دفين جامع الحبيب العجمي

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 31 كانون2/يناير 2024 07:17

كتب بواسطة: سمير عبدالحميد

سمير عبد الحميد

دفين جامع الحبيب العجمي

قال عيسى البندنيجي في كتابه جامع الانوار في مناقب الاخيار :(ومنهم قدوة الاولياء حبيب العجمي ((قدس سره)) هذا هو احد المشايخ المتقدمين، واحد السادة المتصوفين، صاحب الكرامات والخوارق، ومعدن العبادات والحقائق، واليه تنتمي فرق اكثر الطرائق ...ولم يظفر بتاريخ ولادته وزمن وفاته ومكان تربته في كتاب من الكتب الي اتفق النظر اليها،( ولكن اشتهر بين الناس ان مرقده في بغداد في الجانب الغربي على شاطئء الدجلة مقابل قصر الامارة وذلك قريب من جامع القمرية ويتبرك به ويزار).وقال العلامة محمود شكري الالوسي في تاريخ مساجد بغداد ص 124 انه توفي في حدود سنة 140هـ اي قبل ان تنشأ بغداد على يد المنصور وقال الدكتور مصطفى جواد في دليل خارطة بغداد ص299: (والصحيح ان حبيبا العجمي توفي في البصرة، وقد زار قبره ابن بطوطة سنة 727هـ.وقال صاحب كتاب مضمار الحقائق وسر الخلائق في حوادث سنة سبع وسبعين وخمس مائة(فيها نقل المستضئء-قدس الله روحه- من الدار التي كان مدفونا فيها (اي في دار الخلافة) الى الدار العتيقة لبعض الجهات غربي دجلة من بغداد عند راس الجسر مجاورة لجامع فخر الدولة بن المطلب ،وكانت العادة ان يدفن الخلفاء بمقابر قريش بالمحلة المعروفة بالرصافة ،الا المستضئء-رضوان الله عليه- فانه ذكر عنه انه اوصى بذلك ،وقيل ان الناصر لدين الله –صلوات الله عليه- اختار هذه الحال لاجل خريدة امير المؤمنين لئلا تبعد عليها زيارته ولا تجد من بدله بعد الطريق فاختار ذلك لقربه،واقام للموضع فراشين وبوابين فلا يقدر احد على الدخول لزيارته الا بأذن ،واوقف عليه وقوفا كثيرة وجعل لتربته الراتب من الشموع والوظائف من المخزن الشريف ،وعمل على ضريحه صندوقا من الساج وغرم عليهه مبلغا من المال.وجاء في كتاب المقابر والمشاهد ومواضع قبور الخلفاء لعلي بن انجب الساعي ص62:(ذكر تربة الامام المستضئء بامر الله:وهذه تربة جعلت اشبه بالقصور على شاطئء دجلة بالجانب الغربي بقصر المامون امر بانشائها في سني خلافته وجمعت لها الالات ونقل اليها الجص والنورة والاسفيذاج واحرق لها الاجر الكثير المقدار وجمع لها الصناع والفعلة واجيد بناؤها واحكم اسها حتى صعدت كاطواد البحار او كجبال القفار وعليها شرفات بطول فنائها احسن من الحلي المخرم والوشي والمدرهم وازاء هذه المنشاة رواق باد له شبابيك مشرفة الى دجلة وجسرها ووراء ذلك بستان ذو روض مفوف الازهار ونور مثل الدرهم والدينار فيه من انواع الشجر والنخل مايروق النظروياتي بانواع الثمر وقد فرشت ارضه بالرياحين والبهار والنسرين فهو نزهة للعيون وفرحة القلب المحزون فجاءت انموذج الجنان لم يعوزها سوى الحور والولدان )وقد لاحظ ابن جبير اثناء وجوده في بغداد سنة ثمانين وخمس مائة ان الخليفة الناصر لدين الله قد اتخذ من شرفات هذه المنشاة المشرفة على دجلة منظرة له قال ابن جبير (نزلنا بربض من محلة القرية يعرف بالمربعة ....وللخليفة من تلك الديار جزء كبيرقد اتخذ فيها المناظر المشرفة والقصور الرائقة والبساتين الانيقة ،ابصرناه في الجانب الغربي امام منظرته وقد انحدر عنها صاعدا في الزورق الى قصره باعلى الجانب الشرقي على الشط) .اذن دفين جامع الحبيب العجمي هو الخليفة المستضيء بامر الله وليس غيره كما يدعي البعض وقد ايد ذلك القول الاستاذ انورالناصري في كتابه سوق الجديد محلة مضيئة من الجانب الغربي ببغداد والمستضيء قد تم بعهده سقوط الدولة العبيدية في مصرمن قبل الناصر صلاح الدين الايوبي رحمه الله وقد يكون دفنه في هذه البقعة وجعلها من محرمات دار الخلافة لدوافع امنية خوف نبشها وحرقها من قبل اعوان الدولة العبيدية .