العراق والكويت حقوق مغتصبه منذ عشرات السنين /ج1
بقلم/ صديق المجلة ـ بغداد
الاخوه قراء الكاردينيا الاعزاء .. هذه المقالات تبحث في تاريخ العلاقات العراقيه الكويتيه بعد الحرب العراقيه الايرانيه مباشرة وتصرفات النظام الكويتي والصبر العراقي الذي طال كثيرا ومواقف دول الخليج وامريكا ومصر ولغاية غزو الكويت وما ترتب عليه واسرار حرب الخليج الثانيه ...
هذا المقال باجزاءه لايبغي تبرير اي فعل او اجراء ولكن ينشر الحقيقه كما حصلنا عليها بدون حرج او تغيير ونترك للاخوه قراء الكاردينيا الحكم على ماورد فيها سلبا او ايجابا ..
مع جزيل الشكر
نبذه تاريخيه
كانت المنطقه العربيه تخضع لادارة الدوله العثمانيه باسلوب الولايات (الآياله) وتتوزع باقي اجزاء الولايه الى اقضيه ونواحي وقرى وقصبات تكون خاضعه لادارة الولايه بكل التفاصيل وتتمتع الولايه بنظام حكم ذاتي يخول فيه الوالي بتنظيم شؤون الولايه من كافة الجوه ,, كانت الكويت من ضمن الاقضيه التابعه الى ولاية البصره ويخضع حاكمها الى توجيهات الوالي العثماني في البصره وكذلك الحال مع منطقة الاحساء (السعوديه حاليا)وامتدادا الى البحرين ومناطق اخرى كثيره في الشرق والشمال والجنوب والغرب,, تبين الخارطه المرفقه والمستله من الارشيف العثماني حقيقة ذلك يمكن الاطلاع عليها ولكن الانكليز ارادوا الاحتفاظ بالكويت لما فيها من موارد نفطيه كبيره وايضا لم يكونوا راغبين بجعل العراق يقع على ميناء كبير على الخليج العربي وهو يملك موارد هائله لان العراق كان يمثل الخلافه العربيه الاسلاميه والتي تم الاتفاق على منع عودتها لانها تمتلك عوامل ومستلزمات النهوض واستعادة الحضاره من جديد هي والامبراطوريه اليابانيه والولايات المتحده الامريكيه تم القرار على العمل على منع ذلك بشتى الوسائل في مؤتمر لندن عام 1905الذي كان يناقش تقرير انهيار الامبراطوريه البريطانيه وبداية تآكلها وانتهى المؤتمر الى تفضيل الولايات المتحده الامريكيه لقيادة العالم بعد انهيار وتآكل الامبراطوريه البريطانيه وهي كانت احدى مرشحات التقرير ( عنوان التقرير كان ,, كيف يمكن ايقاف تآكل الامبراطوريه البريطانيه ومن سيرثها في حالة الانهيار ) .. * موجز عن التقرير في هامش اسفل المقال
بعد الاحتلال البريطاني للعراق والكويت و التي كانت من ضمن ولاية البصره ورسمت الحدود السياسيه للعراق الجديد وضعت الكويت بوضع خاص وتحت الانتداب البريطاني ولم تمنحه الاستقلال او ضمه الى العراق وتقرير مصيره الا في الوقت المناسب وهو عام 1961 لاسباب سياسيه لامجال للخوض فيها في هذا المقال وقد تم ذلك بعد ان امنت مصالحها بالكامل في الكويت والمنطقه،
لم يكن هناك اي برتوكول او وثيقه او خريطه لدى الجانب الكويتي تثبت فيها الحدود للدوله الكويتيه الجديده وكانت الحدود قبل 1961 هي تلول المطلاع والتي كانت وحدات المراقبه العراقيه منفتحه عليها وظلت كذلك ويثبت ذلك العديد من الوثائق منها على سبيل المثال جواز سفر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات المختوم بمغادرة الاراضي الكويتيه في مخفر جوازات المطلاع في عام 1965 وبعد مطالبة العراق بالكويت عام 1961 وضعت قوات دوليه على الحدود سميت بخط الدوريات وهو على تلول المطلاع ايضا ..
شكلت العديد من اللجان لغرض ترسيم الحدود ولكنها اتصفت بالتسويف يمكن تكون الرشوه وهي الاسلوب الكويتي الامثل في تاخير عمل اللجان ويبدو ان قضية الكويت اكبر بكثير من القضايا الاخرى لانها تسببت في ازاحة الملك غازي وفيصل الثاني ونوري السعيد وعبد الكريم قاسم وصدام حسين .
قبل الخوض في الاسباب التي دعت الى الاحداث في 2 \ 8 \1990 لابد من الاشاره الى بعض الحقائق التاريخيه :
1 . في 19 حزيران 1961 اعلنت الكويت دولتها دون موافقة العراق وبعد اربعة اشهرعلى الاعلان اعترض الزعيم قاسم على ذلك وارسل قوه من الجيش العراقي الى شمال تلول المطلاع وانفتحت هناك على الاراضي العراقيه وادى ذلك الى استنجاد الحكومه الكويتيه بالجامعه العربيه والدول التي سارعت الى ارسال قواتها وسيرت دوريات فاصله بين القوات العراقيه والكويت على تلول المطلاع ..
2 . في 8 شباط 1963 حصل انقلاب على الزعيم قاسم وقتل فيه وكانت الكويت اول المهنئين بالانقلاب وارسلت وفدا كبيرا للتهنئه بالحكم الجديد وكان الوفد برآسة :
صباح السالم الصباح ولي العهد
سعد العبد الله السالم وزير الخارجيه
خليفه خالد الغنيم وزير التجاره
عبد الرحمن العتيقي وكيل وزارة الخارجيه
في يوم 4 تشرين اول 1963 تم عقد اتفاق بين العراق والكويت برعايه بريطانيه تضمن مايلي :
اولا . اعتراف العراق بدويلة الكويت بحدودها بالمطلاع .
ثانيا . سحب الجيش العراقي من المطلاع .
ثالثا . يعتبر خط الدوريات (آثار العجلات الدوليه ) هو الحدود بين العراق والكويت .
وقد مثل العراق في هذا الاتفاق كل من :
اللواء احمد حسن البكر – رئيس الوزراء
الفريق الركن صالح مهدي عماش - وزير الدفاع ووكيل وزير الخارجيه
الدكتور محمود محمد وزير التجاره
السيد محمد كياره وكيل وزارة الخارجيه
3 . وفعلا انسحب الجيش من مواقعه على تلول المطلاع وتم تنفيذ الاتفاق واشاح النظام العراقي باعينه عن الكويت مطمئنا للامر الذي شجع الكويتيين في عام 1965 الى مسح جميع آثار العجلات الخاصه بالدوريات العسكريه التي كانت تراقب والتي اعتبره الطرفان هو خط الحدود وقامت بتسيير سيارات حمل وبيكابات في شمال وغرب تلول المطلاع من الساحل في منطقة الصابريه العراقيه مقابل جزيرة بوبيان وحتى منطقة ام المدافع شرقا وبهذا تكون الكويت قد قضمت اكثر من 45 كم عمقا في الاراضي العراقيه وبطول 90 كم وبهذا يكونوا قد استولوا على بحيره نفطيه هائله هي بحيرة ( الروضتين ) وباشروا بسحب النفط منها ....
لايمكن تفسير الاسباب التي منعت الجهات العراقيه من تثبيت الحدود بعلامات نظاميه وبناء مخافر ووضع قوات شرطه فيها لغرض تثبيت الحدود على الاقل ما تم الاتفاق عليه في اعلاه واهمال الموضوع له الكثير من التفسيرات ..
4 .في عام 1967 وتحديدا في ايلول قامت القوات الكويتيه باحتلال كل من جزيرة (وربه وجزيرة بوبيان العراقيتين ومخفر ام الصامته العراقي ) على الخليج العربي وبذلك اصبحت تتحكم بالطريق التجاري البحري للعراق وهو الشريان الوحيد الموجود ولم يكن هناك اي رد فعل من الجانب العراقي ؟؟..
5 . في شباط 1973 قامت الكويت بمحاولة بناء مخفر ( ام نكا ) ولكن الحكومه العراقيه منعتهم من ذلك وجرى على اثر ذلك اتفاق باعتبار (ام نكا ) مخفر عراقي وبموجب محضر وقعه كل من عزة ابراهيم وزير الداخليه العراقي وسعد العبد الله وزير الداخليه الكويتي ..
6 . في آيار عام 1982 وعند اشتداد معارك المحمره اقترح الشيخ جابر الاحمد على الرئيس صدام الاستفاده من لواء السادس حدود العراقي في المعركه وان الكويت مستعده لتأمين مواضعه بواسطة قوات الامن الكويتيه وبعد الموافقه واشتراك اللواء المذكور وخليت المنطقه قامت القوات الكويتيه بالتقدم باتجاه منطقة ام قصر وجبل سنام بعمق 25 كم وجبهه 80 كم وانشأت خط دوريات جديد واعتبرت ذلك الخط هو الحدود العراقيه الكويتيه .
7 . في عام 1986 تعرض امير الكويت لمحاولة اغتيال قامت بها المخابرات الايرانيه (تذكر بعض المصادر ان من ضمن المشتركين بهذه المحاوله هم اعضاء في حزب الدعوه موجودين في اعلى السلطه اليوم في العراق ) وعند وصول مبعوث الرئيس العراقي الى الكويت للاستفسار عن صحة الامير حمله الامير رساله الى صدام ان يأخذ بثاره من الايرانيين وهو مستعد لصرف كل ماتحتاجه المعركه وفعلا قامت القوات العراقيه على طول الجبهات بفتح نيران المدفعيه والصواريخ والقوه الجويه والبحريه وسمي ذلك اليوم يو الثأر لشيخ الكويت .
8 . في تموز عام 1988 تم تكليف المستشار العسكري لوزارة الداخليه ( المقدم غازي خضر الياس ) بزياره مبرمجه الى جميع المخافر الحدوديه على حدود كل من (سوريا – الاردن – السعوديه – الكويت ) وعند عودته قدم تقرير مفصل معزز بالصور والخرائط عن حالة المخافر وجد فيها مايلي :
اولا . ان هناك تجاوز كبير جدا في الحدود مع الكويت وان الكويت قامت بانشاء ساتر ترابي بارتفاع اربعة امتار يمتد من ام قصر وباتجاه جبل سنام غربا وبطول 40 كم .
ثانيا . انشاء 9 آبار نفطيه بحفر مائل لسحب النفط من حوض حقول الرميله الجنوبي .
ثالثا . ايقاف تصدير النفط الكويتي من حقول النفط (برقان – المناقيش – ام قدير – ام حجول – الوفره ) وابقائها كخزين استراتيجي والاعتماد على تصدير النفط العراقي المسروق .
رابعا . القيام ببناء مخفر ( ام نكا ) ورفع العلم الكويتي عليه وهو المخفر الذي تم توقيع الاتفاق عليه والمذكور في الفقره 5 اعلاه .
خامسا . ومن المعلوم ان نفط الرميله الجنوبي سوف يستمر بالتدفق الى نهاية القرن الواحد والعشرين .
تم اخطار الرئيس بالموضوع بموجب تقرير مفصل معزز بالصور والخرائط وطلب في التقرير الموافقه على نشر قوه من حرس الحدود مقابل هذه الاجراءات لحين حلها دبلوماسيا كأجراء مؤقت لوقف زحف هؤلاء ,, وتم اسكان القوه بالخيم ..
وبعد يومين حصلت الموافقه على ارسال القوه وبموجب المقترح الخاص بوزارة الداخليه وباقصى سرعه وقد تم تنفيذ ذلك في نهاية تموز 1988 .
قام وزير خارجية الكويت صباح الاحمد (الامير الحالي ) بزياره مستعجله الى العراق بتاريخ 31 تموز 1988 حول وجود القوات المنفتحه امام الساتر الترابي وداخل الاراضي الكويتيه كما ادعى هذا الكذاب ..
سنرى ماذا حصل في اللقاء الذي جرى بين وزير خارجية الكويت ووزير الداخلية العراقي في الجزء الثاني من المقال ان شاء الله..
ماورد اعلاه هو ذكر الحقائق التي حصلت بين العراق والكويت منذ عام 1961 ولغاية عام 1988 بعد انتهاء الحرب العراقيه الايرانيه مباشرة وافعال الكويت تجاه العراق وردود الافعال المتبادله واللجان التي تشكلت بصدد انهاء الخلافات والاسباب التي ادت الى القرار باجتياح الكويت بعد ان تمادى النظام الكويتي اكثر من حجمه بكثير مما يدل على انه يشكل مخلب لمؤامره دوليه كبيره على العراق ..
صديق المجله / بغداد *
في عام 1904 رفع تقرير الى مجلس العموم البريطاني ورئيس الوزراء البريطاني ينذر فيه ان الامبراطوريه البريطانيه بدأت العد العكسي واخذت بالانهيار وعلى اثر ذلك امر رئيس الوزراء بتشكيل لجنه من عدد كبير من العلماء والسياسيين والمثقفين بلغ عددهم اكثر من سبعين شخصا وكان التوجيه للجنه هو ( كيف يمكن ايقاف تآكل الامبراطوريه او انهيارها ) وواصلت اللجنه اجتماعاتها على مدى اربعة اشهر وتوصلت الى قرار يتضمن 1 . لايمكن ايقاف تدهور وانهيار الامبراطوريه البريطانيه لانها اسنفذت اسباب وجودها ولابد ان تتأثر بالعوامل المحيطه .
2 . بالامكان تعريف الحكومه البريطانيه بالبديل المحتمل الذي سيحل محل الامبراطوريه عند انهيارها وقد اوضح التقرير ..العرب لانهم يملكون عوامل التوحد من لغه وتاريخ ودين مشترك وموارد بشريه وماديه .. اليابان وهي امبراطوريه قائمه بذاتها الان وهي تحكم على 90% من جنوب شرق اسيا والصين .. الولايات المتحده الامريكيه وهي قوه عملاقه تحتاج الى من يحفزها على النهوض وهي تمتلك امكانيات ماديه وعلميه وبشريه كبيره جدا . ) انتهى التقرير .. تمت مناقشة ذلك في بداية عام 1905 وتوصل المجتمعون الى : عدم السماح للعرب باعادة الخلافه العربيه الاسلاميه ونحن نعمل الان على تقويض الخلافه العثمانيه .. العمل على اضعاف اليابان ومنعه من التوسع وتحجيم قوته ..اقامة علاقات استراتيجيه متينه مع الولايات المتحده الامريكيه وربطها بتحالفات مع بريطانيا وتسهيل العمل معها من كافة الوجوه . انتهى
المراجع :
حقيقة الكويت ... كتيب صدرمن قبل دائرة الاعلام العراقيه عام 1961
مقالات نشرها موقع وجهات نظر استنادا لشاهد عيان .
ما ذكره السيد رافد العزاوي حول الكويت .
مقا بلات مع المقدم غازي خضر الياس( المستشار العسكري لوزارة الداخليه ) نشرتها الصحف .
الملف السري لحرب الخليج الثانيه / بيار سالنجر
الكتاب الابيض / للملك حسين بن طلال
تاريخ المنطقه العربيه
حرب الخليج الثانيه / قسم البحوث والدراسات التابعه لشبكة الجزيره الاخباريه
نص المقابله مع السفيره الامريكيه ( كلاسبي ) التي تعيش حاليا في جنوب افريقيا وقد اشير الى كذب الاخبار التي شاعت حول مقتلها بحادث سياره وهي حيه لحد الان .
ملاحظه: يتضمن المقال سبعة اجزاء وفيها موضوع متكامل عن اجتياح العراق للكويت والاسباب وماجرى على الحقيقه وبحياديه وكما ورد في اكثر المراجع متانة ودقه وثقه ...
672 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع