سوسن إسماعيل العسّاف*
حرب الابادة الاسرائيلية على غزة بين حِرَاك الجامعات والانتخابات الرئاسية القادمة في الولايات المتحدة الامريكية
في ابريل 1968 اكتشف احد طلاب جامعة كولومبيا وثيقة سرية تثبت تعاون مركز دراسات في الجامعة مع مركز (دراسات) عسكري مسؤول عن تطوير الخطط والأسلحة للجيش الامريكي الذي يخوض الحرب في فيتنام. ثارت ثائرة طلاب تلك الجامعة وقاموا بتنظيم عمليات احتجاج على ذلك التعاون، خاصة وان الاعتراضات والرفض على هذه الحرب في تلك الفترة كان في تصاعدٍ، بعد ان ارتفعت اعداد قتلى الجيش الامريكي بشكل كبير، (حتى قيل انها وصلت إلى 1000 قتيل وجريح في بعض ألايام). منذ ذلك التاريخ دخلت الجامعات الأمريكية على خط معارضة الحرب في فيتنام وتصاعدت حتى انتهت تلك الحرب بانسحاب القوات الأمريكية والاعتراف باستقلال فيتنام الموحدة، (بعد ان كانت قد قسمتها إلى قسمين شمالية وجنوبية). هذه المقدمة يجب ان لا تعطي الانطباع الخاطيء بان احتجاجات الجامعات كانت السبب وراء إنهاء الحرب الفيتنامية، ولكن بالتأكيد ان هذا الحراك الطلابي الذي تصاعد في جو مشحون بالأصوات الامريكية الرسمية المطالبة بإستمرار الحرب والمضي قدماً فيها وفتح أبواب التجنيد على مصراعيها، كانت عملاً جريئاً خاصة بعد ان انضمت اليه جامعات امريكية كبرى فيما بعد. والدليل على ذلك هو ان المرشح الجمهوري انذاك، ريتشارد نيكسون استغلها استغلالا جيدا وأعتبر انهاء حرب فيتنام جزء من منهاجه الانتخابي، (مقابل تعهد غريمه الديمقراطي اليميني المتطرف انذاك هيوبرت همفري بالاستمرار في الحرب حتى تحقيق النصر). ومع أن نيكسون لم يوقف الحرب مباشرة بعد وصوله الى البيت الابيض، بل انتظر حتى تمكنت القوات الفيتنامية الوطنية من تحقيق الأنتصار في أبريل 1975، وإثرها أعلن سحب القوات الأمريكية من فيتنام تاركا جواسيس بلاده خلفه. (وهو المنظر الذي تكرر بعد 45 عاما خلال الانسحاب العشوائي الامريكي من حربها طويلة الامد في افغانستان 2021). كما كان لجامعة هارفرد الامريكية دور يذكر في 2003 عندما خروج طلابها وتدريسيها بتظاهرات للمطالبة بعدم شن حرب على العراق وكانت هتافاتهم تقول “لا للحرب..وتغيير النظام يبدأ من الداخل…ونحن نرفض الخراب والدمار غير الضروريين بإسمنا”.
تزامناً مع عملية طوفان الاقصى أبدى طلبة الجامعات الامريكية، وبالتحديد هارفرد وبنسلفانيا ومعهد ماساتشوستس، رأيهم في احداث 7 أكتوبر منذ البداية. فقد اصدرت مجاميع طلابية من جامعة هارفرد بياناً حمل النظام الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن اعمال العنف التي تجري داخل الاراضي الفلسطينية، اي ان الهجوم الفلسطيني على اسرائيل ما هو إلا ردة فعل. وعلى الرغم من ان رئيسة الجامعة حاولت لملمة الامر واظهار السيطرة بإدانة حركة المقاومة الفلسطينية (حماس ونعتها بالارهابية) والتأكيد على انه “لا توجد مجموعة طلابية تتحدث بإسم جامعة هارفرد أو قيادتها”، الا إن الامر لم ينتهِ عند ذلك الحد. تصاعدت حدة الأحتجاجات تدريجيا في الجامعات، واصبح الوضع متوترا جدا وينذر بمواجهات عنيفة بين الطلبة وإدارات الجامعات من ناحية، وبين اصحاب الاراء المناصرة للفلسطينيين وحقوقهم وتلك المؤيدة لإسرائيل و(حقها في الدفاع عن النفس) من ناحية أخرى.
وتزايدت المخاوف من تصاعد حالة الغليان بين وجهات النظر المختلفة، خصوصاً بعد أن خرج مئات من طلبة جامعة هارفرد في تظاهرة احتجاج لدعم فلسطين وتحررها اثر قصف اسرائيل مستشفى المعمداني في 17/10 والذي استشهد من جرائه مئات الفلسطينيين. مما زاد الامور توتراً هو قيام اعضاء من الكونكرس بإستجواب رؤوساء الجامعات الثلاث ومسآلتهم حول الطريقة التي تعاملوا بها مع إحتجاجات اعتبروها (معادية للسامية)، وكانت النتيجة دعوتهم وبشكل غير مباشر للاستقالة، والتي تمت بالفعل من قبل رئيسة جامعة بنسلفانيا ونظيرتها في جامعة هارفرد التي اعتبرت الحراك الطلابي الاكاديمي جزء من حرية التعبير عن الرأي وليس (معاداة للسامية)، والذي عرضها لشتى انواع الانتقادات. كما فتحت وزارة التعليم العالي الامريكية تحقيقات مع جامعات اخرى حول ذات الموضوع. وعلى الرغم من ان المتعارف عليه أن الجامعات الامريكية ومكانتها العلمية الاكاديمية تحكمها قواعد وقوانين من المفترض تعبر عن الاستقلالية والديمقراطية، إلا إن التظاهرات والاعتصامات وحركات الاحتجاج لطلبتها وتدريسيها ومواقف رئاساتها اوضح حقيقة البراغماتية-المصلحية التي تقوم عليها هذه الجامعات من ناحية الدعم المالي والتوجهات السياسية بتأثيرات من المانحين على سياساتها الاكاديمية. ولعل قيام مجموعة من المستثمرين الاسرائيليين في جامعة هارفرد بإنتقاد مديري الجامعة واتهامهم بعدم اتخاذ اجراء ضد الارتفاع السريع في (حالات معاداة السامية) وتأثيره على الطلبة اليهود، والذي دفعهم الى اتخاذ قرارات بالاستقالة من مجلس ادارة الكليات أو انهاء تقديم المنح للطلبة، وغير ذلك من امور توضح تضخيم مفهوم (معاداة السامية) وتوسيعه ليشمل كل إنتقاد لإسرائيل وللصهيونية وسلوكياتها.
كل ذلك ترك أثاراً على الداخل الامريكي حيث اصبح المشهد في الجامعات يُنذر بمخاطر كبيرة على المجتمع نفسه، خاصة بعد اتساع الفجوة بين المؤيدين والمعارضين للموقف الامريكي من هذه الحرب وانتقاله إلى قطاعات اخرى. مع تسارع الاحداث، وامعان قوات الاحتلال إلاسرائيلية بإرتكاب مجازر وعمليات إبادة جماعية في قطاع غزة وبدعم امريكي غير مسبوق وغير مشروط، (توج بحزمة المساعدات العسكرية الاخيرة بقيمة 26.4 مليار دولار، مدعوم برفض قرار مجلس الامن بقبول فلسطين كدولة عضو كامل في الامم المتحدة)، تصاعدت وبصورة أكبر وعلى نطاق أوسع ظاهرة الاحتجاجات والاعتصامات الاكاديمية في الجامعات الامريكية الكبرى وبتحركات ميدانية من قبل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المعارضين لهذه الحرب، في محاولة للضغط على إدارة بايدن لوقف المجازر الاسرائيلية بحق الفلسطينيين بأسرع وقت ممكن. ورافق ذلك مطالبات بقطع كل علاقة لجامعاتهم مع الجامعات الاسرائيلية وسحب استثماراتها من شركات تصنيع الاسلحة أو الشركات التي تتعامل مع إسرائيل. وكان تفسير المحتجين لهذا المطلب هو إيمانهم المطلق بمسألتين: الأولى ان الجامعات الأمريكية تتلقى دعما ماليا من وزارة الدفاع الإسرائيلية، وان الجامعات الإسرائيلية ومراكز البحوث فيها هي جزء من الماكنة العسكرية الإسرائيلية ومتعاونة معها الى أبعد الحدود، في وقت كان المفروض أن تسخر الجامعات وكل الأعمال الأكاديمية لغرض نشر السلام والتنمية. ومع محاولات إدارات بعض الجامعات وحكام الولايات قمع المتظاهرين الى حد قيام الشرطة بتفريقها بطرق عنيفة، مثلما فعلت مع تظاهرة بجامعة “إيموري” في أتلانتا، حتى بات إنتشار الفوضى وتوقف الدراسة وإثارة المخاوف سمة الحياة الجامعية ليس في الولايات المتحدة فحسب، بل إمتد الى دول وقارات اخرى، كندا، إستراليا، فرنسا، بريطانيا ونيوزلندا، والحبل على الجرار.
في الولايات المتحدة بالذات تم اعتقال مئات الأشخاص في جامعات عديدة مثل كولومبيا وكاليفورنيا وماساتشوستس وبوسطن ونيويورك وتكساس واريزونا وبراون وولايات أخرى. بينما تواجه الجامعات نفسها ضغوطاً إضافية تتمثل في الغاء احتفالات التخرج التي تجري عادةً مايو (أيار)، وفصل الطلاب المتمردين ومعاقبة الاساتذة والتدريسيين المؤيدين. وفي هذا الامر تبقى جامعة “كولومبيا” النقطة الأكثر سخونة وهيمنة، لا سيما بعدما أطلقت رئيسة الجامعة (المصرية الأصل نعمت شفيق والمعروفة بإسم مينوش) شرارة التصعيد، حينما اصرت على استدعاء الشرطة الامريكية من الحرس الوطني (شرطة مكافحة الشغب) واقتحام الحرم الجامعي. من جانبه، زار رئيس مجلس النواب الجمهوري (المؤيد لإسرائيل) مايك جونسون الجامعة للضغط على ادارتها ومطالبة رئيستها بالاستقالة (لانها لم تفعل ما هو مطلوب!)، ودعا ولاية نيويورك والرئيس بايدن للسيطرة على التظاهرات، وقال جونسون ان زيارته تهدف إلى (دعم الطلبة اليهود الذين يتعرضون للترهيب من بعض المتظاهرين المناهضين لإسرائيل). ورد عليه الطلاب المحتجين، وحتى اعضاء من هيئة التدريس ان هذا كذب فاضح. كما اتهمته حاكمة نيويورك الديمقراطية كاثي هوشول بأنه يحاول تسييس الاحتجاج من خلال زيارته للحرم الجامعي، ونفت أنها تخطط لاستدعاء الشرطة في الوقت الحالي، كما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن الأمر ليس من اختصاص الرئيس بل يحدده حكام الولايات. الضربة الاهم التي وجهت إلى رئيس مجلس النواب وادارات الجامعات هو قرار المحاكم الإفراج عن الطلبة المحتجزين بدعوى (خطأ الإجراءات في القبض عليهم!).
كما ساهم الرئيس جون بايدن بدوره في تاجيج هذه الاحتجاجات عندما اتهمها في البداية بأنها (معادية للسامية، ضمن نفس سياسة توسيع هذا المفهوم لترهيب الناس). ولما شعر بان تصرفاته وتصريحاته بدأت تؤثر على نسبة التأييد الشعبي له بدأ يحاول موازنة الموقف من خلال الدفاع عن حرية التعبير، لكن تصريحاته الجديدة لم تنجح في تخفيف التوتر المتصاعد، والذي امتد إلى اكثر من 200 جامعة وكلية ومعهد (حسب صحيفة الإندبندنت 26 ابريل 2024)، لا بل وانتقل إلى أوربا واستراليا، مع استمرار المظاهرات الشعبية المناهضة في بعض دول أمريكا الجنوبية وافريقيا. ويعكس نهج الرئيس بايدن البراغماتي، والذي لا ينسجم مع الدعم اللامحدود الذي تقدمه إدارته إلى إسرائيل (سياسيا وعسكريا وماليا)، محاولة الحفاظ على ناخبيه الذين يشكل الشباب والملونين والمستقلين والمعتدلين نسبة كبيرة منهم، (إذ فاز الرئيس بالناخبين الشباب بهامش كبير عام 2020، وهو يتطلع حتماً إلى تكرار ذلك في نوفمبر /تشرين الثاني المقبل مع الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة). لا سيما وان هناك استطلاعات للرأي اجريت في 2022 تؤكد أن 76% من الناخبين ذوي التعليم الجامعي من الجمهوريين كانوا يريدون مرشح غير دونالد ترامب للانتخابات القادمة، ولكن نتائج استطلاعات أذار 2024 جاءت مختلفة من أن 60% من متعلمي الجامعات يؤيدون الان الرئيس ترامب وهو في ازماته وعدم استقرار وضعه السياسي، وسبب التراجع عن أرائهم هو سياسات بايدن.
أن تتبع تظاهرات واعتصامات الجامعات الامريكية منذ بداية الحرب على غزة وحتى اليوم، يُظهر بأنها:
ـ أولاً: على الرغم من انها ليست ظاهرة جديدة في تاريخ الحراك الاجتماعي العام الامريكي حيال القضية الفلسطينية، ولكنها جديدة في ظل تحديات ومتغييرات جديدة في الايديولوجيات الفكرية والذي ستُحدث تغييرا مستقبليا ملحوظا في السياسة الأمريكية، وخاصة في شكل وتكوين الطبقة السياسة الحاكمة القادمة، حيث ان الغالبية العظمى من المتظاهرين هم من الشباب والمتعلمين في الجامعات الأهم في البلاد، والذين يمثلون النخبة ونخبة النخبة في المجتمع، وحتى ان قسماً غير قليل منهم من ابناء اعضاء في الكونغرس وعاملين في دوائر صنع القرار، والذين سيكونون بالتاكيد من قيادات الاحزاب وكل دوائر صنع القرارات المستقبلية. كما إنهم إستطاعوا بشكل عملي الرد على من يقول ان هذا الحديث يغفل حقيقة ان هناك اعدادا كبيرة من الطلاب اليمنيين والمؤيدين لإسرائيل والذين يتم تحريكهم من قبل منظمات صهيونية، مثل ايباك وغيرها، ناهيك عن خضوعهم لتاثير اجهزة الاعلام المؤيدة لإسرائيل.
ـ ثانياً: واقعياً لم يحدث ان ظهرت مجاميع أكاديمية جامعية بهذه الكمية الكبيرة من مؤيدي فلسطين والحقوق الفلسطينية في السابق، فقد نجحت هذه المظاهرات ولأول مرة، ودون إعارة أي أهتمام للنتائج المستقبلية، في كسر حاجز ألخوف والرعب الذي فرضته عليهم المنظمات الصهيونية منذ عقود، (ولعل رفع طلبة جامعة هارفرد قبل أيام العلم الفلسطيني فوق تمثال جون هارفرد وهو المكان المخصص لرفع العلم الامريكي او اعلام زوار الجامعة) هو دليل على ذلك. وكذلك رفع أحد الطلاب العلم الفلسطيني امام المنصة التي تحدثت منها رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة، نانسي بيلوسي، في جامعة اوكسفورد البريطانية، مثال أخر.
ـ ثالثاً: ظهور عدد غير قليل من اعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات الأمريكية، وكذلك الاوربية، لمساندة الطلاب المحتجين، والذي يعني مساندتهم للقضية الفلسطينية وعدالتها، فمثلا ان تصرخ احدى السيدات اثناء طرحها على الارض وتقييدها من قبل الشرطة بأنها استاذة امريكية، او ان تظهر استاذة قانون على شاشات التلفزيون لتُثَبّت بعض الحقائق وبكل جراءة، بالقول ان الطلاب المحتجين كانوا مسالمين جداً ولم يعتدوا على احد، وان جامعة كولومبيا التي تنتمي لها عُرِفت بمنح تسهيلات لقبول عدد غير قليل من الـطلاب الاسرائيليين، وغالبيتهم من الذين خدموا في جيش الاحتلال الاسرائيلي، وهم من قام بالاعتداء على الطلبة العرب والمسلمين واستفزازهم وليس العكس. ناهيك عن شهادات أكدت أن اغلب الطلبة المحتجين هم من الاميركان، وان اغلب الطلبة العرب والأجانب يحاولون الناي بأنفسهم ويكتفون بالجلوس خشية ان يتم طردهم من الجامعة وترحيلهم، (ولو أن هناك من أكد ان الطلبة العرب كانوا هم المحرك الأساسي للإحتجاجات). ثم عزز موقف هذه السيدة طالب يهودي في نفس الجامعة عندما تحدث عن كثرة قلق عائلته عليه، وعندما اتصلوا به بعد ان شاهدوا الوضع المتوتر في جامعته ودخول قوات الشرطة، اخبرهم ان ادارة الجامعة هي المسؤولة عن مايحدث، لأنه يذهب يوميا إلى المكتبة ويمر على المحتجين، الذين يعلم قسم غير قليل منه بانه يهودي، ولم يتعرض له احد. وزاد على ذلك بان وصف المعتصمين بانهم شباب متحمس ولكنهم مسالمين، وكل ما يقومون به هو الجلوس في محلات اعتصامهم بهدوء، وقسم منهم يقوم باكمال واجباته الدراسية على الارض قرب خيام الاعتصام وبعضهم قاموا بالاضراب عن الطعام.
ـ رابعاً: ومع انه من غير المتوقع ان تُحدث هذه الاحتجاجات ومطاليب المتظاهرين تغيرات كبيرة وسريعة، (كما حدث في حالات مماثلة في السابق في الولايات المتحدة) إلا إنها حتماً قد نجحت في نقل، وبفعل وسائل التواصل الاجتماعي التي استخدمها المتظاهرون ولم تكن متوفره في السابق، حقيقة الديمقراطية التي تتغنى بها الولايات المتحدة وفي أكبر الجامعات الامريكية التي يمثل الإلتحاق بها او التخرج منها، حلما بالنسبة الى غالبية الشباب.
وأخيراً إن الحقائق التي اظهرتها هذه الإحتجاجات لابد وان تؤثرعلى نسبة الإقبال على هذه الجامعات وعلى الإستثمارات والمعونات التي تتلقاها إذا لم تنجح إداراتها في التخفيف من إنحيازها الى الإحتلال الأسرائيلي ودعم تجاوزاته وإنكاره للحقوق الفلسطينية.
*أكاديمية وكاتبة عراقية
875 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع