الراحل علي الوردي و القطع و اللصق/ ١

 عبد الرضا حمد جاسم

الراحل علي الوردي و القطع و اللصق/1

توقفت في السابقة / الوردي و الحضارة عند التالي:

اليكم نماذج من ذلك "اللصق" الذي تغص به كل كتب الراحل الوردي له الذكر الطيب ذلك اللصق الذي كان بقصد واحد هو ترجيح فكرته عن الانسان العراقي والمجتمع العراقي مستخدماً فيه الكثير من "العيوب العلمية" من كذب وتحريف وتزوير وادعاء وتأليف حكايات ركيكة:

اليكم نماذج من ذلك:
1ـ في ص46 من كراسة شخصية الفرد العراقي كتب: [وأني لا أنكر بأن ازدواج الشخصية ظاهرة عامة توجد بشكل مخفف في كل انسان حيث وجد الانسان، ولكني أُؤكد لكم بأن الازدواج فينا مُرَّكز ومتغلغل في أعماق نفوسنا...الخ] انتهى.
أقــــول: الراحل الوردي الذي لم يدرس المجتمع العراقي يغرد بهذه التغريدة النشاز فالعراق كما لا يعلم الوردي متنوع...ابن الهور يختلف عن ابن الجبل و ابن شرق العراق يختلف عن ابن غربها...اسأل كل من قرأ ما كتبه الوردي و ما كُتِبَ عن الوردي السؤال التالي: هل قرأت لعالم امريكي يذكر " الشخصية الامريكية" او عالم فرنسي تطرق فيما كتب عن الشخصية الفرنسية...او عالم بريطاني تميز في تشريح" الشخصية البريطانية؟؟؟؟... ثم هل يعرف الراحل الوردي الذي تجول في ازقة بغداد القديمة و اعتبرها هي نموذج المجتمع العراقي ان لكل زقاق حالة خاصة حيث لا تلتقي تلك الازقة لا باللغة و لا بالعادات و لا بالانحدارات و لا بالجذور و لا بالطائفة و ربما بالدين حتى؟؟؟!!!!
2 ـ في ص359 /دراسة في طبيعة المجتمع العراقي كتب: [يغلب على ظني ان الوضع الذي رأيناه في المراقص العراقية قلما نجد ما يشبهه في مراقص البلاد الأخرى فهو من مظاهر الكبت الجنسي الذي اشتدت وطأته في العراق بوجه عام وفي المدن بوجه خاص]انتهى.
أقــــول: [أسأل الوردي: كم عدد المراقص في بقية العراق "خارج بغداد"؟ ربما هنا مرقصين في مدينة البصرة فقط...وهناك ستة عشر محافظة عراقية خالية تماماً وفي كل تاريخا من المراقص و لليوم. ثم هل درس الوردي حالة المراقص في الدول الأخرى حتى يطلق صيحته هذه؟ بل هل دخل الوردي يوما الى مرقص؟ الجواب كلا...اما كيف "غلب على ظن الوردي ذلك"؟ اجيب عنه ومنه امه سمع من زائر او قرأ في كتاب او ألَّفَ حكايتها... او نقش من كتاب لا يخص العراق.
3 ـ في ص 359 من نفس الكتاب كتب: [يجب ان لا ننسى في هذا الصدد ان العراق هو البلد الذي استفحلت فيه عادة غسل العار الى درجة يندران يكون لها نظير في أي بلد اخر].
وفي ص237 من نفس الكتاب كتب عن عادة غسل العار: [وهذه العادة موجودة في كثير من المناطق في البلاد العربية ولكني اميل الى الظن بأنها في الريف العراقي أوسع انتشارا واشد وطأة منها في أي منطقة أخرى من الوطن العربي ...الخ]انتهى
أقـــول: هل مثل هذه الأمور المهمة تسير وفق "أميل الى الظن"؟ كيف يجزم الوردي بذلك وهو يميل الى الظن؟ هل أجرى مسحاً ميدانياً او اطلع على مضابط دوائر الشرطة او عاش في الريف العراقي فترة جيدة؟ هل قام بدراسة ذلك في البلدان العربية الأخرى؟ الجواب على كل هذه الأسئلة هو واحد وهو: كلا كبيرة جداً.
كيف اسند الوردي أقواله هذه او ما هي مصادر الوردي التي اعتمدها في طروحاته هذه؟...اليكم التالي:
في ص239 من كتاب/دراسة في طبيعة المجتمع العراقي كتب التالي:
اولاُ: [ذكرت احدى الصحف البغدادية منذ بضع سنوات أن رجلاً في قرية سلمان باك قتل اخته لأنها "اتصلت" بزوجها قبل ليلة الزفة] انتهى.
اقـــول: تفضل عزيزي القارئ ...ذكرت احدى الصحف منذ بضعة سنوات ان رجلاً في قرية سلمان قتل اخته...الى اخر الخبر!!!!... هذه المصادر التي يعتمد عليها الوردي في طروحاته عن حالة ال"مجتمع العراقي"
ثانياُ:[شهدتُ في احدى محلات الكاظمية حادثة من حوادث "غسل العار" تعاون فيها أهل المحلة على قتل امرأة منهم...الخ]انتهى
أقـــــول: خلال اكثر من أربعة عقود من عمر الوردي في الكاظمية شاهد حالة واحدة و اعتمدها...أين في الكاظمية لا احد يعلم...في أي عام ايضاً لا احد يعلم ؟ و ما علاقة أبناء المحلة بالموضوع؟ اتحدى الوردي او المعجبين به ان يذكروا واقعة شبيهة شارك فيها أبناء المحلة!!!؟؟؟؟ حيث من العادة ان تتم مثل هذه الحالات سراً و لا يساهم فيها غرباء أي من خارج العائلة!!!
ثالثاً: [أن قصص "غسل العار" في العراق كثيرة جداً تكاد لا تُحصى. وقد قدم لي أحد طلابي تقريراً يتضمن من هذه القصص ما يدهش ويُذهل]انتهى
اقـــول: بنى الوردي قوله :"تكاد لا تًحصى" على "قَّدم لي احد طلابي تقريراً يتضمن من هذه القصص ما يُدهش و يُذهل!!!...تصور عزيزي القارئ طالب قدم تقرير...هل ناقشه الوردي عما ورد في التقرير؟ كم عدد الحالات التي وردت في هذا التقرير؟ كيف عرف الوردي صدق كاتب التقرير؟ هل كلف الوردي نفسه لمتابعة الموضوع مع اخرين من مكان وقوع هذه التي لا تُعد و لا تُحصى؟؟
رابعاً ـ في ص360/دراسة في طبيعة المجتمع العراقي كتب: [الواقع ان الحجاب قد انتشر في أكثر البلاد الاسلامية منذ زمن بعيد ولكنه لم يبلغ من حيث تأثيره الاجتماعي في تلك البلاد كما في العراق فهو في العراق ذو تقليد استمدت جذورها من عادة غسل العار وظلت محافظة على بعض معانيه] انتهى.
أقــــول: هل هناك من يتفضل عليَّ ببيان العلاقة بين ""عادة"" غسل العار والحجاب؟ هل النماذج التي نقلناها عن الوردي في (3) أعلاه عن غسل العار وقعت لنساء غير متحجبات "سافرات"؟ لم يبين لنا الوردي موضوع غسل العار في الجزيرة العربية او في البلدان المحيطة بالعراق!!!! لنقارنه مع تفشي الحالة في العراق كما يُفهم
خامساً: في ص305 من كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي 1965 كتب: أيضا [في عام1951 قدم لي أحد الطلاب تقريرا عن مدينة هيت ذكر فيه ان الحجاب اخذ ينتشر في المدينة منذ عهد ليس ببعيد فقد كانت المرأة الهيتية سافرة كغيرها من نساء الأرياف والمدن الصغيرة ولكنها بدأت تميل نحو الحجاب من جراء احتكاكها بالنساء الحضريات اذ هي صارت تقلد هؤلاء النساء...الخ]انتهى
أقـــــــول: اليكم ما كتبه الراحل الوردي في ص305 [أن السفور البدوي الذي كان منتشراً بين أكثر النساء في العهد العثماني هو اليوم سائر في طريق الزوال انه كان في الواقع سفورا محتشما يكاد يخلو من مساوئ الحجاب ومساوئ التبرج...الخ]انتهى
و اليكم ما يناقضه من ص349 من نفس الكتاب حيث كتب: [الواقع ان عادة اللواط كانت منتشرة في المدن العراقية في العهد العثماني انتشارا واسعا و يمكن ان نعزو ذلك الى عوامل عديدة أهمها ما يلي: (شدة الحجاب، فقد ثبت علمياً انه كلما اشتد الحجاب في المجتمع زادت نسبة اللواط بين افراده.)..الخ]انتهى.
أقول: قارن عزيزي القارئ بين المقطعين واحكم على أحكام الراحل الوردي...علماً أن في القادمات موضوع خاص سيكون عنوانه: "الراحل الوردي والانحراف الجنسي"...
ملاحظة. ايضاً اعتمد الوردي على "تقرير طالب واحد" ليعممه.
سادساً: ـ في ص 370: من كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي (ان نزاع المحافظين والمجددين ظاهرة اجتماعية تكاد تكون محتومة في مثل هذه الظروف التي مر بها العراق ولكني أستطيع ان أقول ان النزاع الذي حصل في العراق كان عنيفاً جداً وقد تطرف كل من الفريقين فيه تطرفاً أدى الى نتائج فكرية واجتماعية غير محمودة) انتهى
في ص 371 من نفس الكتاب كتب: [وتلك هي مشكلة المحافظين في جميع انحاء العالم تقريباً والظاهر ان مشكلتهم في العراق تفوق مشكلة غيرهم في البلاد الأخرى]انتهى.
.................................
يتبع لطفاً...بالمقطع سادساً أعلاه نبدأ التالية
عبد الرضا حمد جاسم

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1218 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع