٨ مارس يوم واحد للمرأة وموجة نسيان باقي أيام السنة

 صوفية الهمامي

٨ مارس يوم واحد للمرأة وموجة نسيان باقي أيام السنة

مع إن الخلاف قائم حول تاريخ اليوم العالمي للمرأة، وتواريخ إحيائه المختلفة ،، لكني أريد العودة إلى الشرارة الأولى التي انطلقت في نيوريوك وقادتها مجموعة من النساء العاملات في مصانع الملابس يوم 8 مارس 1857 مطالبين بالمساواة في الحقوق وتعديل ساعات العمل. وهي مطالب بسيطة جدا لو نظرنا إليها اليوم ولكنها كانت مهمة في ذلك الوقت ، هذه الشرارة الأولى جعلت العالم يتحد لنصرة المرأة وكان اليوم العالمي للمرأة طبعا مع سن قرارات أممية لصالحها ،،

اليوم وبعد قرن وأزيد من الزمن كيف هو حال المرأة ، هل مازالت تطالب بتعديل ساعات العمل والزيادة في الراتب، وهل تحرك العالم لأجلها ؟
صراحة إنه يوم يبعث عن إثارة الاسئلة ولابد من طرح هذه الاسئلة لأن السؤال يولد من دور المرأة الذي تقوم به في الحياة،
هل تحتاج المرأة إلى يوم عالمي ؟ هل أغنى هذا اليوم المرأة؟ هل قدم لها شيء أفادها وارتفع إلى مستوى وجودها ووظيفتها في الحياة ،،
فالمرأة بوظيفتها وأثرها وحضورها وجودها أكبر بكثير من الذي قدمه لها هذا اليوم، ناهيك عن أنه حدد لها يوم واحد بالسنة ولم يقف معها باقي الأيام وهي تتعرض للقتل والتعنيف والمجاعة والمرض والاوبئة،،
ماذا قدم هذا اليوم للمرأة المشردة والمهجرة بسبب الحروب وهي هائمة في الخلاء منتظرة ساعة قضاءها هي و أطفالها ؟ ماذا قدم هذا اليوم للمرأة ضحية التمييز العنصري المهمشة بسبب الإعاقة أو اللون أو الدين ؟ ماذا قدم هذا اليوم للمرأة ضحية
التحالفات الجديدة وضحية الاتجار بالبشر والبناء الاقتصادي العالمي وضحية الهجرة الغير شرعية والاتجار بالبشر وضحية العنف الرقمي وضحية تحديات وتأثيرات النفسية والاجتماعية للعنف السيبراني ، وضحية العنف المروري عند سياقة السيارة الخ ،،،
المرأة هي الخاسر الأكبر جراء الحروب القائمة حتى الرجال الذين يموتون هم أبناء إمرأة، لأن المرأة هي التي تعطي الحياة ولا أحد ينكر هذا فالتي تعطي الحياة تقتل وتفنى من الحياة هي ومن أنتجته من حيوات أخرى ، فهل يكفي أن نخصص لها يوم واحد بالسنة؟
ماذا نفعل لها في هذا اليوم الاحتفالي، فقط نسجل المناسبة أم نفكر في كيفية انقاذها؟
إذا كانت المرأة تتعرض بشكل مباشر إلى الخطر يجب أن تهب كل المجتمعات في العالم لانقاذها، وتكفي إمرأة واحدة من أن تنقذ العالم من الوباء الذي تعيشه فمالك بالاف النساء اللاتي يمتن في الحروب ومن المجاعة ومن التعنيف الجسدي والمعنوي .
أليس قتل المرأة في الحروب بهذه الأعداد المخيفة هو قطع وإثناء للحياة فكيف نثني ثم نرثي ثم نحتفل !!!
وأين العالم الذي وقف إلى جانب مجموعة من العاملات لأجل تعديل ساعات العمل والحصول على رواتب محترمة اما ما يحدث من هول في غزة وفي دول تعيش حروب أهلية ومجاعة وعنف وتقتيل؟؟

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1102 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع