ماذا حدث للبعث وما هو دوره الان ؟!

سعد السامرائي

ماذا حدث للبعث وما هو دوره الان ؟!

كلنا قد علمنا أن أعداء البعث قد فشلوا في اجتثاثه رغم انهم مارسوا قتل كوادره الحزبية بحيث تجاوز عدد المغدورين عن المائة الف وقد تم تطبيق حصار كفار قريش على كوادره وتم حرمانهم من مصادر رزقهم وامتلأت السجون بهم واجبر الالا ف على الهروب خارج العراق ,لذلك تحول الأعداء الى الخطة باء وتم تغذيتها والتحريض عليها بأن يجري اجتثاث البعث من الداخل أي من داخل تنظيماته وربما كان لاقتناع وتطبيق المرحوم عزة الدوري لرأي الراحل سعدون حمادي بعملية كانت تبدوا وكأنها فصل قيادات القطر والفروع كقرار عقوبة يشبه تحميلهم مسؤولية ما وصل اليه العراق (وهو قرار يبدوا لي سليماّ وفق مبدأ محاسبة المخطئ والمشارك بمسؤولية ما ال اليه العراق وانهم فشلوا بتقديم النصح الصحيح للشهيد صدام مما أدى لاحتلال العراق وكل الذي جرى من جرائم وعمالة وخيانة للوطن لا تزال مستمرة ليومنا هذا فكان السبب الاخر الذي ساعد عن غير قصد في اجتثاث البعث لأنه أدى لاعتلاء قيادات متوسطة وبسرعة هائلة لتتزعم القيادة القطرية للعراق في ظل ظروف استثنائية وعدائية لها كما ان هناك أعضاء بالحزب لم يستطيعوا او منعوا من تأدية مسؤلياتهم لكونهم خرجوا من العراق واخرين فضلوا الخروج من الحزب طواعية بسبب أخطاء قد تسبب بها البعض لهم ففضلواعدم المشاركة بمعمعات وجدل وخلاف أعضاء الحزب (الذين كانت هناك بلا شك ايادي خفية تعمل على تأجيج نار الخلافات والتي وصلت للتشهير العلني خلافا لنظامه الداخلي ) فمارسوا النضال من خارج التنظيم وتحمل البعض ما تحملوا ..

اذن شاركت بعملية اجتثاث البعث من الداخل عدة عوامل مقصودة وغير مقصودة او نتيجة ردود أفعال باضعاف الحزب وتحييده عن مساره ونهجه المعهود وبدلا من أن يمارس دوره الريادي والقيادي أدى تأثر بعض القيادات الجديدة بالحملة الاعلانية التي بدأها المحتل الأمريكي والذي استغلها فرس ايران وروجوا لها وهي فرية تقسيم العراق الى ثلاث دول كردية وشيعية وسنية فصار من يتحدث عن الإقليم السني يتهم بانه انفصالي وطائفي بينما عجزوا عن رؤية كل المجازر التي تحدث للسنة وكأنها تحصيل حاصل !, وللأسف لم يتأثر كثير من قيادات البعث بما يروجه أعداء وحدة العراق بل وقفوا بشدة ضد أي طرح عن الفيدرالية بالعراق وهذا أصلا مخالف لمفاهيم الحزب وعقيدته الشبه علمانية ,ان المطب الذي وقع فيه البعث برفضه الإقليم السني أدى لوقوع مجازر مستمرة ضد السنة كان لزاما على الحزب باعتباره حزبا لا يؤمن بالطائفية ان لا ينصر أو يتخذ موقفا يؤدي لظلم طائفة ضد طائفة أخرى وكان لزاما عليه أن ينتقد كل الجرائم الطائفية ضد السنة ويسع لرفع الظلم باعتبارهم أساس كبير من أسس الشعب العراقي وكان بنظرنا عليه ان يشجع قيام الإقليم السني بل ويشارك فيه بقوة من اجل الحفاظ عليه لكن يظهر ان تأثير الطابور الخامس أكبر من أن يجعل القيادة القطرية توافق على قيام الإقليم السني ربما خوفا من ان يتم اتهامهم بالطائفية !, تناسى البعض ان الطائفية لا تعني ان تكون طائفيا اذا ما نصرت طائفة مظلومة وان كنت منها ناهيك عن ان السنة هم عماد الشعب العراقي ..
للأسف أقولها بحسرة فلقد نجح الأعداء باجتثاث البعث ( الذي كنا ننتظره ليجمع قواه مرة أخرى ويقوم بتحرير العراق من نجاساته والعملاء والخونة ) من الداخل وهذه هي النتائج : حدوث عدة انشقاقات بالحزب سواء كان عن خروج وتكتل أعضاء مع تنظيماتهم او من خلال الادعاء بانهم هم الممثلون الشرعيون للحزب او من خلال فصل كادر قيادي كان يمارس دوره القيادي بلا هوادة وأخيرا فشل القيادة القومية العليا للحزب باحتواء هذه الانقسامات اواتخاذها إجراءات تعسفية غير مدروسة والتهت بحضور مؤتمرات عالمية عقيمة بدل ان توجه جهودها وجهود كل قيادات القطر بالاقطار العربية من اجل المساهمة بتحرير العراق لكن ماذا فعلوا؟ ..سأقول لكم ..
أمريكا تجول وتلعب بمقدرات الشعب العراقي وتنفذ خطتها بالانتقام من هذا الشعب الصابر والمصابر الذي أدبهم و الصهاينة وكان الدرع الواقي للأمة العربية من توسعات وخطط الكيان الصهيوني والفارسي فميزان القوى هو الذي يسير الأمور وعلى شاكلة الامريكان يلعب الفرس من نفس منطوق القوة بحيث سخرت عبيدها في الميليشيات التابعة لها بالعراق فقامت بقتل مئات الالاف السنة متصدري المقاومة ضد المحتل وصنعوا مع الامريكان داعش لتكون مصدرا لتجميع وطني العراق ومؤمنيه ليتم القضاء عليهم وحولت الشعب بالقوة الى تابع لاجندة صفوية وقفت الأحزاب الوطنية ومنها البعث متفرجة وربما تنتظر الفرج من الله او من أمريكا لتغيير الوضع ! لكن الشعب قد تحمل أكثر مما يجب ولكن أيضا ظهرت مصالح وتضاربت بين السنة انفسهم أدت الى قناعة لدى اغلب من تعاون مع المحتل وسار بنهجهم وأيد هذا الاتجاه من هم خارج بؤرة الخونة والعملاء وكان لسبب ظلم وعنصرية وطائفية من يملكون زمام الحكم بالعراق أن وصل العراق والعراقيين ليعلنوا عن طرح مسألة قيام الإقليم السني الكبير الذي لا يضم الغربية فقط وربما كان لمسعانا الشخصي الدور برفض تقزيم الاقليم السني وجعل مساحته بدل من الرمادي كل مدن السنة شمالها ووسطها وغربها وحتى بغداد ورغما عن المخطط الخبيث الذي عملت عليه حكومات الاحتلال من تفريس العراق ومناطقه السنية .فالامر لم يعد قابلا للسكوت او مجاملة حتى البعثيين لانهم على خطأ بهذا الامر .الاف الدور دمرت وملايين تم تهجيرهم وجيء بمثات الالاف الفرس والهنود والباكستانيين والافغان وكلهم شيعة تم توطينهم بالعراق من اجل التغيير الديموغرافي ..الا يرون ذلك مناوئي الإقليم والا يرون ان ايران أساسا ضد الإقليم لأن قيامه يحد من توجهها القاضي بتفريس العراق .استغرب بشدة!.

اختم قولي: بينما كنا نأمل وكان مفروضا على البعث أن يدخل ويشارك بتأسيس هذا الإقليم بزخم قوي منظم بحافظ عليه من أي دعوة للانفصال ويقوي هذا النهج العلماني ويركز مفاهيمه العلمية والعقائدية فيه ويوجه ويثقف شعبه وتنظيمه ويرسخ الأهداف النبيلة للاقليم بدلا من ان يتركه بيد شلة تحركهم مصالحهم الشخصية والعشائرية وربما عمالتهم للاخرين وربما لو تمت الدعوة للانفصال سيقول البعض ها انظروا ماذا كنا نقول !!! وأطمئن الجميع من خلال قرائتي لكل الاحداث واهداف كل من المحتلين واذنابهم بان أي دعوة للانفصال ستفشل وحتى لو تمت رغما عنا فانها ستحافظ ولو على جزء كبير من مساحات وشعب العراق بعيدا عن تأثير ( الصفويين ) .أقول اذن بدلا من ان يفعل البعث ذلك انشغلت قياداته القطرية على اختلافها بفضح وتجريم بعضهم البعض على وسائل التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزيون وها انا قد اقتنعت الان من ان الاعداء نجحوا في اجتثاث البعث من الداخل الا اذا صحى الخصماء ووضعوا مصلحة الحزب والأمة العربية فوق مصالحهم الشخصية و(طنكرتهم الفكرية )هيهات هيهات بالندم لو وقع الفأس بالراس.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الطرب الأصيل

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

754 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع