سفراء ودبلوماسيو الزمن الأغبر/١٤

ذو الفقار

سفراء ودبلوماسيو الزمن الأغبر/١٤

القائم بأعمال السفارة في وارشو فساد مالي واخلاقي

للگاردينيا حصريا
عطفا على مقالاتنا السابقة، نستكمل الحديث عن الدبلوماسية العراقية بعد الاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق بعد ان استعرضنا الدبلوماسية العراقية في اوجها الباهر خلال الحكم الوطني السابق، وما افرزته من سفراء ودبلوماسيين لامعين كانوا مصدر فخر واعتزاز على المستوين العربي والعالمي، مثل وسام الزهاوي، ونزار حمدون، وعبد الجبار الهداوي، ووهبي القره غلي، ووداد عجام، ورياض القيسي، واكرم الوتري، وفؤاد الراوي والعشرات غيرهم، نجوم لامعة في سماء الدبلوماسية العراقية بريقها مستمر حتى بعد وفاة من مات منهم رحمهم الله تعالى.
مقابل تلك النخبة اللامعة من سفراء العراق قبل الاحتلال نجد بعد عام 2003 لدينا سفراء يثيروا العجب العجاب، منهم بائع طرشي في النجف يصبح سفيرا وآخر بائع اثاث في الكوفة، وسفير كان عاملا في معرض سيارات، كما نشرت الصحف الامريكية ان استثمارات (حامد البياتي) ممثل العراق السابق في الأمم المتحدة في نيويورك ( زور شهادة الدكتوراة) لديه استثمارات عراقية في قطاع العقارات في نيويورك تضاهي موازنة كل من سوريا ولبنان. السفير العراقي في اليابان يستقبل الضيوف بالنعال. السفير العراقي في موريتانيا يلبس جلبيه وينتعل شحاطة في استقبال الضيوف. سفيرة العراق في الأردن صفية السهيل مصيبتها مصيبة ولها فيلم يخدش الحياء، وهي اردنية الجنسية، وسفير عراقي في بيروت تظهر زوجته بكل وقاحة في لقطة عاطفية مع المطرب راغب علامة وتصر على موقفها العاطفي دون ان تهتز شوار السفير الديوث، وسفير عراقي في بيروت يحمل قاذفة (آر بي جي 7 ) مع عناصر من حزب الله كأنه عنصر ميليشياوي، ومن هذا المال حمل جمال.
الدبلوماسيون الدمج مثلوا حالة فريدة في تأريخ العمل الدبلوماسي لا مثيل لها في جميع دول العالم المتقدم والمتخلف، فقد تحولت وزارة الخارجية من مصفى للخبرة والكفاءة الى مستنقع آسن ضم افسد ما خلق الله من انصاف البشر، ولا غرابة عندما تسلم وزارة الخارجية الى حملة دار (إبراهيم الجعفري) رجل مهووس ومريض نفسيا، فما الذي تتوقعه من بقية الدبلوماسيين الدمج؟ اذا كان المارد والقمقم لا يفارقان فم الوزير المهووس، وعقله المتكلس يأتي بأفكار شاذه لا تقل عن شذوذ العقلي، وتتفتق قريحته بـن نهري دجلة والفرات ينبعان من ايران وان حكومته الملائكية منفتحة على داعش، الإرهابي، بحيث صار حضوره في المحافل الدولية كحضور الخواجة جحا في سوق الحمير. حيث يتسابق وزراء الخارجية العرب لمعرفة فيما اذا كان وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفري سيمثل العراق في المؤتمر ليتسلوا بأفكاره القمقمية المستمدة من قم قم الولي الفقيه.
احد الدبلوماسيين الدمج الذي تسلق السلم الدبلوماسي كالسوبرمان هو القائم بالأعمال العراقي في وارشو (مقداد أيوب سعدي) وهو دبلوماسي مثير للضحك والاشمئزاز معا، فهو لا يعرف اللغة الإنكليزية ولا البولندية ولا العربية الا قليلا، فهو يتحدث اللغة الكردية فقط، ولا نعرف على أي معيار اعتمدت وزارة الخارجية العراقية بتعيينه في وارشو.
معروف عن هذا الدبلوماسي الدمج بفساده، قيامه بسرقة مئات الآلاف من الدولارات بحجة ترميم بيت السفير في وارشو وهو بناء قديم متهالك على بعد حوالي 1.5 كيلومتر عن السفارة العراقية، وهو تاجر فيز يبيعها لمن يرغب بالهروب الى أوربا بكبار التجار والفاسدين ليطلبوا بعدها اللجوء السياسي، وعثر على الكثير من الأختام في بيته، كان يستخدمها لأغراض تجارية وعمليات تزوير، مع هذه الجرائم تم تنزيله درجة دبلوماسية واحدة كعقوبة غير رادعة، لأنه استمر على فساده المالي والأخلاقي، تكمن قوته في انتمائه الى احد الأحزاب الكردية الحاكمة، وانضم تحت جناح وزير الخارجية الحالي.
وهو معروف بفساد اخلاقه، واستهتاره ولؤمه وافعاله الصبيانية في السفارة، وتصرفاته كمراهق، تحرش عشرات المرات بموظفة في السفارة ـ على ملاك وزارة الخارجية ـ ولما صدته قام بمضايقتها بشكل حقير وسافر ، استنجدت بالوزارة فلم تستمع كالعادة الى شكواها، مما اضطرها الى ان تقدم طلبا لنقلها الى ديوان الوزارة للتخلص من فساد هذا الأمعه السافل. ولا تتعامل معه وزارة الخارجية البولندية كما تتعامل مع اقرانه العرب والافارقة والأجانب لمعرفته بفساده من خلال عيون المستخدمين المحليين الذين ينقلوا لها وللمخابرات البولندية أخباره. فهو من وجهة نظر الوزارة لا يستحق سوى التوبيخ والتقريع.
من يقود السفارة العراقية في بولندا؟
رغم دناءة القائم بالأعمال وسفالته، لكن توجد هناك سلطة اعلى من سلطته، فالسيدة سندس برهان الربيعي الموظفة في السفارة هي من تدير القائم بالأعمال، كما تدير الخاتم في اصبعها، وبقية أعضاء السفارة أيضا، وهذه الموظفة عينت بعد عام 2003 لها قصة غريبة، فقد كان والدها برهان الربيعي يساعد الطلاب العرب والعراقيين في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراة مقابل ثمن متفق عليه، ويعتاش منه للصرف على عائلته المكونة من زوجته وبناته الثلاث، وكانت زوجته (السيدة سميرة) معلمة في المدرسة العربية في وارشو، وبناته الثلاث (نجلاء، ميساء، سندس) طالبات في الكليات البولندية، أما الكبرى نجلاء فقد أكملت الدراسة في كلية الطب وتزوجت من قريب لها، وانتقلت الى السويد، اما ميساء وهي الوسطى فقد انتحرت برمي نفسها من شقتهم في الطابق التاسع وماتت فورا، لأسباب لا نود ان نتحدث عنها احتراما لقدسية الموت، وقامت السفارة العراقية ممثلة بالسفير والقنصل بمراسم العزاء لأن ابيها كان في زيارة في العراق، وتم دفنها في المقبرة الإسلامية في وارشو (مقبرة التتار كما يطلق عليها) وتقبل السفير العراقي عزاء المشاركين، وتحملت السفارة والسادة جبار الياسري ومحمد الخفاجي المقيمون في بولندا جميع مصاريف الدفن والعزاء لمدة ثلاثة أيام. أما الصغيرة سندس فقد كانت طالبة جامعية، وكان أجمل من اختيها.
زار المرحوم برهان الربيعي السفارة وطلب من القنصل تزويده بكتاب يؤيد ان برهان الربيعي واسرته اسقطوا الجنسية العراقية، لكي يحصلوا على الجنسية البولندية حسب القانون البولندي الذي يشترط هذا الأمر، ولأن المرحوم الربيعي كان ذو اخلاق دمثة زوده القنصل بالكتاب لأسباب إنسانية دون اسقاط جنسياتهم وهذا ما فعله من السيد (شاكر كتاب/ شيوعي سابق) المقيم في بولندا وكان مدرسا في احدى المدارس البولندية وبعد عام 2003 اصبح شاكر كتاب نائبا في البرلمان العراقي. اما الثالثة سندس الربيعي فقد تزوجت من شاب بولندي مسيحي وقيل طلقت منه، وعينت في السفارة، وأصبحت عشيقة للقائم بالأعمال مقداد أيوب السعدي. ورغم ان الأمر معروف في السفارة ونقل الى الوزارة بحيث ان بعض الاعمال المخزية تتم داخل غرفة القائم بالأعمال، لكن كما يقول المثل (اذن من طين والأخرى من عجين) فقد استمرت الدعارة بكل دناءة وحقارة.
سندس الربيعي هي الحاكم الفعلي في السفارة، ولا تتم اية معاملة الا بموافقتها، وصارت سندس حديث الجالية العراقية، ذكر الشخص الثاني في السفارة والذي عمل لمدة قصيرة في سفارة العراق في وارشو بعد عام 2020 بأن سندس الربيعي" لا أحد يستطيع ان يقف أمامها فهي على حد تعبيره (وكحة وسليطة لسان وخاشه تحت ابط السفير"، فهي ذات سلطة مطلقة، واخذ أبناء الجالية العراقية يتندروا بأن من عنده معاملة معقدة في السفارة فأفضل طريقة لإنجازها تكون عبر سندس الربيعي
رحم الله برهان الربيعي كان دائما ينتقد احدى العراقيات المتزوجات من مهندس بولندي في وارشو، ويقول كيف تتزوج شابة عراقية مسلمة من رجل بولندي مسيحي؟ لكن دارت الأيام وفعلتها ابنته سندس تزوجت من رجل بولندي مسيحي، ويا ريت بقيت عليه.
لا تستغرب اخي القارئ الفاضل فهناك حالات اشد خسة وسفالة في السفارات العراقية، ولكننا لا نريد نشر الغسيل كله أمام العالم بل البعض منه.

ذو الفقار

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

827 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع