د.عبد يونس لافي
من رسائل مملكة ماري/ إدارة المملكة
الرسالة العاشرة
من مسؤولٍ إداريٍّ إلى الوالي
بشأن المطلوبين للقضاء
رسالةٌ أخرى من الرسائل الإداريةِ الماريَّة،
كانت قد أُرسلتْ من خَميشتَمار (Ḫammištammar)،
وهو أحدُ المسؤولينَ الإداريّين في طَرقا (Terqa)،
إلى الوالي كبري - دگان (Kibrī-Dagan).
كان هذا الوالي قد طلب منه،
أن يُرسل اليه من أهلِ طَرقا الأصليّين،
من كان مطلوبًا للقضاء.
يبدو أنَّ الوالي أراد إنفاذَ أحكامِ القضاء،
ومنْعَ التهرُّبِ منه أو التمرُّدِ عليه.
أما المسؤولُ فقد وجد نفسَهُ،
في موقفٍ لا يُحسَدُ عليه،
إذ يُفهَمُ من خطابِه،
أنَّه كان عاجزًا عن تنفيذِ الطلب!
أجاب هذا المسؤولُ واليه،
بأنَّ هناك شخصيْن ممن كانا متعنِّتيْن،
في تحديّهما حينما سألهما،
إنْ كانا من العبيد،
أو كانا مدينين،
أو كانا ممن قد رُفِعت ضدهما دعوى،
من قبَلِ القصر،
أو من قبَل الوالي نفسه،
محذِّرًا إيّاهما:
أنَّه سوف لا يرحمُهُما،
ولا مناصَ من تسليمِهما للقضاء.
بيدَ أنَّه جوبِهَ بالرَّفضِ،
ولم يجدْ إليهما سبيلا،
ولذا توجَّه بكلِّ احْترامٍ،
بطلبِ الإذنِ من الوالي،
للقبضِ على من كان حرًّا فيرسُله إليه.
طلبُ المسؤولِ لم يكن رغبةً منه،
ولكنْ تنفيذًا لأوامرِ الوالي،
مترجمًا ذلك حينما ختم رسالتَه بأنَّه،
يخشى أن تكونَ الخسارةُ اكبر،
إذ أنَّ هذا الفعلَ،
ربما أدّى الى فقدانِ الثقةِ بينه وبين مواطنيه.
فحوى الرسالة:
" أخبِرْ كبري - دگان (Kibrī-Dagan)
والي طَرقا (Terqa)،
خميشتَمار (Ḫammištammar)
يُرسل الرسالةَ التالية:
لقد استلمتُ رسالتَك التي ارسلْتها إليَّ،
لقد كتبتَ ما يلي:
" أرسِلْ لي اؤلئك السكانَ الأصليّين من طَرقا،
أينما كانوا الآن،
إذا كانت هناك،
أيةُ دعوى قضائيةٍ معلقةٍ ضدَّهم ".
هذا ما كتبتَه لي.
كان عندي هذان الرَّجلانِ من (طَرقا)،
لقد جادلا رجُلَكَ بتعنُّتٍ،
حين قال لهم:
أجيبوا إذا كنتم عبيدًا،
أو كنتم مدينينَ،
أو إذا كانت هناك دعوى ضدَّكما،
من القصرِ، أو دعوى مرفوعة من
كبري - دگان (Kibrī-Dagan)!
أنا سوف لا ارحمُكما،
بل سوف اسلِّمُكما.
لقد اتَّخذا موقفَ الجدالِ مع رجُلِك،
ولم يكن قادرًا على دحضِهما.
الآن، هل يمكنُني إلقاءُ القبضِ،
على الرِّجالِ الأحرار،
بأُسْلوبٍ لائقٍ وأُسَلِّمُهم لك؟
على أني إنْ فعلتُ هذا،
سوف لن يؤدّي هذا الفعلُ،
إلّا إلى زعزعةِ الثقةِ
بيني وبين مواطني مَنطِقَتي".
خلاصةُ القول:
التهوُّرُ والتمرُّدُ والخروجُ عن النظام،
شأنٌ يتكرَّرُ في كلِّ زمانٍ ومكان،
ويبقى الأمرُ متعلِّقًا بدراسةِ
أسْبابهِ وطرائقِ علاجِه،
وإلّا اسْتَفْحلَ ودمَّر.
1225 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع