طارق عيسى طه
تختلف المواقع الالكترونية في طريقة أدائها لتوصيل المعلومة الى المتلقي وطريقةأختيار الكتاب والتعامل معهم .
هناك مواقع تنشر في نطاق المعقول وتحاول ان تكون محايدة في الاختيار والنشر وليس بعيدا عن الواقع ترك الافكار تتنافس وتتصارع فيما بينها والجمهور يستطيع ان يقيم الكتاب الذين يضعون مصلحة الشعب نصب اعينهم ويكتبون عن اهم الاحداث واضعين التجديد كهدف ستراتيجي لمصلحة الاغلبية الصامتة المهمشة والمغلوبة على امرها في عملية توزيع ثروات البلد الغرض الاساسي من ذلك الحد من التجاوزات التي ضربت ارقاما قياسية في العراق الجريح . وهناك مواقع تهتم بالاضافة الى الدفاع عن الاغلبية الصامتة الى احياء التراث ونشر المقالات مدعومة بالصور التي تلعب باحاسيس الجمهور وخاصة المتقدمين بالعمر منهم ذكريات عن الزمن الجميل , اليوم قرأت مقالة من هذا النوع نشرها موقع الكاردينيا الثقافية عن فيضان دجلة في عام 1954 مدعومة بالصور القديمة والشخصيات الحاكمة في ذلك الزمن ومدى اهتمامهم لغرض تفادي مخاطر الفيضانات . لست من دعاة الملكية فقد عايشتها ودخلت مواقفها وسجونها لكن تدهور الاوضاع وتدني مستويات الحياة الاساسية في الوقت الحاضر يدفعنا للمقارنة مع العلم بان موازين القوى العالمية قد تبدلت خارطتها بشكل جذري وتبدلت اساليب المعيشة فالكماليات سابقا اصبحت من الضروريات التي لا يستطيع الانسان التخلي عنها (مثلا التلفزيون , الحاسوب , الهواتف النقالة ) واصبح العالم عبارة عن قرية والاخبار تنتقل باسرع من البرق وقد رافق التطور العلمي نكسة عكسية من ناحية التطور الاجتماعي حيث لم تكن الطائفية لها مكانة كما هي اليوم بعد احتلال العراق .هناك مكانة لوعاظ السلاطين لا يختلفون عن الذين ذكرهم المرحوم العلامة الاجتماعي الوردي في كتاباتهم لكن جهودهم تعتبر لا شيئ بالنسبة للاخرين ولهم مواقع تفضلهم وتنحاز اليهم , فالمال المبذول المسروق من قوت ابناء الشعب الفقير يلعب دوره في ايجاد كتاب مدافعين عن السلطة والتكلات الطائفية والشوفينية المتصاهرة مع الرجعية العالمية والمحلية. تلعب السلطة الحاكمة دورها في تاجيج الصراعات التي تشق وحدة الشعب لغرض في نفس يعقوب .وما اغلاق قناة الفضائية البغدادية والتحريض عليها وتشكيل فضائيات معادية لها الا ظاهرة تمثل قمة الصراعات الطائفية بين الخير والشر .وسوف يكون النجاح حليف المواقع الالكترونية التي تواكب التقدم الاجتماعي ونشر الثقافة بين غالبية الاوساط الشعبية التواقة للتقدم والانعتاق من قيود الخرافات التي مصيرها الفشل في كل الاحوال .
طارق عيسى طه
844 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع