موفق الخطاب
تحت المجهر//(لا خير في امة كثرت اعيادها)
إن المتابع للمشهد العراقي يلاحظ بوضوح تشابك الاحداث وتعقيدها فلقد وصل الكثير من الكتاب والمحللين والمراقبين بل حتى جمهور عريض من المواطنين الى قناعة تامة بإستحالة حدوث أي تغيير في الملف العراقي إلا بمعجزة من السماء ، مما حدى بالكثير منهم عدا اقلام و ابواق المنتفعين بالتوقف عن الكتابة عنه و تناول أي تدهور أمني فيه و التطرق الى حالات الفساد التي تزكم الأنوف ، وإكتفى البعض بالاشارة الى الخروقات بمقاطع فيديوية أو تغريدات ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي بعد ان وصل الحال بالبعض منهم الى عدم الخجل من تعاطي الرذيلة و ارتكاب النقيصة وفسح المجال للتافهين والتافهات ليكونوا في الصدارة والتباهي بالخيانة والعمالة ا!
وللاسف فآفة العراق اليوم تتمثل بالفساد بكافة اشكاله وهو آخذ بالإتساع بشكل انشطاري .
فالشعب العراقي بجميع طوائفه بات يعلم يقينا ما حل بهم من دمار وخراب وقتل وتشريد ونهب لخيراته وسلب لمقدراته وضياع لسيادته وتكالب الدول عليه ولا داعي لتذكيره بها يوميا وتقليب المواجع عليه ، فالشعب قد سئم تماما من حصول أي تغيير ينقذه من ورطته ، وبات الجميع يدرك ان بقاء هذا الحال هو بتوافق اقليمي و دولي و أمريكي قذر لبقاء العراق متخلفا عن ركب العالم الحديث وهو افضل حال بالنسبة لهم لتحييده عن دوره و للسيطرة على مقدراته .
وما زال البعض ممن ارتضوا لأنفسهم هذا الدور يمثلون معولا بيد اعداء الامة ليراهن البعض ويعزف على الطائفية التي لفضها الشعب العراقي لأجل ديمومة بقائهم بالكذب وتزوير الحقائق واستغفال الناس وخاصة البسطاء منهم بالنبش في الكتب الصفراء وطرق روايات واحداث ولّت من بطون كتب بالية وتاريخ لا ندري كيف كتب وما مدى حقيقته ومصداقيته واغلبها هي خلافات وتقاطعات تهدم الامة ولا تجمعها ،و حتى رب العزة نهانا عن الخوض بها (تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما اكتسبت ولا تسئلون عما كانوا يفعلون)صدق الله العظيم .
لتطل الفتنة علينا اليوم برأسها في تأجيج قد لا يبقي ولا يذر وربما ستعيدنا هذه الفتنة لا قدر الله الى المربع الأول المشؤوم من التناحر الطائفي المقيت وهي مناسبة ذكرى (غدير خم)! فبدلا من اتخاذها يوم فرح وعيد للتذكير بمنزلة سيدنا الامام علي بن ابي طالب عليه السلام من بيت النبوة فاذا بالبعض يشحن فيها ومن على المنابر ليحث على الكراهية بين أبناء الشعب الواحد ، ليعيد المسلمين القهقري ويجمدهم عند عام (10) هجرية ولا يريدهم أن يغادروا ذلك التأريخ وينظرون أين وصل العالم وأين هم منه !
فهل مناسبة الغدير هي ذكرى فرح و عيد أم هو تهديد و وعيد ؟
فليس من المعقول في عصر المدنية والتقنية وتسارع الزمن ان نضع لكل مناسبة عيدا وعطلة!!
فالعراق يزخر بالطوائف والملل والقوميات والاديان وفي سفر كل طائفة وقومية وملة مناسبات عديدة ، فمن غير المعقول ان تطالب كل طائفة وملة بتشريع عطلة لمناسباتهم فضلا عن ايام الجمع والسبت فاذا دخلنا في هذه الدوامة فلن يتبقى سوى يوم او يومين في الاسبوع تنتظم فيها دوائر الدولة وهي انكاث دولة بعد عقدين من الزمان !
عندها لا محالة ستنهار ما تبقى منها ومؤسساتها الخدمية والتعليمية والعراق بالكاد اليوم يقف على رجليه وهو اليوم في اخر السلم بسبب الاحتلال وما افرزه من تخلف ودمار ، فقد اشبع غدرا و طعنا ولم يعد فيه شبر لأي سهام ..
فلنحتفل سادتي جميعا باعياد ومناسبات المسلمين سنة وشيعة ولنشارك المسيحيين والايزديين والصابئة المندائيين والشبك والكاكائيين والاكراد والتركمان والسريان والاشوريين مناسباتهم بعيدا عن تعطيل مؤسسات الدولة و لندع هيأتها و مؤسساتها تنهض من كبوتها ولنرفق بالتعليم والصناعة والزراعة وما لحق بهم من دمار وهم على شفى الانهيار من كثرة الاعياد والعطل والمناسبات ..
وصدق من قال ((لا خير في امة كثرت اعيادها))..
792 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع