نداء الى الزعماء والملوك والرؤساء العرب

د. وائل القيسي

نداء الى الزعماء والملوك والرؤساء العرب

السادة المحترمين زعماء وملوك ورؤساء الدول العربية

قبل اكثر من 12 عاما ناخت رحالكم في بغداد المحتلة ، لحضور مؤتمر القمة العربية، وكان العراق حينها ولازال ، يرزح تحت نير حكومات متعاقبة، اوجدها الغزاة الاميركان والمحتل الإيراني ، ولم يكن للشعب العراقي دورا في اختيار هذه الحكومات التي يتم تصنيعها في مطابخ قم وواشنطن.
ورغم ذلك حضرت مواكبكم وتعالت اصوت خطبكم الرنانة التي لا تسمن ولا تغني عن جوع.
نحن لسنا بوارد تشريح واستذكار مادار في تلك القمة الآن، لكننا نتوجه إليكم بشكوى منكم وعليكم وإليكم ، بسبب الظلم والمأساة التي اصابتنا بسببكم او بذريعة مجيئكم إلى بغداد.
انعقدت تلك القمة العربية المشؤومة في بغداد، الخميس 29 آذار 2012 ، وبسبب تلك القمة اصابتنا كارثة وفاجعة ، دفعنا ولازلنا ندفع ثمنها حتى الآن ، فإن كنتم تعلمون بهذه الكارثة فتلك مصيبة، وان كنتم لا تعلمون فالمصيبة ادهى وأمرّ.
العراقيون يُعتقلون ويذبحون باسمكم ايها الزعماء والملوك والرؤساء العرب ، فقد تم اعتقال اكثر من ( 3500) عراقي تحت ذريعة ما سمي حينها بالإجراءات ( الإحترازية) للمحافظة على امن قمتكم كما ادعت الحكومة العراقية آنذاك.
لقد قامت الحكومة العراقية بتنفيذ حملة اعتقالات جماعية ، واحتجزت الآلاف من العراقيين بطريقة غير قانونية، في منشأة سجن ( معسكر الشرف) ، في المنطقة الخضراء ببغداد ، بالرغم من ادعاء الحكومة كما زعمت قبل عام من ذلك التأريخ انها اغلقت ذلك السجن!!
وبذريعة تلك الإجراءات الاحترازية المزعومة نفذت الحكومة العراقية منذ أكتوبر عام 2011 حتى حتى نهاية آذار 2012 ( موعد انعقاد قمتكم)، موجات كثيرة من المداهمات والاعتقالات العشوائية، وصفت حينها من قبل الجهات الأمنية ب ( الإحترازية)، رافضة الكشف عن اعدادهم وهوياتهم ، ولم تفصح عن الاتهامات الموجهة لهم ولا عن اماكن احتجازهم، ولكن بعد ذلك تم تلفيق تهم إرهابية ضدهم، ومن ذلك التأريخ حتى الآن تجري عمليات إعدام ممنهجة ضدهم استنادا إلى تلك التهم التي نسبت لهم ظلما وزورا.
ايها السادة الزعماء والملوك والرؤساء العرب :
باسمكم وبسببكم فإن الحكومة العراقية المحكومة تعتقل وتعدم وتُغيّب اكثر من 3500 من ابنائنا، علما انهم جميعا من اهل (السنة) ، وكل ذلك جرى خارج نطاق القانون ومن دون محاكمات عادلة تحت طائلة اتهامات غير معروفة وملفقة.
ايها السادة الزعماء والملوك والرؤساء العرب ان تلك الاعتقالات المنظمة والممنهجة التي جرت في اكتوبر و نوفمبر 2011 وما بعده إلى حين انعقاد مؤتمركم ضد المكون السني تحديدا كان بزعم انتمائهم لحزب البعث العربي الاشتراكي وانهم موالون للرئيس القائد صدام حسين المجيد الشاهد والشهيد.
كل ذلك جرى اثناء حكومة نوري المالكي صاحب شعار ( اتباع الحسين واتباع يزيد) وشعار ( ماننطيها) .
والآن وبعد كل هذه السنين العجاف من تأريخ العراق، حتما اتضحت لكم الصورة وتبينت الحقيقة وانكشف من هم اعداء العراق والأمة العربية ومن هم وتدها وسيفها وفرسانها.
السادة الزعماء والملوك والرؤساء العرب ان ابنائنا المعتقلين والمغيبين الذين اخذوا بجريرة توفير الحماية لكم وتأمين سلامتكم كما وصفتها الحكومة العراقية رسميا بأنها إجراءات ( احترازية) لمنع وقوع هجمات إرهابية ضدكم او بحجة منع اي نشاط اجرامي ( محتمل) اثناء انعقاد القمة العربية آنذاك او لمنع اي احتجاجات شعبية ( محرجة) لحكومة المالكي، تجري ضدهم منذ الوقت حتى الآن عمليات إعدام ممنهجة ومستمرة .
فماذا انتم فاعلون؟!!
مع العرض ان قضية معتقلي القمة العربية هي غيض من فيض ولا تشكل سوى رقما بسيطا من اعداد المعتقلين في العراق فهم بمئات الآلاف ايها السادة.
نحن نعرف ان هذه المناشدة ستذهب في مهب الريح لكنها تذكرة لأولي الألباب وللتذكير بواجباتكم القانونية والإنسانية والأخلاقية.
من لم ينصر اخاه لن ينصره الله.

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

892 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع