صبيح صادق
محمد كامل عارف الذي عرفته
صفحة آفاق، أو القسم الثقافي، هي الصفحة التي أسسها، في السبعينيات، محمد كامل عارف بتكليف من سعد قاسم حمودي، رئيس تحرير صحفية الجمهورية ومسؤول دار الجماهير.
عندما بدأتُ العمل في القسم عام 1976، عرفت بأن رئيس القسم، محمد كامل عارف، يحمل شهادة ماجستير في الصحافة. منظـَّم غاية التنظيم، كل الأشياء له محددة وواضحة، متأكد من نفسه تماما، يحسب الوقت حسابا دقيقا، حدّي في قراراته.
غرفة القسم الثقافي مفتوحة باستمرار، حتى إذا وصل محمد كامل، فأول عمل يقوم به هو أنه يغلق الباب، ثم يجلس أمام مكتبه. بعد لحظات، يدخل الفراش، عمي كشاش، وهو يحمل القهوة، يضعها أمام رئيس القسم. رئيس القسم يتناول القهوة، وبينما هو يتناول قهوته يـُقلـِّب الصحف. بعد أن ينتهي منها، يبدأ بالاطلاع على ما وصله في البريد من مواضيع، ويُراجع ما تراكم من موضوعات سابقة على مكتبه. لا يُـحب المقاطعة. لا هو يقاطع الآخرين ولا يحب أن يقاطعه أحد. يختار من بين المواضيع حوالي عشرة، ثم يبدأ بقراءتها، فيغرق في التفكير، ثم يختار منها خمسة او ستة، ويبدأ بإعدادها وتصليحها، وقد يبقى يفكر ماذا يقدم وماذا يؤخر، ويستشير مساعده سهيل سامي نادر باستمرار. الملاحظات التي يبديها سهيل سامي دقيقة للغاية ويأخذها رئيس القسم بنظر الاعتبار. عندما يسنح له الوقت يترجم بعض الأخبار الثقافية.
شديد في نشر المواضيع، لا يهمه اسم الكاتب كثيرا، وينشر مقالات لكتـّاب لا يعرفهم، ولا تؤثر الصداقة على أفضيلة النشر. عرفت ذلك من خلال بعض المكالمات الهاتفية معه، يطلب فيها بعض الاصدقاء نشر موضوع ما، فيعتذر رئيس القسم عن نشره. فأيقنت عند ذلك ان هذا الشخص صارم في تحكيمه.
في احدى المرات، وأنا اقطع صفحة "آفاق" من الجريدة كي أجمعها لحفظها ضمن أرشيف خاص بالقسم، كانت إحدى صفحات الأرشيف الخاص بآفاق مطوية قليلا، كطية ورقة كتاب عندما نريد معرفة مكان الصفحة، فنهض محمد كامل من كرسيه، وعدّل الورقة ثم عاد الى مكانه، فعرفت منذ ذلك الوقت أنه مُعتز جدا بصفحة آفاق، ومنظم للغاية.
من ذكريات محمد كامل
من ذكريات محمد كامل عارف، في تلك السنوات، قال بأنه عند عودته إلى العراق، بعد سنين قضاها طالبا في الاتحاد السوفيتي في الستينيات، كان يشعر بشى من الخجل والتردد أن يدفع أجرة للطبيب، لأنه تعوّد على التأمين الطبي المجاني في الاتحاد السوفياتي.
في إحدى المرات، تذكـّر محمد كامل حادثة عن حياته الخاصة، بعد زواجه، فقال، أنه تخاصم مع زوجته نوار أحمد الأوقاتي، واستمر الجدال بينهما حتى وصل الى درجة الصراخ، وكان والد زوجته حاضرا، يستمع ولم يتدخل بينهما. يقول عارف بعد ساعة تصالحتُ مع زوجتي وبدأت أتكلم معها بحديث مُطعـّم بالضحكات والنكات والهزل، وعندها اندفع والد زوجتي نحونا، وبدأ بتأنيبنا تأنيبا شديدا، وقال لنا: لقد توقف قلبي وارعبتماني بصراخكما، وبعد ذلك كله، تتبادلان الآن الضحكات؟ّ!
من جملة آراء محمد كامل، انه في عام 1977 تم تعيين مسؤول نقابات العمال في العراق محمد عايش وزيرا، وأثار القرار في حينه تساؤلات كثيرة، لأن محمد عايش يحمل شهادة بسيطة، وكان القرار موضع حديث من قبل البعض في القسم الثقافي، صفحة آفاق، وكان رأي محمد كامل عارف، "الآن ستكتسب الحركة العمالية قوة جديدة، وقد تدخل في منافسة الطبقة البرجوازية، وأخشى أن يقع، بعد ذلك، التصادم بينهما". بعد ذلك بسنتين، عام 1979، اصطدم محمد عايش مع صدام حسين، وكانت النتيجة هي الحكم على محمد عايش بالاعدام، في القضية المعروفة باسم جماعة قاعة الخلد.
نشاطه في الترجمة والادب
عندما كان محمد كامل في العراق، نشر العديد من النصوص المترجمة والقصص، ومنها ما نشره في مجلة الاداب البيروتية الشهيرة، ففي فبراير/ شباط، عام 1966، نشرت له مقالا، وهو لا يزال طالبا، عن الكاتب الروسي: (يسينين ... والغربة)، بمناسبة مرور 75 عاما على ميلاده، ثم نشرت له قصة "الطير الأسود الصغير"، في أغسطس/آب من العام نفسه. وبعد ذلك بعام في شهر مايو/ أيار، عام 1967، نشرت له قصة الغريبان.
اقصاء محمد كامل
محمد كامل عارف لم يكن متوقعا عزله عن صفحة آفاق، والحقيقة انه لم يستطع الحياة دون صفحة آفاق، ولهذا اتخذ قرار ترك الوطن. لقد كان وقع الخبر عليه من الشدة أنه نادرا ما كان يشير إلى عمله في القسم الثقافي بجريدة الجمهورية، وكأنه يتحاشى تذكّر تلك السنوات التي لمعت فيها صفحة آفاق؛ في وقت كانت آفاق من الصفحات الثقافية المهمة، ومن جملة ما عثرت عليه من ذكره ماضيه في صفحة آفاق، قوله:
"كنت في مطلع سبعينيات القرن الماضي أبحث عمّن يساعدني في إصدار صفحة "آفاق" الثقافية في "الجمهورية"، وأصبح سهيل زميلي حتى أبريل عام 1978 عندما صدر قرار "مجلس قيادة الثورة" في العراق بعزلنا سوية مع 11 صحفيا، ضمن ما سُميَت "حملة تبعيث أجهزة الإعلام والتعليم"
سهيل سامي نادر يتذكر بداية عمله مع رئيس القسم محمد كامل عارف بقوله:
"في السبعينات كنت أعمل في جريدة الجمهورية محررا في صفحة "آفاق" الثقافية اليومية التي كان يديرها زميلي العزيز محمد كامل عارف. كانت صفحة تقدمية من حيث حرية الكتابة واختيار الموضوعات وأسلوب التحرير والمتابعة واستخدام الصور، ويعود الفضل في استمرارها وثبات تقاليدها الى الزميل محمد الذي يتصف بالدقة وسعة الاطلاع والايمان برسالة التنوير.
لم أكن على وفاق كامل مع إيمانه الأخير، ليس لأنه على خطأ بل لأني لا أمتلك ثقة بزماني ولا سيما من ناحية سياسية. كان يمتلك ايمانا منظما بالتقدم والعلم والتكنولوجيا والتنمية، ولهذا فتح الصفحة لخبراء ومثقفين كتبوا في تلك الشؤون، وربطوها بالتنمية العراقية. لم أكن أبخس هذه المواد حقها من الاهتمام، لكني لا أوليها الجدية المطلوبة. كنت أمتلك حدساً سياسياً بأننا نعيش عرساً سينقلب مأتماً. ولعلي أعدت إنتاج هذا الحدس بالنقد الثقافي مع شيء من روح السجال والحزن وانعدام اليقين. انتصر حدسي السياسي في النهاية. . ."
هجرتا محمد كامل
لمحمد كامل عارف هجرتان، الأولى الى الاتحاد السوفيتي، في الستينيات، وفيها حصل على ماجستير في الإعلام، من جامعة بطرسبورغ ثم هجرته الثانية، التي جاءت بعد عزله عن صفحة آفاق ومغادرته العراق، وهي الهجرة التي انتهت باستقراره في بريطانيا إلى الأبد.
بالنسبة للهجرة الثانية لمحمد كامل عارف إلى أوروبا، بعد عزله عن رئاسة القسم، عام 1978، فقد استغل الفرصة لمتابعة دراسته للحصول على ماجستير باقتصاد العلوم والتكنولوجيا من اكاديمية العلوم الروسية بموسكو،، ثم استقر في بريطانيا، وأصبح مسؤولا عن صفحة العلم والتكنولوجيا في صحفية الحياة اللندنية، وبعدها انتدب للعمل في مؤسسات عالمية، فكان مستشارا للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في الإمارات العربية المتحدة، كما تم تكليفه بترجمة كتب مهمة ، مثل كتاب مستقبلنا المشترك، الصادر عن عالم المعرفة الكويتية عام 1989، ونشرت له دار المدى كتاب أسفار في العلوم والتكنولوجيا، وهو مجموعة مقالات كان قد نشرها بين 1991 و 2021، كتب في مقدمتها:
"ماذا كان الرحالة السندباد البحري سيعمل عندما يجابه جداراً لا يمكن عبوره؟ لعله كان يغني، وهل غير الغناء معبر من جدار العمى والشلل اللذين أصاباني؟. هكذا جاءت فكرة الكتاب أغنية استعدت بها رحلاتي في أرجاء الأرض وما كتبته خلال أكثر من 40 عاماً في كتاب أو سلسلة كتب"، وشارك في كتابة بحث للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة حول "نهوض نساء العلم في البلدان العربية".
كتب محمد كامل عارف في صحيفة الاتحاد الإماراتية، حتى عام 2021، ثم انقطع عن الكتابة بسبب مرضه، وتوفي يوم السبت 25 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2023، ودفن في مقبرة سيربتون بلندن.
من سخريات القدر أن محمد كامل عارف، (بعد ذلك أصبح اسمه محمد عارف) وهو المعروف في العراق والدول العربية صحفيا ومترجما وأديبا لامعا، أيام عمله في صفحة آفاق في العراق، اتجه، بعد أن ترك وطنه، في هجرته الثانية، نحو دراسة الاقتصاد والتكنلوجيا والعلوم، أما أنا فإنني عندما تقدمت للعمل في صفحة آفاق، كنت مهتما في الاختصاص بتاريخ العلوم عند العرب، وبعد أن غادرت العراق، اتجهت لدراسة الأدب المقارن.
الدكتور ضياء نافع كان يتمنى لو ان محمد كامل استمر في الترجمة الأدبية
في عام 2017، نشر الأستاذ ضياء نافع في الكاردينيا مقالتة (120 سنة على ميلاد يسينين) واهدى نسخة منها الى صديقه محمد كامل عارف، فرد الأخير :
"ضياء، مقالتك الجميلة عن يسينين لذكرى حياة شرارة ذكرتني بمقالة لي عن يسينين منشورة في مجلة الاداب البيروتية باسمي الادبي – محمد كامل عارف، أُرسلها لك تحية لجهدك الذي لا يكل في متابعة الادب الروسي الرائع".
يعلق ضياء نافع على مقالة محمد كامل المنشورة في مجلة الآداب بقوله: إن هذه المقالة تعدّ – حسب علمي المتواضع - اول بحث علمي وموضوعي ومتكامل يقوم به باحث عراقي عن المبدع الروسي يسينين، الشاعر الذي لم يكن يعرفه آنذاك أحد في العراق ( وربما في العالم العربي ) كما يشير الباحث نفسه – وهو على حق - في ثنايا سطور مقالته تلك، وثانيا، اود ان اشير ايضا الى مسألة طريفة ومهمة جدا من وجهة نظري وأرى انها تستحق الاشادة بها فعلا وهي، ان محمد كامل عارف كتب مقالته تلك ونشرتها مجلة الاداب البيروتية الشهيرة عام 1966، عندما كان عارف لايزال طالبا في جامعة لينينغراد ( بطرسبورغ حاليا ) ليس إلا، أي ان المقالة قد فرضت مكانتها وقيمتها العلمية، وبالتالي تم نشرها في مجلة باهمية (الآداب) البيروتية في ذلك الزمان، المجلة التي كان يسعى ( بل ويحلم ) كل باحث واديب عربي ان ينشر فيها، ثالثا، ان الكاتب قد قام شخصيا بترجمة عدة قصائد شهيرة ومعروفة جدا للشاعر يسينين في مقالته تلك لم يسبق لأحد من المترجمين العراقيين او العرب ان قام بترجمتها. . ."
بعد ذلك يشير ضياء نافع: "في ختام هذه النقاط السريعة الى ان موضوعة الأدب الروسي في العراق قد فقدت الكاتب والباحث العراقي المبدع محمد كامل عارف لأنه لم يستمر في طريق مسيرته تلك، اذ كان يمكن ان يمنحنا الكثير الكثير من البحوث والدراسات المهمة في هذا المجال الفكري الحيوي، وذلك لأن الصحافة قد كسبته الى صفوفها منذ عودته الى العراق في النصف الثاني من ستينات القرن العشرين وبعد اضطراره للسفر نتيجة اوضاع العراق الرهيبة المعروفة، والاستقرار في لندن والى حد الآن".
قالوا في محمد كامل عارف
وصفته الكاتبة سلوى زكو، وهي من ضمن المجموعة التي اقيلت من جريدة الجمهورية مع محمد كامل عارف عام 1978: "هو ابن تلك الأم التي تتلو الشعر وتروي الحكايات والأمثال …لعله ورث عنها سحر السرد أو تعلمه منها أضيفت له ثقافة شديدة التنوع فأصبح لدينا واحد من أهم كتاب المقال الصحفي وأكثرهم تنوعا في موضوعاته"، وقال عنه الكاتب سلام مسافر، وهو الآخر كان من ضمن المجوعة التي اقيلت من جريدة الجمهورية: محمد كامل عارف "شتل العنبر في بغداد وأزهر في لندن"، وقال عنه الدكتور إبراهيم خليل العلاف: "صحفي متميز، وصحفي لامع .. صاحب قلم وصاحب فكر تربت على يده أجيال من الصحفيين"، وقال الصحفي مصطفى كامل: " كان محمد كامل عارف أروع من رائعٍ وأحلى بكثير، وقد خسرناه صحفياً ومعلّماً وكاتباً وباحثاً عن الحب والحق والخير والجمال، خسرناه إنساناً بكل معاني الكلمة"، وقال عنه الإعلامي صفاء جبارة "لا أغالي إذا قلت كلنا خرجنا من معطف محمد كامل عارف، وقال مروان شلالا: "توقف قلم محمد كامل عارف، المقيم منذ العام 1981 في عاصمة الضباب، عن الكتابة، لأسبابٍ صحية، وكان على مدى أربعة عقود من الغربة أعد مئات الدراسات وكتب آلاف المقالات".
التقديم للعمل في القسم الثقافي "صفحة آفاق" بجريدة الجمهورية
في عام 1976، كنتُ افكر في البحث عن مؤسسة ثقافية في بغداد كي أعمل فيها، وحاولت وحاولت دون جدوى ، وكان عليّ ان أقبل بالتقديم للحصول على وظيفة مدرس، في مكان ما لا أعرفه، وفي لحظة من اللحظات خطرت على بالي صحيفة الجمهورية، فقررت أن اراجع الصحيفة، كمحاولة أخيرة، ولو انني كنت متأكدا آنذاك بأنها يائسة. ذهبت الى صحيفة الجمهورية، وطلبت من الاستعلامات مقابلة رئيس القسم الثقافي، وبعد قليل قال لي مسؤول الاستعلامات:
ـ تفضل، رئيس القسم في انتظارك.
دخلت على رئيس القسم، فطلب مني الجلوس، وقال لي:
ـ هل طلبتَ مقابلتي؟
ـ نعم، أنا أسأل فيما إذا كان هناك مجال للتعيين عندكم، أنا متخرج من كلية الآداب وأكملت الخدمة العسكرية.
ـ اندهش الرجل من كلامي، وظل يفكر، فشعرت بالخجل، ودار في مخيلتي، بعد تأخره في الجواب، بأنه يدحرجني نحو الهاوية المتوقعة، ثم قال لي:
ـ ولكن هل لك تجربة في الكتابة تؤهلك للتقديم للعمل في القسم الثقافي؟
ـ أنا نشرت عدة مقالات عندكم.
ـ انتَ نشرتَ في صفحتنا، صفحة آفاق؟
ـ نعم.
ـ وما هو اسمك؟
ـ صبيح صادق.
نهض الرجل من مكانه ومد يده ليصافحني.
انتابني الارتباك من نهوضه، ثم انتبهت، ونهضت أنا أيضا كي أصافحه.
قال لي:
ـ لم اعتقد ان كاتب هذه المقالات شاب مثلك، كنت أظنه شخص من كبار السن، أو من المتقاعدين، فموضوع التراث العلمي العربي لا يهتم به شباب اليوم.
ثم ضحك وقال:
ـ أنا سأتكلم مع رئيس التحرير حول هذا الموضوع. أكتبْ طلبا وبيـِّن مؤهلاتك، وتفضل عندنا بعد أسبوع، كي اعطيك النتيجة.
ـ شكرا جزيلا.
ساعدني نائب رئيس القسم على اعداد الطلب. خرجت وأنا في غاية السرور، لأنه، على الأقل، لم يرمني على قارعة الطريق.
بعد أسبوع، طرقت الباب، لأسأل عن النتيجة، فقال لي:
ـ نعم، وافق رئيس التحرير على قبولك، طبعا بالمكافأة، ومقدرها أربعون دينارا شهريا، هل توافق؟
ـ نعم، موافق، مع الشكر الجزيل.
لو انه كان قد قال لي تعمل مجانا لكان جوابي هو الجواب نفسه، نعم، أقبل. لقد كان أقصى ما أطمح إليه هو ان اقتحم مكانا ثقافيا بأي ثمن كان.
عرفت، بعد ذلك، ان رئيس القسم هو محمد كامل عارف، وان الذي ساعدني في كتابة الطلب هو سهيل سامي نادر.
ذلك هو محمد كامل عارف، يساعدني على التعيين في القسم الثقافي دون أن آتيه بوساطة، ولا أنا من أقربائه، ولم يسبق له أن عرفني شخصيا، ونائبه سهيل سامي نادر شاهد على ذلك.
981 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع