د.عبد يونس لافي
من رسائل البلاط الملكيِّ الماري - الرسالة الأولى
من باخْدي – لِمْ (Baḫdi - Lim) الى الملك
بشأن بدلاتِ الأسرة الملكية
في هذه السلسلة من المقالات،
سأتعرض الى رسائلَ وُجِدتْ
مُدَوَّنةً على الواحٍ من بين
اكثرَ من 25 الفَ لوحٍ
ضمَّها القصرُ الملكيُّ لمملكة ماري،
الذي يعود تأريخُه الى
القرن الثامن عشر قبل الميلاد،
ويمثل نموذجًا من قصورِ بلاد الرافدين
في المنطقةِ الشرقيةِ من سوريا اليوم.
هذه الرسائلُ تُقدِّم لنا بعضًا
مما كان يدور في أروقةِ
البلاطِ الملكيِّ الماري
فيما يهم العلاقات الإجتماعية
بين أفراد البلاط
الرسالةُ الاولى تُمثِّل خطابًا
مُوجَّها الى الملك آنذاك،
من باخْدي – لِمْ (*Baḫdi - Lim) ،
بشأن ما انْتهى إليه في مهمته التفتيشيَّة،
فيما يخص البِدَلِ التي تُوزَّع
على أفراد الأسرة الملكية.
ابتدأ باخْدي – لِمْ رسالتَه بعبارةِ طمأنةٍ
لسيِّده الملك مخبرًا إيّاهُ
أنَّ الخيرَ يعُمُّ مدينةَ ماري،
والقصرَ، وكافةَ أنحاءِ المنطقة.
بعدها أخبرهُ بأنَّ افرادَ الأسرةِ
البالغِ عددُهم اربعمائة،
لا يستلم جميعهم البدلاتِ الخاصَّةِ بالقصر
عدا مائة منهم فقط.
قام باخْدي – لِمْ باستجواب مسؤوليْن
احدهما بالي – ايراخ (Bālī - Eraḫ)
والاخر موكانشوم (Mukannišum).
اما موكانشوم فأفاد بأنَّ توزيعَ البدلاتِ
ليس من مسؤولياتهِ
بل هي مسؤوليةُ بالي – ايراخ.
وحين سأل بالي – ايراخ اجاب:
ان مسؤوليتَه توزيعُها
على مائةٍ منهم فقط،
اما البقيةُ فهي مسؤوليةُ موكانشوم.
يبدو أنَّ ما صرَّح به الإثنانِ
قد انطوى على بعضِ التناقض
فلذا تقدَّم باخْدي – لِمْ
باقتراحٍ الى الملك
مُستغِلًّا وحودَ مسؤولٍ اخرَ عندهُ،
اسمُه صدقي – أپُخ (Sidqī - epuḫ).
فأشار الى الملك،
أنْ يأمرَ صِدقي – أپُخ لكي يقومَ بما يجب
فيوعزُ إليه أي باخْدي – لِمْ
بوجوب تجهيز بقية الأعضاءِ
بالبِدَلِ حلًّا للمشكلة،
فيصبح حميع افراد الاسرة الملكية
مُجَهَّزبن بلا استثناء.
بعد هذه المقدمة،
أُعَرِّجُ الى فحوى الرسالة:
أخبر سيدي:
خادمك باخْدي – لِمْ (Baḫdi - Lim)،
يرسلُ الرسالة التالية:
مدبنةُ ماري، والقصرُ، والمنطقةُ كلُّها بخير.
القضيةُ التي بين ايدينا الآن:
تتبَّعتُ أفرادَ الأُسرةِ الملكيَّة،
فوجدتُ مائةَ فردٍ فقط،
من مجموع أربعمائةٍ يُحَهَّزون بالملابس،
وأما الثلاثمائة الآخرون فلا.
أستجوبْتُ بالي – ايراخ (Bālī - Eraḫ)
وموكانشوم (Mukannišum)
حول اولئك الذين لم يستلموا ملابس
فأحابني موكانشوم بما يلي:
"هذا ليس واجبي،
على بالي – ايراخ أن يجهزَّهم بالملابس."
أما بالي – إيراخ فقد أجابني بما يلي:
"انا جهزت الملابس لمائةٍ من الفيلق (الافراد)،
ومسؤوليتي كانت هؤلاء المائة فقط،
ممَّن عليَّ تحهيزُهم؛
اما باقي الأفراد فيجب على موكانشوم
تجهيز الملابس لهم."
هذا ما حصلت عليه من جواب.
بما انه قد صادف هذا الأمر،
حضورُ صدقي – أپُخ (Sidqī - epuḫ) عند سيدي،
فلو ان سيدي يوعز إليه لكي يقومَ بما يلزم،
وبذلك يمكنه إعطاءي الأوامر
لتجهيز بقية اعضاء الأسرة بالملابس.
انتهت الرسالة.
* باخْدي– لِمْ، له رسائلُ عديدةٌ، موثَّقةٌ في عدة دراسات تضمُّها مراكزُ ومتاحِف.
4120 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع