(الصحافة بين الأمس واليوم)

 موفق الخطاب

(الصحافة بين الأمس واليوم)

بعد ان اصاب المواطن العربي الإحباط من اغلب الحكومات والقادة و الاحزاب العلمانية وحتى الدينية منها والمليشيات و حجم الاعلام المشوش تارة والمسيس تارة اخرى لخدمتها والتملق لها ،فقد عزفت الشعوب التي انهكا العوز والجوع والمرض والجهل والتفكك الاسري والتفسخ الاخلاقي وغياب القانون وتسلط القضاء على الضعفاء و وقوفه بصف الاقوياء عن الثقة بكل ما يكتب في الصحف اليومية ومواقع التواصل الاجتماعي فلم يعد هنالك من اهتمام كثير من جانب القراء في متابعة الاخبار ولا قراءة المقالات ولا حتى تصفح اي كتاب بل ربما ان عدد الكتاب والمحللين والناشطين السياسين والمغردين على مواقع التواصل الاجتماعي والفضاءيات والصحف اليومية مجتمعين يفوق عددهم عدد القراء !!

الا ترون معي انها مفارقة عجيبة ؟

فاهتمام المواطن اليوم منصب على مشاهدة ما يخفف عن كاهله من كم الضغوط النفسية بعد قناعته ان كل الكتاب والمثقفين والنشطاء عاجزين عن احداث اي تغيير في واقعه الاليم وان الانظمة الحالية نزعت عنها برقع الحياء ولم تعد تستحي من اي تقصير و نقيصة، فالفساد يضرب اغلب الانظمة بلا حسيب ولا رقيب ..
وخاصة مع عصر التقنية الحديثةحيث ان اجهزة الهاتف الخلوي وكل انواع المحمول فاقت عدد البشر على البسيطة لذا تغيرت توجهات ورغبة المواطن بشكل عام من البحث عن الكتاب والمقال الرصين والصحافة الهادفة الى مشاهدة مباراة قدم او سماع معزوفة او اغنية او مشاهدة المقاطع الفيديوية على اليوتيوب والانستغرام و المكتسح التيك توك وما يحويه من كم التفاهة.

كنا ككتاب نلتزم سابقا بمقال لا تزيد كلماته عن 600 كلمة ليجعله مهضوما ثم تم اعتماد 500 كلمة ليستسيغه القارئ ورغم ذلك فالكثير يشتكي من طول المقال خاصة عندما يطالعه من جواله ومراعاة لذلك فقد اعتمدت اغلب الصحف اليومية بنشرها للمقالات التي لا تزيد عدد كلماتها عن 300 ثم 200 كلمة ومع ذلك وللاسباب اعلاه هنالك عزوف عن القراءة مما دفع بالكثير من الكتاب الرصينين بالانسحاب وسط هذا الضجيج بهدوء وربما سنلحق بهم قريبا ..
المواطن يريد حلولا لمشاكله ومنغصات عيشه وكان في السابق ايام الصحافة الرصينة تأثير للكلمة المقروءة والمكتوبة عندما كانت هنالك حكومات تخدم شعوبها وتستحي من التقصير اما اليوم فاغلب الانظمة غيرت من نهجها واوجدت لها طابورا من المطبلين والمنافقين ليعتلوا سنام الصحافة والاعلام وقيدت يد الكتاب والمتحدثين والناشطين والمعارضين في اضيق حدود ،وإن سمحت لبعض الكتاب في نشر اي مقال لهم فقد وكلت بهم رؤساء ومدراء تحرير لكسر الاقلام ٫ و وضعت لهم خطوطا حمراء بعدم التعرض للزعماء وبطانتهم وكأنهم معصومين او بمنزلة الانبياء والويل لمن يتناول ملفات فسادهم، بل حتى يحرم الكلام على حلفائهم فهذا حليفه الكيان الصهيوني وذاك حليفته ايران والاخر متحالف مع امريكا أو الصين وتايوان !!
اما ماعدا ذلك لمن صمد من الكتاب فقد تركوا لهم فسحة ضيقة في تناول مواضيع عامة وتحقيقات هزيلة و شكليات تنشر على انها اعمدة رصينة!!
واعتذر لكم وللأسباب اعلاه عن تباعد النشر الا للضرورة..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

799 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع