بقلم : سعد احمد الكبيسي
شكراً مساجدنا
إن الناظر الى حال المساجد في رمضان هذا العام يدرك أنّ تحولاً كبيراً قد حصل، وتطور واضحٌ واهتمامٌ متميزٌ وإدارة رائعة، فقد وجدنا النظافةَ وموائدَ الإفطار والأصوات الجميلة والمحاضرات والدروس المتواصلة، وسعدنا بالإعداد المميز من قبل إدارة هذه المساجد ولله الحمد والمنة.
إن إقبال الأمة على شهرها الذي اجتباه لها ربها ليسر القلب ويثلج الصدر، فإن مشهد الصفوف الكثيرة في صلاة التراويح والفجر عن آخرها متعة للعين، وطمأنة للقلب، ويدعو للبهجة ويبعث على السرور!!
وهذه رسالة مفادها أن هذه الأمة تمرض ولا تموت، وأنه سبحانه يبعث لها على رأس كل عام شهراً يحيي فيها ما مات منها طوال العام.
وحديث الناس عن ختمات القرآن ختمة بعد ختمة لأمر مفرح، واشتراك الصغار في مسابقات حفظ القرآن الرمضانية ينبئ أن بذور مستقبل هذه الأمة بخير وأنها ستؤتي أكلها يوماً ما!!
إن مشاهد تبجيل رمضان، والقيام بحقه صلاةً وصياماً وقرآناً وصدقات لهو أمر عظيم ومفرح، والأمة التي تتمسك بهذا الشهر بهذا الشكل ولا تضيعه لهي أمة قادرة أن تعود سيرتها الأولى قائدةً لهذه البشرية، وحاملة لواء الحضارة والإنسانية كما فعلت على مدى قرون.
ولقد رأينا كيف أن المنابر لم تكن تؤدي وظيفةً وعظيةً فقط، وإنما كانت على مدار أعوامٍ تصنعُ هذه البيئة التي ننعم بها في مساجدنا.
شكرا أئمتنا لقد بذلتم جهداً كبيراً في رمضان وأحييتم لياليه بالصلاة والقيام ووعظتم فاحسنتم وأعدتم لنا أيام زمان لقد تعلمنا منكم أن المساجد شيءٌ أكبر من الجدران، وأشد بهاءً من ارتفاع المآذن، وأكثر جمالاً من تكوُّرِ القِباب، ووظيفتها أسمى من أداء الصلوات ثم الانصراف إلى البيوت، فهذه المساجد انما روح هذه الامة ، وهكذا هو المسجدُ في عهد النُّبوة .
نعم لم يكن مضاءً ولكن منه حمل الصحابة النور إلى كل العالم، وهذه الأُمّة لن تعود سيرتها الأولى حتى تعي دور المسجد الحقيقيِ.
وسلامتكم
380 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع