بقلم مهند سري
سفرة الى آلوس !
عندما نفكر برحلة استجمام، لا نجد في خزيننا المعرفي، سوى جبال كردستان، ومصايفه، وإذا قصرنا المسافات، فنحن بين خيارات محدودة بين بحيرتي الحبانية والثرثار، فيما ظهر منتجع جديد، حوّل بساتين الى مرافق سياحية، او مولات، ولاعزاء لأرض السواد.
غير أن مضيّفاً من جزيرة آلوس، دعانا مع مجموعة صحفيين، الى زيارة بيته هناك، وكانت المفاجأة، بعد قطع مسافة مئتين وخمسين كيلو متر تقريباً، حين حط بنا الرحال الى آلوس، إحدى نواحي قضاء حديثة.
لم اتصور من قبل، ان اجد صعوداً ونزولاً في طريق، سوى في كردستان، حتى وصلت هذه الجزيرة، التي يلتف حولها نهر الفرات، ولاأدري لماذا لم يصور شعراؤنا هذه اللفتة الجميلة، واين البصير منها ليضمها الى قصيدته التي مطلعها :
ياحبذا نهر الفرات وحبذا
ماء به عذب الموارد صافي
كانت البيوت تشمخ على المرتفعات، وسط بساتين النخيل، مطلة بـ"مسناياتها"، على مياه النهر، المتدفقة بدورتها حول المكان، فيما الجسر العائم الوحيد يغفوعلى النهر، تسمع صوته كلما مرت عليه سيارة.
المكان يكتنفه الهدوء، والسكينة، فنحن كنا حقاً وسط الماء والخضراء فقط، إذ لا وجه حسن صادفناه، أو صادفنا.
كانت النجوم مكتظة في سمائها، بعد أن غيبها التلوث عن بغداد، فيما توقظك صباحاً زقزقة العصافير، وصياح الديكة، في حين غاب صوت "ابو الغاز"، و" الدوارة"، وضجيج المركبات.
آلوس، برغم صغر مساحتها، لكنها غنية برموزها العلمية، وآثارها، فضلاً على جمال طبيعتها الخلابة.
1473 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع