د. حسن الزيدي
َوجهة نظر..عن الذكرى ال ٩٣ لتأسيس دولة العراق المعاصر..
-في ٣ تشرين اول ٢٠٢٤ تنهي دولة العراق المعاصرة عامها الثالث والتسعين كدولة مستقلة ومن الدول الاسيوية القلاءل التي صارت عضوا في منظمة عصبة الأمم التي عاشت بين ١٩٢٠و١٩٤٥ بعد ان فرضتها الدول الاوربية المنتصرة في الحرب العالمية الأولى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وحلفاؤهم على كل من ألمانيا والنمسا والدولة العثمانية والتابعين لهن و كانت قد قسمت المستعمرات لثلاثة مستويات متباينة في تقدمها العام.
كان العراق من بين قلة من الدول الاسيوية التي صارت عضوة في العصبة منها الصين الوطنيةوأفغانستان وتركيا وايران ومصر انظمت عام ١٩٣٧
ولم يات انظمام العراق للعصبة هبة من المملكة المتحدة التي كانت منتدبة عليه بل نتيجة جهودا وطنية على الر غم من انها كبلته باتفاقية عام ١٩٣٠ التي انتهت في يوم ١٤ تموز ١٩٥٨.
- الديمقراطية ليست حكرا على الأنظمة الجمهورية بل هي حق لكل ألشعوب التي منها ممالك بريطانيا والدانمارك والنرويج والسويد وهولندا وبلجيكا وغيرها
-كما ان اقامة نظام جمهوري لا يعني بالضرورة ديمقراطيا فمعظم الأنظمة العربية والاسلامية أنظمة جمهورية لكنها في غالبيتها العظمى أنظمة دكتاتورية ورجعية ومتخلفة ويكثر فيها الفساد المالي والادادي وتراجع التعليم وَالصحة..
-الجمهوريات الخمسة لتي حكمت في العراق من ١٤ تموز ١٩٥٨ لم تكن جمهورياتا متكاملة بل مصارعة ومتقاتلة.. فالأولى قضت على النظام الملكي ووضعت قوانينا ذوات طابع اجتماعي وتعليمي وراعي وصناعي وجامعي متطور َومتقدم نسبيا فيما كانت الثانية بين شباط تشرين ثاني ١٩٦٣ دموية والجمهورية الثالثة بين ١٩٦٣و١٩٦٨كانت اكثر امنا واستقرارا وعدالة فيما جاءت الرابعة بين ١٩٦٨و٢٠٠٣ متباينة بين وجود هيكلية ولو شكلية للدولة ومؤسساتها وشيدت مدارسا ومستشفياتا وعبدت طرقا وحفرت انفاقا وحاربت الأمية والجهل لكنها انشغلت بالحروب وهيمنت عليها طغمة مستبدة سهلت تكالب معارضينها الذين تعاونوا مثل بقية العلاقمة والخونة في التاريخ مع القوي الأجنبية الاستعمارية (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة) لاسقاطه فعمل الغزاة ليس فقط لاسقاط واعتقال وقتل ازلام النظام بل حطموا معظم المؤسسات العراقية من معامل ومصانع وجسور ومحطات ماء وكهرباء وفككوا الجيش العراقي الذي هو من الرموز والاركان الاساسية للاستقلال الوطني.
-ثم سلموا الحكم لعملاءهم الذي يحكمون منذ ٢٠٠٤ في الجمهورية الخامسة التي كثر وعم فيها الفساد المالي والادادي وانهار التعليم والصحة ونشطت فيها النعرات القومية والمذهبية وتأسست فيها ميليشيات مذهبية خارج القوات المسلحة التي ضعيفة ومهمة كما فعل النظام السابق.
-صار العراق وكأنه هونكونك والراس الأخضر يتدخل فيه كل جيرانه الستة كل على طريقته وقدراته واطماعه فضعفت هيبة الحكومات خاصة وأن اخوتنا الاكراد صاروا يبذلون جهودا حثيثة ليس فقط للانفصال بل البحث عن فوارق وتمايز مع اخوتهم العرب.
كما أن الكويت من خلال إسرائيل واميركا تعمل على خنق العراق خليجيا وتسرق أرضه ونفطه والسعودية لا يهمها الا تنظيم الحج والعمرة وكسب مؤيدين لمذهبها الوهابي الرجعي وتركيا التي حكمنا اجداها اربعة قرون لازالت تشكل لنا تهديدا جغرافيا من الشمال الغربي. أما إيران التي لها أطول حدود مع العراق فهي تستعمل نفوذا مركبا ومتعدد الوجوه منه اقتصادي وسياسي ومذهبي مما صار العراق الذي قال رءيس الوزرا البريطاني المجرم بلير عن جيشه في عام ١٩٩١ بأنه يهدد لندن صار الان يقوم بمهمات شرطوية في بعض الأحياء المشكوك بولاإها للحكومات المتعاقبة.
-الأوطان أيها المسؤولين لا تبني لا بالإكراه ولا بالظلم ولا بفرض العنصرية او المذهبية ولا بالتجويع والتجهيل بل فقط وفقط بالمساواة امام القانون بين المواطنين والمواطنات بغض النظر عن قومياتهم واديانهم ومذاهبهم واجناسهم والوانهم.
دولة اسرائيل التي يحلو للبعض ان يسميها دويلة ولقيطة انتصرت علينا في علم ١٩٤٨ و١٩٦٧ و٢٠٢٣ وستبقى تنتصر علينا ليس فقط لأن الولايات المتحدة والدول الأوربية معها بل لوجود تلاحم بين حكامها وشعبها ولن تحمينا منها الصلاوات ولا الشتاءم ولا الفتاوى بل فقط بإقامة العدل والحرية والعلم لكي نتصدي لها بعقولنا واسلحتنا الحديثة وليس بطواءفنا .
-يحي العراق (عراق الجميع بعربه واكراده ومسيحييه وصابءيه ويزيديه وشبكه ويهوده وغيرهم) سوا أكان ملكيا ام جمهوريا.
٢٠٢٤.١٠.٣
984 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع