاخمة للاتحاد السوفيتي. وحسب مسودة المعاهدة يجري سريان مفعولها في الحالات التالية :
- إذا اعتدت دولة أوروبية (ألمانيا) على أحد البلدان المشاركة في المعاهدة.
- في حال وقوع العدوان الألماني على أحد البلدان التالية : بلجيكا وبولندا ولاتفيا واستونيا وفنلندا واليونان ورومانيا ينبغي أن تمنح الأطراف المتفقة ضمانات لحماية جميع هذه البلدان.
- في حال اشتراك أحد الأطراف في الحرب من جراء تقديمه المساعدة بناء على طلب بلد أوروبي ثالث.
ولكن في الوقت نفسه رفضت استونيا ولاتفيا الضمانات من جانب بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي. أما ليتوانيا فقد سبق أن وقعت في آذار/ مارس عام 1936 معاهدة عدم اعتداء مع ألمانيا. وقد استمر السوفيت في الإصرار على إدراج بنود المعاهدة الثلاثية حول منح ضمانات لدول البلطيق أو توقيع المعاهدة بدون ضمانات للدول الثالثة.
وفي 8 تموز/ يوليو أعلنت بريطانيا وفرنسا أنه تم الاتفاق عموماً بشأن المعاهدة. غير أن الجانب السوفيتي طرح مطالب جديدة تتعلق بتفسير مفهوم "العدوان غير المباشر" واقترح تفسيره الخاص، الذي فهمه ممثلو كلا الدولتين على أنه يعني منح السوفيت امكانية ادخال قواتهم إلى البلدان المجاورة حسب رغبتهم وبأي حجة أو ذريعة.
ومع ذلك أكد الجانب الغربي في 23 تموز/ يوليو على أنه تم التوصل إلى اتفاق بخصوص المسائل الأساسية للانتقال إلى دراسة القضايا العسكرية الملموسة، ووافق على إجراء المباحثات العسكرية المقترحة من قبل الجانب السوفيتي. وفي 27 من الشهر نفسه اتفقت الأطراف الثلاثة على الفترة التحضيرية لعقد هذه المباحثات في غضون 8-10 أيام. ولكن لم يتسن مع ذلك الوصول إلى صيغة توافقية بشأن عبارة" العدوان غير المباشر" ورفض السوفيت نشر بيان حول الاتفاق الخاص بالمعاهدة السياسية.
وفي 2 آب / أغسطس أكد الاتحاد السوفيتي مجدداً خلال مباحثات موسكو مع بريطانيا وفرنسا موقفه الثابت بخصوص تفسيره لعبارة "العدوان غير المباشر". وفي السابع من الشهر نفسه توقفت المباحثات السياسية في موسكو مؤقتاً. ثم خلال الفترة الواقعة بين 13 و17 آب عقدت سبع جلسات قامت الوفود خلالها بتبادل التقارير الشفهية حول إمكانيات قواتها العسكرية في حال حدوث العدوان النازي.
وبحلول هذا الوقت بات تشمبرلين يميل إلى نسف المباحثات مع الاتحاد السوفيتي. وقد اعترف وزير خارجية بريطانيا غاليفاكس خلال جلسة لجنة السياسة الخارجية في البرلمان البريطاني قائلاً:" إن هدفنا الرئيسي من هذه المباحثات يكمن في منع الاتحاد السوففيتي من إقامة أي صلات مع ألمانيا". كما أن ستالين أيضاً لم يكن يعول على توقيع اتفاقية حقيقية مع بريطانيا وفرنسا وإنما كان ينظر إلى المباحثات كوسيلة للعب الدبلوماسي مع ألمانيا من جهة، ومن جهة أخرى مع بريطانيا وفرنسا بهدف البقاء خارج الحرب الأوروبية. وقد جاء في التعليمات، التي وجهها الزعيم السوفيتي على ورقة بخط يده إلى فوروشيلوف في 7 آب/ أغسطس، ما يلي:
1- التأكيد على سرية المباحثات بموافقة الأطراف.
2- ينبغي، قبل كل شيء، أن تبرز صلاحياتك في إجراء المباحثات مع الوفدين العسكريين البريطاني والفرنسي بخصوص توقيع معاهدة عسكرية. وبعد ذلك تسأل رئيسي الوفدين إذا كان لدى كل منهما صلاحيات (تفويض رسمي من حكومتيهما بتوقيع المعاهدة العسكرية مع الاتحاد السوفيتي).
3- إذا لم يكن لديهما الصلاحيات اللازمة لتوقيع المعاهدة ينبغي عندئذ الإعراب عن الاندهاش من ذلك والتعبير عن الأسف لهذا الوضع والاستفسار"بكل لطف" عن أهداف مجيئهما إلى موسكو.
4- إذا أجابا بأنهما أُرسلا لإجراء المباحثات وتحضير الأمور لتوقيع المعاهدة العسكرية فينبغي الاستفسار عما إذا كان لديهما خطة ما للدفاع عن حلفائهما القادمين من جانب المعتدين في أوروبا.
5- في حال توفر خطة ملموسة عندهما للدفاع ضد المعتدي، في هذا الشكل أو ذاك، وهو أمر قليل الاحتمال يجب أن تسألهما على أساس أية قضايا وأية خطة دفاع يفكر الإنجليز والفرنسيون بعقد مباحثات مع الوفد العسكري السوفيتي.
6- في حال إصرار الوفدين مع ذلك على المباحثات ينبغي حصر ذلك بمناقشة بعض المسائل المبدئية وبصورة رئيسية دخول قواتنا إلى ممر فيلنوس وغاليتسيا وكذلك عبر رومانيا.
7- إذا اتضح أن الدخول الحر لقواتنا عبر أراضي بولندا ورومانيا أمر متعذر فيجب التصريح بأن الاتفاق غير ممكن إذ لم يتوفر هذا الشرط. فبدون الدخول الحر للقوات السوفيتية عبر الأراضي المذكورة لن يتم تحقيق الدفاع ضد المعتدي في أي شكل من الأشكال وإننا لا نرى من الممكن المشاركة في مشروع محكوم مسبقاً بالفشل.
8- إذا طلب الوفدان البريطاني والفرنسي التعرف على مصانعنا وقطعاتنا وكلياتنا العسكرية ينبغي القول أنه بعد زيارة الطيار الحربي تشارلز ليندبيرغ في عام 1938 للاتحاد السوفيتي قررت الحكومة السوفيتية منع زيارات الأجانب للمؤسسات الصناعية الحربية والقطعات العسكرية باستثناء حلفائنا عندما سيظهرون.
وفي الوقت نفسه قررت ألمانيا جس نبض القيادة السوفيتية عن طريق القائم بأعمال السفارة ببرلين غيورغي أستاخوف بخصوص إمكانية تحسين العلاقات السياسية بين البلدين. وفي 3 آب/ أغسطس أصدر وزير خارجية ألمانيا يواخيم فون روبنتروب بياناً رسمياً حول موضوع التقارب الألماني السوفيتي احتوى ضمن أمور أخرى تلميحاً إلى تقاسم مناطق النفوذ.
ومن جهتها تلقت القيادة السوفيتية في 8-10 آب/ أغسطس معلومات تشير إلى أن الألمان مستعدون لإعلان اهتمامهم (السياسي على الأقل) بمصير دول البلطيق وبولندا الروسية وبيسارابيا وبودهم في المقابل الحصول على تأكيد حول اهتمام السوفيت بمصير ميناء دانتسيغ البولندي الواقع على بحر البلطيق، وكذلك القسم الألماني السابق من بولندا".
ولكن انعطافاً كهذا من شأنه أن يعني تخلي الاتحاد السوفيتي عن توقيع المعاهدة مع بريطانيا وفرنسا. وفي 11 آب/ أغسطس رحبت القيادة السوفيتية بإجراء مباحثات تدريجية حول هذه المسائل في موسكو. وفي 13 من الشهر نفسه أعربت ألمانيا عن موافقتها على البدء بهذه المباحثات في العاصمة السوفيتية.
ويرى المؤرخ الروسي سيرغي سلوتش أن كافة بنود التعليمات الثمانية، التي سلمها ستالين إلى الوفد السوفيتي في المباحثات العسكرية، لم تستهدف المساعدة على إنجاح المباحثات وإنما كانت تشير إلى طريقة نسفها وتحميل المسؤولية على عاتق الوفدين الغربيين وحكومتيهما. (سيرغي سلوتش. الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية والحرب العالمية الثانية، موسكو، دار نشر"ناووكا"،2007). أما الباحث يوري نيكيفوروف فإنه ينتقد هذا الرأي مشيراً إلى أن نص تعليمات ستالين لا يعطي المبرر لمثل هذا التفسير.
كان اعتراض البولنديين على مرور القوات السوفيتية عبر أراضيهم حجر عثرة أمام توقيع المعاهدة الثلاثية رغم محاولات بريطانيا وفرنسا المتكررة لاقناع القيادة البولندية بالتراجع عن قرارها والسماح بدخول الجيش الأحمر إلى أراضيها إذا اقتضت الضرورة.
وتحسباً لاحتمال إجراء مباحثات مع وزير خارجية ألمانيا النازية لاحقاً قام ستالين في أيار/مايو عام 1939 بعزل وزير الخارجية مكسيم لتفينوف اليهودي (مائير والاش) وتعيين مولوتوف الروسي عوضاً عنه. وفيما بعد أشار هتلر بهذا الصدد إلى أن عزل ليتفينوف كان عاملاً حاسماً في تحسين العلاقات الألمانية السوفيتية حيث قال:" كان ذلك بالنسبة لي كطلقة مدفع تعلن عن تبدل مواقف موسكو من البلدان الغربية".
وفي 23 آب/ أغسطس وصل إلى موسكو وزير الخارجية الألماني يواخيم روبنتروب وخلال مباحثاته مع ستالين ومولوتوف وقع الجانبان في ليلة 23/24 آب/ أغسطس معاهدة عدم الاعتداء السوفيتية الألمانية والبروتوكول السري الملحق، الذي حدد مناطق مصالح الطرفين في أوروبا الشرقية. وقد أُرجعت إلى منطقة النفوذ السوفيتي فنلندا وأستونيا ولاتفيا وأراضي بولندا الواقعة إلى الشرق من نهري ناريف وفيسلا وكذلك بيسارابيا وبوكوفينا الشمالية (رومانيا). وهكذا فقد توصلت ألمانيا النازية إلى تطبيع العلاقات مع الاتحاد السوفيتي وضمان وقوفه على الحياد في حال هجومها على بولندا.
وعقب توقيع المعاهدة، التي أصبحت تُعرف بمعاهدة مولوتوف- روبنتروب، أعلنت البعثة العسكرية البريطانية الفرنسية في 25 آب/ أغسطس أنه في ضوء التطورات الأخيرة لم يعد هنالك " أي مغزى" لمتابعة المباحثات العسكرية. وأشير في اليوم نفسه من قبل فرنسا إلى أن معاهدة عام 1935 تبقى قائمة وإنه يمكن أن تتواصل المباحثات السياسية الثلاثية من حيث المبدأ إذا قبلت لندن وباريس المقترحات السوفيتية. ولكن الدولتين الغربيتين قررتا عدم تقديم تنازلات للجانب السوفيتي، الذي تجاسر سراً أن يفضل مصالحه الخاصة على" القضية العامة" لحماية الديمقراطيات الغربية. وفي مساء 25 آب/ أغسطس غادر الوفدان موسكو.
وفي 28 أيلول/سبتمبر عام 1939 جرى توقيع معاهدة الصداقة والحدود بين البلدين حيث تم تثبيت تصفية الدولة البولندية بعد الغزو الألماني لها. كما وقعت ثلاث ملاحق منها اثنان سرّيان لتعديل"مناطق مصالح" الدولتين الواردة في الملحق السري لمعاهدة مولوتوف- روبنتروب الموقعة في 23 آب/أغسطس عام 1939. وقد تناول الملحق الأول(الخاص) مسألة تحديد نظام تنقل المواطنين السوفيت والألمان بين جزئي بولندا المقسمة، بينما تعلق الملحق الثاني(السري) بقطع دابر أي"دعاية بولندية" على أراضي الجزئين المحتلين. ونص الملحق الثالث(السري) على تسليم السوفيت للألمان مقاطعتي وارسو ولوبلان مقابل ضم ليتوانيا إلى مناطق نفوذ الاتحاد السوفيتي حيث انتهى الأمر بدخولها في قوامه وإنشاء جمهورية ليتوانيا الاشتراكية السوفيتية يوم 15 حزيران/ يونيو عام 1940. وعلى العموم استغل ستالين الملحق السري لهذه المعاهدة من أجل ضم دول البلطيق وبيسارابيا وبعض أجزاء بولندا إلى الاتحاد السوفيتي. ولكنه لم يفلح خلال حرب الشتاء(1939-1940) في ضم فنلندا.
وخلال الفترة الواقعة بين توقيع معاهدة معاهدة مولوتوف- روبنتروب والهجوم الألماني على الاتحاد السوفيتي(22 شهراً) ضاعفت ألمانيا من قدراتها العسكرية والاستراتيجية. فقد تلقت الآلة العسكرية النازية 140 ألف طن من فلزات المغنيزيوم و14 ألف طن من النحاس و3 آلاف طن من النيكل و20 ألف طن من خامات الكروم و2736 كغ من معدن البلاتين. واستخدمت هذه المعادن في الإنتاج الحربي. وحصلت ألمانيا كذلك من الاتحاد السوفيتي خلال الفترة المذكورة على 1.863 مليون طن من الحبوب و865 ألف طن من النفط الخام و101 ألف طن من القطن الخام وما يزيد عن مليون طن من المواد الخشبية و11 ألف طن من الكتان و19 ألف طن من الاسبيست و184 ألف طن من الفوسفات. كما كان يجري في تلك الفترة عبر أراضي الاتحاد السوفيتي نقل الخامات الاستراتيجية والمواد الغذائية من بلدان المحيط الهادئ والشرق الأوسط وغيرها إلى ألمانيا. وعلى العموم ارتفعت صادرات الاتحاد السوفيتي إلى ألمانيا في تلك الفترة(1939-1941) من 85.9 مليون طن إلى736.6 مليون طن أي حوالي 9 مرات..
وفي الأول من أيلول/سبتمبر عام 1939 اجتاحت القوات الألمانية النازية بولندا حيث لقيت مقاومة شديدة من جانب القوات البولندية رغم تفوق الألمان في العدد والعتاد ولاسيما بالنسبة للدبابات والطائرات الحديثة. وكان البولنديين ينتظرون بفارغ الصبر المساعدة من حليفتيهما فرنسا وبريطانيا بعد إعلانهما الحرب على ألمانيا في الثالث من الشهر نفسه وذلك من خلال تحركات عسكرية فعالة على الجبهة الغربية لتخفيف الوطأة عنهم في الشرق. ولسوء حظهم لم تتخذ هاتان الدولتان أية أعمال ملحوظة في الجبهة الغربية مع أن الألمان قاموا بتركيز ثلاث أرباع قواتهم ضد بولندا.
والجدير بالذكر أن ستالين بعد قيامه بتصفية معظم الرفاق السابقين حوّل اهتمامه من الشؤون الداخلية إلى السياسة الخارجية. وقد انصب هذا الاهتمام بالدرجة الأولى على فكرة استعادة أراضي الإمبراطورية الروسية المنسلخة عقب ثورة أكتوبر وخلال الحرب الأهلية. وبعد الاتفاق مع النازيين على تقاسم مناطق النفوذ بموجب الملحق السري لمعاهدة مولوتوف- روبنتروب أُتيحت الفرصة لموسكو للبدء في تحقيق الفكرة المذكورة.
ويعتقد معظم الخبراء والمؤرخين الغربيين والروس أنه لم يكن بوسع هتلر القيام بهجوم كاسح على هذا البلد دون الاتفاق مع ستالين بخصوص تقاسمها معاً. ويرى هؤلاء أن تآمر الزعيمين الدكتاتوريين على بولندا من خلال معاهدة مولوتوف- روبنتروب أدى، في واقع الأمر، إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، التي ذهب ضحيتها أكثر من 60 مليون شخص.
وفي معمعان المعارك بين البولنديين والقوات الألمانية الغازية تلقى الجيش الأحمر في 14 أيلول/سبتمبر الأوامر بالهجوم على بولندا في 17 من الشهر نفسه لأجل"تحرير أوكرانيا وبيلوروسيا الغربيتين من الاحتلال البولندي الفاشي". وسرعان ما أدى القتال على جبهتين إلى إضعاف الجيش البولندي واضطراره إلى الاستسلام رغم استمرار بعض بؤر المقاومة حتى أواخر الشهر المذكور.
وفي 22 أيلول/ سبتمبر أقيم ببريست استعراض عسكري مشترك بمناسبة تسليم الجيش الألماني المدينة إلى القوات السوفيتية. وقد أشرف على الاستعراض قائد أحد ألوية الجيش الأحمر العميد سيميون كريفوشين والجنرال الألماني هاينز غودريان.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

458 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع