نزار العوصجي
لماذا تتصارعون ..
تعددت اسباب الصراع عبر التأريخ ، البعض يصورها على انها أثبات للوجود ، و الأخر يعتقد انها رياضة يهوى ممارستها ، سرعان ما اصبحت فيما بعد مصارعة ، لذا يحاول المتنافس التفوق على خصمه باستعمال عددٍ من الطرق التي يضمن بها الفوز في النهاية ، فالمصارعة هي حالة قتالية تنطوي على استخدامها بعض من التقنيات بما في ذلك الدفع و الضرب المباشر أحياناً ..
لقد دمجت تقنيات المصارعة مع فنون الدفاع عن النفس الأخرى بالإضافة إلى فنون القتال بالأيدي كما هو الحال في مصارعة السومو ، حيث تعد مصارعة السومو واحدة من الفنون القتالية المقدسة في اليابان ، يتصارع فيها اثنين من المصارعين و هما لا يرتديان سوى حزام الـ”ماواشي“..
يتميز مصارعي السومو ببنية ضخمة و قوية تمكنهم من دفع الخصم بقوة ، و تتميز السومو بأسلوب خاص و فريد يعود لارتباطه بالثقافة اليابانية ، لذا فأن السومو هو أحد أشكال القتال الذي يتصارع فيها اثنين من المصارعين فوق حلبة خاصة تسمى ”دوهيو“، و تعد رياضة السومو إحدى الفنون القتالية التقليدية منذ القدم كونها تعود إلى طقوس ديانة الشينتو ، كذلك هي رياضة قومية يابانية ..
يتنافس مصارعا السومو من أجل الفوز باستعمال اليدين فقط لطرح المنافس أرضاً أو إخراجه خارج حلبة القتال الدائرية المحددة “دوهيو“، ((( دون الحاجة لأستخدام العقل ))) و يطلق على مصارع السومو ”ريكيشي“ ، و يكون عارياً لا يرتدي سوى قطعة من القماش تلف حول الخصر و بين الأرجل ويطلق عليها ”ماواشي“، و إذا فقد المصارع حزام الـ”ماواشي“ هذا أثناء النزال و أصبح عاريا تماماً فإنه يعد خاسراً ..
ما نخلص اليه هو ان الصراع البدني موجود من الأزال ، في كل زمان ومكان ، فهنالك صراع من إجل الوجود ، وصراع من إجل البقاء ، وصراع من إجل الفوز بالأعتماد على القوة البدنية و استثناء القوة العقلية ، كما هو الحال في رياضة المصارعة ..
ان ما يميز لعبة المصارعة عن الصراع هو ان الأولى نزال بين متصارعين او اكثر ، و هنالك جمهور مؤازر يتابعهما عن بعد ، ذلك لأن قوانين اللعبة لا تسمح له ان يشترك فيها او ان يكون جزءاً منها ..
إما الصراع فعلى الرغم من انه بين شخصين او اكثر ، الا انه يتغلغل داخل الوسط الجماهيري ليتحول شيئاً فشيئاً الى حرب اذا ما استمرت ( لا سمح الله ) فانها تحرق الأخضر و اليابس ، و من بين ما يمكن ان يحترق هو قطعة القماش التي تسترهم ، ليصبح المتصارعين عرايا تماماً فيخسرون كل شيئ ، و هذا ما ينطبق الحالة التي نحن بصددها اليوم ..
من هنا نقول عليكم أن تهدوأ قليلاً ، تريثوا ، اركنوا الى منطق العقل ، تخلوا عن حب الذات و لغة الأنا و الغرور ، اتركوا أثراً يخلد ذكركم ان شئتم ان تذكروا ..
كما اننا نقول لكم بصراحة : يكفينا ما نحن فيه ..
لا تجعلوا من تأريخنا و وجودنا ساحة لصراعاتكم ..
لا ترهنوا مستقبل الأجيال القادمة لمصالحكم ..
لا تسمحوا لضعاف النفوس ان يشعلوا نار الحرب ..
و لا تجعلوا من جماهيرنا وقوداً لها ..
ان اشد ما يؤسفنا أن نراكم تتصارعون طوال الوقت ، تتصارعون من أجل تحقيق أحلامكم الشخصية ، التي يمكن ان تنتهي في اي لحظة عندما تحين الساعة ، و هذه هي سنة الحياة و على العاقل ان يفهم ..
خذوا العبرة ممن سبقوكم ، و ليكن الخلود المنشود بالفكر و العقل ، لا بالجسد ..
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ..
567 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع