رمضان والأسئلة العجيبة!

 عائشة سلطان

رمضان والأسئلة العجيبة!

في أول أيام رمضان، وبعد أن تنتهي مراسم الإفطار وصلاة المغرب وأثناء أو بعد حفلة الشاي والقهوة وأطباق الحلويات ذات الوصفات المستعار معظمها من الإنستغرام، يحين موعد الأسئلة الوجودية الكبرى التي يوجّهها إليك غالباً المحيطون بك (أخوتك وأصدقاؤك وقراؤك على سبيل المثال) وأول تلك الأسئلة: س: كيف كان أول يوم في رمضان؟ ( ج /مثل كل أيام رمضان التي مرت لعشرات السنين) س/ كيف كان الصيام والصداع و..؟ ج/ لا صداع ولا هُم يحزنون صيام عادي... إلخ.

فجأة تنتبه إلى أنك ربما فوت عليهم فرصة أن يحظوا بنميمة معتبرة كانوا يتوقعونها، فيغيرون الأسئلة إلى محاولة تشريح لأطباق مائدة الإفطار.. وهنا تكون الصدمة! س: ماذا أفطرتم؟ ج / تمر وماء وقليل من الشوربة.. لحظات صمت تطول بانتظار بقية المنيو. لكنك تكتفي بالصمت، فتكون الصرخة الكبرى: فقط؟ نعم للأسف، وتجنباً لصدمات غير مأمونة الجوانب تحتمي بعذر حاسم: الطباخ مسافر، والشغالة هربت من يومين! فلم أقدر على غير ذلك.

الحمد لله، مرت العاصفة، ساحبة ذيولها وصوت هامس يتناهى لأذنك: لاحول ولا قوة إلا بالله، حسبي الله عليها، نعم، الحمد لله على السراء والضراء، هروب الشغالات ثقافة سائدة في مجتمعنا لا يمكن أن تتخلى عنها هذه الفئة، ولم تستطع الجهات المسؤولة إيجاد حل ينقذنا من هذا الهدر والابتزاز المالي الذي نتعرض له منذ عقود مضت، والأزمة حين يحصل الهروب في رمضان، هنا الصدمة التي تشعر معها أنك تحتاج لموكب لطم وليس مجرد مواساة.

انتهت الأسئلة لليوم الأول.

هذه الأسئلة لا تقل وجودية وخطورة عن تلك الأسئلة المحورية التي توجه في كل رمضان للسادة المشايخ في البرامج الدينية: قطرة العين تفطر يا شيخ؟ قطرة الأذن، قطرة الأنف، تذوق الطعام؟ الكحل يفطر؟ الإبرة؟ المكياج؟ العطر؟ تقبيل الزوجة؟ لكني نسيت وأكلت نصف صحن المحشي فهل أفطرت أم لا؟ هذه أسئلة أسمعها ويسمعها الوطن العربي منذ اختراع الراديو!!

أخيراً.. كل رمضان وصيامكم لله وحده، وذاكرتكم أكثر تألقاً من ذاكرة القطرات والمكياج وروائح العطور النفاذة..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

919 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع