عائشة سلطان
ماذا سيحدث غداً؟
منذ ثمانية أيام وحتى اليوم، وسكان الشرق الأوسط يعيشون على أعصابهم، بانتظار ما هددت به (إسرائيل)، يوم توعدت إيران برد قاسٍ، يتناسب وتلك (الصواريخ البالستية)، التي فوجئ بها العالم تنير سماء تل أبيب، فيما أطلقت عليه طهران وحرسها الثوري، انتقاماً على مقتل (نصر الله) أمين عام حزب الله اللبناني، وقيادات أخرى كانت برفقته، بعضهم ضباط إيرانيون كبار، كانوا يحضرون اجتماعاً تنسيقياً في مقر الحزب بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت!
إذا كان هذا هو الانتقام الذي يستحقه نصر الله من وكيله الرسمي طهران، فهذا يعني أنه لم يكن ذا قيمة كبرى عندهم، حيث تم الكشف لاحقاً عن أن تلك الصواريخ لم يكن لها أي نتائج ذات أثر، فهي لم تسقط بناية، ولم تقتل إسرائيلياً واحداً، ولم تصب أية أهداف تذكر، الوحيد الذي قتل، هو عامل فلسطيني قاده قدره إلى المكان الذي سقط فيه ما سمي بالصاروخ البالستي، الذي لم يكن هو ورشقة الصواريخ الأخرى التي شاهدها العالم، سوى صواريخ صوتية، لإثارة الذعر في صفوف العدو!
الصواريخ لم تضر إسرائيل، قدر ما أعطتها فرصة لهذا التلاعب الذي تمارسه اليوم، ومنذ الثلاثاء الماضي، على العالم، والذي بدأت أقصى درجاته بعبارة (سنرد على إيران بشكل يجعلها تندم على فعلتها)، إلى أن وصلت إلى (أبلغنا إسرائيل أن منشآت إيران النووية التي تنوي إسرائيل ضربها، محاطة بتعقيدات جغرافية)، على حسب تصريحات البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية)، ثم تطورت التصريحات ليلة البارحة إلى (إن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، تحتاج إلى أسلحة لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة الأمريكية)!
فماذا على العالم أن يفهم؟ إنها الحرب النفسية التي تجيد إسرائيل استخدامها جيداً، وأنها كذلك التسبب في هزيمة العدو قبل بدء الحرب، أما الاستمرار في هذه الحرب النفسية، فنتيجتها الانهيار البطيء لجيش العدو، ولنفسيات المواطنين هناك!
إسرائيل اليوم تحارب على جبهات، وليس جبهة واحدة، وهذه حرب مكلفة جداً، وإذا كانت حماس وحزب الله والحوثيون مجرد حركات مقاومة، فإن إيران دولة، وأياً كانت درجة تسليحها، فهي دولة عميقة، ذات تحالفات وأهمية كبرى في الاقتصاد العالمي.
ستضربها إسرائيل أم لن تفعل، ذلك ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة!!
553 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع